أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - اللعب ... قناع الطفل المستعار















المزيد.....

اللعب ... قناع الطفل المستعار


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 08:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتبر اللعب من السمات المهمة والتي تشترك فيها أغلب الكائنات الحية ، فنجد الطفل الإنساني يلعب منذ ولادته ، وكذلك صغار الحيوانات ، كالقردة والقطط والكلاب وحتى الأسود والفهود ، فهذه السمة الربانية ، هي سمة فطرية لدى الكائنات جميعا ، أوجدها الخالق في هذه الكائنات لفسح المجال لها بالتعبير بصورة طبيعية بسيطة .أما الطفل الإنساني فيبدأ باللعب منذ ولادته ، فهو يلعب بلسانه أثناء الرضاعة من صدر أمه ، كما أنه يلعب بأقدامه ويديه أثناء حركتهما العشوائية ، وكذلك لعبه بالمقاطع الصوتية بعد بلوغه سن الثلاثة أشهر .. فاللعب بذلك ، هو نشاط حر موجه أو غير موجه ويكون على شكل أنشطة يمارسها الطفل منذ ميلاده وحتى نهاية العمر بشكل فردي أو جماعي .
واللعب في أصله كذلك ، هو عملية لتفريغ شحنات من المشاعر والرغبات الكامنة في النفس نحو الخارج بغرض التعبير عن تلك المشاعر والرغبات بحركات معينة وأنماط مختلفة يؤدي كل منها الغرض الذي وجدت من أجله .
وقد كان اللعب في الماضي يمارس بشكل عشوائي من قبل الأطفال ، ثم جاءت النظريات الحديثة وأولت اللعب أهمية كبيرة ، ليس في كونه مفرغ لنشاط الأطفال فحسب ، بل أستخدم اللعب كأسلوب من أساليب العلاج التقني للعديد من الأمراض التي يصاب بها الأطفال ، باعتباره إحدى الوسائل المفضلة للطفل في تخليه عن خوفه وخجله واندماجه الكامل أثناء ممارسة اللعب . ولذلك فقد ظهرت عدة وظائف للعب ، منها ، الوظيفة العلاجية التي تبحث في مخاوف الأطفال من الظلمة ومن الخوف من المرض والخوف من الحرمان والخوف من بعض المهن ، كمهنة الطبيب ، وكذلك لتقليل العنف لديهم والغيرة والتعلق الزائد بالوالدين وغيرها من الأمراض الاجتماعية ، وهو يوفر كذلك وظيفة تعويضية ، ونقصد بها أن الطفل يمارس لعبة ما ليسد حاجة لديه ، كأن تكون حاجة نفسية ، مثل رضاه عن ذاته ، أو حاجة اجتماعية ، كحاجته لحب الوالدين والتقبل الاجتماعي من الآخرين . كما يساهم اللعب في تطور مهارات جسمه وزيادة مرونة عضلاته ، كممارسة أنواع مختلفة من الرياضة ، مثل الجري والقفز ولعب الكرة .
ونتيجة لما حققه اللعب من نتائج مدهشة في تنمية قدرات الأطفال ، ظهر العديد من أنواع اللعب المختلفة التي أدت دورا مهما في نشأة الطفل التربوية والإنسانية الصحيحة واللعب نوعان :
أ – اللعب الفردي : وهو أن يلعب الطفل بمفرده ، أو قد يمارس ألعابا تحتاج الى شخص واحد فقط ، كاختيار دور معين وتمثيله ، أو تركيب قطع المكعبات ،وتكمن الخطورة في هذا النوع من اللعب أنه يؤدي الى العزلة وعدم تكوين الصداقات مع الأطفال الآخرين ، وقد يعرضه الى الكبت في المشاعر ، وكذلك التأثير على نطقه ، إذ نجد أغلب الأطفال المنعزلين ، تكون المفردات اللغوية لديهم قليلة بفعل عدم الاختلاط وتجاذب الحوار مع الآخرين في مثل سنه .
ب - اللعب الجماعي : وهو اللعب الذي يمارس في أغلب رياض الأطفال والمدارس، وفيه يميل الطفل الى التعبير عن ذاته مع الجماعة ، وتتكون علاقات صداقة وطيدة أثناء ممارسته لهذا النوع من اللعب الذي تزول فيه عناصر الوحدة والخجل والخوف من الآخرين ، وتزيد في نفسه عناصر الثقة والتحدي والتنافس وقد الصلات والصداقات مع من حوله .
وللعب أشكال مختلفة منها :
· اللعب التمثيلي / التقليد
وفيه يتبنى الطفل دورا معينا ، مثل دور أحد البالغين من حوله ( أمه ن أباه ، معلمه ) وتمثيله وأتقانه وممارسة كل ما يتعلق بهذا الدور ، وبذلك فهو يتعرف على حسنات وسيئات الدور الذي يلعبه ، ويعبر عن رضاه نحو الأشياء الأيجابية التي ترضيه ويتبناها في لعبه ،وقد يمارس دور الأم مثلا في التأنيب لأفعاله ، فنجده يحدث نفسه ويعاقب أعماله بنفسه ، وكأنه شخص آخر يتحدث معه . وقد أدى هذا النوع من اللعب دورا مهما في العلاج التقني ، إذ يقوم المعالج على تقديم اختبارات الأدوار للطفل ، وبعد أن يختار أحد الأدوار،يظهر في سلوكه كل ما أثار في نفسه القلق والخوف أو الأضطراب من هذا النوع من اللعب ، وهذا مكن الأطباء النفسيين والاجتماعيين من حل أغلب المشاكل التي يعاني منها الأطفال ، كما استخدمه التربويون في عملية تعليم الأطفال للقيم والأخلاق والمبادئ والسلوكيات المرغوبة من قبل المجتمع والتي نريدها أن تنتقل اليهم عن طريق معرفتهم بها وإدراكهم لها ومن ثم ترجمتها الى سلوك مرغوب يكافأون عليه ،
· اللعب بالطين والماء
تعتبر ألعاب الطين والماء من اكثر الألعاب تشويقا للأطفال ، إذ يمارسون فيها قدراتهم على البناء وإعداد الأشكال وأستعمال أناملهم في تكوين هذه أشكال وكذلك استخدام الخيال والإبداع في تكوين أشكال لايعرفونها من قبل ، وأشكالا أخرى عبروا عنها بما يرونه في فكرهم النامي . وهذه الألعاب ذات قيمة تربوية عالية في تعليم الطفل لخصائص المادة وكيفية تحويلها من شكل لآخر ، مما ينمي لديهم القدرات الأبتكارية والأبداعية ، وقد نتعرف عن طريق هذا النوع من اللعب على بعض المواهب الصغيرة وتبنيها وتقديمها للمجتمع .
· اللعب الفني
ونقصد به اللعب بالألوان وخلطها والرسم وتكوين اللوحات وترك المجال للطفل للتعرف والأكتشاف الذي يحصل عليه من مزجه للونين أو اكثر واستخراج لو جديد قد يكتشفه لأول مرة ، فيزيد من خبرته ويساعده على التذوق للعناصر الجمالية في مزج الألوان واختيارها وتناسقها .
· اللعب التكويني أو التركيبي والبنائي
يزيد هذا النوع من اللعب قدرة الطفل على إدراك العناصر التي يجب توافرها لأنجاز الشكل النهائي لها ، فهو يساعد على استخدام مهارات ذات علاقة بنموه الفكري ، مثل المقارنة والتشابه والأختلاف بين الأشكال التي يعدها ن وكذلك تعد محاولات الخطأ والصواب في البناء عامل مهم يزيد من قدرة الطفل على التعلم .
· اللعب التعليمي
وهو أهم أنواع اللعب وأخطرها ، فهو يسهم في تعلم الطفل لمفاهيم مختلفة ، كالتصنيف والتسلسل والأطوال والأعداد وإعادة الجزء مع الكل ، كذلك فهو يسهم في زيادة فهم الطفل وقدرته على حل المشكلات بشكل منطقي بحيث تترك له الفرصة كي ينجز مهمته بأقل وقت ممكن وأقل جهد مبذول من قبله .
إن توفير الألعاب للطفل عملية ضرورية ، وهو يحتاج لها كحاجته الى الغذاء والنوم ، فهي طريقه الأسهل نحو التعلم والأكثر وضوحا وثباتا ، إلا أننا قد نواجه مشكلة مهمة ، وهي كيفية اختيارنا للعبة المناسبة لعمر الطفل ، لذا قام العلماء الذين درسوا خصائص الطفولة بمحاولة لتقييم ألعاب الأطفال حسب قدراتهم العقلية والجسمية ، ومن هذه الألعاب :
· ألعاب المهد / وهي أولى الألعاب التي تقدم للطفل وهو في المهد ، وتدعى
( المتدليات ) ، وتتضمن أشكالا مختلفة بألوان زاهية براقة .. عندما يراها الطفل ، فانه يحرك جسمه كله نحوها ويحاول الإمساك بها وضربها ، وإن أفلح أعاد الكرة ، وتساهم هذه الألعاب عادة في زيادة تركيز الطفل وتقوية قدراته البصرية ، وكذلك تقوية عضلات جسمه وأنامله الصغيرة .
· ألعاب المناغاة / إن اللعب بالألفاظ والكلمات هي نوع آخر يستعمله الطفل في
بداية تعلمه للنطق ، إذ يجد متعة في إعادة الكلمة التي نطقها وتغيير حروفها ، وصوتها ن وتقسيمها واضافة مقطع آخر لها ، وتكرارها ، .. إن هذا النوع من اللعب يسهم في زيادة الذخيرة اللغوية للطفل ، كما انه يسهم في تقوية نطقه للحروف وتمييزها ويسهم بعد فترة من تقدمه بالعمر في حفظه للكلمات وحفظ مدلولاتها ومعانيها .
· الجري والقفز / بعد أن يصل الطفل الى مرحلة المشي ، فأنه يحاول السير
بسرعة مستعملا بذلك أطراف أصابعه في أولى محاولاته للمشي ، كما أنه يفتح يديه للتوازن كي يسيطر على حركاته ، وبعد أن تقوى عضلات القدم ، نلاحظ الأطفال يمارسون ألعاب الجري والقفز .. إن المتعة ليست في الجري فحسب ، بل بأكتشافهم للهواء وهو يضرب وجوههم ن وكذلك اختبار سرعتهم وقدراتهم والتباهي بما لديهم من مهارات على الحركة تسهم في انتقالهم من مكان لآخر وتعلمهم لخبرات أثناء أنتقالهم ، إذ يتعرفون على وظيفة القدم والساق ، كعضو مهم في الجسم يستعمل لعدة أغراض كالوقوف والجري والسير والتنقل والقفز .. الخ . هذه الخبرات يستمدها الطفل أثناء ممارسته للنشاط المرغوب لديه .
* الألعاب الفكرية / وتشمل هذه الألعاب كل ما يهم العقل في إعدادها ، كالمكعبات المختلفة وألعاب ( البازل ) المنوعة وألعاب البناء والحل والتركيب .. تساعد هذه الألعاب الأطفال على الانتقال التدريجي من الخطوة الأولى الى الخطوة الثانية وبشكل منطقي حسب وجهة نظرهم وصولا الى نهاية الحل بإعداد الشكل النهائي ، وبذلك يتعلم الطفل كيف يستعمل التفكير المنطقي المتسلسل في تكوين الشكل الذي يريده .



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم
- الاضطراب في الكلام .. اضطراب في أساليب التنشئة الأسرية
- تفكيرنا .. عمقنا وأسرارنا الخفية
- لغتنا قارئة ُ فنجان ٍ لأفكارنا
- التوافق الإجتماعي والتكيف الإجتماعي وجهان لعملتين مختلفتين
- الغافل عن الشيء لا يدركه
- تكوين المفاهيم عند الأطفال
- شخصيات متعددات في أنسان واحد


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - اللعب ... قناع الطفل المستعار