أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد ثامر جهاد - اسود او ابيض / في ثقافة أقاصي الاختلاف














المزيد.....

اسود او ابيض / في ثقافة أقاصي الاختلاف


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 10:57
المحور: المجتمع المدني
    


منذ سنوات مضت كان الاختلاف – مجرد الاختلاف – سواء في النظر إلى الحياة أو المجتمع أو الثقافة أو السياسة حلما منشودا لمعظم العراقيين الذين أدمنوا لعقود طوال واحديه اللون في الوجود كما في العدم. ذاك الاختلاف المعقول والمشروع والعميق في أن تجد أكثر من خيار وأكثر من رأي في ابسط أشكال الممارسة البشرية هو بحد ذاته قيمة متطلبة دوما في حياة المجتمعات المتقدمة. انها قيمة إنسانية مثلى كانت تقيم لسنوات عدة خارج قاموسنا الحياتي . فنحن كعراقيين سنبقى على ما يبدو من ذوي الوظيفة الواحدة والزوجة الواحدة والقميص الواحد والبيت الواحد ..........
والأدهى ان هذا الواحد الأوحد أيا كان ، يختارنا ولا نختاره ، يمرغ حياتنا في أنساقه القسرية الأليمة ويسلمنا إلى نهايتنا الأكيدة سالمين امنين قانعين . لكن المفارقة ان ذاك الاختلاف بوصفه الرديف الأمثل للحرية والابتكار والتقدم أصبح اليوم بفعل الإفراط في استخدامه الأعوج وكذا التمترس عند قشوره دون بلوغ الجوهر فيه نقمة مستعصية تدمر اتزان المجتمع وتلتهم ما تبقى من قطرات العقلانية فيه.
حتى بات اختلافنا الثقافي والسياسي والطائفي وعلى مرأى ومسمع من العالم آفة مستشرية بشكل مرضي، تلتهم الكائن وأحلامه بلمح البصر من دون الحاجة لمعرفة سبب أو حكاية أو دليل. وبقدرة قادر اصبح الجميع لا يطيق الجميع والفرد لا يطيق نفسه حتى . الساسيون يشتمون بعضهم علنا ورجال الدين يحرض بعضهم البعض الاخر، في سباق عنيف لبلوغ قاع الهاوية مبكرا . وتدريجيا وقع الجميع أسرى حرب الاختيار الأوحد ثانية .
الأسود أو الأبيض، قدرنا النهائي هكذا . ولا يحق لك والحال هذه الوقوف بينهما أو الترفع عن الألوان كلها . فتلك حرب أقاصي الأشياء بنهايتها الكريهة . الحرب الدامية التي أخذت الاعتدال إلى منفاه ونصبت سنن الاختلاف الدموي حكما للمشهد العراقي الراهن المفجوع بداء التطرف في السياسة والثقافة والمعتقد.
وبركام من التحولات الدراماتيكية المضحكة /المبكية عراقيا ، فرت منا إلى الأبد نعمة الحوار ولم نكن قد دخلنا بعد جنتها المتحضرة . حتى بات من المألوف أن يختصم اثنان من المثقفين أو سواهم ، فيتمرنون إلى حين على سب بعضهم البعض في الهواء الطلق أو في الصحف أو على شبكة الانترنيت الفسيحة ، ليجربوا لاحقا لعبة اللكمات الشديدة على الوجه أو أسفل البطن ، هكذا صعودا نحو استخدام السلاح الأبيض والأحمر ، الجارح منه والمميت . وستكون اشد خلودا من الآخرين لو انك أقدمت على تمزيق أحشاء خصمك أمام ضياء الكاميرا.
ومن حين إلى آخر تبدد حياتنا وحياة أجيالنا القادمة في كفاح بطئ لاستعادة الدرجات الدنيا من الثقافة الإنسانية التي تعني فيما تعني شيئا من الاتزان والحكمة والتسامح والحرية.



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق التاكسي .. سيناريو موت عراقي قصير
- عن حلم فلوبير ورواية الوردة
- اغتيال البسمة ..في اغتيال الفنان وليد حسن جعاز
- مواطن .. بعد فوات الأوان
- في التنوع والاستبداد صورة عن الجدل الثقافي والسياسي
- مديات عراقية في ربيع المدى الثقافي
- بيان استنكار من اتحاد الصحفيين العراقيين في ذي قار
- في حقائبه السينمائية المسافرة .. رسائل للوطن والأصدقاء
- مواقف مساندة لصحفيي ذي قار عشية الاعتداء على زملائهم من قبل ...
- كلمة المثقفين التي ألقيت في حفل افتتاح متحف الناصرية بعد إعا ...
- اغتراب مطر السياب
- مثقفو مدينة الناصرية يتطلعون إلى دولتهم الليبرالية
- لصوص أكاديميون،العابث بمياه الآخرين لن يسرق المريض الإنكليزي ...
- عن السينما والدستور وحلمي الأثير
- المسافرون إلى السماء عنوة
- سيناريو الرعب ولغو الانتصارات الكاذبة
- سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي
- أودع عقيلا وانتظر موتي القادم
- نص مخمور
- سينمائيون بلا حدود


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد ثامر جهاد - اسود او ابيض / في ثقافة أقاصي الاختلاف