أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكرد والترك 4-1















المزيد.....

مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكرد والترك 4-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:27
المحور: القضية الكردية
    


د) انبثقت العلاقة الهيلينية – التركية من العلاقات والتناحرات التي كانت موجودة كجزء بارز في العصور الوسطى من تاريخ الشرق الأوسط، بين السلاطين والأمراء الأتراك كقوة تعمل على حماية الإسلام ونشره، وبين الهيلينيين كقوة تعمل على حماية المسيحية – الأرثوذكسية ونشرها. وبالنصر المتحقق في معركة ملازكرت 1071 م تتحول كفة التوازن في هذه العلاقات والاشتباكات، لصالح السلالات التركية التي رجّحت اتباع سياسة التحالف مع الكرد بالأغلب لدى مرورها بميزوبوتاميا. ذلك أنها اعتبرتهم حليفاً إسلامياً لها في الوصول إلى أهدافها التوسعية في بلاد الأناضول. وتتجلى هذه السياسة التي سلكها ألب أصلان، بكل وضوح في معركة ملازكرت التي خاض غمارها. أما السلاطين السلاجقة الكبار فأَوْلَوا جُلَّ اهتمامهم للتوسع نحو الغرب مع سلاجقة الأناضول، لدى توغلهم في الأراضي الإيرانية. وفي الوقت الذي تطورت فيه حملات الأتراك التوسعية في الأناضول على حساب مصالح الروم والأرمن المسيحيين على الدوام، أخذ الطابع الإسلامي يحتل مكانة بارزة وأولية تدريجياً في الميدان الثقافي أيضاً. ولعبت الأساليب التي مارسها الأمراء الأتراك، والتي تتميز بكونها أمرن وأخف وطأة من البنى الإقطاعية الرثة للبيزنطيين، الدور المؤثر للغاية في ذلك. بالتالي أصبح التتريك واعتناق الإسلام القَدَرَ المحتوم والبارز للأناضول، سواء في عهد السلاجقة، أو السلاطين العثمانيين الآتين بعدهم على الفور.

وأتى دور البلقان بعدها، إذ تعيش أوروبا في هذه الفترة مرحلة إقطاعية متزمتة للغاية. ولم يقتصر مفعول التتريك والإكراه على اعتناق الإسلام عنوة على البُنى السياسية والأيديولوجية الفوقية فحسب، بل تنامى طرداً في البنى التحتية، وفي الجبال والسهول أيضاً. وبينما اعتمدت الطبقة الحاكمة العليا أساساً على المذهب السنّي الرسمي للإسلام، واللغتين العربية – الفارسية للتكلم بها؛ تقبلت القاعدة المذهب العلوي الشعبي المعارض، وجعلت اللغة التركية النقية لغة لها. وتنتشر التوسعات ويزداد نطاقها بالتداخل مع عمليات الفرز الطبقي.

وبفتح استنبول في 1453 تعاني الهيلينية مرة أخرى أكبر تراجع وتهاوٍ في تاريخها. فالاستيطان المستمر منذ ألفي عام، انتهى بالفشل الذريع. وتبدأ مرحلة فتح كل الأماكن التي يقطنها الهيلينيون، لتكتمل وتنتهي مع السلطان محمد الفاتح في سنوات 1470، ويمتد نفوذهم ليشمل البونتوسيين على سواحل البحر الأسود أيضاً. إلا أن السياسة العثمانية كانت بعيدة كل البعد عن بسط نفوذها وإبداء فاعليتها بكل عمق. لذا كانوا يعملون على حماية خصائصهم الدينية والثقافية بالأرجح. وتُمنَحُ أسقفية فنر (Fener) البطرياركية حريتها، بينما تستمر الكنيسة في وجودها كأقوى مؤسسة قائمة. أما القرويون اليونانيون فهم بعيدون عن القيام بأي تمرد، في حين يتمتع التجار الروم بنفوذ ملحوظ داخل الإمبراطورية.

