أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سبتي - من مصنع الجبنة الى حبة الزيتون















المزيد.....

من مصنع الجبنة الى حبة الزيتون


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع للسياسة الامريكية مؤخرا ،سيجد عملا دؤوبا ومحموما تقوم به الكتلة الديمقراطية في الكونغرس للحصول على مكاسب جديدة على حساب الاقلية الجمهورية .. السعي الحثيث هذا يبدو ظاهريا بانه يتناقض مع السياسة الامريكية المعلنة وخاصة فيما يتعلق بالعراق ، نراهم ونسمعهم يطالبون بسحب قواتهم من العراق !
يحاولون استمالة كتلتهم نحو التصويت لسحب القوات وترك البلاد العراقية تهيم على وجهها تبحث عن ملاذ آمن ينجيها من الطوفان الذي قد يطيح بها غرقا ان لم تسعف نفسها .. الديمقراطيون يصرون على ذلك ! يصرون على ترك العراق عرضة للتيارات الهوائية الحارة والباردة والعواصف المدارية القوية . الجمهوريون يردون بشيء من الواقعية ! يقولون نقترح الانسحاب عندما يستطيع اهل البلاد حماية انفسهم .. ولا نعلم بالضبط هل يريد الديمقراطيون اقناعنا بان النفط لا يهمهم ؟ وهل تناسوا بان امريكا اكبر مستهلك للنفط في المعمورة (وهي تستهلك سدس نفط انتاج العالم ) بعد ان تحولت من اكبر مصدر الى اكبر مستورد لهذه المادة السحرية ؟
مع ان السياسة الامريكية وخاصة الخارجية لاتتغير بتغير ادارة الحكم سواء حكم الجمهوريون ام اخذها منهم الديمقراطيون اللاهثين والساخنين في الكونغرس لسحب القوات من العراق . وان المؤسسات العملاقة هي التي تحدد كيفية ومسار السياسة الخارجية دون النظر لمن يحكم او سيحكم .. هذه امريكا كما اخبرتنا الوقائع ، ولايمكن في حال ما ان نصدق بانهم يريدون ترك الاراضي الحلوب السمينة بمجرد ان احد الحزبين يريد تغيير السياسة التي انتهجها خصمه .. انها مسارات مدروسة للمحافظة على المصالح الجيو سياسية ..
وفي جبهة اخرى تكون المرتكزات الفاعلة للتواجد ، قد اكتمل بناؤها سواء تلك المقامة على ارض الاعراب او تلك المزروعة في الاراضي المحاددة لدول الشرق الجديد ..
الديمقراطيون اذن يصرون على سحب القوات ! ولكن هل سيزول الاحتلال من البلاد نهائيا والعودة الى ارض العم سام ملوحين بالرايات السود الحزينة على فقدان الفردوس السمين ؟ ثمة تساؤل يلح علينا .. ما الذي يريده الخصوم في الكونغرس ؟ هل يبطلون فكرة الشرق الجديد ويلغون قضية منابع النفط ؟ هل يغادرون قبل اكتمال الخارطة الموضوعة على الطاولة منذ السبعينيات بانهم رسموا تصورا آخر للدول والشعوب ؟ يغادرون مصنع الجبن من اجل حبة زيتون !
وان فعلوها اين يقف الارهاب الحامي والقادم من فتاوى اشقاء الدم والمصير ؟
وهم الذين يصرحون بأن البلاد الان اكبر ساحة لمقاتلة الارهاب ، وان ذهبوا هل ستصغر الساحة ام تختفي ؟
ربما يكون الباعث للحركة الدؤوبة داخل مركز القرار الامريكي ، يعود الى الشارع ونبضه المتصاعد ، انهم يرون بان شارعهم قد يغلي يوما كما هاج ايام فيتنام . يخشون بجد وبعين نصف نائمة الى ما يدور بين اروقة الشارع الهادئ الذي يدندن لحن الاغنية التي سيطلقها الجميع امام بوابة البيت الابيض الزاهي وامام مبنى آيزنهاور التابع له فينهار السكون وتعلو العاصفة وسيركن اهل السياسة الى زاوية بعيدة لمراقبة ما يحدث ومن ثم سيتخذون القرار الاجرأ والاغرب في حملة العراق .. مع ان كل الايماءات والابتسامات وحركة الوجوه ، لاتدل على انهم سيقدمون على هذا القرار الخطير وان غرقت شوارع واشنطن بالمحتجين مثل شارع بنسلفانيا، أشهر شوارع واشنطن الذي يقع عليه البيت الأبيض والذي كان رمزا للتظاهر ضد السياسة البيضوية ..
