أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - انتحار عقرب















المزيد.....

انتحار عقرب


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:41
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد لفت انتباهي وانتباه الآخرين تواجد عقرب من النوع السام القاتل وهي تحاول التخفي باحثة عن شقفة أو شق في حائط دون جدوى لأن المكان غاية في الروعة والجمال لأنه في أكبر ميدان, في أجمل مدن العالم .
حيث أن شوارع المكان كأنها أروقة في أفخر فنادق عالمية , وأرصفته كأنها ممر من المرمر الرخامي الغاية في الأناقة على جانبها فاترينات تحوي أنفس المعروضات وأجمل ما يقتنيه الأثرياء من البشر.
لا تلوث ولا نفايات وتقريبا لا سيارات وقودها بترولي , لأن هذا المكان مخصص لسكنى الإنسان بعيدا عن التلوث ومسببات الأمراض , وبعيدا عن تواجد العقارب من هذا النوع القاتل السام.
الناس في هذا المكان آمنون لا خطر حولهم مسالمون لا يحملون أي شيء للدفاع أو الهجوم , يحملون شعارات السلام والمحبة وبعيدين كل البعد عن الأخطار ومنغصات الحياة , وغير مبالين بالخطر المتربص لقتل ما يملكه من ضحايا في هذا المكان والمتمثل في هذا العقرب القاتل.
فقد خرج هذا القاتل يحمل أكياس سمه والمنتهية بحمة(إبرة اللدغ) يلدغ بها ضحيته , والتي تقع تحت نيره, وكأنه فرد انتحاري يحمل حزاما ناسفا !!
نظافة المكان وأناقته من أهم مقومات اكتشاف هذا الخطر القادم وكأنه القدر أو الموت المتربص بالآمنين من البشر.
ولكن من أين جاء هذا الانتحاري القاتل اللعين ليروع السكان الآمنين بهذا المكان الرائع الجميل؟!!!
لأن أماكن تواجد هذا النوع من العقارب القاتلة هي الصحراء أسفل الصخور وسط الأعشاب الصحراوية الجافة أو في الخرابات حيث الآكام ومخلفات الموت, وفي المزا بل ومربض المواشي وأماكن العشش وحظائر الحمام.
حيث أن هذا القاتل يغوى قتل وداعة الحمام , يغوى بث الرعب في قلب كل كائن آمن لينزع عنه أمنه وأمانه .
هذا العقرب اللعين يضع أبنائه أسفل تشوينات الأجولة الفارغة ,وتحت الخرق البالية المدفونة أو تحت الأعشاب الجافة , حتى يكون هناك متسع بعيد عن عيون البشر ليدرب أبنائه على استعمال حمتهم كسلاح للقتل.
ليجد مناخه المناسب لتغذية أبنائه من غنائم قتلاه وضحاياه ,, فهو يعيش عالة على إرهابه وقتله, فيتخذ من القتل مهنه , ومن الشيطنة حرفة .
في عيشته يعيش وحيدا , أسير لأفكاره القاتلة , يغوى الموارى والتخفي , لا يجتمع بأحد إلا لقتله أو للتزاوج .
لقد تركت الكائنات جميعها أماكن تواجده , تركتها له وحده هو ومن من على شاكلته , فهو قاتل البساطة والوداعة والسلام , وباسط سيطرته وسطوته بسمه فهو يرعب الأسد ويوقع بالنسر ويقتل النمر .
ومع كل إمكانيته للتخفي فهو يملك عيون ولكنه أعمى , أعمى البصر والبصيرة , لا يملك عقلا حيث أن عقله لا يفكر غير في القتل والانتحار يهاجم كل ما يتحسسه و حتى لو كان بغرض إطعامه , ليس له صاحب أو صديق أو من يتآلف معه وإن أطعمته أو أسكنته عظيم السكن لكنك لا يمكن أن تأمنه فهو خائن يستدير فيقتل مصادقه ,, لقد أطلق عليه قوة الشرير أو زراع الشيطان ,, يقاتل حتى الموت , يخرج للقتل منتحرا ,, تأمن شره بموته أو بتفريغ حمة سمه فلا يكون له حول ولا قوة .
ولكن كيف دخل هذا القاتل هذا المكان الجميل النظيف الآمن , الذي لا يلق بتواجد أمثاله فيه ؟!!
ـ ربما جاء بواسطة مستورد له أكثر منه شراسة , لرعب الناس وقتلهم , يستعمله لأغراضه الخاصة , وربما يربيه ويدربه وينفق عليه من ماله الخاص لأغراضه الدنيئة .