بسطت الحضارة الرأسمالية المتصاعدة في أوروبا نفوذها بادئ ذي بدء على الهيلينيين فأثرت فيهم. بينما راحت الحضارة الهيلينية، التي حازت على وقار ملحوظ في أوروبا وكأنها اكتُشِفت حديثاً، تؤجج المشاعر وتثير النزعات القومية. وبدأ العصر الحديث بالازدهار مع عصيان مورا عام 1821 بتزعم الكنيسة له. وكانت الهيلينية أشبه بالبليد الغبي المستيقظ للتو من نومه. ذلك أنها لم تتقبل البتة ما وقعت فيه من حال بعد تاريخها العريق المجيد. وكأنها أصيبت بردة فعل تركية متصاعدة باستمرار. وباتت العلاقات التركية – الهيلينية تزداد توتراً وحزازية بتأثير من أوروبا الغربية من جهة، وروسيا من جهة أخرى. حيث تسعى لاكتساب واسترداد ما خسرته في الفرص الأولى التي ستظهر لها. ويبرز هذا الهاجس بجلاء أسطع في عصر انهيار الامبراطورية العثمانية. وتسود القناعة بأن الفرص الذهبية التاريخية قد حانت وتولدت فيما قبل وبعد الحرب العالمية الأولى 1914. إذ لا تكتفي أو ترضَى بمكتسباتها في حروب البلقان، بل تقتنع بأنه آن الأوان لفتح الأناضول ثانية، فتبدأ بخطوتها هذه من احتلالها لإزمير وغزوها إياها. وتجرب الهيلينية حظها مرة أخرى فتتوغل حتى أعتاب أنقرة، إلا أن حقيقة مصطفى كمال التي تقف في وجهها وتتحداها، لا تمنحها هذه الفرصة.

وحصيلة الوهن الناجم عن خيانة القوى الغربية، يرى الأرمن في الشرق والروم في الغرب أنفسَهُم في مواجهة بعضهم البعض في حالة تراجيدية يُرثى لها. في الواقع، وطدت الشعوب الأرمنية والرومية والتركية والكردية أجواء تنعم فيها بالحياة الآمنة المشتركة منذ قرون سحيقة، ولولا جشع الشرائح البورجوازية – الإقطاعية العليا لمصالحها الخاصة، لاستمرت هذه الشعوب في حياتها المتداخلة حيث يسودها الوئام والصداقة والود والأمن. وكأن مرض النزعة القومية لدى الرأسمالية قد نَفَثَ سُمَّه في عُرى هذه الصداقة المقدسة، ليزجها في عداوات أشد هولاً وخطراً من الصراعات الإقطاعية الدينية، ويشعل بذلك فتيل الإبادة والفناء المقدر على تقاليدِ وثقافةِ حياةٍ استمرت آلافاً من السنين. إنه حريق لهّاب، يصاب فيه من في الأعلى بالانعزال والانفراد، ومن يكون في الأدنى يحترق بناره المضطرمة. وقد ترأست الطبقة الهيلينية الشوفينية العليا وثقافة الكنيسة هذا الدور.

من غير الواقعي تحميل الذنب كلياً على الدولة التركية. بل على النقيض، فأصحاب النزعات القومية المتطرفة من الروم والأرمن، والذين يتحركون بمعزل عن الحقائق والوقائع، قد ألحقوا الضربات القاصمة والقاضية بشعوبهم موضوعياً. وبشكل طبيعي برز التعاضد والتكاتف التركي – الكردي في هذه المرحلة، في مواجهة أطماع الروم والأرمن التي تبدت كخطر مشترك محدق بهم.

ومثلما حصل في معركة ملازكرت 1071، أدى هذا التحالف والتعاضد إلى اكتساب حرب التحرير الوطنية في 1922 وتحقيق النصر فيها. وبينما عبّرت حرب الاستقلال والسيادة الوطنية، المتصاعدة بقيادة مصطفى كمال باشا لها في الأناضول، عن معاني سامية ونبيلة موضوعياً وذاتياً بالنسبة للأتراك؛ نراها بالنسبة للأكراد تبقى مجرد ظاهرة موضوعية بالغالب. أي أنها تبقى حرباً يساهمون فيها بوعي وطني محدود للغاية، ولكن بنوايا حسنة. لذا لم يطوروا مخططات ومشاريع التحرر بقدر الأتراك، بل اكتفوا بإبداء مساهمة تسودها أجواء التآخي وتنطلق من عقلية مفادها: "ما هو ضروري له، ضروري لي أيضاً. ما سيُمنَح له ويأخذه، سيُمنح لي فآخُذُه أيضاً". وما هو شائع أصلاً في ذهنية المجتمع التقليدي هو هذا المفهوم.

