أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد شاتي - الانكفاء الثقافي في العراق















المزيد.....

الانكفاء الثقافي في العراق


خالد شاتي

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 08:13
المحور: المجتمع المدني
    


تستمد الثقافة ديمومتها من خلال تعمقها في السلوك البشري الذي سرعان ما يوتي اكله في التاثير الايجابي والسلبي على الاخر مهما تنوعت قناعاته الثقافية وحتى الايدلوجية منها وحينها يمكن ان نصل الى قناعة تؤكد ان مناهل الثقافة يمكن ان تتنوع بتنوع متبنيات البشر وتختلف ايضا باختلاف كل تلك العناصر التي تشترك مشاركة فعلية في خلق قناعة ما ومن تلك المؤثرات البيئة والتقاليد والعرف الذي يحكم المكان فيمكن ان ما نعتبره ثقافة هنا هو عمل سلبي هناك حيث يمكن للكثير من التقاليد والاعراف ان تضمحل وتختفي عندما ننقل عينة من البشر من المحيط الذي تعيش فيه الى محيط يختلف اختلافا جذريا ولان الثقافة حسب تقديري وتصوري هي حالة اكتساب معرفي يتبناه العقل يساعده في ذلك مفهومين متصلين ببعضهما هما التصور والادراك ،وهذا التصور هو الخزين العقلي من التجارب السابقة للذات وللاخرين،اما الادراك فهو القناعة بالمميز من التصور سواء كان سيئا اوجيدا مع تزاحم قاعدة القبيح والحسن في الثقافة نفسها وهو ما نراه حسناً في مجتمعنا ويراه غيرنا قبيحا؟

حالة الانكفاء الثقافي
بعد ان تميزت الثقافة في العراق في العقود السبعينية من القرن الماضي بالثراء الثقافي والعطاء المميزالذي استطاع ان يكون خزينا انسانيا من العطاء الادبي والثقافي والمعرفي،حيث ان تلك الفترة انتجت الكثير من المثقفين والادباء الذين كانوا وبنتاجاتهم الابداعية هوية العراق الثقافية التي سجلت مرحلة متقدمة من مراحل النمو الثقافي مع ما عانى المثقف حينها من العوز والفاقة تصل احيانا الى الضياع التام والانعزال عن المجتمع الا ان كل ذلك لم يستطع ان يجهض المشروع الثقافي في العراق فخرجت اسماءا لامعة كان لها سبق القصب في تبني مثل هكذا مشاريع ،
مع ان السلطة حينها كانت تنظر الى مثل هكذا توجهات بانها توجهات تطيح بالمشروع الحكومي الذي كان يتخذ مننشر الجهل واستشرائه وسيلة لاشغال الناس عن دورهم التغيري واشغالهم بهم العيش على بقية الهموم الاخرى لان المثقف في العراق في تلك الفترة مشكلة يخشاها النظام ويحسب لها الف حساب مع انه تعامل معها تعاملا امنيا محضا حيث ان الكثير من المثقفين والادباء قد اعدت لهم تهما جاهزة اهمها الاخلال بالامن والتعدي على السلطة باعتبار ان المثقف العراقي يسير بطريق غير الطريق الذي ترسمه السلطة له بعد ان اعدت السلطة برنامجا كبيرا كان الهدف منه تثقيف لللسطة فقط فكل مشروع ثقافي لا يمر عبر القنوات السلطوية يكون مصيره الفشل والتهديد في ان واحد ،واستمر عطاء المثقفين بالرغم من كل تلك الاجواء المشحونة والسلبية باثراء العامل الثقافي اثراءا واعيا و متنوعا؟
واصبحت الثقافة وعلى كافة الاصعدة تمتد جذورها في النفوس لتفعل فعلها الواعي والمتمدن؟
اما بعد سقوط النظام فان الثقافة والمثقفين انزووا في ركن قصي ينظرون الى تلك الثقافات الوافدة التي جعلت من العنف والقتل سلوكا يوميا يتقوت به كل المتعطشين للدماء ممن كانوا في السابق يشدون الخناق على كل مَن يحاول الارتقاء بالجماهير الى مستوى التفكير الايجابي في اتخاذ الخطوات البنائية والغائية في رسم خارطة الثقافة في العراق؟
فانتشرت ثقافة العنف بحيث انكفى المجتمع على ذاته وبات يخشى اي نشاط يمكن ان يحسب عليه في الكثير من مجالات الثقافة في الفن والادب والحياة مع ان هذا الشعب له الكثير من التجارب الناجحة على مستوى الابداع والخلق بعد فوز الكثير من الادباء والفنانين بجوائز قيمة جعلت من اسم العراق لامعا في الكثير من المحافل العربية والدولية ايضا.
وحتى تستمر حالات التطويق لخنق الابداع والعطاء فقد استهدف الكثير من المثقفين والادباء لعمليات قتل منظمة من قبل الكثير من المجاميع المسلحة التي اختلطت عليها الرؤيا وجعلت من تلك العطاءات محظورة بدعوى التحريم تارة والخروج تارة اخرى ،مع ان كل بلاد الله تعرف بمثقيها وادبائها ولا يمكن لاي مجتمع متحظر ان يستطيع الاستمرار في الحياة من دون ان تكون فيه طبقة من المثقفين والادباء ممن يعطون الحياة قيمة وجمالية كبيرة تحسب في مصاف العطاء الجمعي لكل من يعيش على هذه الارض؟
ان الوضع الصعب الذي يعيشه ابناء العراق الجريح يلقي بضلاله الداكنة على عقلية وتصور المتلقي الثقافي والانساني فمن تهدد حياته ويستهدف كا نسان لايمكنه ان يصغي الى الاخر الثقافي الذي يريد ان ينتشله من تلك الاجواء المتشنجة الى عالم اخر مليء بالامل والعطاء وهي لعمري مهمة صعبة تضاف الى مهام مَن جعل من المشروع الثقافي هدفا وغاية ترتقي بمستوى الانسان العراقي وتساعده في تجاوز المحنة التي وضع فيها؟
ان كل تلك المؤشرات تجعل من المثقفين والادباء في حالة لا يحسدون عليها وكيف يمكن ان نتصور ان المبدع العراقي يمكن ان يشق طريقه وسط حالات الركام والعنف الذي يطوقه اينما يكون وكيف نفسر كل تلك الظواهر التي تجعل من المبدع مداناً وخارجا على القانون ويستحق القتل ،ان حالة النكوص التي يمر بها الكثير من الناس بسبب تفشي المفاهيم المخطوئة التي تنظر الى الاشياء بعين واحدة وتحاول ان تنال من كل الرموز الثقافية التي حرصت على ابراز الوجه المضيء للعراق من خلال المنتديات والمؤسسات التي اخذت على عاتقها تطوير هذا المشروع والحرص على انجازه؟

