أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - حزب النهج الديمقراطي و الماخية الحديثة في بداية الألفية الثالثة















المزيد.....



حزب النهج الديمقراطي و الماخية الحديثة في بداية الألفية الثالثة


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد سبق أن تناولت في المقال السابق جزءا من ندوة حزب النهج الديمقراطي حول الماركسية و رأينا كيف أراد براهمة تمييع الماركسية بمحاولة إدماج المفاهيم البورجوازية في المنظومة الفلسفية للماركسية ، إنطلاقا من مقولة "الجوهر الحي للماركسية" التي ابتدعها الكاتب الوطني لهذا الحزب عبد الله الحريف و الذي يؤكد على أقوال براهمة محاولا توضيحها ، و ذلك في محاولة يائسة لتمييع مفهوم الماركسية كمنظومة فكرية للمعرفة المادية و أيديولوجية البروليتاريا و الحزب الثوري و المجتمع الإشتراكي ، و حاول الكاتب الوطني للحزب إختزالها في منهج للتحليل و النقد للرأسمالية في قوله "فالماركسية التي تعطينا القوانين الأساسية لتطور الرأسمالية أصبحت الآن أكثر راهنية من السابق" ، فهو يرى أن الماركسية لا شأن لها فيما قبل و لكنه اليوم في حاجة لها كأن الماركسية ليست منظومة فكرية ضرورية في مواجهة المنظومة الفكرية البورجوازية ، فنحن نستعملها كلما دعت الحاجة لذلك و نستغني عنها إذا لم نكن بحاجة إليها كأنها ليست نقيض البورجوازية التي لم يتم القضاء عليها يوما إلا في مرحلة المجتمع الإشتراكي السوفييتية و الصيني ، كل هذه مقدمات متعمدة من أجل محاولة تجاوز الماركسية اللينينية و الإبتعاد عن الخط الماركسي اللينيني ذلك ما سنراه فيما بعد ، و ما جاء في مقدماته من تنميقات للماركسية هو فقط لإحداث التشويش في ذهن القراء من أجل بناء هجومه على لينين و على الماركسية اللينينية.
و هو يستطرد قائلا :"لكنها لا تعطينا منظومة مقولات ، فالماركسية موجهة من أجل تطبيق الثورة و التغيير و تعطينا منهجا للعمل و التغيير " هنا بدأ في محاولة تقزيم الماركسية كمنظومة فكرية ، و ذلك باتهامها بالجمود "منظومة مقولات" في محاولة لتحريف مفاهيم الماركسية التي يمكن تغييرها متى شاء و كيفما يشاء ، و بمعنى آخر أن الماركسية ليست منظومة فكرية للمعرفة الدياليكتيكية المادية و أن الدياليكتيك المادي هو فقط عبارة عن منهج لتحليل قوانين الرأسمالية ليس إلا ، فهذه المنظومة يمكن تغييرها وفق الشروط المتاحة كما سقول :"فلا تعطينا مجموعة من الحقائق التي ينبغي تطبيقها لتغيير الواقع " حيث أن الحقائق التي توصلت إليها الماركسية ليست بحقائق تاريخية فتناقضات الرأسمالية و أزماتها و حتمية زوالها و أهمية الصراع الطبقي و الحزب الثوري و القيادة الطليعية للطبقة العاملة و التحالف بينها و بين الفلاحين الفقراء و بناء المجتمع الإشتراكي و المجتمع الشيوعي و غيرها ، كل هذه المفاهيم ليست حقائق في رأي الكاتب الوطني و يجب استعمالها وفق شروط معينة و تغييرها وفق شروط أخرى و هكذا ، إذن الماركسية ليست منظومة فكرية مناقضة للمنظومة الفكرية البورجوازية و يمكن الدمج بينهما وفق الشروط المعينة التي يطرحها الكاتب الوطني ، بالفعل هذه مقدمات خطير في حق الماركسية التي أسسها ماركس و إنجلس في أزيد من نصف قرن من النضال ضد البورجوازية و الفلسفة المثالية و اللاعرفانية ، إنها مقدمات من أجل التقليل من شأن الماركسية أولا و محاربة أعلى مراحل تطورها و هي الماركسية اللينينية من طرف هذا المنظر و الفيلسوف اللاعرفاني الجديد الذي لا يؤمن بالحقائق التي توصلت إليها الماركسية .
لقد ناضل ماركس و إنجلس من أجل دحض الفكر البورجوازي و ذلك باكتشاف قوانين التطور الإجتماعي التي تعتبر حقائق موجود في الحركة الطبيعية و الإجتماعية ، و العمل الذي قام به هذان المعلمان الكبيران هو اكتشاف هذه الحقائق التي لا يمكن التنكر لها و هي حقائق ثابتة ، فمن خلال دراستهما لتطور المعرفة البشرية عبر التاريخ و تطوير المعرفة البشرية ، منذ سقراط و أفلاطون اللذان يمثلان الإتجاه المعرفي المثالي و ديمقريطس و أبيقور اللذان يمثلان الإتجاه المعرفي المادي ، و ما واكب ذلك من صراع مرير من أجل سيادة هذا الإتجاه أو ذاك إلى أن برزت الكانطية التي حاولت التوفيق بينهما و التي سماها ماركس و إنجلس باللاعرفانية ، و صولا إلى هيكل الذي أسس الدياليكتيك الذي عمل ماركس و إنجلس على تطويره بواسطة إزالة صفة المثالية فيه و وضع الدياليكتيك المادي الذي قطع مع المثالية قطعا تاريخيا لا رجعة فيه ، هذا الدياليكتيك الماركسي الذي تطره لينين في مرحلة تاريخية عصيبة و طبقه على مستوى المعرفة في صراعه مع الماخيين الذين حاولوا تحريف الماركسية ، و بذلك العمل وضع أسس الماركسية اللينينية التي تعتبر جوهر الدياليكتيك الماركسي و الذي ساهم بشكل كبير في تطوير الفكر العلمي ، و ذلك بمحاربة بقايا المثالية المهيمنة على العلوم الطبيعية و أحدثت الماركسية اللينينية ثورة هائلة في مستوى البحث العلمي ، ذلك ما سنشاهده في الإتجاهين المتناقضين في مستوى البحث العلمي و هو الإتجاه الماركسي المادي و الإتجاه البورجوازي المثالي ، و ما التطور الهائل الذي حققه الإتحاد السوفييتي على مستوى جميع الميادين العلمية و المعرفية إلا نتاج للماركسية اللينينية التي وضعت أسس المنهج العلمي المادي الخالي من كل شوائب المثالية و اللاعرفانية ، كل هذا في نظر الكاتب الوطني لا يستحق أن يكون منظومة فكرية مادية تقدمية في مواجهة المنظومة الفكرية البورجوازية الرجعية ، أليست هذه بماخية حديثة في الألفية الثالثة ؟
و كل ما سيأتي بعد هذه المقدمات التي تحمل في طياتها جوهر قصد الكاتب الوطني و هو إطفاء صفة التغيير على كل شيء من أجل إعطاء الشرعية لتغيير مفاهيم الماركسية و تغيير إتجاهها المادي ، كل ذلك من أجل محاربة الماركسية اللينينية فهو يقول :"يجب فهم أن الرأسمالية ليست جامدة و لا تتغير" إذن فالرأسمالية تتغير "لكن جوهرها ثابت" إذن الماركسية تتغير و جوهرها ثابت ، لهذا يجب تغيير الماركسية " فماركس ناقش و حلل المرحلة التنافسية للرأسمالية" و ما وضعه ماركس ليس بحقائق رغم أن الكاتب الوطني يؤكد على ذلك في " فقيامها على انتزاع فائض القيمة من المأجورين ، و العمال الذين ليس لهم إلا قوة عملهم التي يضطرون إلى بيعها في السوق" هذه كلها ليست حقائق في نظره إكتشفتها الماركسية ، لكنه يدلي بها هنا من أجل التنميق فقط لأنه لم يصل بعد إلى جوهر قصده و ما يريد أن يقوله هنا هو حتى هذه الحقائق تتغير بتغير الرأسمالية إذن يجب تغيير الماركسية كذلك ، و من أجل تأكيد هذا التغير في النظام الرأسمالي يستند إلى ماركس :" فالخدمة التي قدمها ماركس أنه بين أن تحول الرأسمالية إلى الإمبريالية ستخلق هذا التطور اللامتكافيء و ستخلق من داخل الطبقات العاملة في دول المركز أرسطوقراطية عمالية تصبح هي السند للبورجوازية الذي سترتكز عليه الرأسمالية في أزماتها" ، و هو يورد هذا القول عن ماركس ليبين أن الرأسمالية تتغير و تؤثر في الطبقات الإجتماعية و خاصة الطبقة العاملة و تحدث فيها تغييرا ، فهذا الإكتشاف الثانوي الذي اكتشفه ماركس هو الذي أعجب به أما أن وحدة الطبقة العاملة و إمكانية حدوثها و العمل على ذلك عن طريق تنظيمها في حزبها الثوري و إعلان بيان الحزب الشيوعي فهذا ليس بعمل عظيم قام به ماركس و إنجلس ، من أجل وضع الأسس التنظيمية لمواجها تغيرات الرأسمالية و الإنحرافات التي قد تحدث في أوساط الماركسيين ، كما سنشاهد ذلك في "نقد برنامج غونا" الذي دقق فيه ماركس أسس المذهب الماركسي إنطلاقا من نقد التحريفيين بحزب العمال الألماني ، و دراسة الثورة العمالية "كومنة باريس" و استخلاص العبر منها بضرورة بناء الحزب الثوري .
كل ما يعجب الكاتب الوطني هو إمكانية تحول الرأسمالية إلى الأمبريالية و ما يترتب عن ذلك من تغييرات في المجتمع البورجوازي ، و ذلك من أجل إطفاء الشرعية على إحداث التغيير في الماركسية حتى تساير هذا التغيير و هو ينسى أو يتناسى أن استنتاج ماركس هذا تم انطلاقا من التوسع الإستعماري للدول الإمبريالية الأوربية ، و أن هذا الإستنتاج ما هو إلا بداية للتساؤلات المطروحة على الدياليكيتيك الماركسي و التي يجب أن توضع لها أجوبة ، و أن مرحلة ماركس و إنجلس لا تتسع تاريخيا لوضع هذه الأجوبة لأن الرأسمالية الإمبريالية ما زالت في بدايتها ، و أن هذا الإستنتاج إستنتاج بسيط بالمقارنة مع ما سيكتشفه لينين بعد تعميق التناقضات في المراحل المتقدمة من الرأسمالية الإمبريالية ، و ما قام به الكاتب الوطني هنا لا يعدو أن يكون تلميحا واضحا إلى أن الرأسمالية في عصرنا قد تغيرت و أن مقولة الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية التي اكتشفها لينين لا جدوى منها في هذا العصر ، و ذلك ملحوظ في تجاهله لما قاله لينين في هذا الباب و سيكتفي فقط بالقول عن لينين من أجل التلميق دائما :" لينين فهم في مرحلة معينة الطابع الثوري لحركات التحرر الوطني في المستعمرات و من شعاره المعروف و هذا هو المنهج الماركسي " أنظروا معي كيف تم تقزيم اكتشاف لينين حول الرأسمالية لإمبريالية باكتشافه للرأسمال المالي المسيطر على التجارة العالمية و على الرأسمال الصناعي ، و يريد اختزال الماركسية اللينينية في اكتشاف دور حركات التحرر الوطني في محاربة الراسمالية فقط ، و لم يكتفي بذلك حيث ردد ما ينسب للينين زورا و هو تحريف شعار ماركس "يا عمال العالم اتحدو" هذا الشعار الذي لا يمكن للينين أن يقوم بتغييره دون أن يستند إلى خلفية أيديولوجية مضبوطة تخدم الماركسية .
و نحن نعرف جميعا مكانة لينين في الصراع الفكري و الأيديولوجي و المعرفي قبل الصراع السياسي و التنظيمية لا يمكن أن يقول قولا دون أن يضع له أسسه النظرية و الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية ، فالشعار من هذا الحجم بحاجة إلى دراسة و تنظير فاستبدال دور الطبقة العاملة بدور الشعوب يتطلب اجتهادا نظريا و معرفيا ، لآن الطبقة العاملة في المنظور الماركسي هي طبقة أساسية في الصراع الطبقي و هي من بين حقائق الماركسية التي لا يمكن أن تتغير و هي حقيقة من بين حقائقها الثابتة، الصراع الطبقي إذن مرتبط بالطبقة العاملة في صراعها ضد البورجوازية و البورجوازية تعتبر جزءا من الشعب و هي الطبقة المسيطرة على الخيريات و التي تستغل الطبقة العاملة ، إذن كيف يمكن للينين أن يوحد بين الطبقة العاملة و البورجوازية وهو الذي قاوم المناشفة عند طرحهم للتحالف مع البورجوازية ، لينين ليس بمنظر هاوي حتى يقول بمثل هذه القول السخيف الذي لا موقع له في الصراع الطبقي لأنه تحدث كثيرا عن مهام الطبقة العاملة و مهمتها المركزية في تحقيق الثورة الإشتراكية و بناء المجتمع الإشتراكي ، و تحدث كثيرا عن التحالف بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و لكنه لم بتحدث يوما عن أي اتحاد بين هاتين الطبقتين المتحالفين تاريخيا ، فكيف لمنظر في حجم لينين أن يقبل باتحاد الشعوب و ليس فقط إتحاد طبقات شعب معين و ذلك ما لا يمكن تحقيقه ، لقد تحدث لينين عن وحدة الطبقة العاملة في وطن واحد فحقق ذلك و تحدث عن دور الحزب الثوري في تحقيق الثورة الإشتراكية و استطاع بناء الحزب الثوري و تحقيق الثورة الإشتراكية في وطن واحد ، و لكنه يؤمن بإمكانية تحقيق وحدة الطبقة العاملة ليس في وطن واحد و لكن في جميع أقطار العالم و لكنه لن يحلم يوما بتوحيد شعوب العالم خاصة في ظل عدم تحقيق المهمة الأساسية للطبقة العاملة و هي تحقيق الثورة اٌشتراكية ، لقد بحثت كثيرا في جميع المراجع اللينينية التي أتوفر عليها و لم أجد أثرا لهذه المقولة فإذا توفرت مرجعية معينة لهذه المقولة عند الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي فما عليه إلا أن يزودنا بذلك .
كل ما يريده عبد الله الحريف في هذا القول المنسوب زورا للينين هو إطفاء الشرعية على تحريف الماركسية و ليس تغييرها حسب تغيير الرأسمالية حيث يقول :"و هذا هو المنهج الماركسي الذي يأخذ بعين الإعتبار تغيير الرأسمالية في أشكالها مما يطرح علينا ضرورة فهم هل هناك تغييرات في شكل الرأسمالية من أجل اكتساب تصور و تكتيك للثورة مبني على الواقع المتغير" فبتلفيقه للينين هذا القول الزائف يكون قد طبق "المنهج الماركسي" حسب عيد الله الحريف ، إنه تلفيق في تلفيق من أجل تقزيم دور لينين في تطوير الماركسية و مكانة الماركسية اللينينية في الصراع القائم اليوم في ظل عصر الرأسمالية الإمبريالية ، فهو يريد بذلك تمرير مشروعه في تحريف الماركسية بمحاولته إيجاد بديل للماركسية اللينينة التي عمل على إبعادها في المرجعية الأيديولوجية لحزب النهج الديمقراطي ، و هنا يحاول التشهير بتلفيق أقوال مزيفة للينين و الركوب عليها من أجل نشر أطروحته "الجوهر الحي للماركسية" الذي يتناقض تماما مع الماركسية اللينينية جوهر الدياليكتيك الماركسي ، فهل يستطيع أن يتوفق في ظل تقديم "حسائه الإختياري الهزيل" هذا كما يقول إنجلس عن أقوال الماخيين الذي يحاربون الماركسية ؟ فهل يريد تغيير وحد الطبقة العاملة بوحدة الشعوب الهلامية التي لا تملك أدنى شرط لتحقيق الوحدة ؟ ذلك ما يحاول تحقيقه من خلال تغيير المفاهيم الماركسية حيث يعتقد أنه بتغيير مفاهيم بكلمات يقول أنها جديد يمكن قلب المنظومة الماركسية ، معتقدا أن المفاهيم الماركسية تم اختراعها من داخل المكتب من طرف ماركس و إنجلس و ليس من خلال الممارسة العملية و التي حافظ عليها لينين و طورها على أنها انعكاس للواقع الموضوعي و ليست مفاهيم مجردة ، يعتقد عبد الله الحريف أنه يمكن تغيير مفاهيم الماركسية باختراعاته الكلامية الجامدة عن طريق التأمل في ظل تجاهل الماركسية اللينينية كنتاج للواقع الموضوعي لمرحلة الرأسمالية الإمبريالية التي نعيش اليوم إستمراريتها ، ذلك ما يسعى للوصول إليه معتقدا أنه يطور الرأسمالية و يغيرها بمنطلقاته اللاعرفانية التي ستعصف به لا محال نحو المثالية التناقض التاريخي للدياليكتيك الماركسي.
و من أجل الوصول إلى إبعاد الماركسية اللينينية في مشروعه الذي يعتقد أنه تطور به الماركسية يواصل قوله:" فإن الرأسمالية و في إطار العولمة ، بدأت تدمج بعض فئات من البورجوازية في المحيط ، فتوجد بورجوازية عالمية كما توجد داخل دول المركز بورجوازية غير مدولة و البورجوازية المدولة هي الشريحة السائدة في الرأسمالية" إنه بالفعل كلمات لا مدلول لها في الواقع ، و إلا فما معنى "بورجوازية مدولة" ؟ يعتقد صاحبنا أنه بإضافة صفة لا تمت بصلة بالواقع الموضوعي بإمكانه ابتداع مفهوم معين ، فالتقسيم الذي أعطته الماركسية للطبقات في المجتمع البورجوازي واضح وضوح النهار و لا يمكن تغييرها لأنه منبثق من قوانين التطور الإجتماعي العامة التي تصلح في كل زمان و مكان ، فهناك البورجوازية التي تسيطر على السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية و الطبقة العاملة التي يتم استغلالها من طرف البورجوازية و الطبقة الوسطى و هي البورجوازية الصغيرة بجميع فئاتها ، و هذه الطبقات تكون دائما في حركة مستمرة حسب قوانين الحركة الإجتماعية التي حددتها الماركسية هذه الحركة الإجتماعية التي تحكمها حركة نمط الإنتاج الذي هو بالطبع رأسمالي في المجتمعات البورجوازية ، و هذه الطبقات كذلك في حركة مستمرة حسب قوانين الحركة الإجتماعية و الرأسمالية باعتبارها نظاما تناحريا فهي تلازمها أزمات مزمنة ، و للحفاظ على استمراريتها فهي بالإضافة إلى استغلال الطبقة العاملة فإنها تجدد الطبقة الوسطى باستمرار بتجديد الطبقة البورجوازية الصغيرة باستمرار ، ففي كل مرحلة من مراحل أزماتها و تطورها تخلق بورجوازية صغيرة ملائمة لحركتها و مرحلة أزماتها و تطورها و هي بحاجة إلى هذا التجديد المستمرة ، هذا ما أقرته الماركسية اللينينة التي ترى في البورجوازية الصغيرة حليفا للطبقة العاملة لكون البورجوازية الصغيرة مهددة بالعصف بها إلى صفوف الطبقة العاملة من طرف البورجوازية ، و هذه هي القوانين التي تحكم الرأسمالية الإمبريالية من أجل التخلص من أزماتها المزمنة باعتبارها نظاما تناحريا ، أما أقوال عبد الله الحريف ما هي إلا كلمات يتم نسجها من أجل الشويش على ذهن القراء لإيهامهم بأنه بالفعل يبدع في مجال المعرفة الماركسية ، و هو بأقواله هذه لا يفهم قوانين التطور الإجتماعي و التي حسمت الماركسية اللينينية في وضع صياغتها الأخيرة بشكل لا جدال فيه و كل محاولة لتجاوزها ستعصف بصاحبها إلى الكانطية و الهيومية و الماخية و لما لا البركلية .
لقد وضع لينين أسس الماركسية اللينينية على المستوى الإقتصادي باكتشاف الرأسمالية الإمبريالية كأعلى مراحل تطور الرأسمالية و التي يشكل فيها الرأسمال المالي الميزة الأساسية التي تميزها عن باقي المراحل ، فقي مرحلة إزدهار التجارة و سيادتها على السوق في ظل العمل الحرفي البسيط قبل المنيفاكتورا برز الرأسمال التجاري و برزت معه البورجوازية الكومبرادورية ، و في ظل تطور المانيفاكتورا و ظهور العمل المأجور و بروز الصناعة في مراحل تطورها برز الرأسمال الصناعي الذي هيمن على السوق و ظهرت البورجوازية التي تستغل الطبقة العاملة ، و مع تطور الصناعة بالدول الأوربية و ضيق الأسواق الداخلية و فيض الإنتاج ظهرت الرأسمالية الإمبريالية بظهور استعمار الدول الصناعية الرأسمالية للدول الفقيرة ، و برز الرأسمال المالي مع تطور الإمبريالية و ذلك بهيمنة الأبناك على الصناعة و تنقل الرساميل من الدول الإمبريالية إلى الدول المستعمرة ، ففي عصر الأمبريالية التي عايشها لينين برزت إذن هيمنة الرأسمال المالي على الرأسمال التجاري و الصناعي هذا ما دفع لينين بتسمية الأمبريالية بأعلى مراحل الرأسمالية ، فكل من يريد تجاوز النظرية الماركسية اللينينية على مستوى علم الإقتصاد فما عليه إلا تجاوز المستويات الأسياسية الثالث للإقتصاد و هي الرأسمال التجاري في المرحلة الأولى للرأسمالية فالرأسمال الصناعي في المرحلة الثانية / الرأسمالية التنافسية ثم الرأسمال المالي في المرحلة الأخير / الرأسمالية الإحتكارية أي الرأسمالية الإمبريالية ، أما تداول الكلمات من طرف عبد الله الحريف ك"العولمة" و "البورجوازية المعولة" و "الرأسمالية المعولمة" فما هي إلا محاولات العبث و اللعب باللغة الذي لا يقبله المذهب الماركسي و الفلسفة الماركسية و الدياليكتيك الماركسي الذي تعتبر الماركسية اللينينة جوهره الخالص .
و حتى تكونوا على علم بأن منظور عبد الله الحريف غير منسجم أريد هنا قوله :" و هذه المسألة تخلق تناقضات لأن الرأسمالية تشكلت تاريخيا على أساس < الدولة ـ الأمة > ، فالأستعمار كان من < الدولة ـ الأمة > أما الآن فهناك تدويل و اشتراك الإمبرياليات الأخرى تحت هيمنة الإمبريالية الأمريكية و العولمة الليبرالية الجديدة هي أيديولوجية الرأسمالية المعولمة ، إذن توجد تناقضات ما بين الرأسمالية و كيف تشكلت تاريخيا في إطار الدولة ؟ الأمة و كون أنه تبرز أكثر فأكثر رأسمالية معولمة تتجاوز الدولة ؟ الأمة إما من خلال أجهزة جهوية كالإتحاد الأوربي أو في إطار أجهزة دولية كصندوق النقد الدولي مثلا ، كل هذا يجب استيعابه و استيعاب كيفية تطوير نضالنا في جانبه الأممي" إن ما قام به عبد الله الحريف عبارة عن كلام فاض كما يقال ، كلام غير منسجم مليء بالتناقضات خال من أية معرفة و إبداع معرفي لا يدل إلا على شيء واحد و هو جهل صاحبنا بالماركسية التي يتحدث باسمها و جهله للتاريخ ، يتحدث عن "الدولة ـ الأمة" و نشأة الرأسمالية و يتحدث عن "الإمبريالية" مع استبعاد مبدع "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" و بالتالي استبعاد الماركسية اللينينية التي يريد تجاوزها ، فهو يتحدث عن الإستعمار دون أن يحدد مراحله و التي حددناها في ما سبق ، و التي بدأت منذ نشأة الرأسمال التجاري باستعمار أمريكا الشمالية و اللاتينية بعد تغيير إتجاه الطرق التجارية ، من الطرق البرية من الشمال إلى الجنوب إلى الطرق البحرية من الشرق إلى الغرب و من الغرب إلى الشرق و في جميع الإتجاهات فبما بعد ، هكذا ظهر استعمار الدول الرأسمالية الأوربية في نهاية القرن 15 ببروز هيمنة الرأسمال التجاري على السوق العالمية ، و بتطور الرأسمالية التنافسية مع تطور الصناعة و بروز الرأسمال الصناعي و ظهور الإمبرياليات باستعمار الدول الأسيوية و الأفريقية من طرف الرأسماليات الأوربية و بروز الرأسمال المالي ببروز الرأسمالية الإحتكارية ، إذن تطور الرأسمالية ملازم لظهور الإستعمار و تنقل الرساميل أما أقوال عبد الله الحريف :"أما الآن فهناك تدويل و اشتراك الإمبرياليات الأخرى تحت هيمنة الإمبريالية الأمريكية" فهذا عبار عن كلام لا معنى له ، فإذا كانت الأمبريالية الأمريكية هي المسيطرة اليوم فإن الأمبريالية البريطانية هي المسيطرة بالأمس في مرحلة تقسيم العمل دوليا في مراحله الأولى ، أما القول بظهور اشتراك مجموعة من الإمبرياليات في استعمار الدول أو ما يسميه " تدويل و اشتراك الإمبرياليات" فهذا يدل على جهله بالتاريخ ، فكيف يعقل أن ننسى أن استعمار المغرب من طرف إمبرياليتين فرنسا و إسبانيا و تحالفهما ضد المقاومة الريفية و تدويل استعمار طنجة في بداية القرن 20 ؟ إن كل محاولات عبد الله الحريف بتجاوز الماركسية اللينينية تسقطه في الهفوات و الأخطاء القاتلة ، ذلك لأن منطلقاته المعرفية تتناقض تماما مع ما وصلت إليه الماركسية من تطور منذ قرن من الزمان بفضل اكتشافات لينين على المستوى المعرفي و الإقتصادي و السياسي و التنظيمي ، فإذا كان لا بد من إحداث نطور في الماركسية إذا افترضنا أن هناك ما يستوجب ذلك فلا بد من أن تكون منطلقاتنا هي جوهر الدياليكتيك الماركسي الذي ما هو إلا الماركسية اللينينية ، أما ما دون ذلك فلا يمكن إلا أن يسقطنا في منطقات لا عرفانية تتجاهل التطور الطبيعي للماركسية بمحاولة القفز على أهم مرحلة في تطور الماركسية و هي المرحلة اللينينية ، أما قوله : " العولمة الليبرالية الجديد هي أيديولوجية الرأسمالية المعولمة " فهذا قول لا معنى له فأيديولوجية الرأسمالية لا يمكن أن تكون إلا الأيديولوجية البورجوازية نقيض الماركسية .
أما عبد الله الحريف فلا يريد تطوير الماركسية بقدر ما يريد تلوثها بالمفاهيم البورجوازية التي ناضل ماركس و إنجلس و بعدهما لينين من أجل دحضها ، ذلك ما يبدو في قوله :"اللينينية : هل ماركسية أم ماركسية لينينية ؟ هي ماركسية مع إسهامات لينين ، ماو تسي تونغ و الثورات السابقة مع الإستفادة من الفكر التقدمي الإنساني على كل المستويات . أعتقد أن كل ما يجب نأصيله في الماركسية ، فالماركسية بإغفالها تأصبل هذه الأسياء تركت البورجوازية تعبث به من أجل تجزيء نضال الشعوب . و إذا استطعنا أن نؤصل هذا النضال < الحفاظ على البيئة ، حقوق الإنسان ...> في فكرنا الماركسي فسنتمكن على الأقل من إيقاف إستنزاف الرأسمالية للإنسان و الطبيعة " إنه بالفعل خلاصة ما يريد عبد الله الحريف الوصول إليه و هو تحريف الماركسية و ليس تجديدها ، هذه المقولة التي لا انسجام فيها و المليء بالتناقضات و التي من خلالها يرغب صاحبنا التوافق بين الماركسية و البورجوازية ، بين المادية و المثالية ، بين الدياليكتيك الماركسي و الدياليكتيك الهكلي ، بين الطبقة العاملة و البورجوازية ، و ذلك بالحفاظ على "البيئة و حقوق الإنسان" و كيف سيتم ذلك ؟ على حساب التنازل عن الصراع الطبقي و ديكتاتورية البروليتاريا و بناء الحزب الثوري و بناء المجتمع الإشتراكي للوصول إلى المجتمع الشبوعي ، إنه بالفعل لخبطة بدون إتجاه لا أدري كيف يفهم عبد الله الحريف البيئة من المنطلقات الماركسية التي تنكر لها ، إن البيئة من المنظور الماركسي هي كل ما يوجد من خيرات في الهواء و على سطح الأرض و بباطن الأرض و في البحار، فمن يخرب هذه البيئة من غبر الرأسمالية الإمبريالية ؟ و من يتم استغلاله من طرف البورجوازية في تدمير هذه البيئة غبر الطبقة العاملة ؟ و حول ماذا تحدث ماركس و إنجلس و لينين في أطروحاتهم التي انتهت بالماركسية اللينينية ؟ و هل ماركس و إنجلس و لينين يسعون لغير إسعاد البشرية و الحفاظ على البيئة ؟ فكيف يريد عبد الله الحريف الحفاظ على البيئة خارج المجتمعات الإشتراكية و الشيوعية ؟ فكيف يريد عبد الله الحريف الوصول إلى تحقيق حقوق الإنسان بدون الصراع الطبقي الذي يجب أن يقضي على التناقض الأساسي في المجتمعات الرأسمالية ؟ إنها جملة من الأسئلة حتما سيعجز صاحبنا عن الجواب عنها لأن مجتمعه الهلامي الذي يريد أن يبنيه خارج الصراع الطبقي لا يعدو أن يكون من شاكلة "جمهورية أفلاطون" ، و المرجعية الأيديولوجية التي يحاول بناءها ما هي إلا خليط في " حسائه الإختياري الهزيل " حيث يقول :" مع الإستفادة من الفكر التقدمي الإنساني على كل المستويات " و هذا في حد ذاته جهل بالماركسية اللينينية حيث لا يمكن تصور فكر إنساني تقدمي أكثر من اللينينية باعتبارها جوهر الدياليكتيك الماركسي ألهم إذا كان يعتبر صاحبنا البورجوية فكر تقدمي هذا المفهوم الذي حاول تغييره بقوله " العولمة الليبرالية الجديدة" .
بعد بناء تصوره حول المجتمع الذي يريد أن يبنيه و هو لم يسميه بعد و الذي يمكن أن يكون أقل من المجتمعات البورجوازية التي يستلهم منها أيديولوجيته ، ينتقل إلى الوسيلة و يقول:"و فيما يخص بناء الحزب ، فإسهامات لينين جد مهمة إلا أنها تستوجب دراسة نقدية موضوعية لا نتوفر عليها بعد ، لقد دافع لينين في كتاباته على أن تكون السلطة للسوفييتات الشيء الذي لم بتم ، و بين أن الدولة الإشتراكية هي دولة و لا دولة ، ذلك أنه يلزمها أن تكون دولة للتصدي للأعداء الخارجيين كما للداخليين في الوقت نفسه ،يلزمها أن تفوض عددا من وظائفها للمجتمع ، لماذا لم يتم هذا ؟" و هنا يعجز صاحبنا على إيجاد الجواب أمام أطروحات لينين حول الحزب و التي يريد تجزيئها عن أطروحته المتكاملة ، معبرا عن عجزه الذي يلازمه في كل مراحل محاولته لتجاوز الماركسية اللينينة بحثا عن مداخل تعطيه فرصة لبيان عدم جدوى اللينينية التي يتنكر لها ، مما يدل على جهله باللينينية و تطبيقها في أرض الواقع و هو يقرر بأنه لا يتوفر على نقد للماتركسية اللينينية و في نفس الوقت يسعى لتجاوزها ظنا أنه لا يعمل على بطر النظرية الماركسية المتكاملة ، فهو لا يعرف لماذا دعا لينين بعد انتصار الثورة الإشتراكية في روسيا بضرورة الدولة و الدفاع عن الوطن الإشتراكي كما يسميه لينين ، فالدفاع عن الوطن تستوجبه مرحلة تأسيس المجتمع الإشتراكي ببلد واحد كما قال بها لينين الذي استطاع تحقيق الثورة ببلد واحد ، فقيام المجتمع الإشتراكي في ظل الحرب الإمبريالية الأولى يتطلب الدفاع عن الوطن الإشتراكي ضد الأعداء الخارجيين و هم الأمبرياليات و داخليا ضد العملاء ، و يلح لينين على أن الحزب الثوري عندما يمسك بزمام الحكم يجب عليه الدفاع عن الوطن الإشتراكي ضد محاولات الدول الإمبريالية التي تسعى لبعث الرأسمالية ، و قد أكدث الأحداث التاريخية ذلك عندما حاولت الدول الإمبريالية الإطاحة بالسلطة السوفييتية و بعث الرأسمالية بروسيا بالقوة العسكرية ، و في تلك المرحلة تفتقد روسيا لجيش قوي للدفاع عن الوطن الإشتراكي لذا وجب بناء الجيش الأحمر و يقول لينين :"إن أية ثورة لا تساوي شيئا إلا إذا كانت تجيد الدفاع عن النفس" ، و عمل لينين على بناء الجيش الأحمر العمالي الفلاحي و الأسطول الأحمر العمالي الفلاحي و أعاد بناء الإقتصاد الوطني و شكل مجلس الدفاع العمالي الفلاحي ، فمهام الحزب الثوري لا تتوقف فقط عند إنجاز الثورة بل تتعداه إلى الدفاع عنها ضد الأعداء الخارجيين و الداخليين ذلك ما حققه لينين بعد الثورة الإشتراكية ، و ما سينجزه ستالين من بعد خلال الحرب الإمبريالية الثانية عندما هاجمت النازية الألمانية الإتحاد السوفييتي .
إن القول بتطوير الماركسية في ظل الجهل بتطورها التاريخي كما يفعل عبد الله الحريف و هو الذي يقر ذلك بشكل لاعرفاني في كل مناسبة بتعمده القفز على الماركسية اللينينية كأعلى مراحل تطور الماركسية ، لا يمكن تصنيفه إلا في خانه التحريفية الماخية الحديثة التي ترضى بالقبول بالمفاهيم البورجوازية الرجعية و محاولة إقحامها فيما يسمى بأيديولوجية حزب النهج الديمقراطي و يسمى ذلك بتطوير الماركسية ، إن مراحل تطور الماركسية كما بدأ لينين بتقسيمها لا بد أن يتم احترامها كالتالي :
1 ـ مرحلة الثورات الممتدة ما بين 1848 و 1871 ، و في بداية هذه المرحلة لم يكن مذهب ماركس سوى فرع من فروع التيارات الإشتراكية ، و في أواخر هذه المرحلة مرحلة العواصف و الثورات ماتت إشتراكية ما قبل ماركس بميلاد الأممية الأولى 1864ـ1872 و الإشتراكي الديمقراطي الألماني .
2 ـ المرحلة ذات الطابع "السلمي" الممتدة ما بين 1972 و 1905 و التي تشكلت فيها الأحزاب الإشتراكية ذات البعد البروليتاري و التنظيمات الموازية لها في كل مكان في الغرب ، حيث انتهى الغرب من الثورة البورجوازية و يتم تحضير الشرق لهذه الثورة ، و عرفت هذه المرحلة انتصارا ساحقا لمذهب ماركس مما دفع الليبرالية على أن تعلن حربها ضد مذهبه تحت أقنعة الإنتهازية الإشتراكية ، و اكتسبوا أنصارهم في صفوف البرلمانيين الإشتراكيين و الموظفين و في الحركة العمالية و بين المثقفين "المحبذين" .
3 ـ مرحلة الثورات الشرقية فبعد ثورة 1905 بروسيا جاءت الثورة التركية فالإيرانية و الصينية قبل أن ينتهي الإنتهازيون من التشدق ب"السلام الإجتماعي" و "الديمقراطية" ، لتبدأ مرحلة العواصف و"تأثيرها بالإتجاه المعاكس" في أوربا .
4 ـ مرحلة إنجاز الثورة الإشتراكية الروسية من 1907 إلى 1917 و المتسمة بالتظيم السياسي السري في مواجهة هجوم الإستبداد القيصري و انتصار الثورة الإشتراكية بقيادة الحزب الثوري.
5 ـ مرحلة تأسيس المجتمع الإشتراكية بروسيا من 1918 إلى 1924 و المتسمة بالدفاع عن الثورة و الوطن الإشتراكي .
6 ـ مرحلة بناء المجتمعات الإشتراكي من 1925 إلى 1953 و المتسمة البناء الإشتراكي بروسيا من طرف ستالين عن طريق تطبيق الإشتراكية في المجال الفلاحي ، و انتصار الثورة الصينية المتسمة بتحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء .
7 ـ مرحلة الصراع بين التجربيتين الإشتراكيتين الروسية و الصينية الشعبية من 1954 إلى أواخر الثمانينات حين سقوط التجربتين و بروز التحريفية بالإتحاد السوفييتي .
8 ـ ما بعد سقوط التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفياتي و الصين الشعبية إلى الأن .
إن الهدف من دراسة هذه المراحل التاريخية هو الوقوف على مكامن الأخطاء و الهفوات و الضعف في الحركة الماركسية و لن يتم ذلك إلا بواسطة جوهر الدياليكتيك الماركسي ، الذي يجب أن يتناول القضايا المعرفية و الإقتصادية و السياسية و التنظيمية بالدرس و التحليل في إطار الماركسية اللينينية كأعلى مراحل تطور الماركسية ، أما ما قام به حزب النهج الديمقراطي في ما سماه بالندوة حول الماركسية لا يعدو أن يكون ديماغوجية يراد بها إثارة إنتباه جماهير القراء ، هذا الفعل الذي لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الإنتهازية الحزبية التي تسعى إلى الركوب على الفكر الماركسي بتشويهه و تحريفه ، و هو عمل لا يمكن أن يخدم إلا الطبقة البورجوازية التي تملك ما يكفيها من آليات لتمرير فكرها الرجعي في أوساط الجماهير ، الشيء الذي يتطلب من الماركسيين لينينين على الأقل إحترام هذا الفكر و قادته الذين استطاعوا إنجاز تجارب إشتراكية عظيمة في الإتحاد السوفياتي و الصين الشعبية و كوبا و امتداداتها الجماهيرية عبر العالم إذا لم نستطع فهمها و دراستها و تطويرها .



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحض الماخيين الجدد بحزب النهج الديمقراطي و بناء الحزب الثوري
- الماركسية اللينينية جوهر الدياليكتيك الماركسي
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الخامس عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الرابع عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثاني عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الحادي عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء العاشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء التاسع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثامن
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السابع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السادس
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الخامس
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الرابع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثاني
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الأول
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - حزب النهج الديمقراطي و الماخية الحديثة في بداية الألفية الثالثة