أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!














المزيد.....

الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك انقسام واختلاف حاد فى الرأى حول قضايا كثيرة فى المجتمع لكن هناك قضايا تتمتع بالاجماع أو ما يقرب من الاجماع.
ومن هذه القضايا الأخيرة يوجد إجماع بين "الموالاة" و"المعارضة" على أن صحة الشعب المصري ليست بخير، وأن السياسات الصحية المعمول بها سياسات "مريضة" لا تصلح لمواجهة التدهور الشديد فى الخدمات الصحية والارتفاع الجنونى لأسعار العلاج.. حتى أصبح دخول المصريين إلى المستشفيات مغامرة غير مأمونة العواقب تنتهى فى كثير من الأحيان إلى "موت وخراب ديار".
حتى الحديث عن الفساد المستشرى فى كل مراحل وتفاصيل الخدمات الصحية لم يعد حديثاً للمعارضة، وإنما أصبح الحديث المفضل للدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة نفسه!
ومن هنا .. أصبح هناك إجماع على ضرورة إصلاح السياسة الصحية بحيث تضمن هذه السياسة المنشودة برعاية صحة المصريين المهددة بقائمة طويلة من الأراضى الرهيبة، والاستفادة من خبرات وكفاءات وصروح طبية عظيمة تمتلكها مصر لكن جهودها تضيع وتهدر وسط هذه العشوائية المروعة.
وبدلاً من ان تقوم حكومة الدكتور أحمد نظيف برعاية حوار مجتمعى ديموقراطى واسع النطاق حول هذه المسالة التى تهم كل مصرى وكل مصرية، فوجئنا بصدور قرار لرئيس الوزراء رقم 637 لسنة 2007 بإنشاء شركة قابضة للرعاية الصحية.
هذا القرار الذى وقعه رئيس الوزراء فى 21 مارس الماضى أحاطته الحكومة بالسرية، بصورة تضعها موضع الشبهات، حيث لم يعلم أحد شيئاً عن هذا القرار إلا بعد نشره فى الجريدة الرسمية "الوقائع المصرية" يوم 31 مارس 2007.
وهذه مسألة بالغة الغرابة. فلماذا حرصت الحكومة على التكتم على هذا القرار. ولماذا تجنبت "تسريبه" حتى إلى الصحف القومية؟ ولماذات حرصت على التهرب من مناقشة توجهاتها الجديدة فى مجال الصحة على المستوى الشعبى أو حتى داخل الحزب الوطنى الديموقراطى الحاكم نفسه؟!
وكيف يكون هذا الأسلوب "التآمرى" هو النهج الذى تلجأ إليه الحكومة غداة التعديلات الدستورية التى قالت هى ذاتها ان أحد أهدافها تفعيل المشاركة الشعبية فى الاهتمام بالشأن العام وتنشيط الحياة الحزبية الراكدة والمكبلة بألف قيد وقيد.
فهل مثل هذه القرارات "السرية" المتعلقة بمسألة تهم كل المصريين تخدم المشاركة الشعبية او تضع الأحزاب السياسية فى اعتبارها أصلا؟!
هذا من حيث الشكل أما من حيث مضمون قرار رئيس الوزراء رقم 637 لسنة 2007 فقد تناوله بيان مهم لحزب التجمع جاء فيه أنه "قرار غير حكيم يحقق فصلا لتقديم الخدمة عن تمويلها، بما يقصر مهمة التمويل على هيئة التأمين الصحى، وينقل تقديم الخدمة من الهيئة إلى شركة قابضة للرعاية الصحية بما يتبعها من شركات تابعة بالمحافظات، وليس إلى هيئات خدمية تناسب قطاع الصحة، باعتبار الصحة حقا لكل مواطن، وليس باعتبارها سلعة توزع من خلال سوق.
وهو أيضاً قرار سابق لأوانه حيث صدر دون أن يتم تغيير مسبق للتطبيق الرأسى للتأمين الصحى، حيث لم ينتقل التطبيق حتى الآن إلى التطبيق الجغرافى، برغم مطالبة كافة القوى المجتمعية والسياسية بالانتقال من تبنى نظام التطبيق الرأسى إلى نظام التطبيق الجغرافى الشامل لعموم الجمهورية. وكان من الواجب الانتظار لحين استكمال الإجراءات التى تمهد للتطبيق الجديد قبل إصدار هذا القرار المتعجل.
وهو أخيراً قرار كان يتطلب اعداداً يعالج التجزئة المفرطة لتقديم الخدمة الطبية من خلال منظمات عديدة يتوجب اختصار عددها قبل الشروع فى اتخاذ القرار".
وحدد البيان عدداً من الإجراءات التمهيدية التى كان يجب اتخاذها من قبل السلطات المعنية قبل الاسراع فى إصدار هذا القرار "المتعجل وغير الحكيم".
وبدلاً من مناقشة هذه الاقتراحات تم طبخ القرار بالصورة المريبة المشار إليها. لذلك ينتهى البيان إلى رفض هذا القرار "الذى تم بطريقة أقرب إلى السرية، وتم بطريقة مفاجئة دون مناقشة حزبية أو مجتمعية ، فى لحظة فارقة يتم التحفيز فيها للتأمين الصحى الشامل، مختزلاً المعادلة الجذرية الشاملة إلى إصلاح جزئى يدعو إلى التساؤل بأداة مشبوهة وهى الشركة القابضة بدلاً عن الهيئة الخدمية".
ولا يكتفى البيان بذلك بل يطالب بمساءلة رئيس الوزراء برلمانيا على "هذا التصرف المنفرد المرتبك المفاجئ الذى لم يشرك المجتمع والذى يعطل تطبيق التامين الصحى القومى الشامل أكثر مما هو معطل حتى الآن، والذى يقدم شركة لإدارة مشروع قومى خدمى لا تجوز إدارته إلا من خلال هيئة خدمية لتقديم الخدمة من خلال إشراف ومتابعة الهيئة العامة للتأمين الصحى طبقا لتطابق الأداء مع معايير الجودة الشاملة " .. هذا مع افتراض حسن النية فى كل ما حدث.
فما راى رئيس الوزراء؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«
- قتل الإبداع.. القاسم المشترك الوحيد بين العرب!
- كعب داير .. للبروفيسور الذى داس على ذيل الحمار
- هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟
- مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
- عيش .. وملح !
- الأحزاب والنشاط السياسى داخل الجامعة.. العقدة والحل
- ملاحظات شاهد عيان للاستفتاء الحزين
- رغم كل شئ :مصر مازالت بخير
- هل نستعيد أمجاد النقل البحري لعصر محمد علي؟!
- ميلودراما مصطفى البليدى
- فلتكن نهاية حياتنا بكرامة!
- عرب من أجل إسرائيل!
- كل استفتاء وأنتم بخير!
- ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً
- دبرنا يا وزير التضامن الاجتماعى
- بروتوكولات حكماء الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات .. وأزمة الث ...
- المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى
- فتحى عبدالفتاح .. عاشق الحياة والوطن
- جوزف سماحه


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!