أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سيار الجميل - هل سيخطو ساركوزي نحو الاليزيه ؟؟














المزيد.....

هل سيخطو ساركوزي نحو الاليزيه ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 11:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نعم ، انه سؤال مهم جدا بالنسبة الى كل منطقتنا وعالمنا اليوم ، بل لابد ان نفكّر بنهاية مرحلة شيراك الفرنسية اثر مغادرة جاك شيراك سدة الحكم وانتظار فرنسا قائدا جديا لها . ونسأل أيضا : هل ستتغير السياسة الفرنسية في العالم وخصوصا ازاء المتغيرات الامريكية من طرف والثوابت الاوربية من طرف آخر ؟ ومن هو المرشح الاكثر تأثيرا وألمعية ؟ انه نيكولا ساركوزي الذي ربما كانت خطواته الحثيثة قد قاربت بوابة الاليزيه ؟ وعليه ، ما هي مجموعة تصوراتنا عنه ؟ وما هي استعداداتنا نحن ابناء المنطقة للتعامل مع فرنسا ساركوزية جديدة ؟ وكيف ستكون فرنسا الجديدة سواء وقعت بيد ساركوزي ام بيد غيره ؟ علينا ان نشدد الرؤية لهذا الرجل الجديد الذي تجاوز الخمسين من العمر باقل من سنتين ، اذ ولد في 28 /1/ 1955 وهو يهودي من اصل مجري ، وكان وزيرا للداخلية منذ العام 2002 ، ورشح اليوم نفسه لانتخابات الرئاسة باعتباره رئيسا لحزب التجمع من اجل الحركة الشعبية .
كان جاك شيراك قد وضع نهاية للسياسة الشيراكية التي استلهمت خطى ريادة شارل ديغول وافكاره السياسية ردحا من الزمن تجاوز النصف قرن ! ففي يوم 11 مارس 2007 ، اعلن شيراك عدم الترشّح للانتخابات الفرنسية القادمة بعد ولايتين اثنتين .. فانهى الرجل تاريخا كي يبدأ تاريخ فرنسي جديد ، انني اعتقد بأن الولايات المتحدة الامريكية قد رقصت لذلك طربا وزادت من فرحتها العارمة عندما اعلن ساركوزي ترشيحه ، وقد كان الاخير قد اثبت للعالم كله طريقته في الادارة مؤسسا للساركوزية التي تتلاءم جدا مع المناخ الامريكي وكيفية تبلور المواقف الجديدة التي ستدخل ثمارها في السلال الامريكية !
انني اجد في المرشح الجديد ساركوزي ثعلبا سياسيا ماكرا ، اذ لعب طويلا على شيراك واوهمه على مدى سنوات طوال انه ثمرة ناضجة من ثماره ـ على حد تعبير ميكائييل دارمن صاحب كتاب " الوجه الحقيقي لنيكولا ساركوزي " ـ ولكنه كان يظهر عكس ما يبطن ، فما ان اعلن شيراك عدم ترشيحه ، صرح ساركوزي بأنه ليس وريثا لأحد ، ففرنسا ليست مملكة !! علما بأنه ترّبى سياسيا في حاضنة شيراك المركزية ، لكنه تمّرد منقلبا ليدعو الى افكار من نوع جديد ، بل انني اجده من الطموح بمكان يجعله مؤسسا لظاهرة ساركوزية سياسية لها نمط خاص في الحكم وبدت تسمى بـ " الساركوزيست " ، وسيكون لها مواقف متباينة جدا عن الشيراكية وخصوصا في ما يتعلق بكل من العولمة والمتوسطية ، ومن الاتحادية الاوربية والسياسات الامريكية .. واخيرا ما يهمنا نحن العرب : سياسته ازاء العرب والمسلمين في فرنسا اولا ، وتفكيره ازاء الشرق الاوسط وقضاياه الحيوية ثانيا .
ولد نيكولا ساركوزي في عائلة ثرية مهاجرة من بودابست المجرية هربا من الشيوعية عام 1944 نحو باريس التي ولد فيها ، وعاش طفولة ومراهقة غير سعيدتين بسبب انفصال الابوين وبقائه مع امه رفقة اخويه .. لم يعان من فقر او فاقة ابدا ، وكان نشيطا في دراسة القانون وفي الحركة النقابية الطلابية اليسارية ، اي نقابة البورجوازيين . ويبدو انه بقي طوال حياته لا يعرف شيئا عن عالم الفقراء المنسحق ولم يزل لا يدرك آلامهم ورموزهم وعوامل غضبهم ، ولم يكونوا ابدا جزءا من تطلعاته !! وبالرغم من كونه سليل مهاجرين ، لكنه لم يعان همومهم واوجاعهم وما يتعرضون له من تمييز وعنصرية ، ولكن بعض مؤيديه يقولون بأنه اول من اقر مبدأ " التمييز الايجابي " بمنح المهاجرين فرصهم لاثبات نجاحهم بواسطة تمييزهم ايجابيا ، وهي احدى ملامح الساركوزية التي اعتبرت مضادة للعلمانية الفرنسية التي يتساوى فيها ابناء المجتمع ، وينتقده خصومه بقولهم ان افكاره ستشتت فرنسا الى طوائف .
انه ليبرالي ومعجب بالنموذج الامريكي ونظرا لانحداره من بيئة يهودية فهو مساند لاسرائيل في مواقفه .. وبهذا فهو يلقى دعما من يهود فرنسا . ومن ملامح ساركوزيته انه يدعو الى تعديل قانون العلمانية لعام 1905 الذي يعتبر الدين معاديا للحريات ، وساركوزي يدعو الى تمويل المساجد ، في حين ان النظام الفرنسي لا يقر بتمويل اي مؤسسات دينية .. وقد اثارت خطاباته منذ العام 2002 بتوليه وزارة الداخلية حتى اليوم عواصف جدالية وانتقادات عارمة جعلت منه بؤرة من التركيز الاعلامي .. وكتب عنه اكثر من خمسين مؤلفا !! يوصف ساركوزي بنرجسيته واسلوبه الغربي ولكن بعقلية شرقية .. اتصف بادارته التجميعية واصدر حزمة قرارات .. هفواته كثيره لكنه لم يعتذر او يتراجع ابدا وهو عنيد ومكابر .. كانت له مشاكله ازاء الحجاب ، ولكنه اقدم على تأسيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية وكان ولم يزل يسعى لدمج الاسلام في فرنسا باعتباره مركبا جديدا في حياة الفرنسيين .. وتبني مواقف تعكس أهواء اليمين المتطرف، فمقترحه بإنشاء وزارة للهجرة والهوية الوطنية اعتبره أغلب المراقبين للساحة الفرنسية بمثابة إغواء لأصوات اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وان مبادرته بتشجيع اعتماد "التمييز الإيجابي" من أجل إدماج أبناء المهاجرين، تتصادم مع وصفه لهم بـ "الأوباش". ويعتبره البعض شخصا مخيفا، لا بالنسبة للمهاجرين وأبنائهم فقط، بل بالنسبة للنظام السياسي والمكاسب الاقتصادية التي تحققت في فرنسا طوال الخمسين سنة الأخيرة. وللعلم ايضا ، انه يقف بشدة ضد ادخال تركيا مجال الاتحاد الاوربي وهو يريد صداقة فرنسية امريكية بدون تبعية ويعارض الحرب على العراق وربما سيغّير موقفه مستقبلا .. وبخصوص برنامجه السياسي الداخلي أعلن عن أهمية كبيرة سيوليها لقطاعات التعليم والمسكن والصحة . وقبل ايام اعلن وقوفه الكامل ازاء المرأة ووعد بتحقيق مكاسب كبرى لها ، فنال تعاطفا هائلا من نصف المجتمع الفرنسي . أتمنى ان نتابع الموقف لنرى كيف يخطو ساركوزي نحو الاليزيه .




