أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العلاقات الدولية وتدويل النزاعات الطبقية















المزيد.....

العلاقات الدولية وتدويل النزاعات الطبقية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 11:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



تحتل موضوعة الصراع الطبقي موقعاً محوريا في الفكر الاشتراكي بسبب مضامينها الفكرية ونتائجها السياسية / الاجتماعية لذلك فلا غرابة إن كتب كثرة من المفكرين والباحثين الماركسيين المئات بل الألوف من البحوث والمقالات حول هذه الموضوعة وموقعها في علم الاجتماع الماركسي, الذي أغنى بدوره الفكر السياسي بعد أن مده بأداة أساسية من أدوات التحليل المرتبط بتحديد طبيعة المجتمعات الطبقية ونزاعاتها وآفاق تطورها اللاحق.
انطلاقاُ من تلك الأهمية المنهجية ونتائجها الفكرية / السياسية تواجه الباحث كثرة من الأسئلة لعل أبرزها هل لا زالت موضوعة الصراع الطبقي تتمتع بنفس الحيوية والفاعلية في الصراعات الاجتماعية ؟ . وهل أنها لا زالت كما في السابق تشكل الأساس النظري في بناء التوجهات الفكرية والسياسية لهذا الحزب الاشتراكي أم ذاك ؟ وإذا كان الجواب بالسلب أو الإيجاب ما هي التغيرات الفعلية التي حملتها الرأسمالية المعولمة لساحة النزاعات الاجتماعية ؟ .
على ضوء تلك الإشكالات الفكرية والسياسية نحاول بحث الموضوع في مفاصل محددة أهمها: ــ
أولاً: ـ الصراع الطبقي ومنظومته الفكرية / السياسية.
ثانياً: ــ وحدانية التطور الرأسمالي ومنتجاته السياسية / الاجتماعية.
ثالثا: ــ النزاعات الاجتماعية وآفاق تطورها.
على أساس تلك الإشكالات الفكرية نحاول الاجتهاد حول محاورها الأساسية آملين إغناءها لاحقاً بدراسات تفصيلية تقترب من المضامين الفعلية لمضامين الصراع الطبقي وموقعه في كفاح الأحزاب الاشتراكية

أولاً: ـ الصراع الطبقي ومنظومته الفكرية / السياسية.

يحتل مفهوم النزاع الطبقي موقعاً أساسياً في علم الاجتماع الماركسي فقد توصل ماركس من خلال دراساته التاريخية واستنتاجاته الفكرية التي استمدها من نتائج الثورات البرجوازية الأوربية 1948 وكذلك كمونة باريس عام 1871 إلى بناء أسس منظومته الفكرية / السياسية لطبيعة النظام السياسي الاشتراكي القادم معتمداً بذلك على تحليله لمضامين الصراع الطبقي في عصر الرأسمالية التي لخصها بالأفكار التالية: ـ
ــ إن وجود الطبقات لا يقترن إلا بمراحل من تطور الإنتاج.
ـــ إن النضال الطبقي يفضي بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا.
ــ إن هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الانتقال إلى القضاء على كل الطبقات والى المجتمع الخالي من الطبقات. ( 1 )
على أساس تلك النتائج النظرية التي صاغها ماركس وتجربة الثوريتين البرجوازيتين في روسيا وكذلك ثورة اكتو بر الاشتراكية 1917أعاد لنين تطوير الرؤى الماركسية متسلحاً بنتائج فكرية جديدة حول طبيعة المرحلة الإمبريالية وتناقضاتها الرئيسية وفق منهجية ماركسية تتخلص مضامينها بالموضوعات التالية: ـ
ــ إن الحامل الاجتماعي للثورة الاشتراكية هي الطبقة العاملة المتحالفة مع فقراء الريف.
ــ بهدف كسر جهاز الدولة البرجوازي لابد من الثورة الاجتماعية والاستيلاء على السلطة السياسية.
ــ إن استيلاء المنتجين على السلطة السياسية يقود إلى إنهاء الطبقات الاجتماعية وإشاعة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. (2 )
ــ لغرض القيام بتلك المهام الثورية والانقلابية لابد من جهاز للسيطرة الطبقية وهذا الجهاز يتمثل بالحزب البرولتاري الثوري.
لقد تلازمت المنظومة الفكرية المشار إليها وأساليب كفاحية أخرى منها بناء الحزب على الروح الانقلابية وما يعنيه ذلك من اعتماد العنف الثوري لكسر آلة الدولة البرجوازية بهدف الاحتفاظ بالسلطة السياسية.
إن البناء الفكري الماركسي اللينيني لموضوعة الصراع الطبقي وتطوره اللاحقً أملته وحشية الدولة الرأسمالية سواء تجسدت تلك الوحشية بسمتها الإرهابية مع قوى العمل في المحيط الوطني أو النزاعات التناحرية مع برجوازية الدول الأخرى لغرض الهيمنة الكونية، وما نتج عن ذلك من اشتداد حدة الصراعات الاجتماعية والطبقية .
إن انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وما نتج عنها من انقسام العالم إلى ازدواجية خيار التطور الاجتماعي أضفى على النزاعات الطبقية طابعاً وطنيا/ دولياً حيث شكل ظهور الاتحاد السوفيتي سنداً دولياً لكل النزاعات الاجتماعية الهادفة إلى تكريس خيار التحرر والتطور الاجتماعي . وبهذا المنحى فقد تجسد
تدويل الصراعات الاجتماعية في حقبة المعسكرين في نهوض حركة التحرر الوطني التي تزاوجت فيها المطامح القومية مع التنمية الوطنية. بكلام آخر إن الصراع الطبقي المناهض للتنمية الرأسمالية والهيمنة الأجنبية تبدى في صيغة التناقض بين الشمال الاستعماري والجنوب الطامح إلى بناء دوله الوطنية بمساعدة سوفيتية.
خلاصة القول إن الصراعات الطبقية في مرحلتي المنافسة الرأسمالية والاحتكار قادت إلى نهوض الثورات التحررية المناهضة للهيمنة الأجنبية والهادفة إلى التنمية الوطنية بشعارات العدالة الاجتماعية.

لقد وصلت المرحلة المشار إليها إلى تخومها التاريخية بعد انتقال العالم إلى وحدانية خيار التطور الرأسمالي وبهذا المعنى فان الصراعات الطبقية الرامية إلى انتصار طبقة اجتماعية ضد طبقة اجتماعية أخرى لم تعد ذات مضامين واقعية.
بهدف التدليل على شرعية الموضوعة المشار إليها نحاول التقرب من إشكاليتها الفكرية بروح نقدية مستندين في ذلك إلى ما افرزه الطور الجديد من العولمة الرأسمالية.

ثانياً: ــ وحدانية التطور الرأسمالي ومنتجاته السياسية / الاجتماعية.


افرز الطور الجديد من التطور الرأسمالي كثرة من الإشكالات الفكرية السياسية وبات على الباحث المتسلح بالمنهجية العلمية التقرب من تلك الإشكالات وفحص نتائجها وآثارها على تطور الحركة المناهضة للطور الجديد من العولمة الرأسمالية. بهذا المسار لابد لنا من تحديد بعض الوقائع الكبرى التي أفرزتها حركة التوسع الرأسمالي في طورها الراهن والتي أراها في: ــ
1: ــ ترابط العالم ووحدته المرتكزة على وحدانية أسلوب الإنتاج الرأسمالي الذي أنتج بما يمكن تسميته بالتشكيلة الرأسمالية العالمية بمراكزها المتقدمة منها والمتخلفة.
2: ــ رغم بروز بعض النزاعات الوطنية بين المراكز الرأسمالية حول أسلوب معالجة هذه القضية أو تلك، إلا أن وحدة العالم نقلت الطبقة الرأسمالية من طور المنافسة إلى الوحدة الطبقية.
3: ـ ترتكز الوحدة الطبقية المشار إليها على وحدة الاحتكارات الدولية التي تحاول توظيف الدول الرأسمالية والوطنية لصالح توجهاتها الاقتصادية.
4: ـ أنتجت التطورات الأنفة الذكر جملة من السلبيات على طبيعة الصراعات الطبقية وذلك انطلاقاً من جملة وقائع مرتبطة بالطور الجديد من التوسع الرأسمالي نحاول ملاحقتها بكثافة بالغة: ــ
أ: ــ ضعف الحامل الطبقي المناهض لوحدانية التطور الاجتماعي في المراكز الرأسمالية الناتج عن الهجوم الواسع التي تشنه قوى الرأسمال ضد المكاسب الاجتماعية. وبهذا المنحى نشير إلى أن النقابات العمالية في الدول الكبرى تعاني من الشلل في كفاحها المناهض لراس المال وذلك بسبب البطالة المتسارعة التي أنتجتها الثورة العلمية التكنولوجية وما رافقها من منافسة حادة على فرص العمل. بهذا السياق حققت الطبقة البرجوازية القائدة في المؤسسات الكبرى والمتوسطة نجاحاًت لافته حينما حاولت تعطيل عقود العمل الجماعية المبرمة مع النقابات عبر تفضيلها العقود الفردية مع العمال.
إن هذه المؤشرات تؤسس إلى أن النقابات العمالية باتت مهددة بفقدان وظيفتها التضامنية وتضائل مقدرتها على تحصيل الحقوق الاقتصادية للطبقة العاملة.
ب: ــ إن التغيرات الحاصلة في بلدان المركز الرأسمالي تقابلها تغيرات كارثية في البلدان الوطنية وذلك بسبب الليبرالية الجديدة التي اعتمدتها كثرة من البلدان في تنميتها الاقتصادية والتي أفضت إلى جملة من النتائج السلبية بتقدمها: ــ
ـــ تقليص الوظائف الخدمية / الإنتاجية للدولة الوطنية وما نتج عن ذلك من اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
ــــ تسريب وظائف الدولة التشريعية بشأن العمال إلى الشركات الأجنبية التي باتت تتحكم في سوق العمالة والتوظيف.
ــ تشابك الصراع الوطني مع الصراع الدولي وذلك بسبب مشاركة الشركات الاحتكارية ومصالح الدول الكبرى في الصراعات الوطنية.
ـــ تفتيت الوعي الطبقي وتحويله إلى كانتونات طائفية / عشائرية بسبب ضعف الدولة واشتداد التداخلات الخارجية.
على أساس تلك الملاحظات نواجه بالسؤال التالي: هل فقدت النزاعات الطبقية قدرتها على حسم مسار التطور الاقتصادي ؟ وإذا كان الجواب بنعم هل كفت النزاعات الطبقية على أن تكون محركاً للتطورات الاجتماعية ؟ .
لغرض التقرب من الإشكالية الفكرية المثارة لابد من وضعها في إطار تغيرات العلاقات الدولية والتي سنتناولها في الموضوعات التالية.

