أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمود جلبوط - أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة














المزيد.....

أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 12:33
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


قد علّق على أحد جدران غرفة الجلوس لشقتنا الجديدة في المدينة الجديدة التي نقلنا إليها بداية السنة الجديدة لنجرب حظا جديدا , كما يقولون , في رحلة شتاتنا المتواصلة , لوحة من إصدار جمعية أصدقاء فلسطين الألمانية التي اكتشفت لاحقا عبر حضوري مؤتمرهم أن أعضاؤها الألمان يفوق العرب !!, تمثل اللوحة مدينة القدس القديمة ترتفع فيها أبراج كنيسة القيامة بمحاذاة قبة الأقصى رمزا للسلام والتعايش السلمي الذي ساد المدينة قبل الغزو الصهيوني لها وعملياته المتواصلة لتهويدها منذ ذلك الحين انسجاما مع توجهاته العنصرية وخاصة بعد بناء جدار الفصل العنصري , وقد علق أيضا على الجدار المواجه لوحة الفنان المشهور ليوناردو دافنشي و الشهيرة بالموناليزا أو الجاكواندا التي شغلت الدنيا بابتسامتها المبهمة كنت قد ابتعتها من محل أنتيكات , وإلى جانبها علقت ساعة بندول أنتيكا أيضا , قال لي البائع عندما اشتريتهما أنها كانت تعود بملكيتها لرجل عجوز أنتيكا قد توفاه الله منذ فترة قريبة , وكان قد حواهما في بيته لثلاثين سنة .
لماذا أنتيكا وليست جديدة ؟ بكل بساطة لأني أحب احتواء الأنتيكات للدرجة التي درج على لسان أصدقائي تسمية أنتيكا , وكثيرا ما يتغامزون فيما بينهم بهذ التسمية ليس بسبب تلك الهواية فقط بل لأني من وجهة نظرهم أنتيكا أيضا في مجالات أخرى , كآرائي السياسية والفنية وبشكل خاص بسماع الأغاني وامطربين , فهم يرون من ناحية السياسة أني ما زلت متخلفا لأني لا أرى في اللبرالية المحدثة خيارا أو خلاصا لتخلف بلادنا في شرق متوسطنا بل أصر على أن الإشتراكية هي الخلاص ليس فقط لبنياتنا الشرق أوسطية و إنما نهاية للآلام البشرية من شرور الامبريالية العالمية بقيادة الأمريكية ذات النزعة العنصرية العسكرية ولاعتباري لها المتواصل بأنها امبريالية حتى في مرحلة العولمة .
ويلوموني أيضا على إصراري في التمسك بحلم العودة إلى فلسطين التاريخية التي صارت تسمى „إسرائيل“ رغم مضي السنين والمتغيرات التي أحاطت بالقضية بل بالعالم أجمع والأخذ بعين الاعتبار الخلل الكبير بموازين القوى الراجح لصالح العدو , وينتقدوني إذا وضعتها بين قوسين في كتاباتي , ويقولون أنه لا يمكنني تغطية الشمس بالغربال بل أني أكابر عندما أصر على تبني حل الدولة الفلسطينية العلمانية الديموقراطية الواحدة صيغة للعيش المشترك وحق المواطنة المتساوي لأبناء الأديان الثلاث بالرغم من سقوط هذا الخيار كحل من برامج جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والأحزاب العربية الأخرى قومية كانت أم ماركسية , علمانية أم دينية .
ولأني أصر على خيار المقاومة لتحرير الأوطان من الاحتلال أنى كان وفي أي زمن , و أنظر بعين الشك لتسمية „إرهاب“ خاصة إذا أطلقتها قوى الاحتلال. .
أما فيما يتعلق بالجانب الفني طربا وغناءا فقلما ما تستهويني الأغاني الحديثة التي درجوا على تسميتها أغاني الشباب , ومازلت أميل لسماع أم كلثوم وعبد الوهاب , فيروز ووديع الصافي , نجاة الصغيرة ومارسيل وقعبور وسميح...إلخ .
لكن ما سبق في الحقيقة ليس هو موضوع ما قصدت من المقال , بل القضية هي ثورة الأسئلة التي لا تفتأ تدور على لسان ابنتي الصغيرة جفرا ذات الثلاث ربيعات طوال لقائي المشترك معها والتي طالت أسئلتها فيما طالته حول هذه اللوحات .
لم أواجه صعوبات تذكر في الرد على أسئلة صغيرتي واستفساراتها التي أثارتها حول لوحة فلسطين , فالإجابات أصلا تسكن مسبقا ساحة السليقة المباشرة من الذاكرة الدماغية لدي ولدى معظم اللاجئين الفلسطينيين , ومن السهل الإجابة عليها ردا على فضول وتساؤل الأبناء , فقد حكم و بحكم الضرورة على الأجيال الفلسطينية المتعاقبة , منذ جيل التغريبة الفلسطينية الأولى 1948 , وخاصة لدى التجمعات الفلسطينية التي تقطن الشتات , أن تتوارث التغريبة المتواصلة للدرجة التي تحول فيها الوطن في الذاكرة العامة حد العصاب المرضي الذي راح يسم شخصية الفلسطيني , ففي كل العالم كلّ له وطن يعيش فيه إلا الفلسطيني له وطن يعيش هو فيهم , يحتل ذاكرتهم الأولى والنهائية ويبقوا يعيشون بلا وطن , في الشتات , في أوطان الآخرين , حتى أن شخصيتهم تصبح في أوربا هلامية وغير واضحة في اعتبارات قضايا اللجوء .
أما فيما يخص أسئلة صغيرتي جفرا حول الموناليزا , فإن أسئلتها المتكررة والمتنوعة قد أحرجتني , فمعلوماتي عنها لا تتعدى المعلومات العادية , وبسبب إلحاح صغيرتي الدائم في أسئلتها التفصيلية عنها حرضتني لمحاولة البحث لكي أعرف أكثر مما قدمت لها , لذا دعوتها إحدى المرات لنبحث ذلك عبر الانترنيت , وما كذبت ابنتي خبرا فأسرعت ترقص شابكة يدها بيدي متحمسة بل فرحة بشكل لا يوصف لدعوتي لها لنلعب معا على جهاز الكمبيوتر .
رحت أمسك بيدها الصغيرة الرقيقة التي تستطيع بالكاد احتواء أطراف الفأرة لأدلها كيف يمكنها أن تستدعي المادة المطلوبة , وتطيع هي بفرح لا يحد , أدخلنا كلمة موناليزا في برنامج البحث غوغل , وبلحظة كان بين أيدينا ما يقارب 122 ألف مادة , حاولت قدر ما أستطيع وما يسمح سن صغيرتي وسعة صدري انتقاء ما يمكن من الكم الهائل الذي فتحه عالم الانترنيت أمامي على الشاشة من معلومات حول هذه الموناليزا , وبلغة طفلية لثغة تختلط فيها العربية مع الألمانية حاولت أن أشرح لها , لكن صغيرتي تلهو عني بمقارنة تجريها بين صورة الموناليزا المعلقة على الجدار والمعلقة على شاشة الكمبيوتر , ولما انقضى الوقت الكافي لتسرب الضجر إلي نهضت أحملها بين ذراعي أحاول الحصول على رضاها وقناعتها في الاكتفاء , لكن صغيرتي تابعت بلثغتها الساحرة بطرح الأسئلة تتوقع من أبيها أن يعرف كل شيء وعن أي شيء .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه
- قصة........حدث في مركز اللجوء المركزي في Halberstadt
- طبيعة الصراع الطبقي في حركة التحرر الوطني متابعة
- إلى صديقي الساكن في الضفة الأخرى من المنفى
- في حركة التحرر الوطني القومي من الإمبريالية ...متابعة
- الامبريالية وكيفية الخروج من أزمته الراهنة ...متابعة
- البنية الطبقية للنظام الامبريالي


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمود جلبوط - أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة