أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - السوري بين المحتار والمحتال_ثرثرة














المزيد.....

السوري بين المحتار والمحتال_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:04
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد يومين سياحيين في اللاذقية وجبالها, سألني الصديق أنس, ونحن متجهين إلى سهرة في شاطئ النخيل:لا أشعر بالسعادة أبدا,حتى المناطق التي أدخلها لأول مرة وكأنني رأيتها من قبل وأكثر من ذلك, شعوري كمن يقوم بعمل وظيفي يتكرر....لماذا هذه الحالة.....!
بين المناجاة والشكوى والسؤال تدور حياتنا الكئيبة,عبر تكرار صارم لا يرحم.
بالتدريج صرت أفهم,كيف يحوّل المرء موضوع حبّه الأثير,إلى نقيضه, والعكس أيضا_ كيف نحوّل أكثر ما نخافه ونهرب منه إلى موضوع مفضّل_ إرادة الخسارة....أكثر دفاعات البشر شيوعا, وما أقّل وأندر أن نفهم ذلك....وندركه غالبا بعد فوات الأوان.
التعامل مع الإحباط, مؤشر ومعيار أول لخبرة المرء العاطفية والاجتماعية, من يستطيع السيطرة على سعاره الشخصي, بعد صدمة فشل غير متوّقعة؟
التجارب السّارة والمفرحة,وكل ما من شأنه رفع سوّية التقدير الذاتي...يتقبّلها الجميع برضا, لكنها لا تضيف إلى عالم الداخل والفضاء الوجداني والمعرفي شيئا أبدا .....أبدا.
.
.
تحدّثت مع كثير من الأصدقاء عن كتاب فرانكل"الإنسان يبحث عن المعنى" وطريقته الفريدة في العلاج, وتركيزه على مهارات الفرح, على خلاف التوّغل في المعاناة والضياع في مجاهيلها وأغوارها الكثيرة.

قدوم متعب أنزو مع أنس إلى اللاذقية, هديّة المهرجان المسرحي لأصدقائنا المشتركين, كل الأنشطة الثقافية تقّدم هذه الفضيلة, وربما الوحيدة, نلتقي ونتبادل الكلام, فيتّسع الفضاء قليلا ونعود بعدها كل إلى جحيمه, في انتظار أصدقاء جدد واحتفالية جديدة.
*
ما الذي يريده القارئ؟
ما الذي يريده الكاتب؟
في جميع النصوص طبقات غير منتهية,في المعنى, والتعبير, وطرق عرض التجربة. ويبقى أكثر ما أستطيع تمييزه,فردية نص ما, ودوران البقية في إطار المشترك دون أن تصل إلى فتح أبوابها الخاصّة,سأعرض عنها_في العلاقات الشخصية مصدر تزييف القراءة والتلقي, هذه العقبة التي تحيل دوما إلى الفكرة المسبقة, لم أنجح في تجاوزها, وربما لن أقدر.
بين الحيرة والاحتيال يمتد سوء تفاهم أبدي.
أبتعد خطوة عن المباشرة,في رغبة صريحة و مضمرة لتجربة تعبير آخر, فيبدأ الاحتيال.
....من أين يا حلّت البركة وإلى أين يا الله السلامة؟
كان السؤال يتردد عبر القرون بين جبال اللاذقية وساحلها, على شكل تحيّة وترحيب.....
*

على باب المسرح نتصافح في خليط من المشاعر الغريبة والعشوائية,فرح, قلق, ترقب, فضول, ضجر...بعد قليل نتشرذم في شلل صغيرة.
لدى متعب ما يوحي بالانفتاح والثقة, حفاوته بارزة ومحببة, صديقي أنس.. سأجد أنس أكثر لطفا من الانطباع الأول الذي تركه, ربما الارتباك الذي يثيره جمع كبير من البشر, ربما...
بعد عرض الافتتاح_ يتشارك مع أكثر العروض التي أحضرها_ رغبة في قول كل شيء دفعة واحدة, في خليط منفّر من المباشرة والترميز المتطّرف إلى درجة الاحتيال, شعرت بالتعب...
مع الاستراحة أوافق على زيارة نزار صابور في مرسمه, بدل حضور عرض الجمجمة, لقائي السابق بالفنان البارز, كان وديّا ومريحا للغاية, سيتكرر حسّ الارتياح العالي, وأنجح في التواصل مع لوحاته أكثر من سابقتها.
مكالمة عدي ثم صلاح, أخرجتني من ترددي,إلى نقابة المهندسين,مكان لطيف والخدمة جيدة, وسنمضي سهرتنا الخماسية بمودة ورغبة في التواصل مجددا.
كنت أستشعر فضولي الشخصي في رؤية سهرتهم( مع شعور بالضيق لعدم دعوتي), والحل الأسهل في توجهنا مع آخر الليل إلى فندق زنوبيا, فنجان قهوة ونشبع رغبة التلصّص على سهرة نجوم المسرح في البلد.....لا معترض على غناء "سعدية يا سعدية", وفجأة يستيقظ سعاري المزمن...أنا السيد لا,...لا أحد لاشيء, جملة اعتراضية في الحياة والثقافة لا أكثر.

صباحنا في مرسم منذر مصري, مع زجاجة بيرة مدخل جميل إلى نهار جبلة وبيت عدي رجب وبرفقة صلاح....صلاح صديق الجميع, ويحبه الجميع بشروط...
حلا عدي رجب, قالتها قاطعة بتكثيف وتركيز, أوشك على الامتناع عن قراءة ثرثراتك, زوّدتها كثيرا....أجل يا حلا, أنا من الجيل السابق الذي تخرّب عالمه الداخلي وخسر الثقة.
لا اعرف إن كنت سأتوقف في يوم قريب عن ثرثرتي, أو على الأقلّ أتمهّل في نشرها, ويبقى رأي حلا وجيلها أكثر من هام ومهم في نظري.
سكرتنا في وادي القلع, قرب الشلال وتفتّح الربيع من كل الجوانب, مريحة ومبهجة لولا العطب السوري المزمن الذي أحمله, في عدالة نادرة, بالتساوي مع الجميع!
سنتذكّر ماجد المذحجي صديقنا في اليمن, وسنضحك كثيرا على صفة السعيد, تونس الخضراء واليمن السعيد وفلسطين السليبة....وبقية محفوظات جيلي الملعون.

إلى شاطئ النخيل سنلحقهم مساء, حسنا فعلنا,على الطاولة المركزية بدأ تنافس(نجوم المسرح السوري) في الاستعراض الصبياني المثير للشفقة....
على الطاولة الأخيرة,حاملة وحاوية المفارقات, حيث يجلس مجد أحمد الممثل (المنبوذ اليوم والمحتفى به في الأمس في دورة عجيبة لا يفهمها عقلي الصغير!) برفقة أريج وغسان وشابة صدق حدسي أننا متعارفان قبلا مهندسة وتشتغل في المسرح, ثم يصل الزعيم وبعده ندى, وتتحوّل إلى الطاولة المركزية...بعد عدة كؤوس.
سنغادر باكرا ودون الانضمام إلى الطاولة المفضّلة(بوجود النساء حولها حصريا), وكنت منذ البداية أخبرتهم أننا مع الصديقين نفضّل هذه الطاولة, وبقائنا مجاملة هناك لن تطول...
نفوري من الدخول في التنافس, أكبر من رغبة الفوز, مبرر هامشيّتي وحاملها.

صباحا غادر متعب وأنس, بعد صبحية قهوة وشاي في مقهى العلبي, بضيافة منذر جاري في المدينة وشريكي في الحيرة والشعر ونادرا ما نلتقي سوى مع أصدقاء زائرين, يكسرون رتابة اللاذقية وضجرها ولو ليوم أو يومين....يا هلا....رافقتكم السلامة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية أحشاء اللاذقية_ثرثرة
- رائحة الربيع و.....الموت في بيت ياشوط_ثرثرة
- تراجيديا شخصية_ثرثرة
- بين الكلمات والنسيان_ثرثرة
- الأعصاب العارية_ثرثرة
- يوم حزين في اللاذقية_ثرثرة
- أحلام سعدية مفرح المتواضعة_ثرثرة
- هذه المرة لن أكون الشخص الثالث ولا أريده_ثرثرة
- محنة الشخص الثالث_ثرثرة
- شراك الماضي_ثرثرة
- آذار يركض في اللاذقية_ثرثرة
- بعد منتصف العمر_ثرثرة
- جمال المرأة في سوريا_ثرثرة
- تشيخوف في جبلة واللاذقية_ثرثرة
- مجاذيب جبلة_ثرثرة
- عودة إلى العالم الواقعي_ثرثرة
- على هامش المدن المتعبة_ثرثرة
- يوم ياتي_ثرثرة
- صباح الخير يا بيروت_ ثرثرة
- في العصاب السوري أو الدفاعات السحرية_ثرثرة


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - السوري بين المحتار والمحتال_ثرثرة