أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال شاكر - حسن العلوي ابن حقيقته















المزيد.....

حسن العلوي ابن حقيقته


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 11:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد أصبحت موضوعة حسن العلوي قضية مستهلكة بأبعادها وتجلياتها، لاسيما وان الرجل أسرف
في تنظيرا ته المتطرفة وقل الخفيفة في مواضيع تحتاج الى أكثر من طريق ووسيلة عقلانية وموضوعية للاقتراب منها لفرط حساسيتها واشكاليتها ولم يدرك العلوي قيمة الحذر وهو يتوغل في استشكالات الخلاف المذهبي، وبدا لي انه تجاهل عن عمد ككاتب موهوب ، بان الركون لأي يقين يتصوره لايمكنه أن يقطع بأن الإصغاء الى سجالا ته وتنظيرا ته وأحكامه سيكون مقبولاً وناجعاً عند جماعات افترقت عن بعضها منذ 1400 سنة بعد كونت كل منها منطوقها العقائدي الخاص بها، في ظل احتراب وتأزم واستئصال، ناهيك عن ولوج الرجل في مواضيع سياسية ملتهبة راهنة أوقعته في مأزق التخبط والتشتت بعد أن خانته جدارته وموهبته التي وظفها في سياقات باطلة ومضللة كتوقيره الفاطس صدام حسين بتبريرات متهاوية وانتهازية مشينة ، إن هذا السلوك بأرتبطاته وأبعاده، وهو ما عزمت على تناوله بطريقة ربما مختلفة عن جمهرة الأقلام التي تناولت سلوك العلوي نقدا وتشريحا، وبالترابط مع الوضعية الخاصة التي يعيشها العلوي ، شعرت أن الرجل مأزوماً ومجروحاً وهو يكابد من قصد الإهمال والإقصاء السياسي إضافة الى معاناة صحية في صميم عائلته أثرت على توازنه القلق وهذه نوازع إنسانية ينبغي أن تلاقي التفهم والتضامن بغض النظر عن رأينا في صاحبها، دون التماس العذر له في جنوحه المشين وهو يكذب ويكذب في ترسيم مشهد إعدام الطاغية في توصيفات واختلاجات كاذبة ومضللة من منطلق أخر لايمكنني تجاهل الآراء والملاحظات النقدية التي أبداها العلوي نحو السلوك المختل للنخب الشيعية الحاكمة،لكن مديات الثقة في مصداقية هذه الآراء والانتقادات محدودة لمزاج وأهواء صاحبها وانتهازية مواقفه ، من هذا الباب أردت الدخول الى موضوعة حسن العلوي من زاوية موضوعية تجعل فهمنا لشخصيات مفكرة ومثقفة من نمط السيد حسن العلوي أكثر عمقاً واقتراباً ونحن نواجه خطابها ومسلكها المزدوج في معناه ومضمونه وسلوكه الانتهازي، لاسيما ونحن في صميم مشهد سياسي مثالي في تنوعه وتناقضاته بفساده وعنفه وقسوته وانتهازيته ،بنذالته، وبنبله وصدقه وفروسيته...... وهذا ما أحاول التعرض له من خلال استدراكات موجزة.......


أن ازدواجية الموقف وتناقضات الخطاب الفكري والثقافي والسياسي سمة ملازمة وتكوين معقد في بنية الثقافة الفكرية العراقية بمسمياتها وامتداداتها وتفرعاتها ومعالجاتها، ولااجازف أن قلت أن هذا التكوين صار جزءاً أصيلا من التراث السياسي العراقي الذي لايعرف معنى الخيار الحر بسياقاته المختلفة، فالموقف ونقيضه يتكرران في أكثر من قضية وموضوع دون الالتفات الى معيار المبادئ أو الأخلاق ، وفي تجليات كثيرة يظهر هذا الخطاب، برغماتياً سقيماً وخائباً ومنحطاً،. والمشهد السياسي الحالي في جوانب كثيرة منه، انعكاس مثالي لصورة هذه الثقافة صانعة هذا الخطاب بمضمونه، برجالاته من سياسيين ومثقفين ورجال دين، مفكرون وحكام ، هذا الإرث الذي صنعته قرون من التردي والانحطاط
السياسي والثقافي والفكري كنتائج، وتداعيات معرقلة، ومتخلفة في تلازمها مع كل مرحلة سياسية تمر بها بلادنا، وأسباب ذلك يعود في في تقديري الى ثلاثة عوامل رئيسية ،مازلت أجدها الأكثر ترجيحاً هي


