أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فواز فرحان - الرأسماليه..وعولمة المجتمعات..2















المزيد.....

الرأسماليه..وعولمة المجتمعات..2


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1873 - 2007 / 4 / 2 - 12:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في الجزء الاول تناولت جانب من جوانب السيطرة التي تفرضها الشركات الاحتكاريه الكبرى على الاقتصاديات الوطنيه من خلال محاولتها السيطره على قطاعي الاسكان والطاقه,والحقيقه ان الحرب التي شنتها الولايات المتحده على كل من العراق وافغانستان ساهمت الى حد معين في الحد من التطلعات الساديه لهذه الشركات مثلما ساهم ارتفاع اسعار النفط والغاز هو الاخر في تقليل ارباحها المتوقعه وجعلها تعدل عن المضيئ في مشاريعها الكبرى الاخرى التي كانت تهدف بالاساس الى خلق مناطق نفوذ اخرى في العالم.ففي القاره الامريكيه الجنوبيه لعبت شركة الفواكه المتحده والبنوك التابعه للشركات الاحتكاريه العالميه الكبرى دورا بارزا في اخضاع وشل اقتصاديات هذه البلدان وجعلها راغبه ام رافضه تدور في طوق الحلقه المفرغه التي ساهمت في جعلها عاجزه عن الخروج من ازماتها المستعصيه رغم تناوب اكثر من حكومه للتصدي لها والحقيقه ان تغلغل نفوذ الشركات الكبرى وصل حد دخوله التشريعات الاقتصاديه والاجتماعيه في البلاد وجعله نقاطا ثابته في الدستور وان التعرض لها يمثل خرقا لهذا الدستور,ولعب صندوق النقد الدولي هو الاخر دورا مؤثرا من خلال قروضه المشروطه بادخال تعديلات راسماليه تطال جوانب حسساسة في الاقتصاديات الوطنيه وجعلها تفتح ابواب الخصخصه امام الشركات التي تقوم هي بالاساس بوضع هذه الشروط وتحدد طبيعة المجالات التي يتوجب على الدوله خصخصتها وتتفق مع ما ترمي اليها مصالحها.وتتجنب الكثير من الدول الوقوع في فخ الاقتراض من المؤسسات الماليه الدوليه وصندوق النقد خوفا من جر البلاد الى مستنقع الشروط المفروضه والتي لا يمكن الايفاء بها في اغلب الاحيان فأن حدث ذلك وتمكنت دوله معينه من تسديد القروض بسرعه كما حدث مع روسيا التي ورثت ديون الاتحاد السوفيتي وقروضه من صندوق النقد الدولي ونادي باريس فأن حساب الفائده على الدين العام الذي يرتفع بأطراد يطوقها من الجهة الاخرى.اما اليوم وبعد دخول التكنولوجيا الحديثه الى البورصات العالميه فأصبح بالامكان التلاعب بمئات المليارات في غضون ساعات محدده فمثلا يقوم الكثيرون من اصحاب رؤوس الاموال المتوسطه والكبيره بأستثمار اموالهم في شراء اسهم في شركة بريتش تيلكوم على سبيل المثال ويذهبوا لاداء وظائفهم الحكوميه او مصالحهم الخاصه وتقوم الشركه التي استقطبت هذه الاموال من خلال عرض اسهمها للبيع في الصباح بأستثمار الاموال في شراء اسهم من شركات اخرى كبيره في العالم او شراء عقارات عملاقه او اسهم في هذه العقارات في الخليج او سنغافوره او اليابان مع الساعات الاولى من الصباح وتقوم مع اقتراب الظهيره بطرح معظم هذه الاسهم التي قامت بشراءها للبيع بسعر معين يضمن لها ارباح معينه وتتم عملية البيع حتى اقتراب ساعات الاقفال للبورصة فيأتي الذين استثمروا اموالهم في الشركه مع ساعات المساء ليتابعوا ارباحهم من خلال شاشات التلفزيون التي تعرض ارباح وخسائر البورصات العالميه في اسفل شاشاتها اومن خلال شبكة الانترنت التي اصبحت حلقة الوصل بين العالم باسره وحولته الى قريه صغيره ويكون هذا المستثمر الصغير قد حقق ارباح معينه دون ان يزعج نفسه في تجاره عينيه من نوع اخر قد تؤدي الى خسارته لرأسماله مهما كان صغيرا قياسا لتلك الشركات التي يستثمر فيها امواله.هذه العمليه تحدث بمعزل عن نشاط الشركه الاساسي المتمثل في الارباح التي تحصل عليها من الخدمات التي تقدمها من الهاتف والانترنت والاقمار الصناعيه المستاجره.وهذا النوع من المتاجره لم يكن معهودا في السابق كما انه يساهم في خلق طبقات من المستثمرين الصغار الذين ينسلخون من جلد الطبقه العامله ولا يفضلوا العوده لصفوفها ثانية والتكنولوجيا الحديثه هي الاخرى ساهمت الى حد بعيد في تحقيق الاختراق التي كانت الشركات الكبرى تتوخاه لولا ظهور المنتجات الصينيه والكوريه الرخيصة الثمن والعمليه والتي اوقفت بعض الشيئ ابتلاع هذه الشركات للعالم.وحتى الحروب التي تخوضها وتمولها هذه الراسماليه غالبا ما تكون محسوبة النتائج سلفا ويتم الاعداد لها بطريقه سحريه تمكنهم من خداع الراي العام العالمي وتحويل جزءا منه الى صفوفها من خلال خداعهم وتلفيق التهم او من خلال شراء ذمم البعض الاخر الذي لا يرى ضيرا في تجنيد نفسه لخدمة الراسماليه طالما انها تدفع له وتنقله الى عالم اخر.فقد توقعت الاداره الاوليغاركيه الماليه الحاكمه في امريكا ان تصل كلفة الحرب على العراق الى 75 مليار دولار وان الارباح التي ستنتج عنها قد تفوق رقم التكاليف بعشرة اضعاف لكن هذه الحسابات كانت خاطئه كما اثبتت الاحداث وقدرت لجنة من الكونغرس ان تكليف هذه الحرب ستصل الى 500 مليار دولار اي ما يوازي كلفة 12 عام من حرب فيتنام وان هذه الارقام تشمل تكلفة العمليات الحربيه وعمليات اعادة بناء مؤسسات الدوله العراقيه ومعرف طبعا ان معظم هذه الاموال اختفت في ظروف غامضة في دهاليز ادارات الدوله الجديده المغرقه في الفساد.اما الاموال التي يتم انفاقها بصوره تقليديه فلا يتم ادخالها في هذه الحسابات وهي مرتبات الجنود والرعايه الصحيه المستقبليه لهم,هذا بالاضافة الىعدم حساب الفائده على الدين العام الاميريكي الذي يرتفع باستمرار نتيجة الحرب,وفي ديسمبر الماضي وجه اعضاء من الكونغرس رساله الى الرئيس الامريكي بوش طلبوا منه البدء بتمويل الحرب من الميزانيه العامه وليس من خلال تقديم طلبات تمويل اضافيه يكون مصدرها ارصدة الشركات واللوبيات التي شجعت الرئيس لدخول هذه الحرب واذا ما تحقق ذلك فأن ان اثار الحرب والعولمه معا ستطال في تاثيراتها المجتمع الامريكي لاول مره منذ عقود لا سيما وان هناك نفقات اخرى بالانتظار لا تقل في حجمها عن تكاليف الحرب وهي تلافي تداعيات الحرب وتكلفة الرعايه الطبيه للجنود والتعويضات التي ستقدم لعوائل الجنود الذين فقدوا في الحرب او تشظت جثثهم ولم تتمكن الاداره العسكريه من جمعها وبذلك تكون التاثيرات التي ستطال المجتمع الامريكي لا تقل في سلبيتها عن تلك التي ستطال الشعوب الاخرى.كما ان هناك اخطارا كثيره تتهدد العولمه في الانتشار وخاصة في اسيا بعد خسارتها لاسواق النمور الاسيويه لصالح كل من الصين واليابان وكل ذلك يدفع الولايات المتحده باتجاه تركيزها على الشرق الاوسط والعالم الاسلامي الذي بدأ هو الاخر بالتحضير لمنع نجاح المشروع الامريكي والعولمه في بلدانه خاصة وان الذين اداروا هذه الحرب لايتمتعوا اطلاقا بفهم دقيق لواقع المنطقه.ان صعود الاقطاب الاخرى في المعادله الاقتصاديه كالصين والاتحاد الاوربي وروسيا سيؤدي حتما الى انكماش الاقتصاد الامريكي وسيكون بحاجه الى سنوات طويله كي يتخلص من تداعيات الحروب التي دخلت فيها الادارات المتتاليه للدوله الامريكيه.




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسماليه..وعولمة المجتمعات
- اليسار الماركسي العراقي..والحوار الغائب
- المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث
- سقوط الدكتاتوريه..والبديل الديمقراطي
- المصالحه الوطنيه..والحلول الواقعيه
- الماركسيه...واليسار العالمي
- البيت الابيض..واليوم الاسود
- بعشيقه والفكر الشيوعي
- جوانب مظلمه في الحرب الامريكيه على الارهاب 2
- حول تعريف حقيقي لليسار
- جوانب مظلمة في الحرب الامريكيه على الارهاب


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فواز فرحان - الرأسماليه..وعولمة المجتمعات..2