أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماري تيريز كرياكي - معذرة .. سيدتي هدى الشعراوي ..!














المزيد.....

معذرة .. سيدتي هدى الشعراوي ..!


ماري تيريز كرياكي

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 11:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اعتادت النساء في الحضارات السابقة للمنطقة من يونانية ورومانية وكنعانية وبابلية وتدمرية وسورية الخ ارتداء غطاء الرأس حيث كان آنذاك هو الزي السائد، وإلى الآن مازالت نسائنا في الأرياف يرتدين غطاء الرأس الخاص بهن. إلى أن جاء الحجاب والنقاب، واختلف علماء الدين الإسلامي حوله، فمنهم من قال أنه سنة ومنهم من رفض هذا الرأي، وفي كل الأحوال ليس هذا موضوعنا. لكن هذه الظاهرة ما لبثت أن انتشرت في مجتمعاتنا العربية بشكل كبير، ففي مصر مثلا ,صل عدد النساء اللواتي يرتدينه إلى 80 بالمائة كما تقول إحدى إحصائيات مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصري. وأصبح الحجاب كلباس هو القاعدة وليس الاستثناء.
ويذكر التاريخ كيف ناضلت النساء قبل مائة عام تقريبا داعيات لنزع الحجاب، وعلى رأسهن السيدة هدى الشعراوي، في عام 1924 ، بعد تأسيسها الاتحاد النسائي المصري. وكيف ساندتها السيدات العربيات وفي العام 1944، حين حضرن القاهرة دون حجاب لحضور مؤتمر الاتحاد النسائي العربي ، وأخذن يروجن لتحرير المرأة من كافة قيودها وعلى رأسها الحجاب ومنهن سهير القلماوي ودرية شفيق وأمينة السعيد.
وتوالت نضالات النساء العربيات في كل الدول العربية، كالسيدة منوبيّة الورتاني التي نزعت الحجاب أثناء إلقاء محاضرة في تونس سنة 1924 . وانتفاضة النساء المتظاهرات البحرينيات في العام 1965 حيث حرقن العباءة السوداء رمز الإقصاء والعزل الاجتماعي، وكذلك تخلصت المتظاهرات السعوديات من عباءاتهن في نوفمبر 1990 إثر زلزال حرب الخليج.
إلا أن هذه النضالات كانت مدار أخذ ورد وفقاً للأجواء السياسية وتقلباتها، فمثلا بعد قيام ثورة أيلول/سبتمبر العام 1952 في مصر واعتمادها الشعارات الاشتراكية، تراجع عدد النساء المحجبات، وبدء الوعي بحقوق المرأة في التعليم والعمل والاستقلال المادي. إلى أن كانت هزيمة الخامس من حزيران/يونيه في العام 1967، وما أحدثته من صدمة قوية انهارت على أثرها المفاهيم التي كانت سائدة والقناعات آنذاك، والتي استغلها بعض رجال الدين وفسرها على أنها «عقاب الهي» بسبب عدم التزام المجتمع بالتعاليم الإسلامية، وكان على رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي قيل انه سجد لله شكرا على الهزيمة لأنها كما قال "بينت زيف الشعارات التي روج لها النظام القائم وادعاءاته وقتها"، فكان من الطبيعي أن يلتحق الناس بالمؤسسة الدينية بعد سقوط القيم التي آمنوا بها، وقامت المؤسسة السياسية بتشجيع هذا التوجه لصرف أنظار الناس عن الهزيمة ومحاولة فهم أسبابها، بالتركيز على خروج المرأة عن الدور الذين يريدونه لها وبالتالي العمل على تحميلها كل المآسي والهزائم التي طالت هذه المجتمعات.
وتعززت قوة المؤسسة الدينية خصوصا بعد التوقيع على معاهدة السلام، وبالتالي زادت الدعوات لارتداء الحجاب، الذي أخذ مداه في المجتمعات العربية ولم يعد حكرا على الطبقات الفقيرة وإنما إلى الطبقات الغنية والمثقفة ووصل إلى كل المؤسسات بما فيها التعليمية. وجند الجميع للدعوة إلى العودة إلى الحجاب، وسائل الإعلام والفضائيات، ورجال الأعمال، والدعاة الجدد، والفنانات والفنانين، والدولة بغض الطرف عما يجري الخ.
ووصلت الدعوة إلى الحجاب ذروتها بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2002، وإحساس هؤلاء الجماعات باستهدافهم من قبل أمريكا والغرب، وأصبح الحجاب هو شعار الانتماء إلى مجموعة تميزه وتميز المجموعة التي ينتمي إليها عن الآخرين. وهذا التمايز لإظهار الانتماء لطائفة بعينها الذي جاء كرد فعل على هجمات الغرب الصليبي، بحسب أدبياتهم، هو ظاهرة تدعو لتعزز المفهوم الشوفيني لدى فئة معينة من الناس، خاصة وأن الداعين لارتداء الحجاب يعززون مفهوم الفوقية لدى مرتدياته، على أنهن الأفضل والأتقى وأحيانا الاشرف من الآخرين.

