أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سالم أيوب - ماذا بعد ؟ الاتجاه المعاكس.. لكل الآراء !!















المزيد.....

ماذا بعد ؟ الاتجاه المعاكس.. لكل الآراء !!


سالم أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بطأت حرب تموز الماضية وتيرة تطبيق الاستراتيجية الأميركية في المنطقة لكنها بكل تأكيد لم تكن صمام الأمان الذي يتوحد حوله اللبنانيون كما كان يؤمل منها. وأعتقد أن حزب الله لو علم ذلك، فشل وحدة الصف الداخلي والتفافه حول المقاومة، لسمح للقوات الإسرائيلية أن تدخل إلى عمق محدود في الجنوب اللبناني كي تبقى الحرب مستمرة إلى يومنا هذا في محاولة لتفعيل دور سلاح المقاومة وإبقائه شرعياً في نظر الأكثرية اللبنانية من الفريق السياسي الحاكم.
لعل حزب الله تيقن الآن أن قوته تنبع من التفاف الشعب اللبناني حول شرعية سلاحه، وأن استخدام هذا السلاح، وإن كان موجها لمقاومة العدو الصهيوني، يجب أن يستفتى به الشعب. فقرار مقاومة أي قوة غاشمة لا تلقى تبعات آلامه ومآسيه على فقدان الشهداء من المقاومين ولكن الشعب الحاضن لهذه المقاومة سيدفع مئات الأثمان من المأسي والأهوال والتشرد والتهجير كما رأينا في تموز الماضي.
ولا أقول هذا الشيئ لأنني غير مؤمن بالمقاومة ولا بالمقاومين أو لأنني من "الانبطاحيين السلبيين" (الانبطاح مقابل لا شيئ)، ولكنني مؤمن جداً في رغبة الشعوب الكف عن المقاومة والاستشهاد، إذا تعبوا من دفع ضرائب الغير، فهذا حق تكفله لهم سياسة "الانبطاح" المعمول بها منذ تسعينات القرن الماضي. اللبنانيون ليسوا أول ولا آخر من يرفع يده عن القضية الفلسطينية فقد سبقهم المصريون والأردنيون، ولا نذهب بعيداً فقد "انبطح" السلطويون في منظمة التحرير وفتح عن تلك القضية.
إذن، القرار هو للشعوب ولا نضحك على أنفسنا ونلقي بالتهم على السياسيين. فالسياسيين هم من يتنفعون والشعوب هي من تدفع، ولكن إذا أراد الشعب أن يتساوى مع السياسيين في دفع الأثمان أو كسبها، فأعتقد أن الهالة التي تدعم رجال السياسة والسلطة عليها أن تفرغ من الاحتضان الشعبي وتنادي الشعوب بمشاركة أرباح جنرالات الحروب السياسية والعسكرية، وإلا فالتعاني تلك الثلة القليلة من المتنفعين من دفع ضرائب وحدة المسار مع القضية الفلسطينية ولتكن المقاومة وردع العدوان العنوان العريض "للاانبطاحيين"، فإن لم يكسبوا رغد العيش في الدنيا فعلى الأقل تكسب في الآخرة.
لو سألتني عزيزي القارئ من هو الأكثر إحباطاً في منطقة الشرق الأوسط لقلت لك هو السيد حسن نصرالله. لماذا ؟ أعتقد أن ما سلف هو الإجابة على هذا التساؤل. في حين أنك لو سألتني عن أكثر الناس تفاؤلا لقلت لك أيضاً هو السيد حسن نصرالله !! تناقض عجيب ولكن كيف ذلك؟ لقد حقق حزب الله انتصارا داخليا كبيرا من خلال توحيد جهود المعارضة لأكبر فصيلين على الساحتين المسلمة (الشيعية) والمسيحية (المارونية) في ورقة تفاهم من عشرة بنود تعتبر النواة الحقيقية لبذرة المواطنة اللبنانية. وتحيط بهما كوكبة من التيارات السياسية المتنوعة من كافة الأثنيات والطوائف والمذاهب المعروفة على الساحة اللبنانية. حتى الفئة المستقلة عن الموالاة والمعارضة فهي في سوادها الأعظم متعاطفة مع مشروع المواطنة التي تنتهجها المعارضة وإن اختلفت معها في بعض الأمور الهامشية التي لا تؤثر في لب الموضوع.
هذا الأمر، هو أهم إنجزات حرب تموز الماضية فقد اتسعت قاعدة الشعب اللبناني الذي يؤمن بأن الجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية هما مشروع وحدة للداخل وذراع واقية لأي عدوان مستقبلي من قبل إسرائيل. وهذا ما تفسره دعوة المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة في سبيل كسر الجليد الذي ينصهر في بطئ شديد وتتحكم في وتيرته المعارضة كي لا يتحول هذا الجليد إلى "لافا" البركان الذي إن حدث ما لا تحمد عقباه فسوف يصهر كل المحرمات والثوابت التي ما زالت المعارضة متمسكة بها. ولكن إلى متى ضبط النفس هذا؟!!
