أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - سحر حويجة - الناشط في حقوق الإنسان















المزيد.....

الناشط في حقوق الإنسان


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:27
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


صفات الناشط بحقوق الإنسان

انبثقت حقوق الإنسان باعتبارها شرعة عام 1789، أثناء الثورة الفرنسية ، اعتبرت في حينه علامة مميزة للدولة الحديثة، وانطلقت شرارتها إلى مختلف دول العالم التي تسعى للحداثة، على أساس أن القانون هو أحد الظواهر العقلانية في الفكر السياسي، وثمرة تطور الدولة الحديثة التي تقوم أركانها على مبادئ العقلانية بوصفها أساس المعرفة، في جميع المجالات. عقلانية القانون تشتق من صفته الموضوعية المستقلة عن الأشخاص ، مستقل عن رغباتهم وأهوائهم، القانون يوحد جميع أفراد الأمة ويحقق المساواة بينهم في الحقوق، على الرغم من اختلافاتهم، وتعارض مصالحهم، وأدوارهم. إن الحرية التي نادت بها البشرية عبر تاريخها، تقوم في جوهرها على رفض أي شكل من أشكال خضوع إنسان لآخر، الجميع يخضعون لقانون عادل بشكل متساوي.
أهم المبادئ التي انطلقت منها شرعة حقوق الإنسان ، تأسيس دولة الحق والقانون التي تحمي الحقوق، وإعلان الدستور القانون الأعلى الذي ينظم الدولة والمجتمع، وتشريع قوانين باسم الأمة، تعبر عن أفرادها وتحمي حقوقهم.
بعد تأسيس الأمم المتحدة، تم إقرار ميثاق حقوق الإنسان في عام 1948، بنوده تقوم على الحرية ، و على المساواة ، وتقر بحقوق الإنسان على مختلف الأصعدة: الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والحقوق الدينية ، والإثنية، ويرفض كل أشكال الاضطهاد. سارعت مختلف الدول الأعضاء وصادقت على ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مع وضع بعض التحفظات من قبل الدول العربية على بعض البنود، نظراً للتعارض بين التشريعات الخاصة التي تقوم على العقائد الدينية وشرعة حقوق الإنسان، خاصة البنود التي تتعلق برفض التمييز بين الجنسين.
نجد إن حقوق الإنسان في صلب كل عقيدة دينية أو بشرية، وليست أفكاراً وافدة بل المشكلة في تغييب وعدم لاعتراف بحقوق الإنسان في الوطن العربي، حتى المقرة في الدساتير والتشريعات الوطنية. لأن المبدأ السائد في أغلب الدول العربية، من يملك القوة يملك الحق، لذلك الحق السائد حق السلطات القائمة توزعه كيفما شاءت وفق رغباتها لا من رقيب ولا من حسيب.
الجامعة العربية أيضاً أصدرت ميثاقها المتعلق بحقوق الإنسان تحت مسمى الميثاق العربي لحقوق الإنسان اعتمد ونشر بموجب قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 5427 المؤرخ في 15 سبتمبر عام 1997.
تضمن هو الآخر الكثير من الحقوق والمبادئ التي تؤكد على الحرية والمساواة، وقد وقعت عليه الدول العربية، لكن بقيت حبراً على ورق،حيث التاريخ الحديث للدول العربية يؤكد في كل ساعة على انتهاك حقوق الإنسان، و على تعارض القوانين القائمة مع شرعة حقوق الإنسان وميثاق الجامعة العربية لحقوق الإنسان، وسيطرة القوانين الاستثنائية التي تؤدي لانتهاك حقوق الإنسان وأهمها الأحكام العرفية و تشير أيضاً إلى تخلف القوانين، وعدم تطورها .
من الظواهر اللافتة هذه الأعداد المتزايدة لمنظمات حقوق الإنسان التي تنتشر على مساحة الوطن العربي، بعد عقود من الاضطهاد والملاحقة وقمع أصحاب الرأي منهم المطالبين بحقوق الإنسان، يقف وراء هذه الظاهرة مجموعة من الأسباب أهمها:
أولاً: تنامي الوعي بأهمية النضال الحقوقي بعد أن أصبحت ملفات انتهاك حقوق الإنسان هي أقوى الملفات وأكثرها سخونة وتأثير ، ملفات تشمل جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتمس جميع الفئات ومكونات المجتمع.
ثانياً: فشل الأحزاب السياسية المعارضة من تحقيق أو انتزاع مكاسب تخدم قضية الحريات وقضية الديمقراطية . إضافة لأزمتها الأيديولوجية التي أدت إلى انكفائها، و ابتعاد الكثير من أعضاءها عنها وانتقالهم للعمل في صفوف منظمات حقوق الإنسان على اعتبار أنه عملاً أكثر جدوى ووضوح وأكثر شمولية بعيداً عن أسر الأيديولوجيا.
ثالثاً: الدعم والتشجيع لتشكيل منظمات حقوق الإنسان من قبل المنظمات الدولية والعربية ذات الأهداف المشتركة.
رابعاً: غض النظر من قبل الأنظمة على نشاط منظمات حقوق الإنسان ، نتيجة الضغط الخارجي، في محاولة من الأنظمة لنيل رضى الخارج على أساس إعطاء صورة توفر الحريات. ونتيجة حداثة هذه المنظمات إضافة إلى أن هذه المنظمات لا تهدف إلى تغيير النظام السياسي ، وتطرح نفسها منظمات ليست فقط غير حكومية بل غير سياسية، هدفها الدفاع عن الحقوق. واقتصار دورها على نشر الوعي الحقوقي، وفضح الانتهاكات التي أصبحت معلنة. لذلك بالنسبة للأنظمة، تعتبر منظمات حقوق الإنسان أقل وطئة وتأثير من الأحزاب السياسية " في الوقت ذاته نجد الرقابة المستمرة من قبل الأنظمة لأي خروج عن هذا الإطار المرسوم والتضييق عليه بشكل مستمر".
خامساً: غياب قوانين تشكيل الأحزاب السياسية في معظم الدول العربية، يدفع باتجاه تشكيل منظمات حقوق الإنسان، تعنى بالهم العام.
لكن في معاينة واقع منظمات حقوق الإنسان نجد : طغيان المنظمات التي تدافع عن الحقوق السياسية عبر رصد الاعتقالات ومتابعة محاكمة المعتقلين و إصدار البيانات، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، تشكل هذه المحاور الأساسية لنشاط منظمات حقوق الإنسان. بسبب من ضغط العامل السياسي وأولويته نتيجة الملاحقات والاعتقالات المستمرة ، وبسبب المنبت الخاص لأغلبية الناشطين في مجال حقوق الإنسان من قوى سياسية أو سياسيين سابقين، والركود العام وضغط الاستبداد الذي يلف المجتمع ، يجعل المطالب السياسية في المقدمة، تتميز عن باقي المنظمات التي تطالب بمختلف الحقوق مثل حقوق المرأة، أو الأسرة، أو الحقوق الاقتصادية.
ضعف منظمات حقوق الإنسان: نتيجة قيود رقابية شديدة على نشاطات هذه المنظمات ، في حال تم الخروج على القواعد المرسومة. وعدم إعطاء شرعية لنشاط هذه المنظمات في أغلب الدول العربية، في سوريا مثلاً لم تعطى صفة شرعية لأي جمعية لحقوق الإنسان، فهي كلها معرضة للحل وحتى المحاكمة على أساس إنشاء منظمة غير مرخصة.
فعاليتها شكلية ومحدودة: تتخذ طابع بيانات إخبارية، نتيجة ضعف المجتمع المدني الحاضن لهذه المنظمات وصاحب المصلحة فيها وغياب الديمقراطية والحريات، وتقييد نشاطها في إصدار المطبوعات أو المواقع الإلكترونية، أو تلقي التبرعات . إضافة إلى إن هناك الكثير من المشكلات في نشر ثقافة حقوق الإنسان، يعود منها إلى غموض المفاهيم الحقوقية لدى المواطن العادي، ليس بسبب الخصوصية الثقافية لمجتمعاتنا وانغلاقها، التي تتعارض مع عالمية مفاهيم حقوق الإنسان فحسب، بل عدم وعي قيمة الحقوق بالنسبة للمواطنين التي تكفلها الدولة بسبب إقصاء المجتمع وتهميشه وسيطرة منطق القوة والواسطة والمحسوبيات.