ولا يمكن إغفال العوامل الاقتصادية التي ساهمت في انتشار ظاهرة الحجاب، إذ إن ازدياد الفوارق الطبقية وتقريبا اختفاء الطبقة الوسطى في مجتمعاتنا، أديا إلى انهيار القدرة الشرائية لدى هذه الطبقات وبالتالي لجأت إلى ملاذ يعوض الشعور لدى البعض منهم بالعزل إلى شعور بالتعالي والتعاظم الديني والأخلاقي، وبالتالي يصبح الحجاب تحد للمجتمع الغربي الذي يروج لنموذج الاستهلاك.

ومهما كانت التبريرات لتفنيد هذه الظاهرة من اقتصادية تارة إلى سياسية تارة أخرى فهي مرفوضة كما لا يجوز اختصار كيان المرأة بجسدها، فهذا الجسد الذي خلقه الله على مثاله ليس هو من يثير الشهوات ويحض على الرذيلة، ويدفع بعض الرجال على ارتكاب المعصيات. فالمرأة إنسانة كاملة الإنسانية ، لها واجباتها تجاه نفسها وتجاه المجتمع ولها أيضا حقوق.

عودة على بداية المقال، أود أن أركز أننا بحاجة لإعادة النظر في ماهية الثقافة التي تسود الشارع العربي في الوقت الحالي، والمسألة تتوقف كلها على طريقة التربية، فتكريس مفاهيم الحرية وحدودها هي البداية، والابتعاد عن تعزيز مفهوم الدونية لدى المرأة من كونها أس المشاكل، والدعوة لإجراء مصالحة بين المرأة وبين جسدها من ناحية وبين المرأة والمجتمع من ناحية أخرى، والابتعاد عن التعالي في التعامل مع المحيط الذي نعيش، كل هذه الأسباب مجتمعة تخلق شخصية إنسان متوازن ومنسجم مع المجتمع الذي يعيش فيه وهو ما يجب أن نركز عليه وندعو له.





#ماري_تيريز_كرياكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة عمل لمؤتمر الأقليات في العالم العربي، زوريخ، 24 إلى 26 ...
- خالتي أم بشار
- صوت العقل
- الاستبداد وثقافة القطيع
- المنطقة الرماديّة
- الضيف الجديد
- الصورة
- نساء لبنانيات
- لماذا لبنان؟
- كلنا في الهم نساء
- عبيد القرن الواحد والعشرين
- الإرهاب الفكري
- نظرة على واقع المرأة العربية المهاجرة في النمسا
- كسر حاجز الصمت


المزيد.....




- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماري تيريز كرياكي - معذرة .. سيدتي هدى الشعراوي ..!