المثقف وحالات الاغتراب القسري
ان ما يمر به المثقف في العراق هو حالة من حالات الاغتراب القسري الذي وضع فيه بصورة مقصودة لتعطيل عجلته الثقافية هي حالة تنم عن تخطيط خبيث يراد منه ردم كل ما يمكن ان يساعد في انهاء الازمة من خلال التثقيف بثقافة السلم والتسامح وقبول الاخر ؟
اما حالات الاغتراب الذي يعاني منها المثقف العراقي فهي حالات ليس جديدة عليه ولا على تجربته التي امتئلت بالكثير من الارهاصات والمنغصات ،وهذا الامر بحد ذاته يبعد المثقف عن اداء دوره الابداعي والانساني، اما اذا اردنا ان نعرف الاسباب الكامنة وراء ذلك الاغتراب فابلاضافة لعمليات التهديد والقتل الذي حددت حركة المثقف وابعدته عن مهمته النبيلة والكبيرة فان عدم وقوف مؤسسة تراعي المثقف وتوفر له ما يمكن ان يسد رمقه على الاقل اذا لم نقل توفر له كافة الامتيازات المالية والمعنوية حتى لا يصبح هذا الهاجس مسيطر عليه فيفقد كل ما من شانه ان يساهم في نجاح مهمته تلك،فان الكثير من المثقفين والادباء ومع الاسف لم توفر لهم السبل البسيطة في العيش فقضوا وهم مطروحين على الارصفة والشوارع وكانهم نكرات لا دخل للثقافة بهم ولا بانجازاتهم الابداعية فمن منا لا يعرف (جبار الغزي )و(عبد الامير الحصيري) مثلا ومن منا لم يحفظ قصيدة لهذا او ذاك منهم ،الم تلفظهم الشوارع والاصحاب فعاشوا غرباء بين اهلهم ومحبيهم ؟
وحتى لا تنتقل العدوى الى المثقفين والادباء فيجب ان نستفيد من التجارب الماضية وان نصون اصحابنا ونحفظهم لان في حفظهم حفظا للعراق واهله من خلال التعريف بمظلومياتهم وحث الجهات المعنية بالاعتناء بهم والوقوف على احوالهم قبل ان نستيقظ يوما فلا نجدهم ولا نجد تلك النصوص والاعمال التي تريح النفس وتشعرنا بادميتنا قبل كل شي؟
وحتى يتم ما نريد لهولاء المثقفين فيجب ان:-
1- تهتم الجهات الحكومية بالمثقفين والادباء بمنحهم رواتب ومكافات تعينهم على حياتهم الصعبة والقاسية
2- انشاء مؤسسات ثقافية تهتم بكل المفردات الابداعية لهم من مختلف المشارب الثقافية والمعرفية.
3- تطوير المؤسسات الثقافية من اتحاد الادباء والكتاب الى نقابة الصحفيين العراقيين بالدعم المالي والمعنوي والوقوف على جميع الاحتياجات الكفيلة بانجاح المشروع الثقافي في العراق.
4- معونة كبار السن ممن كان لهم دورا مميزا في ابراز وجه العراق الحضاري وتعويض مَن مات منهم .
5- فسح المجال في القنوات الفضائية لجميع المنجزات الادبية والثقافية والمساعدة في ايصالها الى الناس وتعريفهم بها.
6- التاكيد على المسابقات والمنافسات من اجل استخلاص المنجز الادبي والثقافي
والمساعدة على وصوله الى جميع الناس من خلال طبع المجاميع الادبية والثقافية وسهولة ذلك على الدولة لاتاحة المجال امام المبدع في الخلق والعطاء.
واخيرا فان الجميع معنيون بالصرح الثقافي العراقي لانه في الاخير يصب في مصلحة الوطن والمواطن؟



#خالد_شاتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع القتل الاعلامي


المزيد.....




- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد شاتي - الانكفاء الثقافي في العراق