أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - يوم الصحة العالمي: إلى متى يستطيع العراق البقاء والاستمرار؟















المزيد.....

يوم الصحة العالمي: إلى متى يستطيع العراق البقاء والاستمرار؟


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 10:55
المحور: حقوق الانسان
    


إذا استطاع العراقيون تجاوز العنف، فليس مؤكداً أنهم سوف يتخلصون من المرض. "كان العراق معروفاً كأفضل بلد في مجال الرعاية الصحية على مستوى الشرق الأوسط." حسب قول الدكتور أياد محمد- المستشفى العام في الرمادي لـ IPS. "أفضل الأطباء، المستشفيات، الممرضات وأرخص الأدوية. انقلب هذا الوضع إلى العكس."
ذكر الدكتور محمد أن عدداً من الأطباء قُتلوا وأعداد أكثر هربوا للخارج، وهناك الكثير من المرضى يتهيئون لبيع ما لديهم بغرض المعالجة في الخارج... أصبح وضعنا أسوأ من فترة المقاطعة (خلال التسعينات) عندما مات أكثر من مليون مواطن وكانت لدينا كمية قليلة جداً من التجهيزات الطبية لمعالجة المرضى."
تدهورت الأرقام القياسية الصحية في العراق إلى مستويات لم تكن قائمة حتى في الخمسينات، حسب Joseph Chamie- مدير قسم السكان في الأمم المتحدة والمتخصص بشأن العراق.
في ظروف ضعف إمكانيات الرعاية الصحية المتاحة في المستشفيات العراقية، صار العراقيون بحاجة مُلحّة لعبور الحدود نحو سوريا والأردن بغية المعالجة. وهذه المعالجة عادة مُكلّفة لأنهم كأجانب عليهم الذهاب إلى المستشفيات الخاصة.
يقول الرسميون في العراق، أن وسائل العلاج في طريقها للوصول. "كانت هناك تعاقدات عديدة لبناء مستشفيات جديدة، ووزارة الصحة عندنا منهمكة في دراسة الاحتياجات الصحية على مستوى العراق،" حسب متحدث باسم وزارة الصحة إلى HPS. "المستشفيات المتوفرة قديمة وسنقوم ببناء مستشفيات جديدة،" حسب قوله!
لكن تقارير عديدة صدرت بخصوص الفساد في وزارة الصحة. كما أن قيادة هذه الوزارة رسمياً بيد أحد أعضاء حركة صدر، وأن القرارات الطائفية- التمييز الطائفي في مجال الرعاية الصحية- مسألة قائمة.
"تذهب إلى المستشفى فترى صور رجال الدين في كل مكان، كما لو كُنتً في ضريح مقدس،" حسب قول محلل عراقي تلفونياً من لندن لـ IPS. ويضيف "رجال الدين ليسوا أطباء، ويجب أن لا يدُيروا المستشفيات."
الأطباء العراقيون في قلق مؤلم وهو يرون أن نمو الطائفية زاد الأمور سوءً، وتسبب في المزيد من تدهور النظام الصحي في العراق.
"ظهرتُ في فيلم وثائقي ثقافي بشأن المستشفيات العراقية، وكان ذلك أكبر خطأ ارتكبته في حياتي،" حسب قول Rafi Jassim من بغداد لـ IPS. "كنت محظوظاً عندما علمت في الوقت المناسب أن المليشيات بصدد الإغارة على منزلي في تلك الليلة. والآن أنا في حالة هروب on run، فقط، مثل أي آبق مجرم هائم على وجهه، وتواجه غائلتي التهديد بهجوم إرهابي في أية لحظة!"
إن الآثار التراكمية للمقاطعة، الحروب والاحتلال، أدت بالعراق إلى أسوأ تدهور لمعدلات وفيات الأطفال مقارنة بالعالم. وحسب تقرير صدر عن اليونيسيف هذا العام بعنوان "حالة أطفال العالم" ارتفعت معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة في العراق من 50 وفاة لكل 1000 عام 1990 إلى 125 وفاة عام 2005 وبمستوى تدهور 6.1% سنوياً.
عندما بدأت الحرب الأمريكية على العراق عام 2003- تعهدت الولايات المتحدة بتخفيض معدلات وفيات الأطفال عن مستوياتها السابقة بحدود 2005. وبدلاً من ذلك، تدهورت هذه المعدلات لتصل إلى 130 وفاة لكل 1000 عام 2007، حسب بيانات وزارة الصحة العراقية. كما وبقيت مشكلة توفير التجهيزات الطبية ظاهرة مستمرة وأخذت تُشكل عاملاً خطيراً.
"كنا مصدرين للأدوية الطبية للعراق، لكننا غير قادرين الحصول على أي عقد لتجهيز وزارة الصحة العراقية بالأدوية،" حسب قول الدكتور حميد النعيمي- مدير مؤسسة كبيرة للتجهيزات الطبية لـ IPS في بغداد. "هذه هي القضية، رغم أننا كنا دائماً نُقدم هذه التجهيزات بأفضل الأسعار وبمستويات جودة حديثة من أصولها الأوربية."
لم يذكر النعيمي لماذا فشلت مؤسسته في الحصول على عقود تجهيزات، رغم توفر المنافسة في العروض. "أترك الموضوع إلى قرائكم للإجابة،" حسب قوله! "أصبحنا مُهملين من قبل حكومتنا والأمريكان،" قالها النعيمي (55 عام) من الفلوجة لـ IPS أثناء زيارته لبغداد. "إن وعود تحقيق حياة أفضل تحولت فقط إلى موت مروع."
وأضاف النعيمي "مستشفياتنا ومستوصفاتنا أصبحت مشلولة ولا يجد فيها مرضانا أبسط العلاجات. وهكذا عليهم دائماً شراء الأدوية من الأسواق التجارية، وهذا يعني أن عليهم بيع شيء ما مثل الثلاجة أو التلفزيون لمعالجة عضو مريض في العائلة."
صفاء سليمان يدرس البيولوجيا في جامعة بغداد- قسم العلوم- أخبر IPS: لا أحد تظهر عليه علامات الصحة بسبب التلوث البيئي. "إن الكميات الكبيرة من المتفجرات التي أُلقيت في العراق، بما فيها تلك "القنابل الخاصة" المتولدة عن اليورانيوم المنضب والفوسفات الأبيض سببت زيادة مثيرة وخطيرة في عدد المرضى وخلقت أمراضا قاتلة،" حسب سليمان. "إن الأمور الصحية لا زالت تتجه نحو الأسوأ يوماً بعد يوم ولا أحد يلقي بالاً للكارثة المتصاعدة."
طبيب أسنان من الفلوجة، أخبر IPS أن معظم العراقيين أهملوا الرعاية الصحية لأسنانهم لأنهم غير قادرين على توفير التكلفة. "أصبحت الرعاية الصحية للأسنان بالنسبة لظروف العراقيين مسألة كمالية. لا يزورون عياداتنا عدا حالات ألم شديد في السن،" حسب الطبيب. "وحتى في هذه الحالة يطلبون قلع السن بدلاً من معالجته لأنهم لا يستطيعون توفير تكاليف معالجة مناسبة." إن أوضاع صحة الأسنان تماثل الأوضاع الصحية البائسة عموماً للعراقيين.
في دراسة بعنوان "الآثار النفسية للحرب/ الاحتلال على العراقيين" صدرت عن رابطة الأطباء النفسانيين العراقيين AIP في يناير/ ك2 2007، تضمنت مقابلة 2000 شخص من كافة المحافظات ألـ 18 في العراق. ذكر 92% منهم أنهم يُعانون خوفاً مستمراً من أن يتعرضوا للقتل في التفجيرات. بينما قال 60% منهم أن مستويات العنف سببت لهم الرعب من حصول هجمات. وهذه الحالة منعت كلاً منهم الخروج من المنزل لخوفه من أن يصير الضحية التالية.
ممممممممممممممممممممممممممممـ
World Health Day: How Much Can Iraq Survive?, (Ali al- Fadhily*,IPS), uruknet.info- April,4,2007.
*(Ali, our correspondent in Baghdad, works in close collaboration with Dahr Jamail, our U.S.-based specialist writer on Iraq who travels extensively in the region) (END/2007).