فثمة مؤشرات على جدية الموقف الديمقراطي بشأن سحب القوات وان ظل الموقف الجمهوري متمسكا ببقائها حفاظا على هيبة بوش اولا وحفاظا على مصالح الآبار التي لا تنفذ ثانيا ، مع ان الاحتمال الثاني اقوى وابقى لهم باعتبار ان هيبة الرئيس هي ليست بالضرورة اهم من خارطة المصالح . اذن فليصرخ الديمقراطيون في بوق اجوف ، وليحصلوا ما يحصلوا عليه من اغلبية في الكونغرس ، فالقوات ان انسحبت فهو انسحاب من المدن والقصبات الى الخلف حيث القواعد المبنية على اراضي البلاد .. القواعد التي لا يبدو انهم سيتركوها قبل عشر دورات رئاسية قادمة .
انهم يزرعون نبتة الخلود غير مصدقين ، فالحلم الذي كان يراود اهل البيت الابيض منذ تفكيك شركة النفط التركية في العراق واحلال عدة شركات محلها وهي على وجه الدقة .. شركة شل و شركة بريتيش بتروليوم و شركة سي اف بي و شركة ايكسون وشركة السيد غولبيكيان و شركة موبيل ، لايمكن ان ينهار الحلم الذي بدا يراود المخيلة منذ اواخر حياة العثمانيين في العراق ومنذ كانت الجبنة العراقية وليدة العهد بالنفط لاسيما عام 1922 الذي أشر بداية عهد انطلاقة شركة النفط العراقية أسما وظاهرا وتحت كواليسها الشركات الست الانفة .. وكيف لهم ان ينسحبوا ان لم يحققوا ما رسموه منذ قرن واكثر على خارطة الاراضي الفردوسية في وادي الرافدين ؟
وفي قراءاتنا .. سنجد انهم يقولون ما لايفعلون ويدوخون الاعلام الموالي والمضاد لاسيما ان كل الخطط الموضوعة هي من ضروريات الأمن القومي ! فأي انسحاب هذا الذي يتكلم عليه انصار الحزب الديمقراطي واي هزيمة ستحل بسياسة البيضويين الذي فكروا منذ قرن ونفذوا في نهايات القرن ! وان صحت التكهنات هل سينسحبون جملة وتفصيلا ام كما الحال في اليابان عندما ظلت قواعدهم في جزر يوكوساكا، ساسيبو، كادينا، فوتيما وإيفاكونيجزيرة أوكنياوا وفي المانيا اكثر من ثمانين قاعدة منذ الكونية الثانية وحتى لحظتنا هذه وعشرات غيرها في ارجاء المعمورة.
ثمة اسئلة تتبادر الى اذهاننا نحن الطيبون العراقيون اهل الكرم ونجدة الملهوف .. العراقيون الذين يمكن ان يقنعوا بقنينة عصير او قطعة شكولاته يقدمها احدهم الى اطفالنا فنبكي لهذه المكرمة السخية ونقول ياللكرم والطيبة والاخلاق ! هذه هي محنتنا التي استغلها الغريب وزرع بذور الشقاق والنفاق تحت ستار فولاذ الهمر والابرامز ، بل الادهى اننا لم نعرف طيلة حميميتنا بأن جاري وصديقي من مذهب آخر وهو لم يسأل السؤال منذ ولد في مدينتنا هذا الحال منذ زمان عاشه الاجداد وسيظل نعيشه مع اهلنا بأن كل التكنلوجيا وغازات الكلور ورهاب الاطفال لم تغير ما بدأه الاسلاف في البلاد السعيدة .
وليفعل الديمقراطيون ما يحلو لهم وليفعل الجمهوريون ما يحلو ايضا فرب ضارة نافعة ورب شعب ينهض من رماده كرخ عملاق .
وليصفق بجناحيه في كل السماء الرافدينية ولتذهب كل الخطط والاحلام والخرائط في اعماق الفرات العذب ..



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر كمال سبتي
- ست قصص قصيرة جدا
- الاعلام وهمومنا المؤبدة
- فضاء متوهج
- مجلة ( ثقافتنا ) وقفة شجاعة في زمن المحنة
- قانون هيئة الاعلام العراقية واعادة تأهيل الذائقة العراقية
- هل ينبغي إحراق العراق ؟
- نخلة في نهر
- درس في السومريات
- لقاء خاص وصريح مع الأديب احمد ألباقري
- طيور العتمة
- الحوار المتمدن ، حزمة ضوء في عتمة
- !! صدّق .. صدّق .. حتى تُكذب نَفسَك
- الابداع وهموم اخرى
- فصل في هذيان القاص خارج المتن
- عصف الظنون
- قباب الماء / قصة قصيرة
- الناصرية تكرم مبدعيها
- الادب العراقي القديم : أوجه النص ودلالات المعنى
- استشعار ضفة القصة في الناصرية


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سبتي - من مصنع الجبنة الى حبة الزيتون