أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - محمود الوندي - أهذا هوالعراق الذي كنا نصبوا اليه ! ؟















المزيد.....

أهذا هوالعراق الذي كنا نصبوا اليه ! ؟


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 11:01
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


في العام الماضي كتبت مقالة كانت بعنوان (هكذا نظام يستحق السقوط) وأشرت الى الممارسات السيئة والأجرامية للنظام البائد الكثيرة والمقززة بحق الشعب العراقي ، وتحدثت فيها عن الأمل الذي يبتسم لنا بعد طول عبوس ، وبداية أفراح لأنتهاء حزب البعث وعهد الفكر الشمولي ، وتخلصنا من حاكم ظالم ومجرم متمرس ظلمنا وأجرم بحقنا دون رحمة وشفقة ، تلك اللحظات لا بد لنا فيها من الفرح والأحلام لأنها لحظات أرخت يوم مولد عراق جديد وحياة جديد وهواء نقي خالي من فايروس البعث .اليوم الذي أنتظره الفرد العراقي طويلاً بفارغ الصبر ليخرج من تلك الحقبة المظلمة ، ولينعم بالأمن والأستقرار . كان يحدوني الأمل بأن يطل العام القادم من عيون العراقيين بنظراتهم المفعمة بالامل وأحلامهم المنتظرة لما هو أفضل . وأتى هذا العام وشعبنا ينخره الخوف والقتل والتخريب لأنه أصبح بين مطرقة الإرهابيين وتفخيخ السيارات والعبوات الناسفة , وبين سندان الميليشيات الإسلامية والعوز والفاقة ، وأخذ يفترش الطرقات والساحات باعة متجولين , ومتسكعون في الشوارع أغلبهم من الأطفال الذين فقدوا المعيل في حروب النظام الخاسرة وفي تلك الجرائم الخسيسة . يعيشون بهذه الفاقة ويفترشون الارض التي تفور من تحت اقدامهم ثروات وخيرات .
السؤال الذي يطرح نفسه : ما الجديد في العراق الجديد ؟
بعد سقوط النظام البعثي الفاشي أخذت بعض الأحزاب قيادة السفينة العراقية التي أصبحت بديلاً لحزب البعث , الى نظام جديد لكي يحترم فيه الأنسان العراقي وتصان فيه كرامته ، لذلك أستبشر العراقيون خيرا وتنفسوا الصعداء وراحوا يمنون انفسهم بمستقبل مشرق كانوا يحلمون به .. عراق جديد وجميل وافضل ، عراق الحلم والتسامح ، عراق القانون ، عراق الديمقراطية والفيدرالية ، عراق العدل ... والخ . ولكن للاسف ان احلامهم وأمانيهم ذهبت عبر ادراج الرياح وتبددت في الهواء وتردى مستوى الخدمات على كافة الصُعد . لعل ابرزها الاضطراب والارتباك في الحياة العامة بسبب استشراء ظاهرة الفساد الاداري والنهب المنظم لموارد الدولة تحت شتى الذرائع واختفاء سلطة القانون وما يتبعها من زيادة ارتفاع وتيرة الارهاب والعنف وتردي كبير في العملية السياسية وكذلك انتشار ظاهرة العصابات المنظمة (المافيا) ، التي تتحول فيما بعد الى ميليشيات منظمة ، والتي تعبث بالبلاد حيث القتل والاعتقالات على الهوية والتعذيب والسجون خارج اطار السلطة والقانون ، كل هذه الامور ادخلت العراق وشعبه في مآزق خطير ينذر بكارثة كبرى تهدد وبشكل جدي مصيره ومستقبله .
لم يطرا على حياة العراقيين منذ الإطاحة بصدام حسين الى هذه اللحظة أي نوع من التحسن على كل الاطر بدءاً من الكهرباء الى البطاقة التموينية التي تعاني التذبذب في عمليات التوزيع الحاد وفي الكميات والنوعيات , وفقدان الخدمات العامة الأنسانية والأجتماعية والحياتية والاسوء من كل ذلك الوضع السياسي المتدهور ووجود الفراغ الأمني ، والقتل الجماعي للناس الأبرياء الذين ليس لهم في السياسة ناقة ولاجمل . ولم يشعر الأنسان العراقي بالأمان والأستقرار والراحة نتيجة تلك الأسباب المذكورة ، رغم مرورهذه الأيام الذكرى الرابعة لسقوط النظام البعثي وبلادنا تسيرمن سيئ الى أسؤ ، وكلنا ندرك حجم المعاناة والمصائب التي تطال شعبنا ، لذلك أضطرت عشرات الألوف من العوائل العراقيةا الهجرة والعيش في بلدان الغربة خوفاً على حياتهم بعد أن فقدوا الأمن والخدمات الحياتية من ماء وكهرباء ووقود داخل العراق .

