أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - اصطفافات جديدة أم انقلاب جديد في العراق؟















المزيد.....

اصطفافات جديدة أم انقلاب جديد في العراق؟


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يكثرُ الحديث هذه الأيام في الأروقة السياسية العراقية وأيضا في كواليس بعض الدوائر الإقليمية والدولية، أن الإدارة الأمريكية تفكِّـر بجدية في التخلُّـص من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي

فأمريكا ترى أنها جزء من المشكلة السياسية والأمنية، وما عاد بمقدورها إيجاد حلٍّ للأزمة الراهنة التي تعصف بالعراق، خصوصا في شقها الأمني.


هذه الرواية يروّجها أقطاب نافذون في القائمة العراقية، التي يتزعمها رئيس الحكومة الانتقالية السابق أياد علاّوي، الذي يقوم بتسويق نفسه إقليميا بشكل خاص، وهو يعزف على وتر رفض المحاصصة الطائفية التي باتت جزءا لا ينفك من النظام السائد في العراق.

علاّوي كان نفسه مفصِـلا حيويا في نظام المحاصصة، بل وفي المشروع الأمريكي للعراق الجديد، حين استدعاه البنتاغون عام 2002 وستة آخرين من زعماء "الحل على الطريقة الأمريكية"، للحضور إلى واشنطن، قبل أن يلتئِـم مؤتمر لندن في منتصف ديسمبر من السنة ذاتها برعاية أمريكية، لتكريس الاتفاق على نظام المحاصصة كأسلوب "فريد" قادر على حل مشكلة جمع أقطاب المعارضة العراقية (آنذاك) وتحشيدهم في المشروع الأمريكي تحت يافطة "إسقاط نظام صدّام".

والطريف في الأمر، أن علاّوي أخذ يبشر بما سمَّـاها جبهة وطنية عريضة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، متناغما في ذلك مع رغبة أمريكية لا تنسجم في الأساس مع المالكي وخلفية تاريخه في حزب الدعوة الإسلامية على نفس المنوال عندما تعاطت الإدارة الأمريكية مع سلفه إبراهيم الجعفري بطريقة عدائية لإقصائه من الترشح لرئاسة الوزراء، برغم أنه انتُـخب لهذا المنصب بطريقة "ديمقراطية"ّ.

وليس غريبا أن يتنصَّـل علاّوي من مبادئ "الديمقراطية" الجديدة في العراق الجديد، ويرفض "عمليا"، التسليم بنتائج الانتخابات التي جاءت بمجلس النواب الحالي وبحكومة المالكي، ويخطط علنا للانقضاض عليها ولإسقاطها، وهو يعمل أيضا على تأجيج عداء دُول المنطقة لها باتهامها بالطائفية، وأنها عميلة لإيران، ذلك لأن زعيم القائمة العراقية، التي تضم أعضاء سابقين في حزب البعث، والذي لا يحضر اجتماعات مجلس النواب، يكرر باستمرار أنه لم يكن في يوم عدُوا لحزب البعث المنحل، وإنما أراد بمعارضته لصدّام إصلاح ما فعله رئيس النظام السابق بالحزب، عندما حوله إلى منظمة سرية له ولأسرته وعشيرته.

ومعروف أن حزب البعث ظل على الدوام، وحتى في مرحلة ما بعد حكم صدّام، يفكِّـر بطريقة إقصائية، وأنه الحزب القائد لـ "المقاومة" في العراق، وهذا ما تؤكِّـده البيانات الرسمية الصادرة عنه وعن الذين يتحدثون باسمه "بحرية" في سوريا واليمن ودول أخرى.

ويستطيع أي مراقب أن يلاحظ أن علاوي ورفاقه في القائمة العراقية، ووزراء حكومته، الذين فرّ معظمهم من العراق، متَّـهمين بالفساد، وضعوا القائمة العراقية الشيعية نُـصب أعينهم لشنِّ الحرب عليها في كل محفل، في مسعى جدّي لتفكيكها أو إضعافها، مستغلِّـين الصِّـراعات القديمة التي تعصِـف بمفردات هذه القائمة، خصوصا الخلافات بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى، وبين الأخير والتيار الصدري، وبين الأخير وحزب الفضيلة، وبين الأخير والمالكي...