ثالثا: ــ النزاعات الاجتماعية وآفاق تطورها.

شهدت العلاقات الدولية تغيرات جذرية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية حيث أنتج هذا الانهيار التاريخي كثرة من التداعيات على صعيد العلاقات الدولية يمكن حصرها المجالات التالية: ــ
ــ تداعي مبدأ السيادة الوطنية الذي تجلى في تسريب الوظائف التشريعية والاقتصادية والسياسية إلى المراكز الدولية. حيث أصبحت كثرة من البلدان بمثابة الحارس الوطني للاحتكارات الدولية.
ــ اعتماد القوة بأشكالها الاقتصادية، السياسية والعسكرية في فرض توجهات الليبرالية الجديدة التي تعتمدها المراكز الرأسمالية والاحتكارات الدولية.
ــ تحول مجلس الأمن إلى ما يشبه الحكومة العالمية المعبرة عن المصالح الاستراتيجية للدول الكبرى تحت مسميات ( الشرعية الدولية ) ( والمجتمع الدولي ).
إن التغيرات التي جرى التعرض لها تحلينا إلى أسئلة إشكالية كبرى منها:ـ ما هو مصير أحزاب اليسار الاشتراكي ؟ . وما هو دورها في الصراعات الاجتماعية ؟. هل لازالت منظومتها الفكرية وبنيتها التنظيمية قادرة على بناء دولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ؟ و هل أن وحدانية التمثيل الطبقي لهذه الأحزاب تشكل الكتلة التاريخية الناهضة بالدور القيادي للمجتمع الجديد ؟ .
قبل التقرب من المصاعب الفكرية / السياسية التي تواجه اليسار الاشتراكي دعونا نستعرض بكثافة واقع الحركة الاشتراكية العالمية والتي يمكن حصر فصائلها بثلاث تيارات أساسية: ـ
التيار الأول في الحركة الاشتراكية يمكن تسميته بالتيار الراديكالي الذي تتشكل منظومته الفكرية وأدواته الكفاحية من الإرث التاريخي للحركة الشيوعية معتمداًً في بنيته التنظيمية على الروح الثورية الهادفة إلى استلام السلطة السياسية وبناء الدولة الاشتراكية بركائزها السوفيتية.
التيار الثاني تيار اليسار الديمقراطي المنفتح على التطورات الدولية والساعي إلى أغناء الفكر الماركسي النقدي بروح التغيرات الدولية. ورغم أهمية هذا التيار في الحياة السياسية المعاصرة إلا أنه لم يتمكن لحد اللحظة التاريخية المعاصرة من صياغة رؤى فكرية / برنامجية قادرة على تفعيل ممارسته السياسية وتعظيم تأثيراته الاجتماعية.
التيار الثالث في الحركة الاشتراكية هو التيار ( الاشتراكي الديمقراطي ) الذي اندفع إلى تمثل شعارات العولمة البراقة لراس المال متخلياً بذلك عن كامل التجربة التاريخية للحركة الاشتراكية وفي هذا الإطار يلاحظ أن تأثيرات هذا التيار بدأت تنحسر بسبب النتائج الكارثية لنهوج الليبرالية الجديدة المتمثلة بتخريب الدول الوطنية وزيادة مصاعبها الاجتماعية.
خلاصة القول إن تفكك حركة اليسار الاشتراكي وغياب منظومتها الفكرية الناقدة لطبيعة المرحلة الجديدة من التوسع الرأسمالي تشكل أحد العوامل الكابحة أمام تطور الممارسة الكفاحية المناهضة لهجوم الليبرالية الجديدة.
انطلاقاً من الوقائع المشار إليها ولغرض دفع الحوار النقدي الهادف إلى أغناء حركة اليسار الاشتراكي اطمح إلى تسجيل بعض الرؤى زاعماً أنها قادرة على إثارة سجال فكري يسعى إلى وضع حركة اليسار الاشتراكي على طريق استعادة المبادرة السياسية والفعالية الاجتماعية.
إن تلك الرؤى والأفكار أجدها في المحددات التالية: ــ
1: ـ بسبب سعة التهميش الاجتماعي الذي أنتجته الرأسمالية المعولمة لم تعد وحدانية التمثيل الطبقي للأحزاب الاشتراكية قادرة لوحدها على تحريك الكفاح المناهض للنهوج التخريبية للتوسع الرأسمالي، ومن هنا بات ضرورياً الانتقال إلى التمثيل الاجتماعي الواسع وما يعنيه ذلك من الدفاع عن مصالح جميع القوى المتضررة من نهج الإقصاء والإبعاد الرأسماليين.