#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النواب العراقيون : مشروع طبقة متميزة !!
- مدخل لفهم الاقليات في الشرق الاوسط : رؤية مستقبلية
- كارثة العراق : الصراع الاهلي .. الاقليمي .. والدولي !!
- الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !
- متى يخرج لبنان من عنق الزجاجة ؟
- الديمقراطية : مشروع حضاري ام شعار سياسي ؟
- اللحظات الأخيرة : متى يتعلّمها زعماء العراق ؟؟
- أبعدوا مجتمعاتنا عن العصف والتآكل
- أبعدوا مجتمعاتنا عن العصف والتآكل !!
- ما السبيل إلى ثقافة الحوار؟
- توصيات جيمس بيكر : هل العراق حقل تجارب ومختبر فيران ؟
- الطفيلية الإعلامية تفترس الثقافة الديمقراطية !!
- متى يفهم الرئيس جورج بوش الحقيقة ؟؟
- منطقتنا: خرائط طرق مشتعلة !!
- مانفيستو جديد للعراق : من اجل ستة مبادئ وطنية !
- الحرّة ترفع الستارة عن تاريخ المسرح العراقي
- خطوط التصدّع تصيب حياتنا العربية !!
- متى يبدأ التحديث والتغيير الحضاري ؟
- هل يتغّير العالم نحو الأفضل !؟؟
- فضائيات عدم الاحتراف !!


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سيار الجميل - هل سيخطو ساركوزي نحو الاليزيه ؟؟