وقد تمكَّـن علاوي من تحقيق اختراق كبير في الائتلاف، عندما أعلن حزب الفضيلة، الانشقاق عنه، بذريعة التفكير بمرحلة جديدة، خالية من الاصطفافات الطائفية، حتى إن لم يكن زعيم القائمة العراقية أو أي من رفاقه يقف خلف خروج الفضيلة من الائتلاف الشيعي.


مرجعيات دينية!

تأسس حزب الفضيلة من جماعة الفضلاء المنشقَّـة أصلا عن التيار الصدري، وكانا يتبعان في الأساس، مرجعية الإمام الراحل محمد محمد صادق الصدر (الصدر الثاني)، الذي اغتاله نظام صدّام عام 1999 مع ولديه، لدى عودتهم من مرقد الإمام علي، ولكن حزب الفضيلة يتمسك اليوم بمرجعية آية الله محمد اليعقوبي.. التلميذ السابق للصدر الثاني، ويعتقد أنه المرجع الأعلى للشيعة.

ومعروف، فإن التيار الصدري، سواء بالفضيلة أو من دونه، لم يكن يوما على وفاق مع مرجعيات النّجف التقليدية، التي يطلق الصدريون عليها تسمية "المرجعية الصامتة"، وإذن، فليس مستبعدا أن يضع البعض انشقاق حزب الفضيلة عن الائتلاف، في خانة الخلاف القديم على المرجعية العليا وحولها، لأن الواضح في الخطاب الشيعي العام للمرجعيات "الأخرى"، ما عدا اليعقوبي ومرجعيات محسوبة على مدرسة كربلاء "الشيرازية"، أنها تبقى تدعم الائتلاف العراقي الموحَّـد كمِـظلة شيعية وترفض إضعافه بأي شكل من الأشكال، وهو ما تأكَّـد أثناء الانتخابات الأخيرة في ديسمبر 2006، حين ألقت مرجعية النجف، خصوصا العليا بزعامة السيد علي السيستاني، بكل ثقلها خلف قائمة الائتلاف، لتشكل بفوزها الكبير أكبر كتلة برلمانية ولتمسك وِفق ذلك بالحكومة.


مناكدة المالكي

بدا واضحا منذ أن نجحت السلطة الأمريكية في العراق في إجهاض ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء، أن السفير الأمريكي السابق زلماي خليل زادة ما انفك في مناكدة المالكي ومضايقته بطرق شتى، ما أدّى إلى نشوب أزمة سياسية بين المالكي وبين السلطة الأمريكية في العراق.

وقد أظهر المالكي حزما شديدا في مواجهة سلطة خليل زادة، وأعلن الحرب بطريقة خفية على نظام المحاصصة من خلال تسريباته، التي أصبحت علنية، عن عزمه على إجراء تعديل حكومي، بعد أن شعر المالكي أن المحاصصة قيّـدته تماما وشلَّـت عمل حكومته، أمنيا وخدميا، وقد وصف حكومته مرّات عدّة بأنها عاجزة، لم يخترها هو وأنها اختيرت وِفق حسابات المحاصصة الطائفية.

ولم يتوان رئيس الوزراء العراقي عن الاتِّـصال مباشرة بالرئيس الأمريكي جورج بوش، متشدّدا مُـدافعا عن برنامجه وعن حكومته وقُـدرتها على إعادة الأمن، إذا تُـرك الأمر له في اختيار وزرائه، وإذا توفَّـرت له إمكانيات عسكرية وقُـدرات لوجستية.

وبالفعل، حصل المالكي، قبل تنفيذ خطة أمن بغداد، أي قبل نحو ثلاثة شهور، على ثقة بوش به وبقدرته على تطبيق الخطة الأمنية، وأخذ يعلن مِـرارا أنه يُـوشك أن يجري تعديلا حكوميا، واختلف هنا أيضا مع حزب الفضيلة حول الوزارات، التي يطالب بها الحزب ومنها النفط، لتُـصبح هذه واحدة من أهم ذرائع الفضيلة في الانسحاب عن الائتلاف، برغم أن الفضيلة دخل مجلس النواب تحت خيمته وبدعم قوي من مرجعيات النجف، خصوصا السيستاني.


