أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - عن رؤيا القديس سبستيان ونساء غوغان ورموز أخرس














المزيد.....

عن رؤيا القديس سبستيان ونساء غوغان ورموز أخرس


متعب أنزو

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


تتحدث نعمة الحداثة في التشكيل السوداني المعاصر عن أربع مرجعيات بصرية حرفت مساره باتجاه نسق التصوير البحثي الذي يختزل أو يكاد بمعنى ما مقولة ماهرة لما تعنيه حركة الفن في جزء عربي من أفريقيا ودخوله كعنصر أساسي ومكون للمحترف التشكيلي العربي ممثلا برموزه الحقيقية وهي على التوالي للراحل أحمد وقيع وأحمد عمر خليل وأحمد عبد العال وحسن موسى . وبينما يعمل ويقيم عبد العال في السودان , أختار عمر خليل ممارسة أبحاثه في أمريكا في الوقت الذي كانت فيه مونبيليه الفرنسية نوع من المنفى الاختياري للأخير . كذلك يمكن العودة للعام 1999 العام الذي تعرفت فيه النخب البصرية العربية – تحديدا في بيروت ودمشق – على مرور سريع ومؤثر لاثنتين من التجارب السابقة عبر العرض المتنقل والموسوم بمحترفات عربية . عرض تم توقيعه وقتها بالتزامن بين غاليري أتاسي وغاليري أجيال وتنقل في أماكن متعددة لمناسبة القمة الفرانكفونية في بيروت.
اليوم وبعد سبع سنوات يعود الغاليري الدمشقي من جديد إلى أستعادة حسن موسى من تجوال قاده إلى دول متعددة منها فرنسا وبلجيكا وإنكلترة والمجر وألمانيا وأسبانيا واليابان والسويد والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا ولبنان .في مجموعة من أبحاثه التصويرية التي تعقد نوعا من الصلة مع تأثره بابتكارات تجمع سوبور - سورفاس Support-Surface الذي ظهر في باريس إبان سبعينات القرن الماضي ، طارحاً علاقات جديدة بين المسند التصويري والأمكانيات النسيجية المؤسسة في القماش . هو أيضا نوع من مناورة الفهم التقليدي للتصوير الذي يقدم فيما يقدمه تلك الحساسية التي توحد بين الذهني والبصري وتاليا في افتراضات كل ذلك على السطح المتحرك غير المشدود .
يفعل التشكيلي السوداني ذلك ويفتعله تحت مسمى افتراضي هو اختراق الحدود الموروثة للفنون , والتي لا تزال "سيدة الساحة الفنية" في المدينة وبين معظم مثقفيها. غير انه يحافظ في الوقت عينه على علاقات انسيابية تربط نتاجه بتدخلات من النوع السياسي والديني والموروث البصري الغربي والتي تشكل بمجملها مواضيع لها ثقل رمزي كبير ..في أمثلة ذلك الأعمال التي قاربت فهم خاص للسيد المسيح وغيفارة والقديس سباستيان ونساء بول غوغان . سلوك يجيده موسى بحرفية عالية ويقترحه من داخل لعبة جمالية تستنهض التراث الإنساني المعنون بالقيم التي فقدت قداستها في العصر الحاضر. بينما يتراءى في منسوجة كتب على ظاهرها " فن الشفاء" تفصيلاً مكبراً لقدمي المسيح مستوحى من تصوير يعود إلى القرن الـــــسابع عشر، للدلالة على القوة الـــخارقة للقداسة وفيها الكثير من الإيهام الفانتازي لمناخ الغابة التي تتشابك غصونها وأوراقها لتنحسر في مكان ما بفعل سلطة اللون واحتكامات التشكيل النهائي .
لعل هذا الدمج بين الديني المقدس والتزييني المعاصر والحروفي العربي يحيل بمعنى ما إلى قراءة جديدة لأيديولوجيا الحاضر عن طريق العودة المجيدة إلى أرقى فنون الإنسانية الماضية. فالاستشهاد الذي كان من أكثر الموضوعات قداسة وتردداً في العين والذاكرة الفنية، انقلب حدثاً يومياً لعصب الحياة في حواضر بعض المدن العربية. فبعث النهضة الإيطالية من مراقدها المتحفية إلى يوميات الشارع العربي هو انبعاث نهضوي - محدث للقديس سباستيان، كي يكون نموذجاً لكل شهيد يسقط في الصراعات الدامية وميادين القتل والانفجارات. هكذا يتحدث الفنان حسن موسى عن عبثية الموت لا ليعبّر عن الغضب العربي بل لينقل وجع الإنسان بنبله وجماله القديم وجروحه. لعل هذه الإسقاطات غير المباشرة هي مجرد تأويلات، غير أنها محملة باستعارات شعرية لا تخفي تلميحاتها الساخرة والمبطّنة
ميزة يمكن القول أنها صنعت شهرة حسن موسى منذ عرضه الذي أقامه في لندن بعنوان «سبع قصص من الفن الأفريقي»،والذي أهّله فيما بعد للمشاركة في بينالي البندقية العام 1997، ليذهب بعد ذلك إلى عروض عالمية متنقلة .
في عرض أتاسي يوحد الأثر الفني بين البصمة الشخصية والطابع الجمعي، فيسقط من خصائص الطراز والقاعدة والأبعاد، ويأخذ منحنى إشكالي وفلسفي ليتمنطق داخل موقف الفنان.رغم ذلك تبدو وحدة الفنون التي يلقي بها التشكيلي السوداني وكأنها تعبر عن انصهار مع مادة الروح في عملية سيميائية مركبة ومعقدة في آن.
وحيث يقودنا هو وبفعل قراءاته المسننة والمشفرة إلى طرائق عمله التي يتماهى معها ضمن مفردات ميلودية صاخبة تراوحت بين مزاولات كثيرة للعبة التقنيات في التضمين والرمز والمجاز والتي تعلن عن تشكيل نسيجي متدفق يحترفه بامتياز.
عرض شكل في رأي الكثيرين ممن تابعوه تعزيزاً للحضور التشكيلي المعاصر ، وحسماً مطلقاً لصالح من يتجه بكليته إلى محيط الحداثة ومنجزها البصري، فيما يغير الزمن إيقاعه، ويستحيل الفن شيئاً فشيئاً ضمن هذا الموكب الاستعراضي من تقنيات بصرية متكاثرة بشكل متسارع إلى ممارسة خارقة في النقص والاختلاف،حيث تعلن فنون التصوير في أكثر من مكان,التخلي عن سيادتها الروحية لصالح المنجز التقني, المتصل بحدس اللحظة، دون استثمارها بشكل كلي، مع إفساح المجال لذائقة المتلقي باستكمال دائرة الإحساس الذي يغلف تأثيرية اللوحة.
"حسن موسى " عرف كيف يرتب بياناته اللونية المحررة في غاليري أتاسي وبذات الدرجة من المتعة المتأتية من حركة اللون و التقانة لديه. والذي يعلن عن روح صناعة عالية ويشي بعلو ريشته وسط هذا الركام الهائل من التجارب التشكيلية... وهو بذلك يقف في موقع متقدم من مشروعه الطويل ولغته اللونية المحكمة المضافة إلى نسق عروضه الأوربية السابقة وآنياً في العرض المميز لأعماله في دمشق.