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعة عوامل تحول دون ضربة أمريكية لإيران
- مُختَطَف ضحية يجد ملجأه في سوريا
- انهضوا من تحت أنقاض الخرائب!
- من أجل تخفيف المعاناة: ارفسْ العادة
- نفط العراق ملك الشعب العراقي
- مَنْ يهرب من العراق؟
- قمة عربية.. وقنبلة هوائية!
- أحسبوا ضحاياكم!
- المسلمون ضحايا مؤامرة الإمبريالية الأمريكية
- صناعة القتل: مرتزقة الجيش الأمريكي الخاص وتجارة الحرب
- أمريكا: دولة الحزب الواحد
- الهدوء من ذهب!
- الضحايا الصامتون: أطفال العراق.. إلى أين؟
- مشكلة بناء سفارة تُناسب إمبراطورية: الإمبريالية الأمريكية!
- وأخيراً كُشِفَ النقاب عن الهدف
- دمعة عراقية.. لم يعد بعد الآن.. السكوت من ذهب!
- ثلث سكان العراق يُعانون من سوء التغذية1
- أزمة اللاجئين العراقيين
- انتزاع نفط العراق1
- تهديدات بالموت أو الهجرة: قصة مأساوية


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالوهاب حميد رشيد - يوم الصحة العالمي: إلى متى يستطيع العراق البقاء والاستمرار؟