أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - العبودية














المزيد.....

العبودية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 09:59
المحور: حقوق الانسان
    


إن الفقر هو العارض : والعبودية هي المرض .
إن التطرف في الغني والإملاق يتبع حتماً التطرف في السيطرة والعبودية .
فليست الغالبية مستعبدة لأنها فقيرة , بل هي فقيرة لأنها مستعبدة .
هذه العبارات الرائعة البيان والتي سطرها المبدع برتراند رسل في كتابه سبل الحرية , من الممكن أن نقيس عليها الأن بعض الأوضاع المأساوية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية المأزومة في الأساس بالفقر والعبودية الناجمة عن إستخدامات سلطة الحكم في الدول العربية لأنظمة إستبدادية غاية في الفساد والإستعباد لمواطنين تلك الدول المأزومة بالفقر وقتل الحريات !!
فمن هذه العبارات يتأكد مدي الصلة والترابط بين الفقر والعبودية , وكأن هناك متلازمة بين أن يكون الإنسان مستعبداً وأن يكون فقيراً , فالفقر ملازم للعبودية , لأن الحرية تشنق عند أول عتبات الفقر , والفقر يركع علي سجادة الإستعباد المهترئة التي نسج خيوطها المفسدون من أرباب الثروة والسلطة والتي فرشوها لكسر إرادة الفقراء بالإستعباد والسرقة وإستذلال هؤلاء الفقراء .
ولكن متي كان هناك فقراء كان هناك بالتبعية أثرياء ذوي ثروة وسلطة من اللصوص وخونة الشعوب والأوطان !!
ولأن الفقر عارض , ومن الممكن أن تسقط موجبات وجوده إلي حد كبير , وذلك من خلال نيل أكبرقدر من الحريات بالطرق والسبل الممكنة من خلال تجمع المأزومين بالفقر والإستعباد لنيل تلك الحريات التي هي من ضمن الحقوق اللصيقة بشخصياتهم والتي ولدوا بها وكانت أمهاتهم لاتدري أنهم سيكونوا أحراراً أم سيكونوا عبيداً , ولاتدري أمهاتهم هل سيكونوا أذلاء نكداء , ام احراراً سعداء !!
فمن الذي جعل الإنسان الحر عبداً ؟
ومن الذي أراد للإنسان أن يكون شقياً بالفقر والمرض والإستعباد , بدلاً من أن يكون سعيداً مترفهاً عافي البدن صحيح النفس ؟
ومن الذي أراد لنفسه الحرية والسعادة ولغيره العبودية والشقاوة حاسداً الفقراء والمستعبدين بفقرهم وعبوديتهم لراحته وسعادته المجبولة علي إستعباد الناس ؟!!
يري برتراند رسل أن الحسد هو من الأسباب النفسية التي يعزو إليها الشرور في العالم , وذلك لأنه يعتمد في معظم الطبائع علي ذلك النوع من التذمر المستأصل الذي ينبثق من الإفتقار إلي النمو الحر ومن إستحالة تحقيق تلك السعادة التي يتصورها الإنسان و حسب الأمر لايمكن علاجه عن طريق الوعظ , فأقصي مايستطيع الوعظ بلوغه في هذا الشأن هو أن يغير من مظاهر الحسد وأن يؤدي به إلي إتخاذ صور أكثر مراوغة في التخفي وإذا إستثنينا الذين لايحتاجون إلي العلاج ومن ذوي الطبائع النادرة التي يغلب عليها التسامح رغم الظروف , فإن العلاج الوحيد للحسد هو الحرية وبهجة الحياة و ولايمكننا أن نتوقع النظرة المتسامحة والطبيعة الرحيمة فيمن حرموا إلي حد كبير من المسرات الغريزية البسيطة , الفراغ والحب , والشمس المشرقة , والمروج الخضراء , إن مثل هؤلاء الناس لاينتظر أن تكون هذه صفاتهم , وحتي القلة المحظوظة عاطلة من هذه الصفات , لأن تلك القلة تدرك أياً كان عدم وضوح هذا الإدراك إنها تجني ثمرة الظلم وأنها لاتستطيع الإستمرار علي التمتع بحظها الحسن إلا إذا تجاهلت عامدة اولئك الذين لايشاركونها هذا الحظ , فأذا أريد للتسامح والرحمة أن يشيعا بين الناس فيجب أن تبذل عناية اكبر بالحاجات الأولية للطبيعة البشرية وان يكون هناك إدراك أوسع بأنها من الممكن والضروري أن تعم السعادة جميع الناس بإستثناء أولئك الذين وقعوا فريسة لسؤ حظ غير عادي .
فكيف للإنسان أن يحصل علي سعادته التي يقف دونها المفسدون أصحاب المصالح في إستعباد البشر وإفقارهم , إستمراراً لمسيرة سعادتهم علي حساب شقاء الآخرين من الناس , دون أن يكون هناك تضحيات يقدمها هؤلاء المستعبدون لنيل حرياتهم وتحقيق سعادتهم السليبة وحرياتهم المسروقة , فليست الغالبية مستعبدة لأنها فقيرة , بل هي فقيرة لأنها مستعبدة !!
فكيف يتم الخلاص من الإستعباد للخلاص من الفقر , ونيل الحريات ؟
وكيف لنا أن نجعل من الفقر عارضاً , ومن الخلاص من الإستعباد موعداً مع الحرية ؟!!
أعتقد أن هذا لن يتحقق إلا إذا تجمعت إرادات المأزومين بالفقر والإستعباد والخروج من ظلامهما الدامس إلي فجر الحرية الطالع بإرادات الخلاص من الفساد والإستبداد إينما وجدوا دونما عمل أي حساب للنتائج .



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياوطني : أصبحنا كلنا مرضي !!
- الإنسان
- علماء الدين : أين خطابكم الدعوي الواقعي ؟!!
- الدين والمفاهيم : أين الأزمة ؟
- الردة الحضارية : غياب العقل : تسيد الإستبداد : إحتكار مفهوم ...
- ويسألونك عن السجن : فقل لست بيوسف الصديق
- الحرام السياسي : بين الإخوان المسلمين والسلطة الحاكمة والمجت ...
- ماذا يشغل عقل المفكر الإسلامي ؟ : محمد عمارة نموذجاً !!
- رجال الدين الرسمي والتعديلات الدستورية : بين مفهوم الإسلام و ...
- هذا ليس بوطني , والحاكم ليس بإنسان
- إنتشار السل في مصر : هل هو مسؤلية المعارضة المصرية ؟ !!
- الأقباط : بين مطرقة السلطة الحاكمة وسندان الجماعات الدينية : ...
- روح شاكيد : رؤية مغايرة
- العزوف عن الإستفتاء علي التعديلات الدستورية : بداية العصيان ...
- إلي شيخ الأزهر : ماحكم من ينكر ويزوٍر ماهو معلوم من الدستور ...
- بالتعديلات الدستورية : مصر بين خيارين : الإنتحار أوالإنفجار
- حي علي الديمقراطية : حي علي الحياء ياعرب
- الإستقالة ليست هي الحل : الإعتصام والإضراب عن الطعام تحت قبة ...
- محاكمة مبارك الأب والإبن والنخب الوطنية : ضرورة وطنية وفريضة ...
- عن العدالة في مصر : هذا هو موقف وزير العدل من القضاة ؟


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - العبودية