أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - معجبة تعثر على رواية مخطوطة لجينيت ونترسن وتعيدها لدار نشر بنغوين















المزيد.....

معجبة تعثر على رواية مخطوطة لجينيت ونترسن وتعيدها لدار نشر بنغوين


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


عثرت، مُدرِّسة بريطانية قبل بضعة أيام على رواية غير منشورة في محطة بالهام لمترو الأنفاق جنوبي لندن. وقد دُهشت الآنسة مارثا أوستر " 27 " عاماً حينما وقع بصرها على مخطوطة روائية تحمل عنوان " الآلهة الحجرية " للكاتبة الروائية الشهيرة جينيت ونترسن، صاحبة الرواية المثيرة للجدل " البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة " والتي فازت بثلاث جوائز متتالية وهي جائزة واتيبريد للعمل الروائي الأول عام 1984، جائزة بافتا 1990، وجائزة بركس دي إيرجنت الفرنسية لأفضل سيناريو أعدته الكاتبة عن نصها الروائي عام 1990. وقد إنشغلت الصحف والمواقع الإليكترونية البريطانية بهذا " الخبر المؤسف " الذي دفع السيد سيمون بروسر، مدير دار نشر " بنغوين " الى الاعتذار، وتبرير الحادثة بأنها " خطأ بشري " ممكن أن يقترفه أي انسان مُتعَب ومنهَك أخذَ منه العمل طوال ساعات النهار مأخذاً كبيراً، ولكنه وعد الكاتبة ومحبّيها والمتابعين لمنجزها الأدبي بألا يتكرر مثل هذا الخطأ غير المقصود. وقد ذهب مدير الدار أبعد من ذلك حينما بدأ يلتمس الأعذار لمثل هذه الحوادث العرضية التي قد تقع كل يوم في القطارات، وحافلات نقل الركاب، ومتروهات الأنفاق، إذ غالباً ما يترك المسافرون صحفهم اليومية أو ينسون مجلاتهم في وسائط النقل العام. ويبدو أن أحد الموظفين في دار نشر بنغوين قد نسي مخطوطة " الآلهة الحجرية" " 134 " صفحة على أحد المقاعد في المحطة المذكورة. ويبدو أن الحادثة كانت ستمر مرور الكرام لو لم تعثر عليها الآنسة مارثا، فهي من أشد المعجبين بما تكتبه جينيت ونترسون، وقد سبق لها أن درست في مرحلتها الثانوية " البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة "، فهذه الرواية هي واحدة الأعمال الأدبية الرصينة المقررة ضمن المنهج الدراسي البريطاني على رغم من منحاها الإيروسي الذي يتعاطى مع النزوع المثلي وكأنه حالة طبيعية لا تثير التساؤل أو الفضول. كما سبق لهذه الآنسة أن قرأت روايتين أخريين للسيدة ونترسن الأمر الذي أهلّها للتعرف على أسلوب الكاتبة الجريئة التي خاضت منذ زمن مبكر في موضوعات مثيرة للجدل.
ما يثير الإستغراب حقاً هو الغموض الذي يلف أجواء الرواية المخطوطة، فلا الدار التي فقدت المخطوطة، ولا أحد من المقربين لونترسن يعرف شيئاً عن هذه الرواية التي لن تر النور قبل سبتمبر " أيلول " القادم، لذلك سوف تظل لهفة القراء والمعجبين بونترسن شديدة لمعرفة الثيمة الرئيسة التي تقوم عليها بنية " الآلهة الحجرية " ولا يشك أحداً في أن هذه الرواية ستكون مثل سابقاتها صادمة وجريئة وحداثية.
نالت رواية " البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة " اهتمام النقاد والقراء على حد سواء، وكُتبت عنها العديد من الدراسات والأبحاث النقدية لأسباب عدة أبرزها أن الرواية تتحدث عن فتاة سحاقية تنشأ في أسرة دينية متطرفة جداً، غير أن هذا الاهتمام ليس مردة الى ثيمة المثلية الجنسية حسب، وإنما لطريقة تعاطيها مع هذه الثيمة الحساسة، وأسلوب معالجتها على وفق مقتربات فنية غير مطروقة سابقاً. تجدر الإشارة الى أن ونترسن تمزج بذكاء شديد بين الحداثة والموروث، وهي لا تتردد في التصريح بأنها أهم ناثرة انكليزية معاصرة، لكنها في الوقت ذاته تحترم الموروث الثقافي البريطاني على رغم من ميلها " لتقويضة وتخريبه أحياناًَ بغية الاتيان بشيء جديد لم يطرقه أحد من قبل. ".
تُدَّرس هذه الرواية في المدارس الثانوية البريطانية وقد باتت معروفة لدى شرائح واسعة من المجتمع البريطاني. وهي للمناسبة رواية سيرة ذاتية. الشخصية الرئيسة فيها هي فتاة اسمها " جينيت " تبنتها عائلة بروتستانتية محافظة جداً، وقد قدِّر لها، بحسب رأي العائلة، أن تكون مُبشِّرة للمذهب البروتستانتي، بينما كانت جينيت نفسها منشَّدة الى رغباتها الصريحة، ومشاعرها الداخلية، وطريقة تفكيرها التي تتقاطع مع أفكار وقناعات الكنيسة البروتستانتية. وبسبب هذه المشاعر المناهضة للكنيسة تجد جينيت نفسها خاضعة لبعض التصورات المرعبة مثل الأرواح الشريرة التي خلقتها ذهنية أمها وحلقة الأصدقاء القريبة من العائلة. كتبت رواية " البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة " بطريقة تكشف جانباً من الحماس الديني البدئي والمتطرف، لكنها تركّز في الوقت نفسه على القوة الروحية الكامنة في الحب.
وُلدت الروائية جينيت ونترسن في 27 أغسطس " آب " 1959 في مدينة مانشستر في بريطانيا. تبنتها عائلة بروتستانتية تقيم في " أكرنكتون " لانكشاير الواقعة شمالي انكلترا. ولكن تربيتها الإنجيلية الصارمة أمدتها بخلفية مهمة عززت شهرة روايتها الأولى " البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة " التي رأت النور عام 1985. تخرجت في كلية سانت كاثرين، جامعة أكسفورد، ثم انتقلت الى لندن حيث عملت مساعد محرر في دار نشر باندورا.
تعد جينيت واحدة من أهم الأصوات الأصيلة التي انبثقت خلال الثمانينات من القرن الماضي، كما وصِفت بأنها واحدة من بين أفضل عشرين كاتباً بريطانيا شاباً في أثناء الأمسية الترويجية المشتركة التي أقامتها مجلة " غرانتا " الأدبية ومجلس تسويق الكتاب. وصفت الكاتبة روايتها " تعيلم التجذيف للمبتدئين " 1085 والتي نشرت بعدة مدة قصيرة من نشر ورايتها الأولى " البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة " بأنها كتاب كوميدي مشفوع بالصور. أصدرت جينيت عدداً من الروايات والكتب المهمة لاحقاً من بينها " الشغف " 1987، و " تجنيس الكرز " 1989. وقد تمحورت رواياتها الثلاث اللاحقة " مكتوب على الجسد " 1992، و " فن وأكاذيب " 1994، و " وتر التناسقات " 1997 حول مثلث الزوج والزوجة والعشيق، والجنس، والتجريب الشكلاني. كما أصدرت جينيت عدداً من المجموعات القصصية من بينها " العالم وأمكنة أخرى " 1998، وكتاب يضم عدداً من المقالات حول الفن والثقافة " مواد ثقافية " 1995، ورواية " كتاب السلطة " 2000 والتي أعدتها الى المسرح الوطني عام 2002. نشرت أعمال جينيت في 28 دولة. كما أعدت ورواية " البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة " الى محطة " بي بي سي " التلفزيونية عام 1990، وكتبت عدداً من السيناريوهات التلفزيونية التي أخرجها بيبان كيدرون لقناة " بي بي سي 2 " عام 1994. كما حررت عدداً من الطبعات الجديدة لروايات فرجينيا وولف التي أصدرتها دار نشر " فنتاج " البريطانية. تقوم جينيت بين أوان وآخر بعرض بعض الكتب الصادرة حديثاً، وتكتب المقالات النقدية بشكل منتظم في عدد من الصحف والدوريات البريطانية وأبرزها في صحيفة " الغارديان ". تكتب جينيت للأطفال واليافعين أيضاً وأهم كتبها في هذا المضمار " ملك كابري " 2003، و " تدبير المنزل الخفيف "2004، و " تانغيلريك " 2006. تقيم جينيت في كلوسترشاير ولندن. فازت ونترسن بجوائز أخر غير التي أوردناها سلفاً ومنها جائزة ميل أون صاندي / جائزة جون ليلويلن رايز عن رواية " الشغف " 1987، وجائزة إي، أم، فورستر 1989، وجائزة الرواية العالمية للأدب التجريبي " إيطاليا " 1999، وجائزة كتاب الكومونويلث " أوروآسيا، لأفضل كتاب " رشحت اليها رواية " تدبير المنزل الخفيف " 2005. كما نالت وسام الإمبراطورية البريطانيةعام 2006 نتيجة لمنجزها الثر، ودورها الأدبي الفاعل في المشهد الثقافي البريطاني.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا تودِّع أبرز كتاب الرواية البوليسية وأدب الجريمة
- طارق هاشم في فيلمه الجديد www.Gilgamesh.21 مقاربة في تسخير ا ...
- في شريطه الجديد - ماريا / نسرين -: محمد توفيق ينجز السيرة ال ...
- تقنية - البوتو - في مسرحية - الراقص - لحازم كمال الدين: تثوي ...
- مونودراما - أمراء الجحيم - إدانة مباشرة لثقافة التطرّف والظل ...
- في المعرض الشخصي الجديد للفنان آراس كريم: كائنات متوحِّدة تس ...
- كاظم صالح في شريطه الجديد - سفر التحولات-: محاولة لتدوين الس ...
- ظلال الصمت - لعبد الله المحيسن وإشكالية الريادة الزمنية: هيم ...
- الخبز الحافي- لرشيد بن حاج: قوة الخرق والإنتهاك للأعراف الإج ...
- الشاعر العراقي كريم ناصر ل - الحوار المتمدن -: الشعر يستدعي ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: يجب أن أخرج بقارئي من المألوف المع ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: أدلِّل النص و- أدلَِعه - مثلما أدل ...
- صباح الفل - لشريف البنداري: الإمساك بالمفارقة الفنية عبر رصد ...
- المخرج التونسي الياس بكار ل :- الحوار المتمدن-: أشعر بأنني ل ...
- الواقعية الجديدة في - العودة الى بلد العجائب - لميسون الباجج ...
- الفنانة فريدة تُكرَّم بدرع المُلتقى الدولي الأول للتعبيرات ا ...
- المخرج ليث عبد الأمير يصغي لأغاني الغائبين
- في باكورة أفلامها الوثائقية - أيام بغدادية -: المخرجة هبة با ...
- عادت - العذراء - و - الصرخة - المسروقة الى جدار متحف مونش
- كتابة على الأرض للمخرج الإيراني علي محمد قاسمي إدانة الإرهاب ...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - معجبة تعثر على رواية مخطوطة لجينيت ونترسن وتعيدها لدار نشر بنغوين