أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وداد فاخر - عودة الروح بين محنة المثقف العراقي و - زعاطيط السياسة -














المزيد.....

عودة الروح بين محنة المثقف العراقي و - زعاطيط السياسة -


وداد فاخر

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 05:33
المحور: المجتمع المدني
    


يقول شيخنا ابن عربي – أبو بكر محمد بن علي الطائي والملقب بـ " محي الدين " ( العذاب مأخوذ من العذوبة وإنه لا عذاب بالمعنى المتعارف منذ البدء ) وهو نفى حتى عذاب الآخرة . كون العلي القدير أنزه من أن يعذب النفس البشرية . ونقطة البدء تعيدني للحظة ساخرة استمعت فيها لأحد الأميين وهو يحاول أن يتثقف عندما أخذ يبدأ كل جملة من خطابه بين جمع من الناس بكلمة ( بادئ ذي بادئ ) وعرفت انه يقصد عبارة ( بادئ ذي بدء ). وهو ما دعاني لتذكر ما قال بعض حكماء العرب ( إن الإنسان إذا كان عقلا كله لا يقدر على الحركة لان العاقل يكون دقيق الحساب ، شديد التحرج والتهيب فلا بد له من فسحة جنون يتحرك بها ويحرك الأشياء بها من حوله ) . والجنون إما جنون صوفي معرفي كما هو حال شيوخنا من الأقطاب ، أو جنون طبيعي بحيث يحسب المجنون إن كل ما يصدر عنه من أعمال وحركات لا إرادية هي أعمال طبيعية .
ومن طبيعة المثقف الاجتماعي أن يتروحن ويتأنسن بينما لا تصبو الحياة للسياسي إلا باللف والدوران ، وأحيانا بالكذب والتآمر ، ووضع مصلحته فوق مصلحة الآخرين . لذلك قال شيخنا الفيلسوف المعري :
باح مجنون عامر بهواه ... وكتمت الهوى ففزت بوجدي
و ( الجنون فنون ) كما يقال، وللعشق فنون ... أشهرها الجنون ، وحتى مشرعي الدين الإسلامي قد أفتوا بان ( المجنون مرفوع عنه القلم ) ، أي إعفاءه من أداء الفروض والصيام أحد تلكم الفروض المرفوعة. وقال جل وعلا في كتابه الكريم : ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم) - النور الآية 61 –
وما فعله ابن معرة النعمان إن اعتزل الناس في صومعته ، وابتعد عما يعكر صفوه ومزاجه لذا قال قولته الشهيرة :
أمَّــا البليــغُ, فــإني لا أُجادلُـه ... ولا العَيِــيُّ بغَــى للحـقِّ إِبطـالا
فنحـنُ فـي ليـلِ غـيٍّ, ليس منكشفًا ... لـم يَفْتقِـدْ عارضًـا, بـالجهلِ, هَطَّالا
لذلك أطلق على واصل بن عطاء المولود في السنة الثمانين للهجرة في مدينة ابن آمنة عليه صلاة ربي شيخ المعتزلة ، وصحبه ممن اعتزل مجلس الحسن البصري بـ ( المعتزلة ) . مع إن المثقف المتروحن والمتأنسن لا يستطيع البعاد عن جمهور الناس ، لذلك فهو عرضة لشتائم وسباب المتخلفين عقليا ، وأشباه المتعلمين ، و ( زعاطيط السياسة ) الذين تحركهم القيادات الحزبية أي كانت مسمياتها ، وشخوصها . ومن قبل قال احد شيخي الماركسية فريدريك إنجلز في كراسه ( الحرب الفلاحية في ألمانيا ) 1524 – 1526 بأن ( هؤلاء – ويقصد هنا أشباه المتعلمين الذين يدعون العلم بالثقافة – بأنهم يرفعون نخب كاس الحزب عاليا في أيام السلم) ، بينما وصف الجمهرة الكبرى من ( الهتيفة ) و ( المصفقين ) ومن على شاكلتهم من الغوغاء الذين يندسون في الحزب الثوري بـ ( حثالة البروليتاريا ) الذين يساهمون في فشل معظم الثورات والحركات الجماهيرية وهم السبب الرئيسي في فشلها وابتعاد الجماهير عنها .
لذا فعمل المثقف المضني يقاس بـ ( الجهاد ) ، والجهاد في اللغة : يعني جاهدت جهادا ً : أي بلغت المشقة .
ويصيب المثقف الصوفي الاختلال عندما يبتعد عن مداراته الصوفية ، ويهيم لوحده مع كائناته وشخوصه الروحية والأدبية ، فهو بدون تلك الكائنات لا قيمة له كنقطة الباء في البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، إذا سقطت نقطة الباء عنها فقدت معناها وقوتها لأنها نقطة لها موقع دال وكينوني ، ويعطيها مشايخنا من الشيعة لقوتها لإمام المتقين علي بن أبي طالب ، وهو بالتالي رائد لجميع الحركات الإسلامية اليسارية أو الثائرة ، والكل كان يصنع له نسبا أحيانا للارتباط بعلي بن أبي طالب ، لم لا وهو والذي نادى به جبرائيل يوم بدر ( لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ) .
ومشكلة المتحزبين أنهم لا يصبرون عن الأمر والنهي وزج أنفسهم في كل صغيرة وكبيرة حتى تلك التي لا تتعلق بهم ، وهو السبب الرئيسي لفساد العديد من السلطات التي يتداخل فيها الحزبي بالحكومي ، أو خراب المنظمات الشعبية عندما تهمين عليها النخب الحزبية وتسيرها حسب مشيئتها . وهذا التصرف جزء من سلطة الحكم فتكون في حالة المنظمات الجماهيرية سلطة مصغرة وللحاكم السلطة المكبرة . لان أي حاكم يستطيع أن يتنازل عن العديد من الامتيازات لكنه لا يتنازل عن سلطة الأمر والنهي ، التي هي عماد وجوده ومطمعه في السلطة ، وبهذا قال احد الشعراء :
وقد صبرت عن لذة العيش أنفس ... وما صبرت عن لذة النهي والأمر
ولهذا قال علي المرتضى ( من َملكَ استبد ) ، لذا جهد كل المثقفين على أن يكون علاج الحكام أو من يحكم أن يكون مثقفا بمعنى تثقيف السياسيين وترويضهم لكي يمارسوا سلطة الشعب بدون تكبر أو تجبر، لكن مصيبتنا في أشباه المثقفين من الحزبيين ، و ( زعاطيط السياسة ) الذين يتفيقهون دائما منتظرين تصفيق الجماهير المغلوب على أمرها ، أو الهازئة بهم دوما .
وقيل قديما إن تسمية أبو البشرية آدم بآدم جاءت من القول ( بلاء آدم ) ، أي ابتلى آدم ، وهو يماثل هنا ابتلاء المثقفين بأشباه المتعلمين و ( هتيفة السياسة ) و ( زعاطيطها ) .



#وداد_فاخر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع سنوات على سقوط نظام البعث الفاشي
- الذكرى الثالثة والسبعين لحزب الطبقة العاملة العراقية وضرورة ...
- - مبروك - للعراقيين- قانون المساءلة والعدالة - المعادي للشعب ...
- شيخنا ( الكريم ) القرضاوي افتنونا فيما لبس علينا ( يرحمكم ) ...
- محور المالكي – أكرم الحكيم فيما يسمى بالمصالحة الوطنية
- َمنْ َيكذب’ على َمنْ يا حكام جزيرة البحرين ؟؟!!
- دراسات / شيعة العراق والتشيع والصفويين
- من الشروكي حامل مكعب الشين الشهير للجاهل بالسنة والقرآن الدع ...
- غياب سطوة وهيبة الدولة السبب المباشر للمجازر الدموية كمجزرة ...
- صدام الأسطورة التي خلقها الأمريكان ثم سحقوها بأقدامهم
- جيوش المهدي بين تيارات عدة وهي تقابل جيوش الإرهاب البعثو- أم ...
- صفحات من التاريخ البعيد تتحكم بمصير ملايين العراقيين وتبعث ا ...
- مرض الديمقراطية العراقي وحرية قمع الآخر
- القوى والأحزاب الوطنية العراقية في النمسا تناشد العالم الوقو ...
- اربعاء دام ٍ آخر ينفذه القتلة من دعاة الارهاب التكفيريين
- موقع البيت العراقي والخبر الفاجعة بالذكرى السنوية للمجرم عبد ...
- ما حصل لثورة 14 تموز 1958 من تآمر وحصار يحدث الآن وبنفس الأش ...
- ترحيل قسري في مناطق معينة من العراق بغية زرع بؤر ارهابية ثاب ...
- الحادث الإرهابي الأخير في الكويت هل يعيد للكويتيين الوعي الم ...
- الحرام والحلال حسب الفتوى الإسلامية بين دعوتي الإفطار النمسا ...


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وداد فاخر - عودة الروح بين محنة المثقف العراقي و - زعاطيط السياسة -