أهم الأسباب الذاتية لضعف منظمات حقوق الإنسان وهامشية دورها : الطابع النخبوي هي صفة غالبة على هذه المنظمات. يعود ذلك لأسباب موضوعية تشمل كل نشاط مستقل، ولكن هناك أسباب خاصة لظاهرة النخبوية تعود إلى محاولة القيادة توظيف المنظمة لبعض الامتيازات الخاصة مثل الدعوات والتمثيل، ساهم ذلك بتفريخ الكثير من المنظمات ذات الأهداف الواحدة، وانشاقاقات متتالية.
ضعف الوعي بحقوق الإنسان من قبل الناشطين : نشر وعي حقوق الإنسان وتوعية الناس لحقوقهم ودفعهم للمطالبة بها أهم دور لمنظمات حقوق الإنسان ، لذلك أهم شرط لنجاح الداعي لحقوق الإنسان هو في وعيه ومعرفته ودفاعه عن الحق الذي يدعو إليه..
الموضوعية و الحيادية وعدم الانحياز خلال نشاطه ودفاعه عن حقوق الإنسان : على الناشط أن يتعامل مع قضايا انتهاك الحقوق بغض النظر عن المتضرر وعدم التركيز على حق لأسباب أيديولوجية أو مصالح خاصة، لأن الدفاع عن الحق مطلق. حول الشرطين الأخيرين هناك الكثير من النقد موجه ضد الناشطين في حقل حقوق الإنسان على أن نضالهم يخدم مصالح أيديولوجية خاصة. وهناك دعوات وأراء إلى أن تصويب عمل هذه المنظمات يكون من خلال غلبة العنصر الحقوقي المختص بالقانون وهذا رأي غير صحيح لأنه يمكن للناشط أن يكون من أي منبت اجتماعي أو سياسي المهم هو وعي حقوق الإنسان التي تخالف في الأعم الأغلب كثير من القوانين القائمة، والنشاط يقضي أن يتحول الحق إلى قانون، وإن كان فيه خيراً كثيراً أن يكون أهل القانون هم نشطاء في حقل حقوق الإنسان لتلازم الحق بالقانون والمطالبة به والدفاع عنه.
على الناشط في مجال حقوق الإنسان أن يتحلى بالجرأة وأن يكون من أصحاب المبادرة ولا يساوم على حق من الحقوق التي يدعو لها. أن يكون قدوة في احترام حقوق الآخرين سواء اللذين يتعامل معهم داخل منظمته أو في حياته الخاصة وعلاقاته الاجتماعية. على المنظمات الحقوقية أن تعمل على مقاربة بين حقوق الإنسان بوصفها قيمة عالمية وبين الثقافة الخاصة لمجتمعاتنا من خلال التأكيد على قيم العدالة والمساواة وعدم التمييز التي تحتويها ثقافتنا ، أي تجديد الثقافة ، وفضح كل أنواع التمييز والانتهاكات التي تقوم بها الدول الكبرى التي تحترم حقوق إنسان مواطنيها، وتنتهك حقوق الآخرين.
صعوبة نشاط منظمات حقوق الإنسان في مجتمعاتنا :حيث أن القوانين القائمة تقوم على التمييز خاصة بين الجنسين، و تساهم في انتهاك حقوق الإنسان هناك الكثير من القوانين المتخلفة، وسيطرة قانون الأحكام العرفية الذي يلغي أهم الحقوق السياسية، يفرض هذا الوضع على منظما ت حقوق الإنسان أن تقوم بأدوار مختلفة على الصعيد الحقوقي، أولاً : النهوض بالوعي الحقوقي من خلال التعريف بحقوق الإنسان المختلفة المقرة بالدساتير المحلية والمواثيق العربية والدولية التي وقعت عليها الدولة ، التي تتعارض في كثير من الأحيان مع القوانين المعمول بها ، ثانياً :مناهضة القوانين التي تعارض حقوق الإنسان، والضغط باتجاه تغييرها، هنا لا بد من الإشارة إلى أهمية التعاون والتنسيق مع جميع المنظمات القانونية و السياسية والاجتماعية القائمة، والتنسيق والتعاون بين المنظمات المختلفة التي تدافع عن الحقوق الخاصة مثل حقوق المرأة، الحقوق الاقتصادية، وبين منظمات حقوق الإنسان التي تخدم كل هذه الحقوق.
سحر حويجة



#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى السعادة الزوجية
- تعطيل دور الشباب العربي وأهمية تفعيله
- أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة
- دفاعاً عن قانون الزواج المدني
- حقائق على خلفية القرار الدولي 1701 القاضي بوقف إطلاق النار ع ...
- الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي
- معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية
- العلمانية ما بين فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة
- مشاركة المرأة حق أم منحة؟
- محاولة في إضاءة جوانب الوحدة والتعارض بين الليبرالية والديمق ...
- مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الا ...
- عينك على السفينة: رواية عن معتقلات الرأي في سوريا بقلم مي ال ...
- أهمية استقلال العمل النقابي للطبقة العاملة
- وصول حماس إلى السلطة خطوة باتجاه التنازل
- من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن
- الأزمة مستمرة رسوم هزت العالم
- إنهم يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية باستشهاد عرفات :؟
- خدام والصراع على السلطة في سوريا
- المسار السوري، بين السلطة والمعارضة وبين الخارج
- كيف نحارب الفساد


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - سحر حويجة - الناشط في حقوق الإنسان