أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - زمن العداوات القبلية..!؟














المزيد.....

زمن العداوات القبلية..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هي حالتهم عبر التاريخ يستمر حكام العرب ومشايخهم في ولاياتهم غير المتحدة وبكافة أديانهم، ومذاهبهم، وأكثرياتهم، وأقلياتهم، وأيديولوجياتهم، في حمل راية العداوة إما فيما بينهم، أو في معاداة الأخر المختلف أينما كان فإذا لم يجدوا عدواً في الشرق اكتشفوا واحداً في الغرب لكن حين استوطن عدوُ ماكرُ بين أفخاذ عشائرهم وراح وما زال يفتك بهم تصنّعوا عدم رؤيته وذهبت أبصارهم شرقاً وحين لم يعد هناك اتحادُ سوفييتي توجهت أبصارهم كلها نحو الغرب.!
إنهم والعقال منهم قبل الجهال لا يعرفوا أن يعيشوا إلا بأن يعتاشوا على رذيلة العداوة التي هي زينة القبلية وسمة التخلف والمتخلفين، والتعصب والمتعصبين فكيف إذا كان الخصم هو رأس ( الإمبريالية العولمية الليبرالية المتوحشة )..!؟
الصينيون والروس الذين يسابقون الغرب في علومه منذ أواسط القرن الماضي سارعوا بعد أن خرجوا من مرحلة العداوة الأيديولوجية إلى تكيِّيف أوضاعهم مع حقائق العصر ومجريات الحياة الكونية وذلك بأن عدَّلوا سياقات ومسار عداوتهم مع الغرب المتقدم ليصبح تنافساً شرساً في ميادين العلم، والاقتصاد، والفضاء وغير ذلك من مفردات التقدم، والتمدن، والحداثة.!
ولكن، والحال على هذا النحو، فإن المفارقة هذه الأيام تكمن في أن بعض المشايخ الحكام وحاشيتهم من الأزلام ومن حولهم جحافل حملة الأختام موالاة ومعارضة وهم في ذروة عداوتهم الشعاراتية اللفظية للولايات المتحدة لا تعنيهم قضية رضا جهالهم، ولا العمل على خطف ودهم وتأييدهم الحقيقي..! في الوقت الذي لا ينفكون فيه عن السعي لاستحلاب رضاها، واستجلاب ودها.! وهم يبذلون من أجل ذلك كل الجهود، والمساعي، والوساطات بما في ذلك من هدرٍ للكرامات التي يتحدثون عنها كثيراً.!
صحيح أن الإمبريالية متوحشة وتمتهن الزنى وابنة خمسين كلب لكن دولها لم تتوقف لحظة عن التقدم في كافة الميادين حتى تحولت إلى جنان آدمية مواطنية مدنية لا مكان فيها للأفخاذ والعشائر والقبائل والطوائف وإلا لماذا لم يعد من هم لغالبية العشائر العربية وأفخاذها فخذاً فخذاً سوى الهجرة إلى ربوعها والعيش على سفوحها.! لقد أصبحت أموال شيوخهم متكدسة في بنوكها، وأولادهم يدرسون في جامعاتها، وآمال أحفادهم تنحصر في اكتساب جنسيتها.!
بعض العرب وقد أفلت سيوفهم، يصيبهم جنون العظمة إن ربح شيوخهم جولة خلبية.! وتركبهم الأوهام إن وجدوا العدو يضرب الأخماس بالأسداس لأنه خسر بعض الوقت، ويظنون أنهم قد أصابوه في مقتل لأنه يعيد حساباته بعد كل خطوة، أو جولة، أو معركة.!
المشايخ العرب بشماخاتهم وجلاليبهم وصنادلهم وجلها مستورد من مصانع الأعداء البرابرة المتوحشين، يرِّوعهم هذا التمدد الكوني لعدوهم ولا يدركون أن تقدمه الهائل سيدفع نحو التمدد المستمر من واقع آليات هذا التقدم ذاتها وبغض النظر عن الرغبات، والمؤامرات، والمطامع.! وهم لذلك لا يدركون كما هو حال فقهائهم أن القدر يفترض المجارات في التقدم والهرولة على الطريق ذاته طريق العلم والمعارف بما هو طريق التمدن والتحضر وليس في غير هذا الطريق.!؟ لقد تحايلوا حين تمددوا ذات يوم شرقاً وغرباً و سموا ذلك ولا يزالون فتحاَ مباركاً وخيراً عميماً لكنهم يظلون اليوم أسرى الزمن الذي دار و جاءهم فيه المفتوحين بفتحهم المعاكس البغيض.! وهم لم يتوقفوا لحظة ليروا كيف خرج الغربيون من عداواتهم وصراعاتهم الدموية الدينية والقومية و التي استمرت مئات الأعوام وراحوا يسيرون على طريق التقدم والتمدن ثم ما لبثوا أن انداروا ليتصالحوا ويتكاملوا ويتوحدوا في حين ظلوا هم كما عرفتهم الفيافي عشائرهم تتناسل وقبائلهم تتقاتل و مشايخهم الذين لا يقرأون جملة واحدة إلا بشق النفس يتسيدون المشهد.!
ومع كل العداوات هذه فإن عامة العرب اليوم يفتقدون عشيرة واحدة أو فخذاً منها أو شيخاً واحداً من حملة شعارات العداوة لا يسعى ليله ونهاره لتكيِّيف وضعه، وتظبيط حاله، وتسوية هندامه، بما يرضي أعداءه المفترضين ويحظى بتقبيل وجنتي ( كوندا ) وهذا الأمر الذي كانوا يلوذون به في السر صاروا يلوذون به اليوم بالعلن..! وبالرغم من ذلك فإنهم وقد ورثوا تلك الجينات فإنهم يفتقدون الحيلة والمعرفة وقبل ذلك الجسارة لفك شيفرة العداوة إياها كمقدمة للخلاص من عبثية الاستمرار في الارتزاق من ورائها وإذا حدث فحصل أن هناك من فهم الحقيقة المعلومة، وحلًّ المعادلة المحلولة، فرفع صوته وعقيرته فمآله إلى جنة الأقبية خالداً فيها حيث لن يرزقه الله بعد ذلك لا من حيث يحتسب ولا من حيث لا يحتسب..!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الصفاقة والإست حقاق..!؟
- القمة ولسان أم علي..!؟
- حديث العرافين..!؟
- براءة اختراع سورية..!؟
- محكومون بالأمل..!؟
- انتخابات دايت..!؟
- العبودية المقدسة..!؟
- موقع الحوار المتمدن.. وتسونامي الإعلام..!؟
- العقل عورة الرجل العربي..!؟
- خر.. بر* الشيخ أبو درع.. والديموقراطية التلفيقية..!؟
- الرسول ( صلعم ) يتمشى في القاهرة..!؟
- حين يقلق الأوباش..!؟
- الشرف لمرة واحدة..!؟
- العميانيون الجدد..!؟
- النصر الإلهي..!؟
- الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟
- الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟
- العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
- تفكيك الانتصار..!؟
- هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - زمن العداوات القبلية..!؟