اصطفافات جديدة!

تشير معلومات يجري تداولها على نطاق واسع، أن الإدارة الأمريكية، وبعد فشلها المُـعلن في العراق، ومعارضة الديمقراطيين الشديدة لطريقة عمل بوش في العراق وفي المنطقة، ربما تفكِّـر بالعودة إلى حلفائها التقليديين في النظام السياسي العراقي، ومنهم بالطبع علاوي وقوى سياسية أخرى بدأت بالعودة مجدّدا إلى السطح بعد غياب بسبب الإخفاق السياسي، كالشريف علي بن الحسين، الذي غيّـر الكثير من لهجته حول مطالبته بالعرش "الهاشمي"، وكان من ضِـمن السبعة الذين دعَـوا مع علاوي إلى واشنطن لتشكيل جبهة معارضة موحَّـدة لإسقاط صدّام.

ويقال في هذا الصدد، أن دولا إقليمية تدعم فكرة الاستعانة مجدّدا بعلاوي أو ربما ضابط كبير غيره، لحكم العراق، وأنها تدخلت "أو تتدخل" لدى الرئيس الأمريكي بوش لإنقاذه من ورطته في العراق من خلال مشروع حكومة إنقاذ وطني، لا تعبأ كثيرا بنظام المحاصصة الطائفية، إذ يشن علاوي هذه الأيام هجوما قويا على "المحاصصة" ولا يذكر شيئا عن دوره في تأسيسه.

المؤمنون بمشروع حكومة إنقاذ وطني ينطلقون من قاعدة ساهمت واشنطن وحليفاتها كبريطانيا بتكريسها، وهي أن العراق لن يُحكم إلا بواسطة رجل قوي على شاكلة صدّام، وليس أقرب من نهجه إلا أياد علاوي... فارس الهجوم العسكري الواسع أثناء حكمه على الفلوجة "السنية" والنجف "الشيعية"، القادر برأيهم على حل الميليشيات والتوصل إلى تفاهم مع رفاقه البعثيين، بل إدخالهم معه في حكومته المرتقبة.

وفي ظل هذه المعلومات والضغوط التي مورست على المالكي لكي يقدّم مع الرئيس جلال الطالباني مسودّة إعادة النظر في قانون اجتثاث البعث، يبرز دور مرجعية النجف، التي ذُكر أنها ترفض هذه المسودّة، لأنها تمنح البعثيين دورا أساسيا في صُـنع مستقبل العراق والعودة مجدّدا الى حمامات الدّم، التي باتت مشهدا مألوفا في العراق... الجديد.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للملف /أربع سنوات عجاف في عراق ما بعد صدام!
- تقرير بانوراما -قناة العربية-:قضية صابرين .. اغتصاب طائفي أم ...
- عام على المؤامرة -تفجير سامراءأراد إشعال حرب طائفية-
- الصحفيون العراقيون يدفعون الثمن باستمرار!
- دموع هَوّار !
- إيران والعرب: بين الواقعية المطلوبة والوِدِّ المفقود!
- قضية الاسبوع في قناة العربية
- شاعرانسان ... في قناة العربية!
- معركة -الميليشيات- بدأت في العراق!
- رأي أكثر تفصيلا في إعدام صدام
- إعدام صدام ...وثروة العراق في البنوك السرية !
- إعدام صدام..غياب الحقيقة الكاملة!
- إني أعترض..إعدام صدام ...الفخ الأمريكي! :
- إعدام صدام.. فليحذر من يحارب الوحوش أن يتحول الى وحش!!
- انی اعترض اعدام صدام وفن الحكم
- مطالب العرب في إيران بين الشرعية والواقعية
- انتخابات الإمارات.. خطوة انتقالية نحو مشاركة سياسية أوسع
- إيران: هل هي جزء مِن حَل أَمْ أن الأزمة مستعصية في العراق؟
- البعث وحلم العودة الى الحكم في العراق!
- ماذا يجري في العراق؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - اصطفافات جديدة أم انقلاب جديد في العراق؟