#متعب_أنزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الثقافة البصرية لغاليري اتاسي
- عن التعبيرية وثقافة المحترف ... الوثائق البصرية الاخيرة لليا ...
- احتجاج أنثوي... مغاير
- جان درومسون...مترجما إلى العربية .......كهانة ثقافية من نوع ...
- خوان ميرو ودالي وأنطونيو تايبيس في معهد سرفانتس دمشق ....الح ...
- كائنات محمد عمران .....عرض أول لبيت الفن
- رؤيا اللون ...الفن من الزاوية الحرة , التي يقف عليها سعد يكن
- فن الأفكارلبثينة علي في عرض عالي ومفاجىء لنخب دمشق التشكيلية
- ضياء العزاوي يجدد العلاقة بين الرؤية والنص الأدبي
- إدوار شهدا في غاليري أتاسي ....المرور بالأخرين إلى الذاكرة ا ...
- - طربق قصيرة إلى عراس - .....أو هي كذلك ......حازم العظمة من ...
- موسم باريس التشكيلي....يستضيف السوري سبهان أدم ... في أربع م ...
- فرنسيس بيكون... التدخل لدى افتراضات القبح
- استعارة النص من المتخيل اللغوي ...سليم بركات ينشط مجددا في - ...
- التمسك بأسوار الشعر الغربي.....- بلامغفرة- تكرار مهذب لأبحاث ...
- رهاب بزوايا مختلفة
- - رهاب الموصوفات ......عازفة البيانو -رواية ألفريدة يلينيك
- رؤية محرفة......عن علاقة الحدس باللوحة
- فن الأفكار ..ثلاث مشاهد منصبة في دمشق
- حوار مع التشكيليي العراقي هاني مظهر


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - عن رؤيا القديس سبستيان ونساء غوغان ورموز أخرس