ـ ربما قد يكون جاء متخفيا ومختبئ داخل حقيبة سفر لأحد الأشخاص المسالمين , مختفيا في ملابس البسطاء ويتخذ من مواضع أمنهم مربضا له يلتمس من يتحسسه فيفرغ فيه سمه فيقتله .
أو ربما يكون قد جاء داخل ما يتم استيراده من مواد بناء وأدوات تنمية ومنتجات غذائية لهذا البلد الآمن .
لأنه لا يمكن لهذا اللعين أن يكون قد تربى ونشأ وسط كم الأنوار والعلم والنظافة , لأنها كلها لا تتناسب مع مناخ نشأته .
حيث أنه يترعرع في ظلمات الجهل ـ يفتخر بكثرة نسله ـ يفتخر برعب الآخرين ـ يقيم ذاته بعدد ضحاياه , مثله مثل الشيطان يلمس من يبتلعه.
زينة حياته كم مقتنياته من القتل وعدد أبنائه من القتلة .
فهو يقتل بدون رحمة , لا يعنيه إن كانت الضحية طفل أو كهل , أو سيدة حامل أو عروس تعد لحفلة زفافها , لا يعنيه إن كان الضحية شاب أم حدث , مسلح أم مجرد عنه سلاحه , لا يعنيه إن كان طالب علم أم عالم , أو كاتب أو صحفي , لا يعنيه حتى لو كان الضحية من أنصار حماية البيئة والرفق بالحيوان أي من حماة الكائنات الحية وأولهم هذه العقارب .
فهي تهاجم بغرض القتل لا تعرف من معها من عليها لا تعرف من يساعدها ومن يعمل على فنائها , فهي تساهم في إبادة نوعها من العالم لتصبح من ضمن من ليس لهم حياة في هذا العالم من ضمن من تم انقراضهم وفنائهم .
وحينما يكون السلام فلا مكان للقاتل ولا مكان لأعوان الشيطان فيه, فهذه قوة الشر تقتل فتقتل لتفنى تماما من عالم السلام والمحبة.
ويحي لقد سرح تفكيري والعقرب مازال يتحسس من يقتله , فبدون وعي صرخت لتنبيه الآخرين وقلت بصوت جهور:
عقرب !!!!! عقرب
ورحت أشير عليه بيدي , وما هي إلا لحظات حتى تبدد السلام والآمان بالصراخ والهرج والمرج , والكل يجري والكل يستغيث , وربما يكون هناك إصابات من الفزع والهروب , الكل يساعد الصغير والطفل والكل يساعد كبار السن والأمهات تحمي أطفالهن من هذا الخطر .
وتحولت العقرب من حالة الاختفاء والتخفي إلى حالة الهجوم , فقد رفعت علامات القتال , وأعدت حمتها للدغ , رفعت ذنبها عاليا ليكون أول من تلامسه جسم الضحية , ولقد أعدت نفسها لتميت الأخيرين كما أعدت نفسها للموت انتحارا, لأنها خرجت قاتلة ومقتولة.
وقد أعلنت حالة الطوارئ للحفاظ على حياة القاطنين المكان من هذا الموت المروع , ولم يوجد من يتجاسر لملاقاة العقرب أو منازلته في ميدان قتاله ,فالكل يغشى سمه وشكله المرعب , فهو يذكر الجميع بشكل الشيطان.
إلى أن خرج من وسط المجموع هذا القبطي الصلب القلب , يملك من الإيمان ما يقهر به الشيطان وكل قوته وأعوانه الشريرة , خرج حاذيا قدميه باستعداد بشارة السلام .
فوقف أمام القاتل الجبار , وكله يقظة وحذر من وسائل قتاله فرفع قدمه وأنزل حذائه فوق هذا القاتل اللعين , فدهسه!!! وبدون رجعة أنتحر هذا القاتل لمجرد تفكيره لقتل السلام والمحبة والإخاء , وقتل المواطنة والتنمية , لمجرد محاولته لبث الرعب في قلوب المسالمين من جمهور وطن السلام.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقلديانوس المغرب والجزائر والأقليات الدينية على الأبواب
- الإسلام السياسي والرق في السودان
- الكمال الذي نبتغيه
- لعبة التعمية
- مصلحة الفرد والمصلحة العامة
- 21مارس عيد الأم!! بل عيد الحب
- جلباب الفقير
- الحرية في السعودية
- الديموقراطية والتوازن الاجتماعي
- لماذا كُسِرت لوحتي؟
- مولود جديد
- الفأر الملك
- مكتبات نظيفة خاوية من القراء
- الحقيقة المستغيّبة في حادث أرمنت
- حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف
- من أجل عراق أفضل
- الأقباط منسيون أو متناسون
- دواعي غلق كنيسة البياضية
- يوميات ماسح أحذية
- مصر!!ليبرالية مسلمة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - انتحار عقرب