حزب الله والمعارضة بشكل عام متيقنين لما يضمر له الموالاة لجر سلاح المقاومة إلى فتنة الاقتتال الداخلي وهذا أيضاً مطلبا إسرائيليا. لكن إن حدث ما لا تحمد عقباه فبكل تأكيد لا حزب الله ولا العونيين سينخرطون في هذه الفتنة، لأن ثوابت هذا التفاهم تم الاتفاق عليها ولا يمكن التنازل عنها وإلا سينفك عقد هذا التفاهم بين الطرفين. ولكن من يضمن مواقف باقي فصائل المعارضة لاسيما أن بعض الأحزاب المعارضة تلقي باللوم على حزب الله لعدم تصعيد حركة التعبير من خلال الدعوة إلى العصيان المدني العام. وهذا بدوره حول الكثير من المعارضين للتململ وإعلان العصيان على المعارضة أي (معارضة المعارضة في تناول قضية الموالاة) وهنا من يدري كيف ينفجر الوضع بين الفرقاء اللبنانيين.
إن تحول الحزب إلى وظيفة الدفاع وتجميد وظيفة تحرير الأرض لا يعني ـ من وجهة نظره ـ تخليه عن السلاح. ويقوم منطق الحزب هنا على أن الحكومة اللبنانية لم تقم بواجباتها والتزاماتها فيما يتعلق بوظيفة تحرير الأرض، ولم تتخذ مواقف حاسمة ضد الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، ومن ثم ليس من حقها مطالبة المقاومة بالتخلي عن سلاحها. يقول السيد حسن نصر الله "هل قاموا بتحرير مزارع شبعا وضمنوا عودة الناس إلى أراضيهم؟ هل يطلبون منا التخلي عن سلاحنا لأنهم حرروا الأسرى؟ هل جاءوا إلينا بضمانات حقيقية لحماية لبنان من العدو الإسرائيلي؟". ويعتقد الحزب أنه حتى مع افتراض تحرير جميع الأراضي المحتلة وإطلاق سراح جميع الأسرى فإن إسرائيل ستظل تمثل تهديدا حقيقيا للأمن اللبناني. ويقول الشيخ نعيم قاسم: "طالما ظلت إسرائيل دولة عدوانية في المنطقة، يجب أن نخشى هذا العدوان. هذا السلاح يجب أن يبقى لمواجهة والدفاع عن هذا الاعتداء". ولهذا، فإن الشرط الوحيد الذي يصبح من المقبول في ظله تخلي الحزب عن وظيفة الردع، ومن ثم سلاحه، هو "تأسيس دولة قوية قادرة على حماية الشعب... والمياه، والكرامة". كما يؤكد الحزب في الوقت ذاته على أنه ليس المسؤول عن ضعف الدولة ولكنه نتيجة طبيعية لهذا الضعف، وأنه طالما بقيت الأسباب الحقيقية لغياب الدولة سيظل سلاح حزب الله قائماً.
قد يضن البعض أو جميع الموالاة من 14 شباط أن قوة 8 آذار العسكرية هي متمثلة في حزب الله فقط، ولكن إن كان هذا معتقدهم فهم واهنون وبالفعل أكاد أخشى عليهم من السقوط في وكر خيوط العنكبوت ! نعيد القول بأن حزب الله لن ينخرط في أي حرب أهلية محدودة الزمن والمدى والطائفة السنية لن تكون فاعلة في أي "نزاع ميليشياوي" والأسباب معروفة سلفاً. من تبقى إذن؟ "القوات" و"الكتائب" و"التقدمي الاشتراكي"!!!
هذه تعادلها بل وتفوقها "أمل" و"البعث السوري الاجتماعي" و"الناصري" و"الموحدون" و"الشيوعي" والأحزاب الأخرى من المعارضة. ولهذا أدعوا المعارضة إلى تصعيد التحرك في اتجاه العصيان المدني ولنرى ما تفعله الموالاة وجماعة 14 شباط في هذا الشأن، أما أن يبقى لبنان هكذا مرتهن في أيدي كلا الطرفين على هذا المنوال فهذا أمر لا يقبله عقل ولا ضمير فنحن نطالب بلبنان الأرز أن يهدأ ويعود أخضراً. حددوا مصير البلد وتأكدوا "ما بتعمر إلا لما بتخرب".



#سالم_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفاتيكاشوعية- في زمن العلمانية


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سالم أيوب - ماذا بعد ؟ الاتجاه المعاكس.. لكل الآراء !!