سوف أبحث في هذا الموضوع بعض أسباب العنف وفقدان الخدمات العامة وأنتشار ظاهرة الفساد الإداري والمالي والتردي الكبير في العملية السياسية في عراقنا الجديد بشكل صريح وواضح , ومن يقف وراءها بشكل مباشر أو غير مباشر :
أزدادت العمليات الأرهابية والعنف الطائفي من قبل الجماعات المسلحة التي تنتشر بين الطوائف على الساحة العراقية ، وأرتكابها الجرائم البشعة بحق الأبرياء على الهوية الطائفية حتى رخصت حياة الانسان امام همجيتها واصبح الموت المجاني يطال حياة العراقيين يوميا دون تفريق بين ابناء هذا المذهب او ذاك في ظل قسوة غريبة تنفذ باكثر الاساليب انماطا وبطشا ووحشية ولا توجد ثمة رحمة او صحوة ضمير عندما تستباح حياة الانسان وتنتهك حرماته وامنه حتى بات الموت من المشاهد المألوفة في حياة العراقيين ، واستخدام العنف والقتل العشوائي ضد السكان المدنيين لإلحاق أكبر ما يمكن من قتل ودمار من أجل نشر سايكولوجية الرعب لتحقيق أغراض سياسية تحصد أرواح عشرات العراقيين يوميا ، وتدفع فاتورة هذا العنف الهمجي الطبقة الفقيرة من مكونات الشعب العراقي بدون تمييز، هولاء أستغلوا وجود التحالف الحكومي المحكوم بالمحاصصة الطائفية والقومية والحزبية
. أما الحكومة العراقية فانها تتماهل لأتخاذ الأجراءات القانونية بحق هؤلاء المجرمين ، ولا تريد معالجة وحل المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي ، بل ان أعضائها يكتفون بالتصريحات الرافضة لهذه الحالة ويحصلون مقابل ذلك على الكثير من المكاسب والارباح ، وإضافة الى ذلك حيث نشهد التناحر السياسي القائم على ساحة الوطن بينهم ، والمنافسة حول المناصب العليا في الدولة ( ومع العلم بان بعض من هولاء السياسين في الأمس القريب كانوا من أعوان النظام البائد ) .

أما الفساد الأدراي والمالي فهو مقياس لا توازيه مقاييس في ظل العراق الجديد ، وهكذا استفحل هذا المرض المزمن العجيب والذي يتجدد ويتورم يوم بعد يوم ، ودهر بعد دهر . كل هذه الازمات يفتعلها اصحاب المآرب السيئة لأبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه من سوء الادارات وتفشي الرشاوى ، لأن القوى والتنظيمات السياسية داخل الحكومة أو خارحها ما زالت تنظر بنوع من الخلط بين مصالحها ورؤاها وعقائدها ومصلحة العراق كدولة تعيش في مجتمع دولي ، وهذا ما يتطلب تفعيلا حقيقيا للقوانين التي تردع اصحاب النفوس الضعيفة وبائعي الضمير .

أما أنتشار سيادة المعايير الطائفية التي أستفحلت مثل السرطان الخبيث في جسد بعض القيادات الحزبية على حساب الكفاءة والمواطنة ، وأنتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة والتي اعتمدت في تشكيل قوام الهيئات والمؤسسات الحكومية في التوظيف ، تمثل هي الاخرى عاملا حاسما في تعميق وتجذير المخاطر التي راحت تاكل الجسد العراقي حتى العظم , وقد افرزت هذه الطائفية تعصبا قوميا شوفينيا وكراهية اخذت بالتصاعد بوتائر متسارعة بين مكونات الشعب العراقي ويوما بعد يوم . أما داخل البرلمان العراقي فمن الواضح ان هناك لم يضع أحدهم العراق نصب عينيه وخدمة أبنائه المظلومين . لذلك يتراوح بين الأسلوب الأنتهازي القائم على استغلال الفرص ووفق اللعبة البرلمانية للقفزعلى الديمقراطية وتسخيرها لمآربهم الشخصية ومغافلة الآخرين لأستصدار بعض القرارات او التملص من قرارات لها تأثيرها الهام في الأوضاع الراهنة او في مستقبل البلاد عبر التغيب او مقاطعة الجلسات النيابية بهدف عدم اكتمال النصاب ، ومن جهة اخرى هناك المحاصصة واللهجة الطائفية لبعض القوى السياسية داخل البرلمان وهي سبب في تفجيرالصرعات الطائفية المؤثرة على الشارع العراقي ، وتشجيع للعنف من قبل عدد كبير من النواب بهدف ألغاء قرارات التي لا تخدم مصالحهم ، ووضع الحكومة واجهزتها بين خيارين اما الأذعان لمطالبهم او انهاك الشعب العراقي في دوامات العنف والدم . والغريب جميعهم يتناسون القوى الارهابية التي تتربص بالبلاد دون ان يضعوا اية الية يمكن ان تلجأ اليها الحكومة العراقية لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية .

أما ما يتعلق بوجود القوات الأمريكية في العراق ، فأنها عملت على أنهاك الأقتصاد المنهار أصلاً في ظل السرقة والفساد الأداري والمالي الذي أنتشرفي مؤسسات الدولة من خلال القرارات الخطأ التي أتخذت أيام الحاكم المدني بول بريمر، وانها غير فاعلة وبطيئة لمحاربة الإرهابيين وحتى الميليشيات ، والسيطرة على الأمن داخل العراق ، بسبب أجنداتها وأهدافها الخاصة ، وترك العراق أرضاً وشعباً متعمداً لهولاء المجرمين من القتلة واللصوص لتدمير وتخريب كافة ممتلكات الدولة ، لذا لا نرى الأرهابيين يشنون الهجوم على القوات الأمريكية ، إنما هجومهم فقط على مكونات الشعب العراقي ، ومن جهة أخرى سخرت الأدارة الأمريكية القنوات الفضائية العربية الحليفة معها وخاصة قناة الجزيرة وقناة المستقلة والديمقراطية لتستضيف أعداء المواطن العراقي من البعثيين والمأجورين العراقيين وغير العراقيين لتحريض الناس البسطاء على الفتنة الطائفية بين أطياف شعبنا ، أليس من المفروض ان تتحمل القوات الأمريكية المحتلة المسؤولية كاملة في حماية أرواح وممتلكات الشعب العراقي وفق قرار مجلس الأمن الخاص بواجبات القوات المحتلة في البلدان المحتلة ؟

أما الأحزاب السياسية العراقية التي أصبحت بديلاً لحزب البعث لقيادة السفينة العراقية تتحمل القسط الأكبر من تلك الأحداث والمعاناة والمصائب الذي يعاني منها الشعب العراقي ، وبسبب تغليب المصالح الشخصية والحزبية والفئوية على المصلحة الوطنية وتقسيم المناصب كالوليمة بينهم ومن أجل حصول على مكاسب أكثر ، لأن كل حزب يبكي عن ليلاه أما ليلى الشعب ففي العراق مريضة . وبروز ظاهرة عبادة الفرد ، وحب التسلط والأنفراد الذي يستحوذ على الأفراد وخصوصاً القيادات التي وصلت من الغنى الى ارقام خيالية فاقت كل التصورات .
بصراحة أمام كل ذلك نزداد قناعة بان العراق الحالي ليس العراق الذي كنا نحلم به ونخطط له . ان الازمة العراقية الراهنة المتمثلة بالوضع الامني المتدهور والذي يعصف بالعراق ويزهق ارواح العباد ، والفساد المستشري في جهاز الدولة من القمة الى القاعدة ، والفقر والبطالة وتردي الحالة المعيشية للشعب .

واذا اردنا النهوض بواقعنا فما علينا الا ان نجهد انفسنا لتكريس علاقة المواطنة على اسس صحيحة واعتماد الحوار الحر والحضاري واشاعة الاجواء الديمقراطية والحرية في الممارسة السياسية ، واعطاء كل جهة سياسية حقها في المشاركة بالسلطة وبشكل سليم لنحافظ على التوازنات السياسية والامنية للبلد ، علينا العمل الجاد والدؤوب لاستئصال جذور الارهاب الطائفي والفساد الأداري والمالي الذي يبغي استهداف التجربة السياسية الجديدة لعراقنا ، كونها تقصد النهوض بالواقع الجديد ، ومعاقبة كل من يقدم مصلحة دول الجوار على مصلحلة الشعب العراقي ، هذا المطلب الاساس لكل مواطن هو توفير الامن والذي يأتي في مقدمة الاولويات ، وانهاء وجود الجماعات المسلحة التي تحاول ان تعرض نفسها على الساحة السياسية بقوة السلاح وليس عن طريق الحوار والمنطق العقلاني في حل المسائل الخلافية العالقة ، وتصفية اجواء الاشكالات والاختلافات القائمة .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة وضحايا الأنفال بين الحقيقة والخيال
- فاعلية المرأة العراقية في المجتمع
- ماذا ننتظر من الدول العربية
- الوضع الأمني في العراق ما يزال مأساوياً
- يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق
- إشكالية مفهوم الإنسانية في خطاب العقل العربي
- صدام حسين دفع ثمن جرائمه
- جانب من مشكلة الحكم والارهاب في العراق
- عبد السلام ملا ياسين وفكرته المنيرة
- هبوا لمؤازرة فنان الشعب فؤاد سالم
- فهم الديمقراطية والفيدرالية،جهل أم تجاهل لدى البعض
- مجرموا الانفال وشهوده مطلوب إحضارهم
- مشكلة الإرهاب في العراق
- ما هي الأنفال ؟ ؟
- تركيا ليست بقوة إسرائيل وكوردستان لا يشبه لبنان
- الصابئة المندائيين ومعاناتهم
- ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم
- الوجه الأخر للأرهاب
- كأس العالم ومحكمة صدام حسين
- العوامل المنشطة للأرهاب


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - محمود الوندي - أهذا هوالعراق الذي كنا نصبوا اليه ! ؟