أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - توما حميد - الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_ الجزء الاول!














المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_ الجزء الاول!


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:17
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لايختلف شخصان على حجم الكارثة التي خلقتها امريكا وحلفائها في العراق منذ 2003. ان القتل والتدمير والمعاناة والالام الناتجة عن الحرب والاحتلال كانت متوقعة لاي شخص له ادنى حد من المام بالسياسة سواءا من خلال قراءة هدف امريكا من الحرب والاحتلال والاسلوب الذي اتبعته والقوى التي اعتمدت عليها او من خلال نظرة سريعة على تاريخ تدخلات امريكا في العقود الاخيرة.
لقد كان مفهوما ان تصطف القوى الاسلامية والقومية الكردية ومرتزقة وحثالات سياسية مثل الجلبي وعلاوي ووفيق السامرائي وغيرهم مع السياسة الامريكية وان تلتقي مصالحهم التي ليس لها اي ربط مع مصالح الجماهير مع اهداف وسياسات امريكا وحربها على العراق. ان هدف هذه القوى كان السلطة وبأي وسيلة كانت ومهما كانت الاضرار التي تلتحق بعامة الناس. كل طرف كان يتعقب هدف معين وجزء من السلطة في العراق. و بالفعل و صلت كل قوة يمينية وقفت مع امريكا على هدفها الى حد ما. فهاهي اليوم تسرق وتنهب وتمارس سياساتها الرجعية في تعميق الانقسامات الطائفية والعرقية والقومية بحيث يكون لها دور في حياة الجماهير لعقود قادمة.
كما يمكن تفهم وقوف بعض الكتاب العرب " الليبراليين" و الذين يعيشون في الغرب مع امريكا وحربها والذود عن كل سياساتها لانهم يعتبرونها قدوة الحكومات الليبرالية واملهم الوحيد في تحقيق حلمهم الذي لن يتحقق ابدا وهو اقامة انظمة ليبرالية في اوطانهم الاصلية.
لقد وقفوا هؤلاء الى جانب النخبة الحاكمة في الدول المحتلة واعلامها الماجور وشنوا حملة اعلامية لم يسبق لها مثيل في التاريخ عدا الحملة التي رافقت حرب الخليج الثانية عام 1991. كانت هذه الحملة من القوة بحيث كان نقد الحرب والاحتلال جريمة لاتغتفر وبمثابة الوقوف مع الديكتاتورية وخيانة العراقيين والوقوف امام مشروع بصدد تحويل العراق الى المانيا او يابان ما بعد الحرب العالمية الثانية. اتهموا القوى القليلة التي وقفت ضد الحرب بالمعادات الاعمى لامريكا لاسباب ايدولوجية و على اساس اراء مسبقة. بموازاة كل هذه الحملة كانت الحقائق تشير بان لا امريكا اليوم هي امريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية ولا عراق هو اليابان او المانيا و لا ظروق اليوم هي ظروف الحرب الباردة. كما ان عامة الناس كانت على دراية بما يحدث وبقى حماسها اقل بكثير من حماس هؤلاء للحرب والاحتلال فلم يستقبلوا القوات المحتلة بالورود ولكن لم يدافعوا عن النظام ايضا. وبقت الحقائق تشير الى ان من كان يتوقع من القوى التي جمعتهم امريكا على عجل لوضعهم في السلطة واعطاء شرعية لمشروعها في العراق غير الذي يحدث اليوم في هذا البلد كان اما ساذجا او رجعيا. لقد توقعنا كل ما يحدث اليوم قبل ان تقع الحرب. و لم يكن الانسان يحتاج الى ان يكون خبيرا سياسيا او قريبا من دوائر السلطة في امريكا لكي يتوقع مايحدث.