بقدر ما يعد من الخطأ النظر إلى الكرد على أنهم خارج، أو حتى ضد، الظاهرة التحررية الوطنية في الأناضول، وذلك انطلاقاً من مواقف قومية متطرفة – ضيقة؛ فإن الفرضيات التي تزعم أن الكرد كانوا ضمن هذه الحركة ولكنهم لم يتقدموا بأية مطالب لأجل هويتهم الذاتية وكيانهم الثقافي وحريتهم، تعد خاطئة هي الأخرى بنفس القدر. يكمن النقص الذي وقع فيه الكرد في هذه الفترة، في اقتصار مساهماتهم على النوايا التي يطفح فيها ويغلب عليها الطابع الديني والعشائري، بدلاً من تطويرهم "مشروع الحرية" الذي يعد ساري المفعول والرامي لنيلهم حرياتهم. وعندما لم يتحقق ما كانوا يتطلعون إليه شرعوا بتمردات عمياء ليست في صالحهم بتاتاً. وبقدر ما يكون تحميل الذنب في ذلك على الجمهورية الفتية المتأسسة حديثاً بنوايا ثورية غضة، أمراً خاطئاً؛ فإن تقييم كل التمردات الحاصلة على أنها رجعية وبلا معنى أو جدوى، يحظى بنفس القدر من الخطأ.

وما يحصل اليوم أيضاً، هو قيام القوى الإمبريالية وحلفائها باستثمار المشاكل الاجتماعية القائمة لصالحها هي، وذلك عبر تكتيكاتٍ مضمونُها "اهرب أيها الأرنب، الحق به يا كلب الصيد"، بهدف تنفيذ وتطبيق سياساتها – التي لا تختلف مضموناً عما ذكرناه سالفاً – المرسومة بصدد العراق وكركوك – الموصل. ومن المعلوم علم اليقين أن الجمهورية المتأسسة في 1923 قد تأثرت واقتدت بموديل الثورة الفرنسية، بل وحتى انتهلت مصطلحاتها الأيديولوجية – السياسية منها.

أما عن حملات الهيلينيين نحو بلاد الأناضول، فقد تزعمها النظام اليوناني المَلَكي، ودعمتها من الخلف القوى الإمبريالية الحاكمة. أما ثورة الجمهورية فكانت تدعمها الثورة السوفييتية لأنها كانت تعد من أولى الحروب التحررية الوطنية المندلعة حديثاً في المستوطنات وشبه المستوطنات في كافة أنحاء العالم، وأكثرها جرأة وجسارة. أما أن تكون آمال وأهداف الهيلينيين كبيرة (مغالو megalo)، فقد نمَّ عن نهاية مأساوية تراجيدية بكل معنى الكلمة بالنسبة لروم الأناضول. فالثقافة المتشكلة في أعوام الألف الأول قبل الميلاد، بقيت وجهاً لوجه أمام إبادة جسدية بعد مضي ثلاثة آلاف عاماً عليها. والسياسات الماكرة الدقيقة والخفية لقوى الطبقة الحاكمة الهيلينية، هي المسؤولة البارزة عن ذلك، مثلما لوحظ بكثرة طيلة السياق التاريخي. حيث أن المواقف والمسالك التآمرية والمغامراتية والمفتقرة إلى ماهية المفارقات (paradoks)، واللجوء إليها بشكل لا عَدَّ له ولا حصر؛ قد تحول في السياسة والحرب إلى فن بحد ذاته، ليُمارَس على أرض الواقع.

أما الأتراك فاستفادوا من الممارسات المطبقة بمهارة أكبر، ليحوزوا على نتائج موفقة منها. حيث عَمِدوا إلى تتريك الأناضول بشكل ساحق يشمل الناحية الجسدية أيضاً، وفرْضِ الإسلامِ عليهم مع نشوب حرب التحرير الوطنية الأخيرة. بهذا المعنى فقد انتهى عمر الظاهرة الهيلينية في الأناضول. بمعنى آخر، حققوا التفوق في جزء من الشرق، طالما تنازع عليه مع الغرب لآلاف السنين، وذلك باستخدام أسلحة الغرب الأيديولوجية. وهنا، فإن المقولة التي فحواها "أُخَِذ بثأر هيكتور من أخيلوس، وانتُقِمَ له"، والتي تقال في السلطان محمد الفاتح ومصطفى كمال على السواء؛ تذكِّرنا بماضٍ تاريخي كهذا.

هكذا فالنزاع والصراع المحتدم على طروادة في الألف الثاني قبل الميلاد، يتجسد مرة أخرى بكل نجاح في القيم الثقافية للشعوب الشرقية في أعتاب "جناق قالا" بعد مرور أربعة آلاف عاماً. ولدى النظر إلى حرب التحرير والسيادة الوطنية في الأناضول ضمن هذا الإطار، سيكون من المستطاع رؤية العلاقات والتناقضات القائمة بين الثقافتين الشرقية – الغربية، بكل عواملها ودوافعها التراجيدية. يتطرق هوميروس في الإلياذة، وناظم حكمت في ملاحمه التحررية الوطنية، إلى هذه الحقيقة، ولكن بلغة فنية شاعرية أخاذة.

تستمر جمهوريتان في وجودهما اليوم في أحشاء هذا التنازع والتنافر الشرقي – الغربي في حملته الأخيرة. إنهما الجمهورية التركية والجمهورية الهيلينية. ورغم أن كلتاهما عضوان في حلف الناتو (الحلف الأطلسي)، إلا أن التقرب بحذر وشكٍّ من بعضهما، لم يَزُل أو ينتهِ من الوجود بعد. بل حتى أن عضوية الاتحاد الأوروبي لم يستطع وضع حد فاصل لذلك. إذ كلما خطرت "الطموحات الكبرى (megalo)" للهيلينية وطموحات الأتراك في الإمبراطورية التوسعية، على البال والخاطر؛ كلما تأججت هذه المخاوف والشكوك دون نقصان. إلا أن المستوى الذي بلغه العلم والتقنية، والمكانة التي وصلتها المؤسسات السياسية اليوم، لن تعطي المجال لجني الثمار بالأساليب الحربية أو العراكية السابقة القديمة. ذلك أنه، ومهما تُراق الدماء وتُسفَك – مثلما يُلاحَظ في الصراع الإسرائيلي – العربي – سنتتهي النتيجة وتتوقف عند نقطة الإقرار بسلام واقعي. فظواهر الذهنية والتقنية والسياسة البارزة في القرن الحادي والعشرين، جعلت الجنوح إلى نيل النتائج بأساليب الحضارة الدموية، أمراً مستعصياً وشاقاً للغاية. أما الوصول بكل القضايا والمشاكل التاريخية إلى الحل اللازم بأساليب "السياسة الديمقراطية"، فهو الأكثر واقعية وإنسانية، وإن كان أبطأ وتيرة. وتعتبر هذه الحقيقة سارية المفعول بالنسبة للعلاقات والصراعات الهيلينية – التركية أيضاً.

الغريب الجديد الذي جرى، هو تلك المساعي المبذولة لتحويل خيانة أثينا ومكيدتها التآمرية المدبَّرة بحقي، إلى فرصة جديدة لا تُعوَّض من الصداقة والسلام في العلاقات الهيلينية – التركية. وما لا غبار عليه ولا جدال فيه هو أن الزلزال المفروض عليَّ في أعوام الألفين، لا الزلزال الحاصل في "كوجاألي Kocaeli"، هو الذي أضفى على العلاقات الهيلينية – التركية نظاماً جديداً. من المعلوم أيضاً أن هذا بدوره تم بتوجيهٍ وإرشادٍ من الولايات المتحدة الأمريكية. هذا ولعبت سياسة الناتو (حلف الأطلسي) حلقة الوصل ودور الوساطة في ذلك.