2: ــ الانفتاح على كل التيارات الفكرية والقوى السياسية الناقدة لتجليات الليبرالية الجديدة السياسية منها، الفكرية والاقتصادية بهدف المساهمة في تكوين جبهة عالمية مطالبة بتوازن العلاقات الدولية ومناهضة لروح الهيمنة الإمبريالية.
إن الانفتاح بطوابقه الأممية / الإقليمية / العربية الهادف إلى بناء عالمنا على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية يشكل الرافعة الأساسية الضامنة لكسر نهج الانعزال المرتكز على تكتيك الهموم اليومية الكابحة لروح المبادرة التضامنية.
3: ــ إن بناء النهوج السياسية المبنية على الروح الناقدة لمسار التوسع الرأسمالي تشترط انتقال أحزاب اليسار الاشتراكي إلى بناء رؤية فكرية شاملة تتضمن الأهداف الأساسية المتمثلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان مع التوجهات المستقبلية ، الأمر الذي يشترط تنشيط المراكز البحثية المتصدية لروح الهيمنة والغزو والعدوان فضلاً عن إعادة بناء الأحزاب الاشتراكية على قواعد احترام الديمقراطية الداخلية والابتعاد عن روح الزعامة العشائرية في شغل المواقع القيادية.
إن الرؤى والأفكار المشار إليها تعني إعادة البناء انطلاقاً من التجديد الفكري المتزامن مع البناء التنظيمي المرتكز على قاعدة اجتماعية متعددة الطبقات والشرائح الاجتماعية المنغمرة في مكافحة التوجهات التخريبية لحركة رأس المال المعولم.
ختاماً لهذا العرض السريع والمكثف لابد من إيراد بعض الاستنتاجات الأساسية التي أجدها ضرورية لبناء رؤية واضحة إزاء مضامين النزاعات الاجتماعية المحتدمة والتي أراها في: ــ
الاستنتاج الأول: ــ لم تعد مقولة الصراع الطبقي بنتائجها السياسية ومآلها التاريخي التي اعتمدها الفكر الماركسي اللنيني حاسمة في تحديد مسار التطور الوطني، انطلاقاً من أن الطبقة العاملة ليس بمقدورها بناء علاقات الإنتاج الاشتراكية في حدودها الوطنية.وبهذا المعنى فان موضوعة انتصار طبقة ضد أخرى لم تعد واقعية من الناحية العلمية.
إن النقد الموضوعي المشار إليه يستند إلى مشاركة الخارج في الصراعات الوطنية بعد تحوله ـ الشريك الخارجي ـ إلى جزء من الداخل الوطني من خلال مؤسساته الاقتصادية ومصالحه الاستراتيجية.
الاستنتاج الثاني: ــ إن الصراع الطبقي المحتدم تتطور مضامينه بسبب تنوع القوى الاجتماعية المتضررة من الطور الجديد من العولمة الرأسمالية وبهذا المعنى فان الصراعات الطبقية تتحول إلى نزاعات اجتماعية متشابكة ذات مضامين وطنية وأممية. وبهذا المسار أكدت التجربة التاريخية المعاصرة أن قوى راس المال العالمية تقف إلى جانب حلفائها المحليين في الدول النامية. ( 3 )
الاستنتاج الثالث: ــ إن إقامة نظام العدالة الاجتماعية ــ عبر اقتصاد اشتراكي، تعاوني أو اقتصاد مختلط ــ سيكون نتيجة للصراعات التي تفرضها الجبهة العالمية المناهضة لوحشية الليبرالية الجديدة وكذلك نتاج النزاعات بين التكتلات الاقتصادية الدولية التي تفضي بدورها إلى خلق عالم متعدد الأقطاب يستند إلى دمقرطة العلاقات الدولية ويغني مبدأ السيادة الوطنية بتوجهات جديدة.
خلاصة القول إن الصراع الطبقي في الظروف التاريخية المعاصرة ينتقل من صراع وطني محلي إلى صراع اجتماعي دولي بين الأغلبية المتضررة من النهج الرأسمالي وبين القلة الرأسمالية الماسكة بالثروة والسلطة والمتحالفة دولياً. ( 4 ).

الهوامش
1: ــ انظر رسالة ماركس إلى ويد مار 5 آذار 1852 مختارات لينين الجزء الثاني الصفحة 171 دار التقدم.
2: ــ إن موضوعة نهاية التاريخ عبر عنها هيغل حينما رآها في اكتشاف الفكرة المطلقة التي وجدت تعبيرها في الدولة البروسية. أما ماركس فوجدها في الشيوعية بعد انتهاء الطبقات وصراعها على أساس نهاية الدولة وسيادة العدالة الاجتماعية. وبالمقابل عثر فوكوياما على نهاية التاريخ في سيادة أسلوب الإنتاج الرأسمالي من خلال ترابط السوق الحرة مع الديمقراطية.
3: ــ تلعب الولايات المتحدة دوراً مشهوداً في الصراع الاجتماعي الدائر في لبنان من خلال وقوفها إلى جانب تدويل ألازمات الوطنية.
4: ــ أفضى اتساع أممية القوى المناهضة لسياسة التهميش والإقصاء والتداخلات العسكرية إلى محاولة المراكز البحثية الرأسمالية إلى وسم الصراع الاجتماعي الدائر بصراع الحضارات والثقافات كما سعى صامويل هنتنغون التدليل عليه في كتابه صراع الحضارات.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة الرأسمالية وهوية اليسار الفكرية
- النزعتان الوطنية والليبرالية وتغيرات السياسة الدولية
- حوار قوى اليسار الديمقراطي وسمات العولمة الرأسمالية
- قراءة فكرية في مشاريع مستقبلية
- آراء حول الدولة والمليشيات المسلحة
- ملاحظات حول الشرعية الدولية والعدوان
- التشكيلة العراقية وصراع بنيتها الطائفية
- الفوضى الخلاقة وأزمة العراق الوطنية
- السياسة الدولية والشرعية الانتخابية
- الاحتلال الامريكي للعراق وانهيار بنية الخطاب الوطني الديمقرا ...
- الاصطفافات السياسية وسمات المرحلة الدستورية
- تدويل النزاعات الوطنية والديمقراطية الوافدة
- بناء الدولة العراقية وتنازع بنيتها الدستورية
- القانون الأساس وإشكالات بناء الأجهزة العسكرية
- المواطنة بين المساواة الشكلية وتفكك الدولة العراقية
- العولمة الرأسمالية وفعالية التناقضات الوطنية
- أزمة العراق الوطنية وإصطفافات المرحلة الانتقالية
- الاحتلال الأمريكي للعراق وتناقضات المرحلة الانتقالية
- أراء حول المستجدات السياسية وبناء الرؤية الوطنية
- الليبرالية العربية بين المراجعة التاريخية والروح الانقلابية


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العلاقات الدولية وتدويل النزاعات الطبقية