أولاً - تأخر نشوء الدولة الوطنية العراقية الحقيقية في سياقها الطبيعي والذي حرم العراق من بناء تراكم سياسي واقتصادي وثقافي لولادة هذا الكيان المركزي الحاسم في توحيد العراقيين وبناء وعيهم الوطني الحر والمنفتح حضارياً على التطور الإنساني حيث بقى العراق محكوماً لمئات السنين من قبل قوى أجنبية غاشمة متخلفة ومحتلة شلت قدراته وأخرت نهضته ،ترادف مع تراث ديني منغلق يدور في فضاء عشائري نمطي متحجر بتقاليده ومرتكزا ته الممزوجة بقيم وسلوك بدوية متخلفة....
.
ثانياً- اللوحة الاجتماعية العراقية الفريدة في تعقيداتها وتناقضاتها -أديان طوائف، اثنيات.
وفشلها في بناء هوية عراقية راسخة على أسس عادلة ومتوازنة بعيداً عن الاستئثار والهيمنة الضيقة


ثالثاً- اختلال النظام السياسي الذي بنى الدولة العراقية الحديثة عام 1921، الى الوقت الراهن وعجزه في تحقيق التوازن المنشود بين التكوينات العراقية وبنا ء ثقافة وطنية تعددية صحيحة عبر مؤسسات ديمقراطية حقيقية والتي كانت واحدة من تداعيات هذا الاختلال نشوء ثقافة عراقية مشوهة مخترقة بسيف الأيدلوجيات والاستبداد ،لاتملك حريتها أو تضمن بقاء مثقفيها أحرار في خطابهم ومواقفهم مما جعل تجذر روح الأصالة في البناء الثقافي العراقي بمعانية المختلفة، كتنامي معرفي وديمقراطي بضلال مدنية، بمؤسساتها ومنشأتها وتراكماتها المعرفية والإنسانية متعذراً ، فنشأت ثقافة كسيحة معتلة واهنة ولائية، استوطنتها المفاهيم الانتهازية ونزعة المهادنة والتبعية الأيدلوجية والتخلف ناهيك عن غياب النقد المعرفي الحر مما جعل إمكانات النهوض الفكري بخياراته العقلانية محدوداً للغاية، وغدا الحديث عن ثقافة عراقية وطنية موحدة به الكثير من المبالغة والتعميم، بالطبع لاينفي ذلك من وجود نزعات وعناصر ثقافية حرة ومثقفين أحرار في بنية هذه الثقافة وتكويناتها المشتتة وهم يغالبون قسوة الظروف السياسية من قبل سلطات مستبدة تستفز وتنفرمن كل ماهو حر في الموقف والخطابين الثقافي والسياسي..... من هذا التقدير افترض أن البيئة السياسية والثقافية والفكرية العراقية شملاً، تعاني من خلل النشأة والتطور في مختلف المجالات وبخاصة الفترة الى حكم فيها البعث 1968 ، 2003 التي كانت فترة كارثية على الثقافة العراقية ومثقفيها وهذا مايفسر الى حد كبير الظاهرة الانتهازية والانحطاط ألقيمي في الخطاب السياسي والثقافي العراقي وكثرة رموزه ومريده في تلك الفترة المظلمة التي استعبد فيها الفكر ومفكريه......


قد يخطئ من يظن أن السيد حسن العلوي كان بعثياً عقائديا أو من يشبهونه في تفكيره ومسلكه وخطابه كانوا كذلك، أو انه تفاعل مع صدام بوصفه ملهماً وقائدا ومناضلاً، أو كان يرى في حزب البعث ومبادئه وانتمائه له مشروعا قومياً واعداً!، فصدام في ذهن حسن العلوي كان حاكماً نافذاً مخيفاً بحاجة الى خدمات وتابعين، وحزب البعث ومبادئه مشروعاً ذاتياً يستظل به ويستقوي به كأي مشروع صاعد تتماهى في نفوذه وسطوته ، المصالح الأنانية الذاتية الكالحة، التي لايمكن للمثقفين القلقين على الأغلب التملص من استحقاقات التبعية الفكرية والانتهازية السياسية والثقافية في أسوء حالاتها، والحصيلة أن هذا الواقع الذي تربى في حضنه آلاف من المثقفين والسياسيين العراقيين لا يمكنه أن يعطي مثقفين أحرارا سياسيين أسوياء ولا يبني كلمة حرة ولا خطاب أخلاقي متوازن ملتزم بشروطه الإنسانية الحرة وكينونته الوطنية الصادقة.