ورغم عدم انزعاجي وتضايقي من هذه المجريات، إلا أنّي مضطر للإفصاح عن شكوكي في مدى صدق ونجاح بادرة صداقة وسلام، مبنية أو ناجمة عن المؤامرة المحاكة لي. كل الدلائل والإمارات تدل على أن العلاقات الهيلينية – التركية المرحلية الحالية لن تتعدى النطاق التكتيكي. وليس من الصعب أبداً استخلاص هذه النتيجة بمجرد إلقاء نظرة عابرة على ما يجري في قبرص. وحسب مفهومي الفلسفي الأساسي، لا يمكن لأصحاب السلطة الأوليغارشية في الطبقة العليا أن يمتلكوا موهبة وإمكانية تكريس سلام وأمن وصداقة دائمة بالنسبة للشعوب، حتى ولو كانوا تحت لواء نظام جمهوري. فكل شغلهم الشاغل ينحصر في عقد اتفاقيات الهدنة (وقف اطلاق النار) ومحاولات السلام المزيفة والمؤقتة، المخادعة والمعرضة للانهيار والخرق دوماً؛ كلما سنحت الفرصة بذلك. الأرضية الراسخة والدائمة للسلام والصداقة، تكمن في تواجد الأنظمة الديمقراطية الشاملة. والمعادلة التي تقول "السلام بقدر الديمقراطية" هي معادلة واقعية وسارية المفعول على كل الميادين، وبالأخص – أو على نحو أشد – في ميدان العلاقات والصراعات التركية – الهيلينية.

في الخلاصة، يحظى عدم التغاضي عن الدياليكتيك التاريخي المعقد ذي البنية التراجيدية، الكامن في العلاقات الهيلينية – الكردية – التركية، بأهمية قصوى. فقد حملت هذه الشعوب، ممثلة ثقافة الجبهات المتقابلة في النزاع الشرقي – الغربي، في ذاكرتها تلك العلاقات والتناقضات الكثيفة حتى حاضرنا. فالتكونية الثقافية الهيلينية، التي ترجع في جذورها إلى الميراث الشرقي الممتد لآلاف السنين، وطدت الفلسفة في البنية الذهنية للإنسانية، لتُقَدِّم بذلك مساهمة عظمى في هذا المجال. إنها الثقافة المطَبِّقة للجميعة (التركيبة الجديدة) الشرقية – الغربية على أوسع نطاقاتها. وأخيراً، نقلت الشكل الفكري الديني للمسيحية إلى أوروبا، لتمهد بذلك الطريق لولادة الحضارة الأوروبية.

أما الأتراك فاستمدوا قوتهم من الثورة الإسلامية الإقطاعية وأمدُّوها بالقوة، ليكونوا بذلك آخر وأقوى ممثلي الحضارة الإقطاعية من بلاد الأناضول وحتى أوروبا الوسطى. وكيفما أن الحضارة الهيلينية هي آخر وأكبر قوة خلاقة للنظام العبودي، فإن الحضارة التركية- الإسلامية أيضاً هي آخر قوة خلاقة للنظام الإقطاعي. وقد أسفر تنازع هاتين القوتين الممتد على مدى فترة تقارب الألف عاماً، عن ظهور الجمهورية الهيلينية والجمهورية التركية في منتهى المطاف. ومثلما كان دور الكرد – الميديين مهماً أثناء بزوغ فجر الثقافة الهيلينية، فهو يحظى بأهمية مماثلة لا غنى عنها في تأسيس الثقافة والجمهورية التركية أيضاً.

تبحث الجمهوريتان اليوم عن السلام والصداقة في مشكَلتَيْ إيجه وقبرص. وبات العبور من مرحلة الدمار والخراب إلى مرحلة الإبداع الجديدة، مرتبطاً بتوطيد السلام والصداقة المرتَقَبَين. أما هذا، ومثلما دلَّ عليه الدياليكتيك التاريخي، فَيَمُرُّ من حرية الكرد. أما حل عقدة وفك رموز المؤامرة المدبرة بحقي، فسيحدد مصير هذه الحرية



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 2-1
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 1-1
- مرافعة أثينا
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكرد والترك 4-1