أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - نانسي بلوسي في ديارنا !














المزيد.....

نانسي بلوسي في ديارنا !


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 04:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اعتقد انني الوحيد الذي انبهر برشاقة سيقان العجوز نانسي بلوسي، وهي تجلس بجوار الرفيق بشار الاسد وفي ضيافته، وبالتأكيد لست الوحيد الذي شعر بالاسف لاحتشامها وهي تزور السعودية في اليوم التالي، واذا ما اخذنا العبرة من السيقان التي حملت نانسي الى دمشق وظهرا في حضرة الرئيس، نجد ان السياسة الامريكية معرضة للتغيير والتبديل في اي لحظة، والمصالح هي التي تحدد السياسة الخارجية للدول، كل الدول دون استثناء، هكذا كانت العلاقات الدولية في الماضي وهكذا ستكون في المستقبل الى ما شاء الله، والتغيير الذي طرأ على السياسة الامريكية حيال جملة من القضايا في الشرق الاوسط عقب احداث 11 سبتمبر، كالحديث عن نشر القيم الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان، والدور الامريكي في اسقاط صدام حسين، وفرض الحصار السياسي والدبلوماسي على النظام السوري، ودعم تشكيل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، طبعاً باستثناء الموقف الامريكي الثابت والمنحاز من الصراع العربي الاسرائيلي، كل تلك التغييرات لم تكن لدوافع اخلاقية خالصة كما يتوهم البعض، بل جاءت في وقت تقاطعت فيه تلك السياسات مع المصالح الحيوية الامريكية، وزيارة بلوسي الى سوريا تؤكد وبشكل قاطع، نظرية فصل الاخلاق عن السياسة، وبشكل خاص السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية .

في المقابل، سبع سنوات عجاف جديدة مرت على الشعب السوري، اثبت الاسد الابن خلالها انه لا يقل دهاءاً من سلفه الاسد الاب، في ممارسة فنون الاستبداد والقمع والبقاء في السلطة، رغم صغر سنه وقلة خبرته، حيث اجتاز ونظامه اصعب مراحل الحصار السياسي العربي والدولي، ولم يتراجع قيد انملة عن السياسة الفاشية التي كانت قائمة قبل توليه السلطة، وكل الدلائل تشير الى ان الحال لن يتغير في السنوات السبع القادمة، الا بقدرة قادر، اذا استمرت المعارضة السورية في تخبطها وتشتتها، واذا اخذنا العبرة من طريقة الاسد الابن في الحكم، واستمراره في سياسة الفساد والفقر والاضطهاد وقمع الحريات، على طريقة الراحل المغفور له الاسد الاب، نكتشف صحة نظرية الجينات الوراثية في وراثة العقلية الاستبدادية في حكم الجمهوريات الوراثية .

كتب السيد البيانوني رسالة الى نانسي بلوسي عشية زيارتها الى دمشق، وحسناً فعل، يذكرها بانها "ستصافح يد رئيس فاشي" شارحاً طبيعة النظام الحاكم في سوريا ومعبرا لها في نفس الوقت عن اسفه، ونحن نتفق تماماً مع البيانوني فيما ذهب اليه، بالرغم اننا نعلم ويعلم السيد البيانوني علم اليقين، معرفتها المسبقة بطبيعة النظام التي حلت بضيافته، لكن للاسف رسالته لن تجدي نفعا، ولن تؤثر على توجهات الساسة واصحاب القرار في امريكا، اذا التقت مصالحهم ومصلحة النظام السوري .

"ليس لبريطانيا اصدقاء دائمون وليس لبريطانيا اعداء دائمون ان لبريطانيا مصالح دائمة" مقولة قديمة لتشرشل، تؤكد صحة النظرية التي تقول بفصل الاخلاق عن السياسة، والتي تبدو ملامحها واضحة هذه الايام مع زيارة السيدة نانسي بلوسي الى دمشق، اما نظرية الجينات الوراثية التي تقول بالقدرة الفائقة للابناء في وراثة الاباء واخلاصهم لقيم القمع والاستبداد السلطوي، فهي جديدة نسبياً، ولم نعهدها ولحسن الحظ الا خلال السنوات الاخيرة من حكم بشار الاسد وقيادته الرشيدة .

زيارة نانسي بلوسي الى دمشق، جاءت محبطة لطموحات وامال السوريين بحياة حرة وكريمة خالية من التسلط والقهر والفساد، اللهما الا اذا كانت المعارضة السورية تتحلى بروح عالية من المسؤولية، حينها تنقلب المعادلة وتصبح تلك الزيارة نقطة تحول لصالح الشعب السوري، كون تلك الزيارة تشكل سبباً وجيهاً لدفع المعارضة السورية لتصحوا من غفوتها وكسلها، وتكف عن المراوحة والتخبط والتوكل، وتبحث عن خارطة طريق مجدية، توضح فيها مشروعها المعارض لجمهورها العريض، خارطة طريق تنتهي في محطة عنوانها سوريا حرة ديمقراطية، حتى اذا عادت نانسي في المرة القادمة الى سوريا، تجد من يبحث معها مصلحة الشعبين السوري قبل الامريكي، لا مصلحة شعب امريكي مع نظام فاشي لا يمثل الا نفسه، وبالتأكيد سيرحب بها في سوريا المحررة بحرارة، بشرط ان تحافظ على جمال ورشاقة ساقيها، "وما في حدا احسن من حدا" .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرشحي لانتخابات الرئاسة السورية
- الديمقراطية التي اتى بها المحتل هي الحل
- سجون وشجون السيادة الوطنية
- أسوء كارثة في العالم
- صراع قيم الاستبداد وقيم الديمقراطية
- زيارة شيمون بيرز الى دولة قطر و الاتجاه المعاكس
- الجنرال قوس قزح
- حالة شاذة غير طبيعية
- انعدام الخيارات والفرصة الاخيرة
- لو ولو ......يا عرب
- بيكر - هاملتون .. خطة فرار أميركية
- من قال ان دراكولا روماني الاصل
- الخطير في خطاب نصر الله الاخير
- الاسد والمعركة المصيرية
- حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز
- القانون السوري لا يحمي المغفلين ولا المبدعين
- صدام وحكم الاعدام
- النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية
- الكرة في ملعبكم يا اخوان
- موشيه كاتساف والحسد


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - نانسي بلوسي في ديارنا !