كل هذا كان مفهوما وقد دون في سجلات تلك القوى، ولكن ما لم يسجل بشكل دقيق لحد الان هو دور الحزب الشيوعي العراقي في كل هذه العملية. لذا بودي هنا التطرق الى مسالة وقوف هذا الحزب الى جانب امريكا ووضع بصمته على كل الجرائم التي اقترفتها في العراق بحجة "الموضوعية والواقعية والتجاوب مع ما يريده الشعب". ان نقدي للحزب الشيوعي العراقي في هذه المسالة ليس لانه حزب شيوعي يناضل من اجل بناء مجتمع اشتراكي اذ انه يثابر بشكل جدي ومستمر على انكار اي علاقة بهذه الاطروحات وخاصة بعد مؤتمره الذي عقد في عام 1993 ، وهذا من حقه. ان نقدي لهذا الحزب هو من باب انه حزب اصلاحي ويناضل من اجل بناء " نظام ديمقراطي" في العراق وتحسين وضع الناس. ولكن كل الذي عمله كان بالضد تماما من مصالح الجماهير في العراق. وربما كان اكثر القوى ديماغوجية واقلهم صدقا مع الجماهير ومعارضة لهذا المشروع. ان نتيجة "واقعية" الحزب الشيوعي العراقي المفرطة كان اشتراكه في كل مراحل وتفاصيل الجريمة التي رتب لها ومن ثم نفذت من قبل امريكا وحلفائها. لقد شارك بحماس في الدعاية الحربية الامريكية وحتى حرص على استخدام كل مصطلحات هذه الدعاية. ودأب في المراحل المختلفة لهذه العملية التي اوصلت المجتمع العراقي الى ما وصل اليه على اخفاء الحيقية عن الجماهير وخداعها. ان العملية التي روج لها الحزب السيوعي العراقي وشارك فيها بحماس كانت نتيجتها قتل مايزيد عن 750.000 انسان وتهجير3 مليون انسان الى الدول المجاورة واربعة ملايين داخل البلد وملايين الايتام وترمل 3000 امراة شهريا وتدمير كل مرتكزات المجتمع ووضعه على حافة حرب اهلية وارجاعه قرون الى الوراء.
ولحد هذا اليوم فانه مستمر في التطبيل للاحتلال ومشاريعه بما فيها" المصالحة الوطنية" و " العملية السياسة" و " الخطة الامنية". و لحد هذه اللحظة يدعي بان الخطة الامنية ستنجح. ان هذا التطبيل والاصرار يتعدى السذاجة وارتكاب خطأ سياسي ليدخل خانة الانتهازية وعدم الممانعة في المشاركة في الجريمة والقتل والتشريد والتدمير مادام ذلك يجعله مقبولا لدى القوى المتنفذة في العراق. و مشاركته الحزب الشيوعي العراقي في مشروع الاحتلال والقوى الطائفية والقومية تتعدى مشاركة حزب عراقي معين في هذه العملية بان تكون وضع بصمة يسارية على المشروع الاجرامي هذا.
الحزب الشيوعي العراقي مسؤول امام الجماهر والاجيال القادمة. ستسجل هذه الوقفة في سجله وما من قوة يمكنها تبيض هذا السجل من حقيقة انه شارك في جريمة العصر ووضع بصمة يسارية عليها. ولن تفيده القوانات المشروخة حول الواقعية والمعارضة الايجابية والتجاوب مع رغبات الشعب والمساهمة في ارساء مقومات عراق ديمقراطي فيدرالي برلماني تعددي تداولي موحد ولا التغني بماضيه العتيد والتضحيات التي قدمها بشيئ.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال ام الكحول؟!
- غناء شذى حسون ام لحايا السيستاني والضاري
- في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟
- المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
- ابشع جريمة وعمل ارهابي في التاريخ المعاصر!
- وجود يسار مقتدر هو السبيل لاقامة مجتمع مدني علماني
- الحجاب راية الاسلام السياسي
- المجتمع بحاجة الى حركة علمانية ملحدة وليس الى دين اخر
- يجب وضع حد لاستهتار شيوخ الاسلام بمنجزات البشرية
- امريكا تقتل صدام على الطريقة الزرقاوية
- مؤتمر حرية العراق بحاجة الى دعمك الملموس
- انضم الى مؤتمر حرية العراق
- وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1
- لماذا مؤتمر حرية العراق و قوة الامان؟
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين! - الجز ...
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين!
- قضية الكاتب كمال سيد قادر والبلطجة العشائرية للحزب الديمقراط ...
- حول محاولات امرار دستور اسلامي في العراق
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟ ...
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - توما حميد - الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_ الجزء الاول!