أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السالك مفتاح - جولة الى اكناف التفاريتي : ورشة لصنع السلام وقهر الطبيعة















المزيد.....

جولة الى اكناف التفاريتي : ورشة لصنع السلام وقهر الطبيعة


السالك مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 1895 - 2007 / 4 / 24 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدو التفاريتي واكنافها ورشة ليس للتحضير للمستقبل وصنع السلام، بل وايضا لكسب رهان ‏الحاضر وتحدي سنوات الفرصة الضائعة وقهر الطبيعة وفرض الحقيقة بارادة الرجال وعرق ‏المجدبين، وعهد المرابطين على اكناف الوطن وساحات المجد ..!!‏
‏ التفاريتي تلك البلدة التي لم تترك منها سنوات الحرب سوى اطلال من مباني واثار حقبة مرت ‏من هناك وسط الصمت .. قبلها مر الفرنسيون وهم الذين تكبدوا خسائر لاتزال تملا سمع الزمن ‏في اكليب اخشاش الذي بات اليوم مقرا لاهم نواحي الجيش الصحراوي ، الذي يشكل واحدا ‏من مفاخر الذاكرة الوطنية ، ان لم نقل ملهما لذاكرة وطنية تستعصى على النسيان وتتصدر ‏واجهة التاريخ، تكتب اليوم صفحات و وتعيد رسم معالم ورصد مفاخر دونت على مشارف ‏البلدة وفي اكنافها الممتدة وارضها المنبسطة ووهادها الكبيرة وديانها المتشعبة .. هناك يرقد ‏ثراث انساني يحكي غابر الازمان والحقب تطل علينا من الركيز وفي اخشاش والحمرة (منطقة ‏بئر لحلو) تحيل زائرها لحقب ما قبل الكمبري والعصر الطباشيري والفترة الرطبة وملايين ‏السنين من تاريخ نجهله ونسعى لمعرفته .. في كل زاوية وتحت كل ردهة في صخرة طمرتها ‏السنين ، تجد اثارا ولكل منها قصة وله اكثر من حكاية تروي تعاقب الحضارات وتواصل ‏المد، تفك طلاسم حضارة شمال افريقيا من البر بر الى العرب مرورا بالفتوحات الاسلامية ‏والدولة المرابطية ثم الحقبة الاستعمارية..!!‏
‏ الزيارة للتفاريتي ، ليست فقط جولة في ربوع منتزعة وغنيمة من حرب التحرير ، بل جولة الى ‏عمق زمور وروافد الساقية ، وقراءة جديدة لعبق التاريخ و واستحضار المقاومة و ملامسة ‏ملاحم الامس و والتوقف على روائع اليوم، التي تتراي وتبرز هنا وناك تحت حراسة وفي ‏احضان حاميها الاول (جيش التحرير الصحراوي ) وسط حضور دولي لافت (مراقبي بعثة ‏المينورسو،منظمة ‏landmineaction‏ ) وغيرها من الهئيات الدولية التي بدأت تكتشف جوانب ‏من الحقيقة التي لاتزال غائبة عن البعض بفعل التعتيم وعدم السماح للمراقبين الدوليين بولوج ‏المنطقة وبعد القضية عن الاجندة الدولية ومصدر القرار بالنسبة للدولة المتحكمة في صناعة ‏قرارات مجلس الامن ..!! ورغم كل ذلك فان اللافت لمن يزور التفاريتي وبقية الاكناف ‏المحررة ، يلمس عودة الحياة وبدء تشكل دعائمها على الارض عبر التواجد الوطني ‏الصحراوي وسط حضور دولي مافتئ يتسع ، و الذي نجده في الفركان (خيم )، المراسي ، ‏الطرق العامرة بالسيارت القادمة من كل الجهات وبالحياة التي تدب رغم ان الموسم هذه المرة ‏جاف والبراري مقفرة ، الا ان المواشي تترأي للعيان وتظهر هنا وهناك ، رغم نقص مصادر ‏المياه وشحة الاكل لندرة لامطار، لكن ساكنة المنطقة فرضت وجودها واسست لحياة جديدة فوق ‏ارضها وتحت حراسة البوليساريو التي تسيطر وتدير المنطقة ..‏
‏ الملاحظ من الوهلة الاولى لمن يزور تلك الاكناف، انها تنطوي على اخطار كبيرة ، بالنسبة ‏للعارفين بخبايا الامور والدارسين لظاهرة الالغام وانتشار القنابل العنقودية وغيرها من ‏المتفجرات والاجسام الغريبة والسامة ، بل ان بعضها انتهت صلاحيته وبقى يشوه وجه الطبيعة ‏وشكل حطرا داهما على حياة الانسان والحيوان ، في ارض اعتاد اهلها على الرحيل والترحال ‏بحثا عن الكلا لمواشيهم .. لقد فرضت عليهم سنوات الجفاف التقرب حتى من الجدار الذي يمتد ‏مثل الثعبان ويفصل المنطقة والذي تحفه كل اخطار الالغام والقذائف المتفجرة وغير المتفجرة ‏والتي قال عنها البعض انها الموت الصامت الذي ينتظرنا ..!!‏
‏ الصحراء التي ارتبطت بالذاكرة الدولية والتاريخية كونها الارض الجدباء، لكنها في هذه ‏المناطق تبدو غير ذلك رغم صعوبة الظروف وخطورة المسالك ، اذ انها حسب العارفين ‏بالتاريخ تجلس على مخزون هائل من الاثار التي تضاهي تلك الموجودة في اكبر المتاحف ‏الدولية ، بل انها تضاهي تلك الموجودة في مصر وغيرها من البلدان العربية ، لكن لازالت ‏الاخطار بها محدقة من كل حدب وصوب .. انه خطر الالغام ، والذخائر غير المتفجرة ‏والاجسام الغريبة وافة بقايا معارك واقصاف صبت هناك ملايير المفرقات واحرقت الخضراء ‏واليابسة وزرعت الموت وافنت حتى الطبيعة ..!! وهذا هو بيت القصيد في هذه القراءة لواقع ‏التفاريتي التي تشكل فقط وجها يعكس واقعا على الارض الصحراوية 0..‏
‏ الى ذلك تنشط في التفاريتي ، منظمات دولية ويتواجد متعاونون من الخبراء الذين يقدمون ‏اسعافات في كيفية التعامل مع هذا الخطر ، يرومون مسح المنطقة ورصد مخاطرها وتحديث ‏خرائط الالغام وغيرها من المتفجرات ، وامداد الامم المتحدة بحقائق الارض والتي تسجل ‏وتصبح في متناول كل من بيده جهاز دليل الخرائط (‏GPS‏) ، لها فريق من الاخصائيين ‏الدوليين في كيفية التعامل مع افة الالغام تقوم كذلك بتاهيل العنصر الصحراوي في الموضوع ، ‏وتساهم في التحسيس في صفوف المواطنين بخطورة تلك الآفة ومظاهرها ، تمتلك ترسانة من ‏التجهيزات المتقدمة من سيارات واجهزة، وهي تعمل على مجموعة من المصادر على الارض ‏‏(بعثة المينورسو، البوليساريو ، السكان المحليين). وقد نوهت تلك المنظمة التي تعمل في ‏المنطقة منذ غشت سنة 2006، بجهودها وتعاونها بعد او قعت نداء جنيف لحظر الالغام في حين ‏ان المغرب لم يوقع معاهدة اوتوا لحظر هذا السلاح وتعمل منظمات دولية على الانخراط في ‏منظمة دولية للتخلص من القنابل العنقودية بصفتها سلاحا يطاله الحظر ، و تهدف المنظمة ‏البريطانية في مأموريتها الى المساهمة في تاهيل المنطقة لفترة ما بعد التسوية السياسية .. ‏وتنشط الى جانب هؤلاء افواج من المتعاونين ومن الاخصائيين الصحراويين الذين ساهمت ‏المنظمة البريطانية في تكوينهم طبقا للمعايير الدولية للتخلص من الذخائر وفي الافق توسيع ‏العمل ليشمل كذلك نزع الالغام وتنقية المنطقة . ‏
‏ الى ذلك جرت منذ ايام تخرج اثنا عشر من المختصين في التخلص من الذخائر غير ‏المتفجرة، ببلدة التفاريتي المحررة . وجرت مراسيم التخرج بحضور من رئيس البوليساريو، ‏محمد عبد العزيز الذي كان يشارك في جلسة لهئية اركان الجيش الصحراوي ، كما حضر ‏الحفل قائد قوات بعثة المينورسو، الجنيرال موسغار، وكذا مندوب عن دائرة الامم المتحدة ‏لمكافحة الالغام .‏



