أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة5














المزيد.....

الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة5


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


أليس ما حدث ويحدث من قتل وقمع وتشريد وخراب ما هو إلا تعميم لفاجعة الشيعة الأبدية على باقي الطوائف والأديان والأقوام القاطنين بوادي الرافدين ؟

النص انبجس دون تخطيط تخلق في لعبة موجعة – ممتعة كنت فيها أجرب استحضار أرواح أحبة وأمكنة غادرتها أو غادرتني إلى الأبد . دفعت النص إلى النشر على أنه رواية صدرت عن دار المدى عام1996 وماذا بعد أيضاً؟ ماذا أفعل لمقاومة عزلتي ووحشتي وأختناقاتي الليلية؟

انغمرت منذ أشهر عدة في رحلة جديدة متتبعاً دروب الحب في جحيم التجربة ، أخوض في فوضى روحي المضطربة، وأعيد ترتيب مشاعري إزاء حبيبتي – حواء – الأنثى ، النص الآخر لمعنى الكينونة، قصة حبي في مخاض مجتمع مغلق، وبين رجال عصابات هاجسين بموت قريب، أعيد صياغة أمكنة عشتها، حلمت بها، عبرتها مسرعاً ، أحاور أشجان ومآزق بشر قتلوا اندثرت ذكراهم، ما زالوا أحياء. أنزوي في مكتبة روسكلدة غير شاعر بوطأة المنفى.. أنا المنفي منذ الطفولة.. فقر وقسوة – واضطراب صباي ومأزق مراهقتي العنيفة قمع عائلة محافظة ، وقيم مجتمع منغلق، ثم قمع سلطة قاسية – دموية، ضخمت رعبي المقيم وأرتني الويل في أقبية العذاب الرطبة التي كنت أتخيلها معتمداً على حواس السمع والشم واللمس دون النظر الحبيس في حلكة القماش ، والأقبية استضافتي لمرات أربع بين 1970 – 1980 أنحفرت بروحي وجعلتني أدمن الكوابيس، أقفز من نومي صارخاً مرعوباً من وقع أحذيتهم الخفيفة على بلاط الممرات، من صوت محرك سيارتهم الفخمة أنط من الفراش لحظة إحاطتهم بي لاهثاً مرتعداً، ثم قساوة رجال العصابات المساكين والمؤسسة الحزبية – الأيدلوجيا – التي لا تختلف عن قمع السلطة إلا بالموقع من الحكم!. .

لي علاقة حميمة مع الموت منذ الطفولة، ثلاث مرات أغرق بنهر الديوانية وينقذني المارة.. لا زال طعم الماء المتسرب إلى قصباتي الهوائية طرياً في روحي صدمتني سيارة نقل وفقدت الوعي لأيام ثلاث.. رأيته يحطم أجساد زملائي الجنود في جبهة الحرب الإيرانية – العراقية وحرب العصابات في الجبل، ثم رأيته يهبط عليَّ من سماء غروب صيفي رائق ألقته آلهة الحديد المزمجرة التي مرقت للحظة خاطفة فوق وادي زيوة المظاهر لمدينة العمادية لتأرجحني على حافة موت حقيقي ظل يزورني كل شتاء فكيف لي إذن الشعور بوطأة المنفى .

أعتبر نفسي محظوظاً – على حد تعبير البرفسور الدنمركي الذي أشرف على فحصي وقرر عدم صلاحيتي لسوق العمل في الدانمارك – بمطاف رحلتي الأخيرة مكتفياً في عزلتي بطفلي الحبيبين وزوجتي التي ترافقني منذ عشرين عاماً وأدويتي اليومية أغزل أحاسيسي في نسيج الكلمات وكأنني في العراق ليس لدي علاقة بأحد ولا يسألني أحد بعد أن أحالوني على التقاعد وجعلوني أعيش فعلاً إحساس ظل يراودني كل غبش منذ الطفولة ظهر في نص – رؤيا الغائب – على لسان الجندي الهارب الذي أضطر إلى تسليم نفسه للسلطات العسكرية لحظة استيقاظه في غبش أول ليلة له في السجن .

ـ أختنق بأسى الفجر كحاله في مطلع كل فجر منذ الطفولة حيث يصيبه مبدأ الغبش بوهن ينبعث من حب غامر، غامض، مطلق، مستحيل يمتلك كيانه، يجرفه نحو الأشياء كلها، فيتخدر في اللحظات التي تسبق صحوة الأشياء شاعراً بودٍ شجن حتى لأعدائه ينصت ويحملق بالحيوات وهي غارقة في غفوتها تبكيه الرغبة المستعرة بمعانقة الشجر والجدران، الماء والتراب، الشرطي والحبيبة، الضوء والفيء، العصافير والجنود، رغبة مفعمة غير مثقلة بالأسئلة والمبررات، الأسباب والمعاني .. و .. سرعان ما تتوارى مع استيقاظ الأشياء وضجيجها، هاهو الآن مغموراً بسلام اللحظة مسكوناً بالأدعية وضجة العصافير وخرير الماء المنسكب من حنفية الحوض وصياح الديكة. يدفق وداً طيباً ـ.

هاأنذا أعيش سلام اللحظة تلك ناصيتي التي أطل منها وأحاور أحتدامات الإنسان في بقعة تراب عمري الدامي، أحاول التعبير نثراً أو سرد قصة ذلك العراقي المحب الحائر المحاصر والذي قال عنه الشاعر العامي العراقي الراحل طارق ياسين في قصيدة مكثفة فذة

(( وين رايح بالمحبة ؟ !!!

بروح ما خضر سعفها

والديوجة الغبشت بتالي حنينك محد إشكالت

عرفها

وإمتله بدمك عرفها

أشكثر رغباتك ؟ .. إمنين تفوت ؟

والدنية شكصفها ))

أنا لست سوى مشروع ينوي التحقق تجربة في طور التخلف والتكوين هل سأستطيع تجسيد فوضى الروح في حصارها الدامي بالنص ؟

هل سأعقل آلامي وأتطهر من وطأتها بإلقائها على كاهل الورقة ؟

هل سأصمد مقاوماً ضيق أنفاسي واختناقي الليلي بهواء الكلمات ؟

لا أدري.. سأسعى إلى ذلك، وإذا لم أبلغ غايتي يكفيني أنني حاولت* .


أعيدت كتابته في

8-3-2004
* من رواية رؤيا الغائب(النص مساهمة الكاتب في مؤتمر القصة العراقية الاول في المنفى الذي عقد في لندن صيف 1996.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة 5
- ما بعد الحب رواية هدية حسين 1
- ما بعد الحب رواية هدية حسين2
- الحرب خربت كل شيء كم كانت السماء قريبة- رواية -بتول الخضيري-
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة2
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة3
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة4
- كتاب يهجو الطغاة ويعرض لصريخ الضحايا -مصاطب الآلهة- مجموعة - ...
- عن معاناة اللاجئين في الشمال الاسكندنافي التأليف بين طبقات ...
- المنفي كائن مشطور بين ثقافتين العنكبوت- مجموعة -علي عبد العا ...
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة1
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- المتاهة قصة قصيرة
- رؤيا المدينة
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- السفارة العراقية ومجلس الجالية في الدنمارك: ظروف مريبة في أن ...


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة5