أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - علماء الدين : أين خطابكم الدعوي الواقعي ؟!!















المزيد.....

علماء الدين : أين خطابكم الدعوي الواقعي ؟!!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل دور علماء الدين أصبح كمن ينادي في الصحراء الشاسعة علي المؤمنين بخطابهم الدعوي المبني علي أسس دينية عقائدية , يا أيها الناس تعالوا إلي الظل !!
يا أيها الناس : إن الشمس محرقة وهالكة !!
يا أيها الناس تعالوا إلي الظل !!
ولكن الذي لايعلمه علماء الدين أنه لايوجد في هذه الصحراء القاحلة الهالكة بحرارتها وصهدها اللافح للوجوه المجفف للحلوق , لايوجد فيها من ظل علي الإطلاق , فليس هناك في هذه الصحراء من شجر , او خيام , أو حتي ثمة مكان عالي يستظل فيه الناس بظله من حرارة الشمس , ولهيب الصحراء الحارق !!
وهذه الصحراء القاحلة الهالكة بحرارتها ولهيبها لاتختلف كثيراً عن واقع الحياة المعاشة في مجتمعاتنا العربية , تلك الحياة التي ملؤها الفساد والظلم , والإضطهاد , فما كان لعلماء الدين من دور في إحالة هذه الصحراء القاحلة الجدباء المميتة بجغرافيتها التي تحولت وأصبحت جغرافية الأغنياء والأثرياء من أهل الحكم والسلطة والمقربين منهم علي الدوام , فكانت القصور سكناهم , القبور سكني الشعب الفقير المعدم , وكانت شواطئ الأنهار , والبحار والبحيرات شاليهات ومنازل لهم ولسكناهم , فهم يروا البحور والأنهار والبحيرات , وأبناء الشعب الفقراء لايروا إلا الزحام ورائحة العرق الخانق من الفقراء والمعدمين الذين لايجدون الماء للشرب , وليس للإستحمام !!

وكانت أطعمة الأثرياء لصوص الأوطان تأتي لهم بالطائرات من دول أوروبا , وجبات طازجة شهية , مازالت ساخنة بدرجة حرارة بلادها , ومازال أبناء الشعب يتقاتلون علي رغيف الخبز المسرطن , وزجاجة زيت الشلجم المميت ,وأقراص الطعمية , أو الفول المدمس تلك الوجبة اليومية التي أصبحت عزيزة حتي علي الفقراء وتكلفهم الكثير لكونهم أصبحوا غير قادرين حتي علي شراء وجبة الفول المدمس لأسرة مكونة من خمسة أفراد !!

أصحاب الثروة والسلطة لصوص الأوطان يستفيدوا من فائض القيمة المستمد من عرق ودماء الفقراء المعوزين سكان المقابر والعشوائيات , وعلماء الدين يسكنوا القصور الفخمة التي تقدر بالملايين من الجنيهات , لدرجة أن أحد المشايخ ذوي الدرجات العلي الرفيعة في المناصب الدينية لديه ثلاثة قصور في إحدي المدن الجديدة , وتري آثار الرغد والنعيم علي وجهه النضر من السمن البلدي والزبد الهولندي المستورد من بلاد الفرنجة الكفار , وتراه يرتدي الزي الديني المصنوع من القماش الصوف الإنجليزي بلد أصحاب وعد بلفور المشؤم , ويقود سيارة فخمة صناعة أمريكية من بلاد بوش المشؤم , وتزين معصم يده ساعة سويسرية فخمة هاند ماد , صناعة يدوية مرصعة بالمجوهرات والذهب , المحرم علي الرجال إرتداؤه في الدين , ذلك الشيخ الدكتور , وغيره من المشايخ الدكاترة , لهم الحظوة عن السلطان الحاكم , سواء كان إسمه ومسماه ملك , أو أمير , أو سلطان , أو رئيس , فهم أصبحوا من أصحاب الثروات والحظوات لدي الحاكم أياً كان مسماه !!
فماذا يشغل بال رجال الدين سوي الظهور في البرامج الحوارية الفضائية والإتجار بمفاهيم الدين , والإتجار بقضايا الشعوب المستذلة المستعبدة بسكوتهم المقرون بثرواتهم وخيراتهم علي حساب إفقار وإستذلال الشعوب ؟!!

وماذا يهمهم من أمر هؤلاء الناس الفقراء المعدمين سوي أن يتاجروا بمفاهيم الحرام والحلال التي يأمروا الناس بالإمتثال لها في الحل أو في الحرمة , وكأنهم ينادوا علي الناس كمن ينادي في الصحراء ويقول : ياأيها الناس تعالوا إلي الظل , فإن الشمس مهلكة , دون أن يكون هناك من ثمة آثار لظلال !! ؟

وماهي القضايا التي تشغل بال وفكر رجال الدين وعلماؤه سوي القضايا التافهة الهزيلة التي لاتؤدي إلي تقدم في العلوم أو الفنون أو الزراعة أو الصناعة أو الطب , والصيدلة , لإنهم مازالوا يتحدثون عن اللباس الشرعي للرجل وإطلاق اللحية وقص الشارب , وفضل الأبيض من الثياب , وفضل المسك والعطور والتطهر من الحدثين الأصغر والأكبر , وفضل السواك الذي كان سيكون في مرتبة الفرض في الدين , وصفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم ,وسنن الوضؤ وفرائضه , والماء وأنواع الماء , ومايفطر في نهار رمضان , ومالايفطر , وهل الحقنة الشرجية تفطر , وهل الإكتحال في نهار رمضان يفطر , وهل القطرة تفطر ,ورضاع الكبير , والتداوي ببول الإبل , وحكم عمل المرأة , والإختلاط , والخلوة الشرعية, والخلوة المحرمة , وركبت الأوتوبيس ولم أستطع دفع ثمن التذكرة فما حكم الإسلام في ذلك , ماذا أفعل ؟!!
وقس علي ذلك آلاف من الفتاوي , ناهيك عن فتاوي المناسبات المملة الثقيلة السقيمة ؟!!

