أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - دوران بين المشفى المركزي والحكيم_ثرثرة














المزيد.....

دوران بين المشفى المركزي والحكيم_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:15
المحور: الادب والفن
    



المشفى بؤرة عالية التوتر في المكان والمشاعر,همزة وصل هي بين الولادة والموت, وقنطرة بين السجن والجنون, ندخلها دوما للمرة الأولى.
في مشفى الأسد,خسرت أكثر ما يفتخر به الرجال,نجوت من الموت والآلام المهينة,وسقطت في بئر اللاجودى والفراغ السحيق. من هناك صار الكلام يتردد وينكسر في الطبقات السفلى للنفس,صداه وإشاراته همهمة وعواء وصراخ, كيف يصل ما ليس له حدود وأسس!
لا أستطيع منع نفسي من عبث الذكريات في مركز اللاذقية اللعين.
في مطلع عشريناتك,تلقى فوق عربة مكشوفة, وأكثر أعضائك حميمية وقربا من عزّة النفس والكرامة الشخصية, بالكاد تسترها قطعة قماش بالية, تحت بصر عيّنة عشوائية من المجتمع, نساء مفترسات,فضوليون,متطفّلون, ومن يبحثون بلا هوادة عن مشجب لتعليق خيباتهم.....

لا يختلف غازي عن سواه, الخارج من غرفة العمليات,الجسد الناعس بفعل التخدير, والحركات البطيئة للأيدي والأعين, الرجاء الإنساني المفتوح منذ الأزل.
بعد قليل يبدأ بالتمتمة,التأفف والطلبات المكفوفة. قسطك الكامل من الألم_تتجرّعه وحيدا_ لا تحاول,الزوجة والأولاد مع الجميع, ليس بمقدور أحد تخفيف معاناتك سواك.

غابة مشاعر,مركّبة وشديدة التعقيد, تجتاحني في المشفى وحتى في المرور قريبا منه.
هنا إشارات المصير والنهايات كما البدايات والأصول, أحلام وآهات, وعود ومشاريع, الأجساد في أقرب وضع إلى الغريزة والبيولوجيا,محايدة ومكشوفة, وتستغرب كيف يستطيع البشر الوصول إلى أفعال الحب والإنجاز, وهم على هذه الدرجة من الهشاشة والثقل!
*
عالم آخر في مقهى الحكيم, مسيو بابلو, أسامة, بركات الثاني, والدكتور...وأنا الواصل الأخير.
حول هذه الطاولة, العالم لعبة لا أكثر ولا أقل, لا طبقات لا مراتب لا فائز لا خاسر, أغتنم لحظة من الفرح من اللهو, هنا الصدفة ولا شيء آخر.
نتحدث عن الشعر والتاريخ والسياسة, فقط المرأة,غياب كلّي عن جلساتنا وكلامنا. نشبه مراحل الطفولة المتوسطة, حيث الذكورة هي المشتهاة من قبل البنات والمهيمنة في حلقات الذكور وألعابهم ومشاريعهم المختلفة, ربما مساء العمر يشبه صباحه الأولي, ربما...
أحببت هذه الشلّة كثيرا, هنا لا حاجة أبدا للإدعاء والتكلّف, فقط تجنب الحديث عن المرأة, ستتحول إلى مسخرة هي وأنت, الأسنان المتفرّقة والصفراء, الأفكار في ولادتها الأولى, مشروع السكرة على كامل راحتك, لا إلحاح لا عتب, ترغب هيا, تغادر بلا سؤال.
فعلا غياب الحب يصنع المعجزات, ثنائيات العشق قبيحة وبائسة من خارجها, لا تتسّع أبدا لثالث في الموقع أو الفكرة أو السلوك.
هنا العالم قبل الغروب بقليل.
*

أمام كمبيوتري أتشظّى, صبيانية...شغف...جديّة متطرّفة...تركيز....محاولات دؤوبة للاستشفاء....خليط من أشياء الداخل والخارج, بلا غاية سوى الثرثرة نفسها:



ليل الخسران_ثرثرة

يصيح ديك غبي في جواري.
أفتح عيني على اتساعها
هنا مررت
هنا أحببت
وهنا بكيت
غدا أو بعده بقليل
لن أعبر هذا المكان
ولا تجرحني رائحته
أو ضجيجه
ماذا لو كانت الأخيرة!
كيف لي أن أعرف
وكيف لك أن تعرفين....
سأسهر كما لو كانت ليلتي الأخيرة
أتمسّك بها
أحاول ما استطعت شربها
اللحاق بها
انتظارها
اللحظة التي تعبر الآن
حياتي
على أكمل وجه
*
أعود
بلا حائط ابكي عليه
ولا نجمة
تنير طريقي
تائه
في ليل الخسران الطويل
هذه يدي
وتحرقني أنفاسي
يوم
ساعة
لحظة
.....
يجيبك الصدى
هذا ما فعلته
وما أنت عليه
.
.
.
يتردد الصدى
الليل
يجمع كل الأصوات والأشكال
لكن, باللون ذاته
*

بصراحة, ما كنت لأجرؤ على إضافة هذا النص"الشبيه بالشعر" لولا اتصال صديقي ثائر, فقط ليتحدّث عن مجموعة"بيتنا", لماذا التمويه؟ أشعر بالسرور بعدما يخبرني أحدهم أنه قرأ,هذه أو تلك من..... تجاربي, وأفرح إن بدا الإعجاب.
...أتذكّر الآن وصيّة كاتب ألماني( أعدم قبل أسابيع من سقوط النازية) لولديه:
" إن السعي لنيل إعجاب الآخرين, يسلبكم الحرية,
أتمنى أن تتخلصوا منه,
وأعرف كم أن ذلك, عسير وشاق, على كلّ إنسان".....!

بعد قليل سأعاود زيارة صديقي غازي في المشفى, سيكون في وضع يسمح بالضحك, وسنضحك على الموت والألم والحب والذكريات...سنضحك على ومن_ كل شيء...



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترتيب البيت الداخلي_ثرثرة
- السوري بين المحتار والمحتال_ثرثرة
- رؤية أحشاء اللاذقية_ثرثرة
- رائحة الربيع و.....الموت في بيت ياشوط_ثرثرة
- تراجيديا شخصية_ثرثرة
- بين الكلمات والنسيان_ثرثرة
- الأعصاب العارية_ثرثرة
- يوم حزين في اللاذقية_ثرثرة
- أحلام سعدية مفرح المتواضعة_ثرثرة
- هذه المرة لن أكون الشخص الثالث ولا أريده_ثرثرة
- محنة الشخص الثالث_ثرثرة
- شراك الماضي_ثرثرة
- آذار يركض في اللاذقية_ثرثرة
- بعد منتصف العمر_ثرثرة
- جمال المرأة في سوريا_ثرثرة
- تشيخوف في جبلة واللاذقية_ثرثرة
- مجاذيب جبلة_ثرثرة
- عودة إلى العالم الواقعي_ثرثرة
- على هامش المدن المتعبة_ثرثرة
- يوم ياتي_ثرثرة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - دوران بين المشفى المركزي والحكيم_ثرثرة