أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسية ، المساهمة في تهيئة اجواء المؤامرة 3-1














المزيد.....

مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسية ، المساهمة في تهيئة اجواء المؤامرة 3-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:00
المحور: القضية الكردية
    


يكمن الخطر الأصلي لفلسفة الاشتراكية المشيدة المادية البحتة، والجبرية التعيينية (التحديدية المطلقة determinizm)، في مطابقتها ومساواتها بين قوانين المجتمع والقوانين الفيزيائية. أي استسلامها لمفهوم التطور التلقائي أوالقَدَرية المعاصرة، وامتثالها لها. بيد أن الحقيقة الجديدة التي تتفق فيها وتوصلت إليها الماكروفيزياء (fizik makro) والميكروفيزياء (mikro fizik)؛ لا وجود لقوانين تطور تسير في مسار مستقيم معين ثابت وبدون انقطاع، بل ثمة مساحة "فوضى" تفصل بين الظواهر كلها. وقد أُدرِكَ وعُلِمَ أنه بدون هذه المساحة البينية (الفراغ) لا يمكن تحقيق أي تطور نوعي .

إن الحاجة إلى تحقيق تحول جذري في وجهات نظرنا إلى الكون والطبيعة في يومنا الحالي، وبقدر يماثل على الأقل ما حصل من تحول في عصرالنهضة، هو نتيجة منبثقة عن المعطيات العلمية المتراكمة. وعلينا أن نعلم علم اليقين أنه، من المحال تجاوز الفوضى المستفحلة في النظام القائم ما لم نقم بإطراء تحولات نوعية على وجهات نظرنا الأساسية إلى العالم. وهذا هو المقصود بثورة الذهنية .

لا داعي إلى ميثيولوجيا سومرية جديدة. كما لن نلجأ إلى نفس الحقائق الموجودة في المعبد على الطراز السومري. إلا أننا من الجهة الثانية لن نستصغر هذه المعابد. وعلينا التفهم بكل عمق أن الزيكورات السومرية هي المعابد الإلهية الأصلية، سواء كانت كنيسة أم جامعاً أم ديراً. فالزيكورات هي المراكز التي تعمَّق فيها الكهنة فكوّنوا أشكال البنى الأساسية والمصطلحات الرئيسية للحضارة. أما المعابد الأخرى وما ظهر بعدها من مراكز الزهد الكبرى، التصوف، بيوت الذِّكْر (البيوت الباطنية)، مراكز التكهن، الصيام والصلاة؛ فهي ليست إلا أشكالاً منحلة ومتطورة عن هذه العادة. وقد تشكلت المنتديات الفنية، المسارح، الأنظمة والقواعد الأدبية- الفلسفية والعلمية، مقتفية الأثر عينه. وهذا ما أود قوله عندما أقول بضرورة عدم استصغارها .

السؤال المصيري في راهننا هو: أين معابد النفاذ والخلاص من الفوضى؟ وما الذي يجب عمله؟ لا شك في أنه لا يمكن عيش الماضي بتقليده، إلا أنه من المحال أيضاً بناء الجديد وخلقه دون اعتماد التراث أساساً. لكن الجامعات الحالية ومراكز العلوم ومؤسسات البحوث والدراسات المتعددة لا تزال بعيدة عن خدمة هذه الأهداف. ذلك أنها تحولت إلى أماكن لتوزيع الأوراق والأحجية للخلاص الفردي. في زمن ما، كانت "مستندات إنقاذ اليوم الآخِرة " تُوزَّع في الحضارة المصرية. وما الديبلومات وشهادات التخرج في يومنا الحالي سوى نوع من "مستندات إنقاذ الحياة الدنيا". ولا يمكن للتكوينات الاجتماعية الجديدة أن تنبثق من الفوضى القائمة عبر هذه الأساليب والمواقف. فمن يمتلك الذهنية عينها ليس بمستطاعه خلق الجديد، سواء كان معارضة أو حزباً تابعاً للنظام. وأقصى ما يمكنه عمله حينذاك هو المساهمة في إصلاح أو ترميم النظام الموجود. بيد أن الأحزاب والحركات الثورية المتأسسة، لم تَنْجُ من مواجهة العاقبة والنهاية نفسها .

لأجل تحقيق تجدّد اجتماعي جدي وتأسيس نظام ذي شأن، قد يكون من المفيد البدء من الأبسط،أي ما نسميه "مراكز العلوم الاجتماعية"، ومن مراكز الإدراك والإدارة الأساسية. ويستَلزِم جوهر المسألة أن تتكون "مراكز العلوم الاجتماعية" من أشخاص فاضلين كما الكهنة المقدسين، ويمتلكون القدرة على تجسيد الخصائص النبيلة الموجودة في العلماء العصريين، وتمثيل القدرة على العمل الانضباطي والمنتظم في شخصياتهم؛ ويجهدون لبلوغها. بمعنى آخر، ستجتمع مدرسة الفيلسوف، ومعبد الناسك، وأكاديمية العالِم في هذه المراكز لتشكل تركيبة جديدة تُعنى وتهتم بالبحث عن حلول كل المشاكل المصيرية التي يعاني منها المجتمع البشري، حتى ولو تطلَّب ذلك الانزواء والزهد والجفاء أربعين عاماً .

لا يمكننا الحدّ من المجازر التي ترتكبها الرأسمالية بحق المجتمع والفرد، إلا بقوة هكذا مراكز. ومثلما أن هذه المراكز ليست مكاتب أيديولوجية للأحزاب الثورية، فمن المستحيل أيضاً أن تكون مكاناً للعلماء الذين يكتفون بعدة ابتكارات بسيطة لتشكيل طرح ما. هذا إلى جانب أنها ليست مراكز إدارية للفلاسفة الموجِّهين للسياسة. لكنها من الجانب الآخر تُعَدُّ مؤسسات رفيعة المستوى وقديرة بحيث تستطيع تمثيل قوة التغيير لكل العناصر المؤسساتية والفردانية الموجودة في المجتمع، وإمدادها بالوعي والإرادة اللازمين عندما تدعو الضرورة. ومثلما هي الحال في الماضي، فاليوم أيضاً تعد مراكز العقل المدبِّر التي لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للمجتمع الإنساني. ومن الضروري المبادرة في إنشاء هذه المراكز كحاجة ماسة ربما لم تفرض نفسها في أي وقت من الأوقات بهذه الحدّة. ذلك أن مراكز المؤسسات الذهنية في المجتمع هي الأكثر تعرضاً للتخريب والتشويه في أحشاء النظام الرأسمالي .

هذه هي إحدى أهم النتائج التي استخلصتُها من صراعي القائم مع الحضارة الأوروبية. وبقدر قناعتي وإيماني بضرورة كون الرد على المؤامرة والخيانة الحاصلة بهذا النحو الفاضل والسامي؛ فإنني أواصل بكل فخر عزمي ونضالي الدؤوب في سبيل ذلك، داخل هذه الحُجْرة الانفرادية .





#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 2-1
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 1-1
- مرافعة أثينا
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسية ، المساهمة في تهيئة اجواء المؤامرة 3-1