أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام نفاع - قمة مختلفة بفضل المقاومة














المزيد.....

قمة مختلفة بفضل المقاومة


هشام نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تبنّت القمة العربية المنعقدة في بيروت، في آذار 2002، مبادرة السلام العربية، جاء الرد الاسرائيلي واضحًا. لم يكن هناك نعمٌ أو لا دبلوماسيان، بل جاءت الـ لا مدوّية عبر اجتياح جيش الاحتلال الاسرائيلي الضفة الغربية فورًا، فيما سُمي عملية "السور الواقي".
اليوم، بعد مرور 5 أعوام على تلك القمة، وبعد 6 أعوام ونصف من العدوان الاحتلالي المفتوح على الشعب الفلسطيني منذ ايلول 2000، يعود نائب رئيس حكومة اسرائيل شمعون بيرس الى تكرار الـ لا نفسها. فقد قال قبل أسابيع قليلة لموقع "واينت" إن إسرائيل لن تنسحب من كافة المناطق التي احتلت عام 1967 بل إلى "حدود متفق عليها". وحول مستقبل القدس الشرقية المحتلة صرّح أن إسرائيل لديها موقف واضح وهو أنها "لن تنسحب منها"!. وحتى يكون بيرس دقيقًا، تطرّق الى المبادرة العربية بالقول إنه "لا يمكن" لإسرائيل قبولها، بسبب بندين، البند المتعلق بحق العودة وموضوع القدس.
هناك من اعتبر أن حكومة اسرائيل تتعاطى مع المبادرة بشكل ضبابي. مرة يصرّح مسؤول فيها أنها "تحمل عناصر ايجابية" ومرة أنه "يجب دراستها". هذا ذرّ للرماد في العيون. إن الموقف الاسرائيلي واضح: رفض ثلاثي لأهم مركبات المبادرة. وهو في الحقيقة موقف مُثابر، منهجي، ومتعنّت. فحين انتُخب أرئيل شارون مطلع 2001 ، كانت لديه أجندة سياسية واضحة: يجب مواصلة هذا الصراع 100 عام أخرى. ذاك ما قاله فور انتخابه خلال مقابلة واسعة لصحيفة "هآرتس". أما ذريعته فكانت تلك الممجوجة إياها: لا يوجد شريك فلسطيني، ولا يمكن التوصل الى تسوية في الملفات الصعبة: الانسحاب التام حتى حدود حزيران 1967، قضية القدس وملف اللاجئين.
إن التوجه السياسي في اسرائيل الرسمية لم يتطوّر في السنوات الأخيرة. بل إنه ينكفئ على نفسه، نحو انغلاق أضيق. ويجري هذا من خلال التصعيد الحربي والعسكري الدموي. ولكن يُسأل السؤال: ما الفرق بين الظروف المحيطة بإعادة تأكيد المبادرة العربية اليوم، وبينها قبل 5 أعوام، حين أعلِنت؟
يمكن القول إن الجواب يكمن في العلاقة بين البيت الأبيض وبين الشرق الأوسط. قبل 5 سنوات كان المخطط الأمريكي العدواني على المنطقة في أوج التحضير له. كان الجو مسمّمًا بأسطوانات الإرهاب التي انطلت على معظم الرأي العام. كان الكاوبوي بوش لا يزال على ظهر حصانه. أما اليوم فقد بات الحصان وراكبه يتخبطان في الوحل؛ في وحل الجريمة الأمريكية في العراق. لقد فشل مشروع الهيمنة الاقتصادية المُصاغ بمفردات "الديمقراطية" و "الحرب على الارهاب" و "تدمير أسلحة الدمار الشامل" المزعومة.
بين هذا وذاك يظهر نوع الأوكسجين الذي تعيش عليه السياسة الاسرائيلية الرسمية: بارود الحرب. كلما كانت روائح البارود أشدّ حدة، فإن السياسة الاسرائيلية تحقق النجاحات. الحرب لم تنته طبعًا، لكن رياحها لم تعد تهبّ في الاتجاه نفسه. لأن وهم فرض سياسات النفط والمصالح التوسعية والهيمنة بالدبابات والصواريخ المدمّرة فشل. فشل في العراق، فشل في فلسطين وفشل في لبنان. في الحالات الثلاث كان هناك عنصر واحد قوّض مشروع الهيمنة: إنه المقاومة. فالشعوب أثبتت مرة أخرى أنها صاحبة حول وقوة وقول.. قول الـ لا الرافضة لدوسها وتقرير مصيرها بالقوّة والعدوان الخارجيين. إنها لا من نوع آخر. إنها الـ لا الرافضة لجميع لاءات التعنّت المتغطرسة، الأمريكية والاسرائيلية.
لم تكن هذه المقاومة مقاومة بالسلاح فحسب. بل إنها الإرادة المقاومة، الثقافة المقاومة، والصمود المقاوِم. كانت كالصخرة التي استُضعِفت حتى بان بجلاء أنها من النوع الذي تتكسّر فوقه سفن القراصنة؛ قراصنة الامبريالية الدولية وتوابعها الإقليمية.
في هذا الجوّ بالذات جاءت قوّة إعلان تأكيد المبادرة العربية. وللمفارقة، بدا زعماء عرب كثيرون فجأة أصحاب قامة بل ومواقف مقاومة. وهي مفارقة لأن ما حرّك غالبية الأنظمة العربية هو خوفهم على عروشهم من إرادة المقاومة بالذات. ولكن يبدو أن أجهزتهم الأخطبوطية قرأت بدقّة مزاج الشعوب، التي وإن طال صبرُها فلن تضيع إرادتها، وهو ما يخيف! وهكذا، عندما دبّ الذعر في الأنظمة المترنّحة في فلك واشنطن من مفاجأة الصمود الفلسطينية-العراقية-اللبنانية، وجدناها تجرؤ، بل وقادرة، على قول لا لواشنطن. فلم تنفع جولة كوندوليسا رايس المتزامنة مع انعقاد قمة الرياض في فرض شروطها لإفراغ المبادرة العربية من مضمونها بروح الشروط الاسرائيلية. لا بل أن عددًا من زعماء الأنظمة تجرّأ على توجيه انتقادات للسياسة الأمريكية.
في لحظة غير محسوبة، وجد هؤلاء الزعماء أنفسهم في موقع تلفه بعض البطولة. إنهم لن يعترفوا بسرّ هذه الوقفة، لذلك يجدر التذكير بأنهم ما كانوا ليجرؤوا لولا الصمود في فلسطين وفي العراق وفي لبنان؛ لولا مقاومة الشعوب التي أرادوا لها أن تُكسَر، فصمدتْ وتصدّتْ وصدّتْ.
قبل نحو عقدين صاغ الشيوعيون عبارة "هجمة السلام العربية على اسرائيل". ويصحّ الاقتراح اليوم أن الظروف مؤاتية لشنّ هذه الهجمة، ووضع السياسة الاسرائيلية في الزاوية، وفرض التسوية السلمية عليها فرضًا. فحكّام اسرائيل لن يصلوا هذه النتيجة إلاّ مُكرهين. وبالطبع، فإن هذا السيناريو لا يزال نظريًا جدًا، قد يتم تقويضه بإشعال المنطقة من جديد، وفي جزئها الايراني بالذات.
من هنا، فإن الحكمة تكمن اليوم في منع اسرائيل من الهرب الى الأمام – نحو حرب جديدة. لن نطالب زعماء الأنظمة العربية بالاعتراف أنهم حققوا جولة سياسية ناجحة بفضل ثقافة الصمود لدى الشعوب، فهم أميّون فيها، لكن يجب مطالبتهم بعدم إطلاق الرصاص على مبادرتهم هم من فوهات البنادق التي قد توجَّه ضد طهران. وهذه هي المفارقة الثانية!



#هشام_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أحوجنا الى -تيّار كُفّار- في حزبنا وجبهتنا
- نيران شقيقة تخدم الإحتلال
- يبدو أن مؤسسة الجريمة المنظمة الحاكمة في اسرائيل، كأخلاقها، ...
- شرطة اسرائيل تحارب إعلاميًا أيضًا لمنع كشف جرائمها
- عنجهيات الحرْب ومسارات الهرَب
- ملاحظة على حرب الحسابات الخاطئة
- البلدوزر التاريخ لا يغيب خلف آخر أيام الجنرال هشام نفاع
- التحريض والاستعلاء العنصري شفاعمرنا وصحافتهم
- عن اعادة ترتيب الدبابات
- فقر وجوع لدى بلفور وهرتسل
- حتى تصبح الدبابات بكامل كاريكاتوريتها
- عمليات انتحارية، سياسيا أيضا
- قصة اعلان تعزية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام نفاع - قمة مختلفة بفضل المقاومة