دولة دينية صريحة أفضل من دولة دينية مستترة

جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لما نناقض أنفسنا و لا نصرح بحقيقتنا كاملة ؟ ماذا نخشى ؟ ومن نخشى ؟ أليس بقليل من التفكير المنطقي الصريح مع النفس نرى أنه لا طائل من كذبنا و تظاهرنا و تشدقنا بحقوق الإنسان و المواطنة لما لا نعلنها صراحة أننا دولة دينية ؟ لما نتبرأ من واقعنا و نحاول أن نتظاهر بعكسه ؟
لما ترفض الدولة شعار الإسلام هو الحل ؟
و تبارك مادة الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع ؟و إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام ؟
هل هناك فرق جوهري بين شعار الجماعة المحظورة و هذه المادة في دستور الدولة الغير محظورة ؟
بالطبع لا فليس هناك خلاف جوهري أنه فقط فرق صياغة
فالأولى صريحة وواضحة بعيداً عن التمويه و الخداع السياسي يحسب لهذا الشعار أنه رغم عنصريته أنه صريح في نفي ورفض للأخر مادام لا يتبع دينهم وهذه الجماعة يحسب لها أنها صريحة في رفضها للمخالفين لها دينياً أو سياسياً
فهم رافضين أن يتولى المسيحيون المناصب الريادية و رافضين أن يعملوا المسلمين تحت رئاسة قبطي أو امرأة فلا ولاية لغير المسلم على المسلم و الرجال قوامون على النساء
رافضين أن يكون الأقباط مواطنين لهم كافة كل حقوق المواطنة رافضين أن يجددوا كنائسهم أو يبنوا كنائس جديد في مصر لأن مدن مصر أما فتحت عنوة أو استحدثها المسلمون و في كلتا الحالتين لا يجوز ترميم ما يهدم من كنائس أو بناء جديد و يبدو أنهم نسوا كذبهم أنهم دخلوا مصر لينقذوها أقباطها من ذل و اضطهاد الرومان
رافضين تولي امرأة منصب القضاء لأنه مخالف للشريعة الإسلامية بمذاهبها الأربعة بدلاً من تعينها و التصريح كذباً إن تولي امرأة للقضاء غير مخالف للشريعة
مطالبين بإقامة دولة إسلامية صريحة في مصر تكون مصر فيها أحدى الأمارات الإسلامية و يحكمها والي ماليزي أو باكستاني و لا يحكمها مصري غير مسلم
و تفتح مصر حدودها لكل مجاهد في نظرهم أو إرهابي في نظر العالم و لتمتد الفتوحات و الغزوات و يرجعوا لعصور النهب و السلب و تضحي مصر بدماء أولادها للدفاع عن أي قضية إسلامية غي شتى بقاع الأرض و ما أكثرها ولله الحمد رافضين للسلام مع إسرائيل و مطالبين بإلغاء اتفاقية السلام مطالبين مع نجاد بإلقائها في البحر و محوها من على الخريطة حتى لو كلفنا هذا خراب بلادنا و موت شبابها و لكن هل يهمهم ذلك
يروا أن كل ديار العالم غير المسلم أو الكافر هي ديار حرب و يجب أن يعدوا لهم العدة حتى يغزوها و تخضع لهم
ولكن يحسب لهم أنهم رغم كذبهم و لف و دورانهم و إرهابهم أن هدفهم صريح وواضح وهو إقامة دولة الخلافة الإسلامية و تصفية مصر وغيرها من البلاد من أقليتها و إن بقوا فهم بلا حقوق و إنما راعيا أو أهل ذمة و لا مواطنة لهم أو عصمة و رافضين للبهائيين أو غيرهم و يروا أنهم كفرة و زنادقة و يجب استتابتهم ثلاثة أيام ثم قتلهم بل رحمة على مذبح الإله الرحمن الرحيم ويتم هذا الذبح في الساحات العامة و تعليق رؤؤسهم على أبواب المدن و مبانيها حتى يكون عبرة لمن يتجرأ و يخرج عن دين الرحمة
و يجب تحية الأخوان المسلمين صراحتهم مع أنفسهم فهم يسعون لإقامة دولة مصر الإسلامية ولم يتشدقوا بالوحدة الوطنية و نسيج الأمة و لم يقولوا ما لا يفعلون فهم لم يوقعوا مواثيق للحقوق الإنسان و لم يصغوا دستور تنص أحد مواده على أن جميع المواطنين متساويين بغض النظر عن دينهم و جنسهم مما يتناقض مع المادة الثانية و التي تميز الشعب على أساس دينه و نجد إن المادة التي تنص على دين للدولة موجهة للشعب المتعصب ومادة المساواة في الحقوق بغض النظر عن الجنس و اللون لذري الرماد في الأعين المطالبة بحقوق الإنسان و لذلك فنحن لا نعرف هل نحن دولة دينية إما دولة مدنية أما نحن دولة كوكتيل ملخبطة من ده على ده أي أمام العالم المتحضر و منظمات حقوق الإنسان نحن دولة مدنية ونتظاهر إننا أكثر منهم مدنية و للداخل و العالم الإسلامي والعربي نحن دولة دينية وأكثر تشدداً منهم وكله موجود وفي الدستور
و أنا في رأي أن دولة دينية صريحة وواضحة أفضل من دولة دينية مستترة يمارس فيها كل تمييز الدولة الدينية و يتهيأ لحاكميها أنها مستترة و لكنها مفضوحة أمام الجميع مما شجع الجماعة المحظورة إن تصارحهم بحقيقتهم أن حزبهم الحاكم قائم على أساس ديني وهل هو حلال على الحزب الحاكم و حرام على الآخرين و الصراحة راحة فأما نحن دولة مدنية بكل ما تحملها الكلمة من معنى أو دولة دينية صريحة وواضحة أما اللعب على جميع الحبال لم يعد يجدي أو يفيد فأما مع الحضارة و نورها أو مع الجهل و ظلامه و اعتقد إننا نحن اقرب للجهل و ظلامه
ويجب أن نعلنها صراحة دون خجل و لتسقط ورقة التوت الجافة و التي لا تستر عورة الدولة الدينية القائمة بالفعل

#جورج_فايق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات