أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - في مثل هذا اليوم














المزيد.....

في مثل هذا اليوم


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


Cindy Sheehan - t r u t h o u t
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام كنت أمّاً أمريكية عادية ، مع أربعة أطفال من زواج لمدة 27 سنة و5-8 وظائف مملة .
ذهبت في 3/4/2004 إلى سوبرماركت قريب واشتريت تجهيزات جديدة للعمل وقرصين مدمجين : الاضمحلال والأشرطة البيضاء .وكنت قلقة ومرعوبة على (Casey )لكنني لم أعلم أنّ عالمي سينقلب رأساً على عقب .
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام كان ابني الكبير ينتشر مع الجنود في منطقة حرب في نزاع ما كان يجب أن يبدأ ،وبسبب الاجتياح غير الشرعي والاحتلال اللاأخلاقي قُتل ابني.
كانت ابنتي الكبرى كارلي ستذهب للجامعة وابني الثاني اندي يتدرب ليصبح مسّاحاً وابنتي الصغرى جاني في عطلة الربيع في مدرستها الثانوية .
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام كنت أفكّر في زواجي وقلقة بشأن Casey كنت أتخيّل نفسي و Pat نكبر وحولنا العديد من أحفادنا ، كنت احلم بزوجي بناتي المستقبليين وزوجات أبنائي الاثنين لتزيد سعادة أسرتنا .
ولكن لسوء الحظ كان زواجنا ضحية حرب الملك جورج على الإرهاب ،أنا لم أتفهم إطلاقاً كيف تتغير الزيجات بعد موت أحد الأطفال حتى جرّبت ذلك،لقد تعرّض زواجنا للعديد من الضغوطات لكن موت Casey كانت الواقعة التي كسرت ظهر زواجنا.
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام لبست الرداء الأخضر الربيعي الذي اشتريته للعمل لحضور جنازة Casey في يوم مشمس خيالي ،كان الرجال وسيمين في بدلاتهم الغامقة والفتيات جميلات في ملابسهن الجديدة ،إنها جزء من فوائد الموت .أما Casey فقد بدى هادئاً في ملابسه الخضراء ، نائماً في كفنه ،كان مثل النائم نائماً ،نائماً للأبد في سنّ 24 عاماً ،قبل أن يتمكن من الزواج من ( كنّتي ) وإنجاب أحفادي ،قبل أن ينهي دراساته ليصبح معلماً ابتدائياً ، نائماً للأبد قبل أن يصبح شمّاساً ثابتاً في الكنيسة الكاثوليكية ،نائماً للأبد( بشكل غير اعتيادي) قبل ثلاثة من أجداده ووالده ووالدته.
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام لم أوافق على الاحتلال واختلفت مع الملك جورج لكنني لم أرفع صوتي ابداً ، لم أكتب رسالة ،لم أشارك في تظاهرة ، لم اعتقد ان صوتي سيكون له أثر ولو خفيف على مسيرة هذا البلد.
ادّعى الملك جورج أن الملايين التي تظاهرت في جميع أنحاء العالم ضد الحرب ( مجموعة صغيرة ) ، ماذا سيدعو صوتاً واحداً آخر ؟ حشرة .لقد خًدعت بالدعاية الاعلامية أن صوتاً واحداً لن يؤثر وقضيت معظم حياتي في رعاية أسرتي.
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام لم أكن أعرف أن هذه الرؤيا ستكلّف Casey حياته وستكلف عائلتي راحتها وسنبقى نذرف الدموع للأبد.
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام لم أكن اعرف أن مصطلح ( القلب المفجوع) لم يكن مجازاً وإنما حقيقة ،لم أكن أعرف أن آلام ولادة الطفل لا تساوي شيئاً مقابل آلام وفاته .
لم أكن اعرف أن الإنسان يستطيع أن يبكي ويصرخ طويلاً وبصوت عال دون أن يصاب بجلطة أو نوبة قلبية ، لم أكن أعرف أن الإنسان يمكن ان يحيا بعد هذه الصدمة ، لم أكن اعرف أن الإنسان يمكن أن يصبح أكثر قوة بعد هذا الألم الثابت الباهت المتواصل المعذّب .
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام كان Casey على قيد الحياة ولا يعرف أن هذا آخر يوم له على الأرض . Casey وسبعة من الجنود ومن ضمنهم Mike Mitchell التي ربطتنا بهم الجنازة المشتركة والنضال معاً من اجل إنهاء هذه الحرب المدمّرة .
لم يكن Casey يدرك ان الملك الدموي جورج قد أحصى أيامهم وأن أيامهم قد انتهت .
ثلاثة سنوات طويلة مضت وقد أصبح العالم لي مختلفاً فاليوم يوم كاليفورني مشمس جميل تغردّ فيه الطيور لكنه بالنسبة لي ليس بنفس الجمال وحتى تغريد الطيور ليس تماماً كما كان و Casey حيّ الطيور أصبحت أغانيها مختلفة الآن .
كم عدد العائلات العراقية والأمريكية التي ستغيّر حرب الملك جورج على الإرهاب حياتها اليوم وغداً ؟ كم عدد المصابين بالصدمة اليوم ؟كم عدد المتألمين بسبب الأمس؟كم سنسمح للملك جورج بمواصلة الدمار والخراب والألم ؟
وللأبد سأفتقد Casey وأندبه ابني وصديقي وبطلي.
سندي شيهان والدة الجندي كيسي شيهان الذي قُتل في العراق في 4/4/2004 وهي مؤسسة ورئيسة عائلات النجم الذهبي من أجل السلام ومؤسسة معسكر كيسي للسلام.



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاومة الحرب على العلم
- لماذا يكرهوننا ؟
- يوم عادي في بغداد
- لغز أجهزة قياس النفط المفقودة ( تساؤلات حول عائدات النفط الع ...
- جوقة الحرب أين هم الآن؟
- آمر سجن الفلوجة
- العراق بعد اربع سنوات :الكارثة مستمرة
- راشيل كوري شهيدة رفح
- الانتحار :الطريقة الوحيدة للخروج من العراق
- النفط لمن؟
- لعبة المونوبولي بالأموال العراقية
- نفاق الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان
- احتجاز العمال الآسيويين للعمل في السفارة الأمريكية في بغداد
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز اسرائيلي 1
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز إسرائيلي 2
- ضحايا الجدار
- لونا العراق : اغتصبت ولم تظهر على الفضائيات
- العراق : عملية إعادة البناء بالتجربة والخطأ
- أشباح أبو غريب
- اليورانيوم المنضّب ( القاتل الخبيث يواصل القتل )


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - في مثل هذا اليوم