أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني














المزيد.....

الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الشرق الأوسط محكوم عليه بالاشتعال دوماً , فلا تكاد تخمد نيرانه في منطقة حتى تندلع ثانية في منطقة أخرى , قربت أو بعدت عن مركزه , ولطالما احتوى على ثلاثة أرباع مخزون النفط العالمي , الذي هو عصب الحياة الرئيسي والسلاح الاستراتيجي الفعال للدول الكبرى, فلا مندوحة عنه حتى نفاذ آخر قطرة نفط .
والغريب في وضع هذا الشرق الممزق أن دوله في حالة اشتباك مستمر وعداوة دائمة , مرتبطة بحقب تاريخية مديدة بحيث تشكل رواسبها الوقود اللازم لإذكاء جذوة الصراع المقسوم إلى قسمين , الأول باطني والثاني ظاهري .
قبل توضيح أجزاء الصراع بشقيه الباطني والظاهري, يتوجب علينا إلقاء نظرة متمعنة على خريطة الشرق الأوسط لاستكشاف مواطن القوة والضعف فيه , والمؤسف أن نقاط الضعف تقع في جزئه الأدنى , أي في الجزء المشمول بالدول العربية , بينما ترتكز نقاط القوة في جزئيه الأوسط والأقصى , ومن عجائب هذه الرقعة الجغرافية , خروج المارد الإيراني من قمقم الحاضر , وذلك ليس باتجاه المستقبل بل نحو الماضي بأحلامه الفارسية الغابرة .
واللافت في اتجاه إيران المعاكس لمسار التاريخ الاستمراري , يجعلنا نسترجع نظرية نهاية التاريخ للكاتب الأميركي فرانسيس فوكاياما , لكن هذه المرة على الطريقة الإيرانية , لا على الطريقة السوفيتية , التي قصدها الكاتب ذي الأصول الشرق أوسطية .
لقد تجاوز التاريخ مرحلة الحروب الباردة بين الجبارين , ولا يخفى أن إيران الخميني استخدمت أميركياً بدل إيران الشاه , لوقف التمدد السوفيتي المتسارع باتجاه مياه الخليج العربي , ما أعطاها الأهمية السياسية القصوى إلى جانب موقعها الجغرافي الحيوي في المنطقة .
أغلب دول الشرق بما فيها باكستان والهند اتجهت باستمرار صوب المستقبل ولم تفكر يوماً بالعودة إلى أمجاد الماضي وتراثه , بغض النظر عن النزاعات الحدودية القائمة بينهما , في حين أن السبب الرئيسي في تقهقر إيران إلى الوراء , يكمن في العامل التاريخي كما أشرنا وببعديه العرقي ( الفارسي) والديني المذهبي ( الشيعي) , مع العلم أن البعد الأخير عامل قوة , وهذا التقهقر ليس من موقع ضعف ووهن بل من شعور طاغي بالقوة , وهنا جوهر المفارقة بين النكوص الإيراني والعربي .
لا بد من الإقرار بأن ثمة تقصير عربي فظيع تجاه ما يفعل ويحاك من وراء الأكمة , خصوصاً في المناطق التي شرعت تتغلغل فيها إيران , وكأنها أصبحت إقطاعات فارسية كتلك التي في زمن كسرى , لاسيما الإقطاع العراقي المشتعل , الذي أعلن المحتل الأميركي عجزه في إخماد نيرانه , بدون أن ترمي إيران بكامل ثقلها لإخماده , بعد أن أيقن بأن كل الخطط الأمنية والمؤتمرات التي عقدت حول العراق لا جدوى منها , إذا لم تسحب إيران يدها مع يده من العراق فوراً .
وهناك إقطاع فارسي آخر وهو لبنان , الذي يوشك على الانفجار مجدداً , وله من يعينه على إشعال فتائل الصراع الطائفي , من خلال أمراء الحروب الأهلية الموزعين بين العراق ولبنان , دون أن ننسى الهرج والمرج الإيراني في سورية , التي تعتبر إيرانياً الجسر الواصل بينها وبين إقطاعاتها في العراق ولبنان .
ومن ضمن عجائب إيران الأزمة النووية , التي برعت في محاكاة سلوك كوريا الشمالية ببلادة وعدم اكتراث , باعتبار الاثنتين تواجهان عقوبات دولية وسخط دولي شديد بسبب برامجهما النووية , لقلة تجاوبهما مع رسائل وكالة الطاقة الذرية , فالذي يجمعهما في هذا المجال نهج تصعيدي واحد , فكوريا هددت مرراً بتحويل بحر اليابان إلى بحيرة نارية , إذا فكر أحدٌ ما باستخدام القوة ضدها , ولأجل ذلك نفذت تجربتين نوويتين , أمّا إيران فهي تلوح ضمناً على الطريقة الكورية بتحويل الخليج إلى خليج ناري , منتهجة لهذا الغرض الأسلوب الكوري جيداً , باستعراض عضلاتها الصاروخية في مياه الخليج .
آخر الكلام , سيبقى الشرق الأوسط محكوم عليه بالاشتعال من الداخل الإقليمي والخارج الدولي , إذا استمر الجهلاء باستلاب دور العقلاء .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان
- معنى الاستقلال في سورية
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة
- أهداف بيلوسي في دمشق
- الماركسية الكلاسيكية ونفيها التاريخي
- التسلطية القُطرية ومحاولاتها التحديثية
- الحضور الإيراني في دمشق : رفض مطلق أم قبول حذر؟
- أوروبا - أميركا : وتغيير السلوك السوري
- سورية وسيناريوهات ثورة آذار
- الشمولية العربية وخيارات أجيالها الإصلاحية
- سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً
- العراق , سورية: دبلوماسية الفوائد
- الرؤى الماركسية – اللينينية حول الثورة الاشتراكية
- دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر
- الصدر/ نصر الله : ولعبة إطفاء الحرائق
- العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن
- عندما يصبح الرأي خيانة وطنية
- العراق: يودع صدامه
- خدام وبيضة اغتيال الحريري


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني