أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - بيلوزي : رحلة في الظلام














المزيد.....

بيلوزي : رحلة في الظلام


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزائرتي كأن بها حياء
فليست تزور الا في الظلام

ينطبق قول الشاعر هذا الذي يصف مرض حمى التيفوئيد الذي كانت عوارضه تنتابه أوقات الليل على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السيدة – نانسي بيلوزي – الى سورية ولقائها والوفد المرافق برأس النظام في ظرف غير مناسب محليا واقليميا ودوليا حسب معظم المراقبين مما يضفي على الزيارة برمتها ظلالا من الريبة ويستتبعها بجملة من التساؤلات .
- * -
فقد لخصها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش والناطقين باسم ادارته بأنها زيارة غير موفقة ومؤذية تحمل رسالة خاطئة الى الرئيس السوري وتسلك طريقا باتجاه المصدر الرئيسي للارهاب في المنطقة نحو العراق وعبر حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين اضافة الى نشر الاستبداد ضد حرية الشعب السوري والتوصيف هذا المتقدم بأشواط على تصريحات بعض المعارضين السوريين جاء بوضوح وصراحة ودون لبس أوغموض وبنبرة غاضبة من السلطة التنفيذية الشرعية الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن الزيارة أوحت بصورة غير مباشرة من خلفية موقف الأغلبية في مجلس النواب بواشنطن بامكانية المواجهة مع أجندة الادارة وسياساتها الشرق أوسطية واستراتيجيتها الجديدة بشأن العراق وخططها بخصوص لبنان وفلسطين بما في ذلك تخوف أو تمني البعض من احتمالات التأثير ( سلبا وايجابا ) في مسألة المحكمة ذات الطابع الدولي حول قضية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه .
- * -
لقد كشفت الزيارة قبل كل شيء عن عمق الأزمة الأخلاقية اذا صح التعبير في المجتمع الأمريكي وفي طريقة تعامل النخب السياسية مع بعضها الآخر وخاصة بين قيادات حزبيه الرئيسيين – الديموقراطي والجمهوري – وقد لاحظ العالم جزء من ذلك السلوك الغريب خلال المواجهة الانتخابية الشرسة قبيل فوز الرئيس الحالي والصراع المستميت وبكل السبل المعروفة وغير المعروفة حول اصوات قليلة والآن تثبت هذه المرأة – الديموقراطية – مدى عبثها بقيم وأصول التنافس السياسي المعروف في المجتمعات المدنية ذات التقاليد الديموقراطية لتتحول الى لبوة مفترسة في معركة – كسر العظم - من أجل مصالح حزبية ضيقة وفي سبيل الحاق الأذى بخصمها السياسي وهو في الحالة هذه رئيسها على أتم الاستعداد لنشر الغسيل الداخلي في ساحات خارج بلادها توحي وكأنها تصفي حسابات شخصية حيث اختبرناهذا الأسلوب الضار نحن في العالم الثالث حركات ومنظمات وأنظمة وما زلنا نعاني شروره ونتائجه المفجعة .
- * -

لسنا هنا في موقع الادعاء بمعرفة وتجسيد المصالح الأمريكية شعبا وحكومة ومعارضة أكثر من الأمريكيين ولكن من حقنا قراءة الزيارة حسب منظورنا بأنها أضرت كثيرا بصدقية المعارضة الأمريكية وأيقنت قطاعات واسعة بأنها وان اختلفت مع السياسة الراهنة فستكون أسوأ بكثير كما دفعت حتى مناوئي سياسة الادارة الأمريكية بالشرق الأوسط الى التريث واعادة النظر في مدى جدوى سياسة ومواقف البديل – الديموقراطي – المنتظر الذي دشنتها وعنونتها السيدة – بيلوزي – كأول نشاط خارجي لها بعد ترأس مجلس النواب في الدولة الأعطم كساعية بريد لدولة انتهكت حقوق شعب بأكمله وحكومة ضعيفة تعجز عن تحقيق السلام العادل مع الشعب الفلسطيني وكذلك كمبادرة قد توحي الى رفع العزل عن نظام مستبد يرعى الارهاب وينتهك حريات وارادة الشعب السوري ذلك النظام الأكثر مناوئا للسلم في المنطقة والأشد عداء لحركة التغيير الديموقراطي التي انجزت خطوتها الأولى في العراق بدعم واسناد ادارة الرئيس بوش التي لاتخفي في كل مناسبة وقوفها في وجه أنظمة الاستبداد والمضي في محاربة الارهاب ودعم العملية الديموقراطية في بلدان المنطقة والمطالبة بتحقيق الأمن والاستقرار في العراق ولبنان وفلسطين وحل قضاياها عبر الحوار السلمي .
- * -
ولكن ورغم هذه المآخذ - القابلة لتفسيرات شتى - من جانب الوطنيين والحريصين على سير عملية التغيير الديموقراطي في الشرق الأوسط وتعزيز الأمن والاستقرار فان الأمانة تقضي بقول حقيقة موقف الزائرة في تصريحاتها لوسائل الاعلام قبل وصول دمشق وبعده المتجسد في دعم القوى الديموقراطية اللبنانية وثورة الأرز ومطالبة النظام السوري بالكف عن التدخل في شؤون لبنان ووقف ارسال الارهابيين الى العراق وعدم التدخل في الوضع الفلسطيني وهذا ما يدعونا الى استهجان تفسير أوساط النظام السوري للزيارة كانتصار عظيم على غرار – النصر الالهي – لحزب الله ! في لبنان - نكاية بادارة الرئيس بوش - وهنا يلتقي الموقف الرسمي السوري تماما مع مواقف المعادين جدا دون هوادة ! للامبريالية الأمريكية والادارة الحالية انتقاما من نظام صدام حسين المقبور ليس الا .
قد يكون للنظام السوري دوافع أخرى في – تخيل –الانتصار وهي رسالة السلام التي حملتها الزائرة من السيد – اولمرت – التي رغم الالتباس الذي رافقها قد تكون مخرجا لعزلة النظام وتطمينا لبقائه بعد أن خاب ظنه من العرب في قمتهم الأخيرة بالرياض خاصة بعد دنو أجل تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي مما يفسح المجال للاسرائيليين وحلفائهم الأمريكان وخاصة من الحزب الديموقراطي الحليف التاريخي الأقرب لاسرائيل بأن يتوقعوا المزيد من التنازلات من حاكم غر ضعيف على شاكلة رئيس نظام الاستبداد في دمشق وليس سرا أن النخب الأمنية ومراكز البحث الاستراتيجية في اسرائيل تعارض منذ فترة سياسة الادارة الامريكية الداعية الى محاسبة نظام دمشق وممارسة الضغوط عليه وتعتبر أنه النظام الأمثل للتفاهم مع اسرائيل رغم كل الشعارات والمزايدات التي يتبجح بها ليل نهار .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في تحولات السياسة الامريكية
- تحية وفاء للشيوعيين العراقيين
- هل ستكون قمة الانفتاح الأولى على الكرد
- بارزاني يمدد جسور الصداقة مع العرب
- لمن نتوجه في ذكرى - هبة - آذار المجيدة ؟
- واذا حكمتم فاعدلوا بالتوازن بين الانتمائين
- ألا تستحق قضية المعارضة السورية لقاء للمصالحة الوطنية ؟
- الحركة القومية التحررية الكردية الى أين ؟
- البعد الكردستاني للشرق الأوسط الجديد 2 - 2
- البعد الكردستاني للشرق الأوسط الجديد 1 - 2
- بصراحة مع صلاح بدرالدين
- حزب يحمل بذور الفاشية منذ الولادة
- انتهى - صدام - لتتواصل عملية التغيير
- موجة - مشايخ الشوارع -
- صراع بين - القرار والتقرير -
- ومن الحل ما قتل
- تحية وفاء - للحوار المتمدن -
- موجة - الممانعة الارتدادية - في زمن التحولات
- - الجزيرة مباشر - في حوار مع صلاح بدرالدين
- العراق الجديد : دعم دولي وغياب اقليمي


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - بيلوزي : رحلة في الظلام