في ذلك الإرث المخنوق والبيئة السياسية والثقافية الفاسدة نشأ وتكون حسن العلوي وغيره كمثقف تابع ومشدود الى خطاب لايرضى إلا بنعم العبيد، هذا الإرث الرث، الذي استقرت في قاعه جمهرة من المثقفين التائهين والقلقين والانتهازيين المتزلفين الذي اعتادوا على حمل المشروع الفكري للدكتاتورية والاستبداد بتنظيراتهم وسجالا تهم المظللة والملفقة، والمبررة له ، ورغم ذلك فأن العلوي وغيره من المثقفين كانوا على استعداد أن يبدلوا ولائهم عند ضعف وتهاوي المشروع السياسي الذي يمتلكهم لكن ،دون أن يمتلكوا الجرأة الروحية لتخطي عقبة الاستذلال ودونية الانتماء السالف، باتجاه بناء صيغة فكرية وسياسية متوازنة لتكوين شخصية جديدة والمحطات التاريخية للتملص من استحقاقات هذا الولاء كانت ملفتة في 1991 بعد هزيمة نظام صدام العسكرية اثر تحرير الكويت لكثرة المتخلين من مثقفين وسياسيين عن النظام ومشروعه التاريخي المزعوم. .
لكن فكرة التعاطي مع مختلف المنعطفات السياسة بروح مبدأيه مازال بعيداً عن وجدان هولاء المثقفين الذين مازالت تحكمهم أواصر الالتصاق بماضي لم يشعروا، انه تلاشى في أعماقهم كقيم كثقافة كسايكلوجية، وبالتالي لم يكن الأمر يحمل غرابته عندما يتمنى أن يموت العلوي كمامات صدام حسين ، اووصف صدام حسين في لحظة إعدامه وكأنه ذاهب الى حفلة للقاء شيراك...!! فالرجل عبر بصدق ،عن مكنوناته الداخلية التي حاول إخفائها عندما فرض عليه أن يكون معارضاً رغماً عنه، لكنها تفجرت عندما أصبح التحول السياسي لايروق لحسن العلوي ولأمثاله، ومع هذا يصبح
السؤال مشروعاً مالذي تبدل حتى يستفيق حسن العلوي ليكتشف فجأة صدام الذكي الشجاع !... هل شكلت لحظة إعدام صدام بالنسبة للعلوي صدمة من خلالها رجع الى ذاته ذات حسن الحقيقية أم اكتشف صدام في موقف لم يتوقعه..! الأرجح عندي انه عاد الى ذاته وحقيقته التي ظنها اختفت اوتوارت خلف ضجيج التسويق السياسي لمواقفه، والأستاذية التي أدمن عليها في ظل القطيعة المؤقتة بينه وبين ماضي منفر كامن في ذاته. من يقرأ كتاب( دولة الاستعارة القومية) سيجد أن العلوي لم يبق على صدام ثوباً يستره رافقه مذ كان طفلاً يتيما منبوذاً معقداً لئيماً، الى أن أصبح سياسياً وحاكماً، فوصفه وفصله ورسم كل خطواته الخاصة والعامة سلوكاً ونفسيةً، فخرج بمعادلة واستنتاج عن صدام الإنسان ،والحاكم، كأكبر، خسيس، ونذل، ومنحط،، غادر، وسارق، ودوني لايعرف معنى الرحمة ولا العفو، لاتحكمه أخلاق ولا
مبادئ ولاقيم، بل حتى جاهلا لايعرف الطبري ولم يقرأ ديواناً واحداً، لم يقرأ المتنبي ولم يعرف ياقوت الحموي، لابل لايعرف حتى أصول قواعد العربية وكلامها في صورتها الابتدائية ووو..... هل نسى العلوي كل ذلك، إذن كيف تحول هذا المنحط الى بطل يزهو في وجدان حسن العلوي هل لأنه بدا متماسكاً أمام الموت أم أن شيئاً أصيلا في هذا الطاغية لم نكتشفه طيلة 35،سنة اكتشفه حسن العلوي بإلهام استثنائي نزل عليه ...!! وبالطبع هذا ديدن الكثيرين من المثقفين والسياسيين العرب الذين توحدت مواقفهم
إزاء مشهد إعدام صدام دون أن ينظروا الى هذا القصاص كنتيجة منطقية عادلة لمستبد ينبغي أن يناله،واختزلوا كل جرائمه وطفروها عندما بدت لحظة إعدامه غير عادية في أعين المنافقين والانتهازيين والطائفيين ومنهم حسن العلوي... والأمر لايبدو أستثناءً بالنسبة لمثقفين لم يتحرروا من اسر ثقافة انتهازية متهاوية متناقضة استقرت في أعماقهم. من منطلق أخر أود أن اطرح الرؤية التالية حول مفهوم الشجاعة والتماسك أمام الموت من خلال مقاربة ملموسة، يعتقد الكثيرون ومنهم العلوي أن الصلابة في مواجهة الإعدام هي شجاعة وريادة سامية في تجلياتها بغض النظر عن السبب الذي قاد صاحبها الى المشنقة وهذا ما رآه العلوي في لحظة إعدام صدام، فمجرد ظهوره أثناء شنقه غير مبالياً بمصيره اثارإعجاب وتقدير العلوي وتمنى أن يموت مثله. حسناً فلنرى الموضوع من زاوية أكثر عمقاً وعدلاً.. ولنأخذ مثلاً من تاريخنا المعاصر لبناء معيار متوازن نستجلي فيه مفهومي الشجاعة والصلابة كقيم في الثقافة والإرث السائدين في مجتمعنا، من خلال هذه المقاربة الملموسة نورد هذه الواقعة التاريخية..... تعرض الزعيم الوطني الكبير الشهيد عبد الكريم قاسم الى امتحان الرجولة والشجاعة من قبل متغلبين أنذال في شباط 1963 وقرروا إعدامه انتقامًا وثأراً دون محاكمة اوحيثيات حقيقية تبيح قتله، في ذلك المشهد الصعب والمرير واجه عبد الكريم قاسم مصيره بصلابة وتماسك انتزع اعتراف أعدائه قبل أصدقائه بموقفه الشجاع وهو يواجه رصاص القتلة، فكان شهيدا شجاعاً فارساً، استحق التقدير والتوقير وقل الخلود، كسيرة وشهادة، فكان في استشهاده البطولي تتويجاً وتواصلاً مع ، نبل سيرته ونزاهته وعفته وإخلاصه لوطنه لم ينكرها حتى من ساهموا بقتله، في هذا الاستطراد أقول هل من الإنصاف والمروءة التحدث عن شجاعة واحدة وصلابة واحدة دون خرق لمعيار العدالة والأخلاق بمساواة شجاعة عبد الكريم قاسم الفارس النبيل وثباته في مواجهة الموت، مع شجاعة وتماسك صدام حسن القاتل، النذل ،الخائن، المستبد، الغادر، هل ينطبق عليهما نفس مفهوم الشجاع والشموخ بمعاييره الأخلاقية والمبدئية في عرف وذهن حسن العلوي وأشباهه،أنا لااعترف بشجاعة وصلابة يجترعها طاغية اوقاتل، إن قياساتي للشجاعة والصلابة تقوم على أسس أخلاقية ومبدئية، فالشجاعة كما قال أرسطو هي الصفة التي تضمن بقية الصفات النبيلة في الإنسان، فهل كانت في صدام صفة نبيلة واحدة ضمنتها شجاعته المزعومة! ...!من هذه المقاربة أسوق هذه الاستشهادات التي رواها لي بعض المعارف عن حالة المعدومين الذين حكموا لأسباب جنائية عن لسان طبيب كان يعمل في سجن أبي غريب، كان يكتب شهادة وفاة المعدومين، كان هذا الطبيب يبدي تعجباً واستغراباً، وهو يرى مجرمين فاتكين بلا أخلاق ولامروءة، كانوا يواجهون لحظات إعدامهم بكل صلابة وتماسك ولم تظهر عليهم علامات التخاذل والارتباك رغم خزي وانحطاط جرائمهم، فهل كان هولاء شجعاناً ؟ وهل يستحقون شرف الشجاعة..!، ام كانوا صلفين ومتجلدين عراة من كل القيم الإنسانية . لقد ذكر علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية، عن عائلة متوحشة،عاشت في الموصل أثناء الحرب العالمية الأولى في ظروف مجاعة وعوز كانت تمر بها المدينة وأهلها، احترف رب هذه العائلة المنحطة وزوجته ،اختطاف الأطفال والعجائز وغيرهم، فكانوا يأخذون المخطوفين الى بيتهم، وبعد أن يجهزوا عليهم يقومون بطبخهم وأكلهم، وعندما انكشف أمرهم وحكم على الرجل وزوجته بالإعدام، لم تظهرعلى الرجل إمارات التخاذل أو الندم أو الخوف بل كان يشتم الناس وهو يساق الى المشنقة، فهل ياترى كان هذا المنحط الوحش شجاعا وصلباً لأنه واجه مصيره بصلابة مالفرق بينه وبين صدام الطاغية الذي قتل وسبب الموت والدمار للعراقيين من الناحية المبدئية كسلوك وأخلاق رغم فارق المقاربة وا فتراضها..؟!
فليكف العلوي وغيره، من تشويه معنى الشجاعة وسموها، وان لايعتبر من يواجه الموت بجلادة بطلا وشجاعاً، إذا سار الى المشنقة وهو مثقل بجرائم وانتهاكات ليس لوحشيتها مدى كما هو متجسد في طغيان وسلوك صدام حسن المشين، فالشجاعة لاتستقيم ولاتسطع إلا لصاحب مبدأ ومروءة، وأخلاق، ليس في سلوكه مايشينه، ولافي ذمته دماً وظلماً لكائن كان ولااظن أن العلوي وغيره لايعرفون هذه الحقائق.. فهل ياترى سيبقى العلوي مصراً على التأسي بموقف سيده صدام حسين النذل، والسادي، والكذوب بوصفه هو ،متمنياً نهايته كنهاية صدام حسين......... على أية حال، لم يستطع العلوي وغيره عبور حقيقته، التي تنامت وكبرت في داخله، كثقافة، كسلوك ،كموقف، كسايكلوجيا، وفي مختلف الظروف حاول العلوي أن يبني لنفسه حقيقة، أخرى ، لكنه اخفق والسبب بسيط ، لأنه ، في كل مرة يظهر بحقيقة لاتختلف ، عن حقيقته المتأصلة فيه، فهو لايستطع انتزاع حسن من براثن حقيقته ، مهما تبدلت الأزمان والظروف.. من الممكن أن يصبح القائد السياسي انتهازياً لكن من العسير أن يصبح السياسي الانتهازي قائداً لأنه غير قادر على تجاوز حقيقته التي بنت شخصيته، وفي المنعطفات يمكن للانتهازيين سواءً كانوا سياسيين أو مثقفين أن يفارقوا مواقفهم ويبتعدوا عنها، لكن دون أن يملكوا القدرة على مغادرة حقيقتهم. كنت أود التصدي تفنيداً وحواراً مع أفكار ورؤى السيد حسن العلوي لكنني أجلت ذلك الى فرصة أخرى....



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر الرجولة التي أثبتها صدام للشيخ أحمد زكي يماني
- صالح المطلك ينوح على صروح الدكتاتور.
- حين توارى رئيس جمهوريتنا الطالباني في منتجع دوكان
- حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة
- عندما يجعل عبد الباري عطوان.... صدام مرفوع الرأس .
- تقرير بيكر هاملتون وعقدة الاستعلاء الامريكي
- . !بقاء القوات الامريكية في عراقنا ضمانة ومصلحة وطنية
- اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...
- أربع عوائل تتحكم بمصير العراق-القسم الاول
- السيد مسعود البارزاني يحسم خيارات العراق بثلاثة فقط لاغير
- الطائفية مأزق العراق القاتل
- أي غريم نصالح؟
- في الزمن العراقي الردئ قادة التخلف يتحكمون؟
- أين الخلل في حكم الشيعة للعراق
- العراق يحترق وقادته مازالوا يتباحثون
- الأنتهازيون والمرتزقة قاعدة وسند لكل انحراف واستبداد
- غربة الخطاب السياسي العراقي ومرتكزاته المفقودة
- لتعد العمائم الى مساجدها
- الحكم بثلاثين سنة سجن فقط على كلمة متمردة
- صدام ومحاكمته شهادة توجز محنة وطن


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال شاكر - حسن العلوي ابن حقيقته