أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد عبد الله - برلمان الإرهاب الفكري














المزيد.....

برلمان الإرهاب الفكري


احمد عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 11:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن الساسة العراقيين ما زالوا غير مصدقين التحول الكارثي الذي نحصد ثماره الحلوة والمرة في يوميات الشارع العراقي أو ربما صدمة هذا التحول أصابت عقولهم بالشلل فما استطاعوا مضيا ولا إلى عهدهم يرجعون . سأوجز صدمة ساستنا بما تمخضت عنهم الجلسة ( 14 ) من الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب يوم الخميس المصادف تفجير مطعم السادة النواب ، هذا اليوم الحافل بصفعات تلقتها وجوه الساسة بجلَدّ منقطع النظير ابتدأت بالتفجير المروع لجسر الصرافية أقدم جسور بغداد صبيحة هذا الخميس والتفجير الانتحاري في كافتيريا مجلس النواب ظهيرة اليوم ذاته والتفجيرات المتفرقة في عموما العراق بالإضافة إلى الاشتباكات المسلحة والرصاص العشوائي والغير عشوائي إلى آخره من صفحات يومياتنا المفجوعة بالدم والدخان والخراب التي وظفها النواب بطريقة ذكية لصالحهم واستثمروها أبشع استثمار لشحن خطاباتهم الطائفية وجلساتهم المأزومة متجاهلين عن عمد الاحتقان المرعب في الشارع العراقي .
كل ذلك لم يستفز كرامة النواب ولم يثر حفيظتهم التي انتفضت بشكل مخجل لمقاضاة جريدة الصباح على عمود نشر في صفحة ( برلمان ) في عددها – 1086 – الخميس 12 نيسان 2007 يتطرق إلى النعيم الفردوسي للنواب ومخصصاتهم التي لا تنقطع ، عمود بعنوان ( طعام مليوني ) اضطربت له معدة مجلس الزهد والتقشف وأطلق عقيرة نوابنا المتعففين شجبا واستنكارا حتى يخيل لمن يتابع الجلسة أن النواب يناقشون التوغل العسكري التركي داخل الأراضي العراقية أو الدعم الإيراني للجماعات الإرهابية أو التدخل السياسي والتحريض الإعلامي الذي تشنه دول الجوار اليعربي والدعم المادي والمعنوي والمخابراتي لعصابات الإرهاب والخراب ، لم يصوت النواب على أية قضية من تلك بل أجمعوا على مقاضاة كاتب العمود وجريدة الصباح التي جدفت بحق مجلس الآلهة .
الغريب والمخجل في الأمر أن النواب الذي عودونا على الخلاف والاختلاف لأتفه الأسباب اجمعوا في جلستهم على تحويل الدستور ولوائح حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية والقوانين التي تؤكد على حرية الصحافة والإعلام والحريات الأخرى كل هذه الوثائق حولها النواب بمهارة فائقة إلى لجام يكمموا به الأفواه التي تعمل على ترجمة ما يدور خلف الكواليس والجلسات السرية مطالبين بمقاضاة الجريدة وكاتب المقال المعني بشؤون مجلسهم ، والأكثر غرابة من ذلك أن ( الأستاذ الفاضل ) مدير شبكة الإعلام العراقي يقف مع هذا الإرهاب الفكري ويطالب هيئة تحرير الصباح بتشكيل مجلس تحقيقي بحق كاتب المقال وكأنه خالف قواعد المهنة أو ارتكب جريمة يجب معاقبته عليها بالإضافة إلى حجب صفحة من صفحات البرلمان في الجريدة وهي الصفحة الأولى الرئيسية في محلق – برلمان -. ولم يكتفي النواب بذلك بل أن رئيس المجلس لم يتورع عن وصف كادر جريدة الصباح بـ( الحقراء الجبناء ...) على الملأ وذلك حين أراد مراسل الصباح أجراء حوار معه بعد التفجير ورغم أنني لا استغرب ذلك من الدكتور المشهداني الذي عودنا على مفردات مثل (بالقندرة .. ومخابيل .. وكاولية ... الخ ) إلا أنني استغرب الجمع الهجين بين الحقارة والجبن التي لا تتفق بأي شكل من الأشكال مع نبل وشجاعة كادر الصباح وغيرها من الصحف ووسائل الإعلام العراقية التي تجاهد بحق في معركة العراق الغير متكافئة فيما يتحصن رئيس المجلس وحاشيته وأعضاء البرلمان والحكومة خلف الترسانات الكونكريتية وجيوش الحماية.
ما الذي أثار حفيظة النواب في هذا العمود الذي لم يختلق كاتبه شيئا بل نوه إلى أن مخصصات طعام النواب ارتفعت من مليوني دينار عراقي إلى ثلاث ملايين وبأسلوب مؤدب لا يخدش حياء النواب ؟، أليست هذه هي الحقيقة التي نعرفها جميعا ومنكم أنتم فلم الغضب والمقاضاة على ما شرعتموه بأيديكم ؟!.
ما أقدم عليه مجلس النواب من مقاضاة للكلمة الحرة والاستجابة المخجلة التي هرع لها ( الأستاذ الفاضل ) حبيب الصدر والتفاني الذي أبداه عبد الحليم الرهيمي رئيس ما يسمى بهيئة الإعلام والاتصالات يشكل سابقة خطيرة تذكرنا بالإعلام التعبوي المقبور وأقلامه المأجورة التي لوثت الصحافة العراقية بمداد حبرها الرخيص وأجدنا ملزمين تجاه ذلك بالوقوف مع جريدة الصباح وكاتب المقال لكي لا يتمادى النواب والساسة والحكومة ومن ثم كل من هب ودب على تكميم الأفواه وشراء الأقلام للتمجيد البغيض الذي لفظته الصحافة والإعلام منذ تحرير العراق من نظام الرجعية والتخلف . أننا اليوم مطالبون بتوجيه رسالة مفادها أن الأقلام العراقية الشريفة لن تسمح بعودة البعث وثقافته مرة أخرى وإن السلطة الرابعة هي أهم وأقرب للشارع العراقي من السلطات الكاريكاتيرية التي يرسم ملامحها النواب والساسة والإرهابيين ومن لف لفهم .
أن الصحفيين والإعلاميين الذين تجردوا من تبعية الطائفية وأدران التعصب هم الممثل الحقيقي لتطلعات العراقيين ومن اشتد عدو وطنيتهم وإخلاصهم للعراق ومصالحه والإنسان العراقي وحقوقه أجدر وأحق بتوجيه سياسة الدولة العراقية الجديدة ممن يدعي العمل من أجل العراق فتنحوا جانبا ودعونا نعيش بسلام وأمان وكفاكم رياء .





#احمد_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد عبد الله - برلمان الإرهاب الفكري