هؤلاء هم علماء الدين في غالبياتهم العددية الذين لم ينشغلوا لقضايا الفساد والظلم والإستعباد للعباد , والذين جعلوا من الدين مسكن للشعوب المكلومة المقهورة , وجعلوا من أنفسهم صيدلانية يتاجروا علي الناس بأدوية جدول المخدرات المسكنة والمغيبة للوعي في إعطاء المسكنات بجميع أنواعها للمرضي والفقراء والمقهورين , فكان أن حرموا الخروج علي الحكام الظالمين , بحجة : ما أقاموا فيكم الصلاة !!
وكانت آيات وأحاديث فضيلة الصبر علي الظلم والفساد والطغيان هي الأحاديث الرائدة لتخدير الشعوب !!

وكانت أحاديث فضل الجوع وذم الشبع لها الصدي الأوسع في أواسط الفقراء والمعوزين من أبناء الشعوب الجوعي والمحتاجين لرغيف الخبز ويصعب عليهم نواله لشدة فقرهم وكثرة عدد عيالهم , لأن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم , وأن نصف يوم عند الله سبحانه وتعالي كألف سنة مما تعدون !!
وكانت أحاديث ذم الدنيا ولعنها لها السبق في الإستكانة والخضوع والصبر علي المذلة والهوان !!

وكانت أحاديث ذم طلب المناصب والمشاركة في صناعة القرارات المصيرية غير مرغوب فيها لأن طالب الولاية لايولي !!
وكانت كافة أحاديث رجال وعلماء الدين أحاديث ترغب في طلب الآخرة وتدعوا لهجران الدنيا الملعونة , وأذكر أن أحد المشايخ ذوي القدر في علم الحديث له موقع إليكتروني أسماه : الدنيا الفانية , وهو الشيخ ناصر الدين الألباني !!
أما الآيات والأحاديث التي تحض علي قولة الحق عند الحكام المغتصبين للحكم والسلطة سارقي الشعوب وناهبي خيرات الأمم فمحرم علي المشايخ والعلماء ورجال الدين , لأن المؤمن قد يكون جباناً , والمؤمن قد يكون ضعيفاً , أما كونه شجاعاً فهذا في نظرهم يورد المهالك ويجلب المصائب والبلايا , ويمنع من أكل الثريد وأطايب الطعام , ويحرم من أكل السمن البلدي , ويمتنع منهم الزبد الهولندي , بل ويجلب غضب السلطان , وغضب الحاكم عندهم من غضب الرب !!

هؤلاء الرجال والعلماء هم من جعلوا هناك فارق واسع وشديد بين واقع الناس المعاش وبين تعاليم وأحكام الدين , وهم رواد للعلمانية دون أن يدروا سواء بقصد أو بدون قصد , ثم يتهموا العلمانيين بالكفر والضلال !!

فإلي متي سيكون هذا الحال من أدعياء التطهر والتبتل والتقرب إلي الله من خلال قربهم من السلطان الذي هو في نظرهم ظل لله في أرض الله ؟!!
وفي النهاية يا أيها الناس إن الشمس مهلكة , تعالوا إلي الظل حيث لاظل تناله أجسادكم المريضة , ولاظل ستظل به أرواحكم المنهكة , ولاراحة لكم في أوطان يتطوع فيها رجال الدين لخدمة الحكام المفسدين !!
فهل مازلتم تعتقدون أن هناك في الصحراء القاحلة المهلكة ظل ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والمفاهيم : أين الأزمة ؟
- الردة الحضارية : غياب العقل : تسيد الإستبداد : إحتكار مفهوم ...
- ويسألونك عن السجن : فقل لست بيوسف الصديق
- الحرام السياسي : بين الإخوان المسلمين والسلطة الحاكمة والمجت ...
- ماذا يشغل عقل المفكر الإسلامي ؟ : محمد عمارة نموذجاً !!
- رجال الدين الرسمي والتعديلات الدستورية : بين مفهوم الإسلام و ...
- هذا ليس بوطني , والحاكم ليس بإنسان
- إنتشار السل في مصر : هل هو مسؤلية المعارضة المصرية ؟ !!
- الأقباط : بين مطرقة السلطة الحاكمة وسندان الجماعات الدينية : ...
- روح شاكيد : رؤية مغايرة
- العزوف عن الإستفتاء علي التعديلات الدستورية : بداية العصيان ...
- إلي شيخ الأزهر : ماحكم من ينكر ويزوٍر ماهو معلوم من الدستور ...
- بالتعديلات الدستورية : مصر بين خيارين : الإنتحار أوالإنفجار
- حي علي الديمقراطية : حي علي الحياء ياعرب
- الإستقالة ليست هي الحل : الإعتصام والإضراب عن الطعام تحت قبة ...
- محاكمة مبارك الأب والإبن والنخب الوطنية : ضرورة وطنية وفريضة ...
- عن العدالة في مصر : هذا هو موقف وزير العدل من القضاة ؟
- المواطن العربي : هل هو مواطن , وهل له وطن ؟!!
- عن الشعوب والنخب والطغاة : الحلم الكامن بين المنع والمنح : إ ...
- المادة الثانية من الدستور المصري : بين أزمة الإلغاء ومعضلة ا ...


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - علماء الدين : أين خطابكم الدعوي الواقعي ؟!!