#السالك_مفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الاطروحات والمزايدة بين الرباط والبوليساريو ..!؟
- مقترح جبهة البوليساريو من أجل حل سياسي مقبول ومتفق عليه ويفض ...
- حكم ذاتي ببصمات مغربية في الصحراء .. فاقد الشئ لا يعطيه ..!؟
- حكم ذاتي في الصحراء .. شاط الخير اعلى ازعير ..!؟
- الصحراء الغربية بين الحكم الذاتي و الانتفاضة .. دراسة تكشف ا ...
- الحكم الذاتي ..بين الحقيقة والمؤامرة...!؟
- وقفة مع العلاقات الصحراية – الموريتانية
- المرأة الصحراوية بين دواليب التسيير ومتطلبات الاسرة ..!؟
- بعد 31 سنة من التاسيس .. لا يزال خطاب الدولة الصحراوية اسير ...
- التفارتيي.. عاصمة الفعل الصحراوي .. موعد يتجدد
- ام ادريكة(سيبرينتشا) الصحراء وأخواتها ..جريمة حرب قذرة.. يلف ...
- كيف تطوع البوليساريو .. الانتفاضة في اجهاض الحكم الذاتي
- رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يوضح طبيعة النظام القضائي والق ...
- خطاب الممانعة ..في مواجهة خطاب المهادنة في الصحراء الغربية . ...
- اعترافات جيمس بيكر- الشعب الصحراوي لم يلجأ قط للارهاب -
- جيش البوليساريو : مهام .. تحديات..!!
- وقف اطلاق النار : استرا حة المحارب ..!! ‏
- جيش البوليساريو.. سنوات الفرصة...!!
- ما بعد التفاريتي
- لاجئوا الصحراء الغربية ..يستغيثون ..!؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السالك مفتاح - جولة الى اكناف التفاريتي : ورشة لصنع السلام وقهر الطبيعة