أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!















المزيد.....

القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


كانوا قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يزعمون، يتذرعون : بان برنامج الحكومة التي تقودها حماس غير واقعي ولا يتناسب مع الظروف المحلية ولا مع المعطيات الإقليمية والدولية التي تحياها القضية الفلسطينية ، كانوا في حينها، وللأسف، يشاركون بالحصار المفروض على شعبنا من كل حدب وصوب، وكان ذلك تحت مسمى المطالب النقابية ، وبالتالي أن ليس في الأمر منحى أو هدف سياسي، كانوا على ذلك يدعون إلى الإضراب والتظاهرات بل وافتعال القلاقل، حتى وصل الأمر حد الاعتداء على مؤسسات السلطة وعلى هيئاتها الرمزية التي تمثل الشرعية والخيار الشعبي الفلسطيني، وفي مقدمتها المجلس التشريعي الفلسطيني سواء بتحطيم زجاج نوافذه أو بتدمير وحرق المحتويات فيه وفي غيره وعلى وجه الخصوص مقر مجلس الوزراء وغرها من المؤسسات العامة الكثيرة التي طالها الاعتداء .

باسم كل ذلك شكلوا وأسسوا العديد من المؤسسات الوهمية والخرافية ،التي لاشرعية ولا وجود لها أصلا كحال ما يسمى ب"نقابة الموظفين العموميين" التي تم ابتداعها في غير سابقة لها في جميع بلدان العالم ،حيث لم يجر القانون ولا العادة ولا التقليد على هكذا مسمى خرافي ، وأما اتحادهم المغدور والمشوه أخلاقيا ووطنيا وديمقراطيا، فباسمه وباسم المعلمين حشرا وجبرا، كانوا يشوهون ،بل ويريدون أن يدمروا العملية التعليمية في سياق حالة من الأنانية والبحث عن الراتب ولقمة العيش المغمسة بالذل والهوان بديلا عن الوطن والقضية والثوابت ،ليصلوا بنا -لاسمح الله- إلى مستنقع ووحل التضليل والتظليم والتجهيل للأجيال والنشء القادم الذي يراد التعويل عليه في البناء والتحرير.

لم يكن برنامج حركة حماس في يوم من الأيام غير واقعي، لا وهي خارج العملية السياسية ولا حتى عندما دخلت غمار هذه العملية ، فالشيخ الشهيد الإمام احمد ياسين كان قد طرح توجها استخلصته الحركة عبر مؤسساتها الشورية ، بأنها على استعداد لتقبل بالانسحاب الكامل من جميع الأراضي المحتلة عام 67 مقابل هدنة طويلة نسبيا ، ومن يريد أن يعترض على هذا الطرح ويتفلسف، ليرينا ماهي واقعية طرح الطرف الآخر الذي جربه ولم يأت به سوى بالاعتراف المسبق بشرعية الاحتلال وتكريسه على ارض الواقع مستوطنات وجدار وحواجز وحصار ودمار ، ليس هذا وحسب بل انه بخياره وتوجهه هذا قلب الحقائق رأسا على عقب في نظر دول العالم ومؤسساتها إذ أصبح حقنا في المقاومة ،بل وفي الدفاع المشروع عن النفس ضربا من الإرهاب والإجرام ، لايتورع قادة هذا التوجه السياسي العبثي عن وصف أبناء شعبهم، في سياق دفاعهم عن أنفسهم، بالعبثيين وأصحاب العمليات الحقيرة .

ولازال عرابوا خيار التفاوض الاستراتيجي مصرين على إثمهم وجرائمهم وخطاياهم بحق الشعب الفلسطيني، تابعين في نهجهم هذا لما تأمر به أمريكا وإسرائيل ومن لف لفيفهم من عرب وعجم ، أوصلونا إلى الاعتراف بشرعية الاحتلال دون شيء يذكر، وهاهم اليوم يصرون ويتآمرون ويخططون وعلى رأسهم أنظمة السقوط والعمالة للدخول في تطبيع كامل ونهائي مع الاحتلال بعدما تم الاعتراف به مسبقا ، ودون الحد الأدنى من حقوق شعبنا المغتصبة ، اليوم يطبلون ويزمرون لمبادرة هي نفسها كان قد رفضها الاحتلال وقال عنها إنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به ، وهي في جانب آخر لاتحقق المبتغى من الانسحاب الكامل من جميع أراضي الرابع من حزيران ولا فيما يتعلق بحق العودة ، ومع ذلك نجدهم لايستحون على أنفسهم حتى في احترام ما اتفقوا عليه من رفع الحصار المفروض على شعب يعيش حقيقة وواقعا تحت الاحتلال .

المتنفعون من تجارة وبضاعة السلام كثر، فمنهم من يتنفع باسم السياسة ومنهم من يتنفع باسم الأمن والعسكرية الحامية لإسرائيل ومنهم من يتنفع باسم العلم المشبوه ومؤسساته المتآمرة على حقوق شعبنا ، ومنهم من يتنفع اليوم باسم الاتحادات والنقابات المشبوهة وغير المنتخبة والتي لا وجود لبعضها في الأصل على الإطلاق ، فلا يعرف المرء مدى وجاهة دعوة الذين ينادون اليوم بالإضراب في قطاع التربية والتعليم وفي الصحة مطالبين الحكومة بتنفيذ التزاماتها ، وهم يعلمون علم اليقين أن العلة ليست في الحكومة ،لا الحالية ولا التي سبقتها ، بل إن الحكومة العاشرة كانت تبذل كل جهد جهيد في سبيل توفير رواتب الموظفين وقد دفعت جزءا كبيرا لا بأس به والتزمت بسداد ما تبقى ، وإنما العلة في الذين يحاصروننا ليبتزونا أكثر وأكثر سياسيا على طريق تقديم التنازلات حتى الثمالة والهوان ، أنا أريد أن اسأل دعاة الإضراب ومؤسساتهم غير الشرعية ، الم يتفق شعبنا الفلسطيني على حده الأدنى من الحقوق الوطنية وقد تجلى ذلك في وثيقة الوفاق الوطني وفي اتفاق مكة ، ماذا تريدون؟؟ ، أتريدون أن نتخلى عن حدنا الأدنى من حقوقنا الوطنية ، مقابل تدفق الأموال علينا من أمريكا والغرب .
إسرائيل تعلن جهارا نهارا أنها لا تريد الانسحاب إلى حدود أل،67 ولا حتى القبول بالحل المتفق عليه بشان اللاجئين بالاستناد إلى مرجعية القرار 194 ، وهي ترفض القبول حتى بالمبادرة العربية، وتريد منا فقط ومن العرب التطبيع الكامل قبل أية تسوية للصراع ، فضد من تريدون الإضراب وعلى من تريدون إيقاع عبء المسؤولية ، على الحكومة ؟؟ الحكومة ليست من يفرض الحصار وبرنامجها في غاية الواقعية ، ولكن المشكلة هناك،عند من يريدون تجريدنا مما تبقى لنا من حقوق ، تظاهروا واعتصموا في الشوارع ونددوا وقودوا الفعاليات الوطنية ضد أمريكا والغرب وإسرائيل وضد الأنظمة التي لم تستح حتى هذه اللحظة عن التوقف في المشاركة في حصار شعبنا المذبوح من كل صعيد وجانب .

أعجب ما قرأت اليوم وأنا أتصفح الأخبار المتوافرة على الشبكة المعلوماتية " الانترنت " أن السيد جميل شحادة المنصب لما يسمى بأمين عام "اتحاد المعلمين" الذي لاشرعية ديمقراطية له يصرح بان اليوم السبت 14- 4 - 2007 والأربعاء المقبل سيكونان يومي إضراب شامل في المدارس ، بحيث يتوجه المدرسون إلى عملهم ويمتنعون عن إعطاء الدروس ، ثم يغادرون المدارس الساعة الحادية عشرة باستثناء مدرسي التوجيهي ، ليس هذا وحسب بل انه يتهم جمعية نقابة المعلمين المنتخبة والتي حققت فيها الكتلة الإسلامية فوزا كاسحا بأنها مزورة ، ولا يحق لها الدعوة إلى الإضراب والمطالبة بحقوق المعلمين كونها (حسب تعبيره) جمعية خيرية حسب ترخيصها من وزارة الداخلية وأنشئت من قبل الحكومة وحركة حماس لضرب وحدة المعلمين ، ومع ذلك فان السيد شحادة يقر بان جمعية نقابة المعلمين تطالب بدفعة للمعلمين الجدد وتخصيص المنحة القطرية لصالح المعلمين . فعلا أمر مضحك ما ورد على لسان السيد جميل ، فالديمقراطية عنده أصبحت تزوير ، والتزوير والدجل هي الديمقراطية والشرعية حسب رأيه ، أصبحت جمعية نقابة المعلمين تريد ضرب وحدة صف المعلمين ، أما اتحاده الأثيم فلا علاقة له بضرب وحدة الشعب الفلسطيني الذي اجمع على الحد الأدنى من حقوقه ، وبذلك هو يريد الصبر والصمود في وجه مبتزيه ، لا كما يريد السيد شحاده واتحاده في الرضوخ للابتزاز والخروج عن وحدة الصف الوطني الفلسطيني.

14- 4 – 2007




#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس ما بين التكتيك والاستراتيج
- من يشجع من على السلام؟؟
- المهم جدا .....موقف سياسي فلسطيني موحد!
- وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!
- الهامش المرسوم للتحرك الرسمي العربي
- المطلوبون اذ يتحصنون بجهاز الاستخبارات في رام الله!!!
- حق العودة واستحالة شطبه
- تموت امريكا واسرائيل فزعا من حق العودة!!
- وإذ- يقرفونك- بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان!!
- لماذا كل هذه الهرولة باتجاه اي تفاوض؟؟
- حين تصبح الحزبية ودرجتها معيارا للكفاءة!!
- الفرق بين الالتزام والاحترام في خطاب التكليف الرئاسي؟؟
- تفسير الذي يجري للفلسطينيين في العراق؟؟
- ما أخشاه من لقاء مكة!!
- هل من حل لمشكلة الفلسطينيين في العراق؟؟
- المعالجات الجذرية للخلافات الداخلية الفلسطينية
- اللجان الفلسطينية الحاضرة الغائبة عن العمل
- الحالة الراهنة للقارىء والكتاب في الاراضي الفلسطينية
- جوهر الصراع يكمن في قضية اللاجئين الفلسطينيين
- المناورة الاخيرة


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!