أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف محسن - جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية عراقية















المزيد.....

جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية عراقية


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


) ان اعادة التفكير جذريا بمسألة الثقافة الوطنية العراقية وطرح المشكلة بشكل مختلف كليا بعد كل ما حصل خلال حقبة تاريخية طويلة نسبيا وقراءة طبيعة التوسعات والاستقطابات التاريخية والتراجعات والانهيارات للمشروع الوطني العراقي منذ التكوين الاول للدولة المركزية الذي تم تأسيس اطره وتصميمه وفق نموذج عصر الحداثة الاوروبية (الغاء الهويات الفرعية لصالح تمركز هوياتي عدم الاعتراف بالمشتركات القومية والدينية والاثنية الدمج القسري للجماعات والمكونات وتشكيل الدولة). فقد قامت الدولة العراقية 1921 على ترميم الطبقات القديمة والقوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت متطابقة مع التركيبات السوسيولوجية للمجتمع العراقي وادت هذه الدولة دورا وظائفيا بالغ الاهمية في المشروع الثقافي حيث تم ترسيم خطاب ثقافي احادي يمتلك الحقيقة المطلقة في ذاته مع اقصاء الخطابات الثقافية الاخرى حيث شكلت هذه الدولة (كليات ثقافية مركزية) وهمشت الثقافات الوطنية الفرعية كالثقافة الاسلامية التنويرية، الثقافة العلمانية (الماركسية والليبرالية) بالاضافة الى ثقافات الجماعات القومية والاثنية والدينية للمكونات العراقية وفرضت ثقافة شوفينية عدوانية في مجال التداول متماثلة في تجلياتها مع الرؤية الفاشية للتاريخ وتقنياته في فهم العالم فتم تكريس البنية الذهنية الاستبدادية والحكم المطلق داخل حقل المتخيل الثقافي العراقي وهنا يكمن اخفاق تشكل ثقافة وطنية خلال حقبة الملكية الدستورية اما دولة الانقلابات العسكرية فقد استطاعت ان تهضم سائر المكونات الثقافية لصالح خطاب قومي شمولي وقد تميزت هذه الدولة بدرجة عالية من المركزية ادت الى كبت مجموعة التناقضات المتراكمة في البنية الاجتماعية ورافق هذا المشروع خطاب شاذ عن النظام الثقافي العراقي وتركيباته الديموغرافية ان هذه الدولة تكاد تكون حاضنة اولية معادية للثقافات بمعناها المتعدد (للهويات والافكار والرؤى) لاشتغال آليات الحذف المستمر للانظمة الثقافية الاخرى سوى كانت الكوردية او التركمانية او الايزيدية او الكلدانية. (2) بعد انهيار النظام العراقي القديم لم يخضع المشهد الثقافي العراقي الى متغيرات راديكالية كبيرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة لارتباط هذه المسألة المعقدة نسبيا بطبيعة السلطة السياسية وتركيبات البنيات التقليدية والقوى الاجتماعية والسياسية السائدة في المجتمع العراقي اذ قامت النخب السياسية العراقية باعادة انتاج الثقافات التقليدية الما قبل الدولة الحديثة (الطائفية والاثنية والقومية) بسبب ضعف الحراك السياسي للطبقات الاجتماعية العراقية وعدم تبلور جماعات المثقفين العراقيين وتحولهم الى قوة فاعلة في التاريخ فضلا عن دوغمائية الاحزاب السياسية العراقية. وبدأ الحقل الثقافي العراقي يتماهى مع المشهد السياسي متشظيا حول الثقافات الفرعية واكتشاف القيم العشائرية والوجود الاقلوي والطائفي نتيجة لبروز المحاصصة في الحقل السياسي ان هذا التمركز حول الهويات الثقافية الفرعية هو نهاية التاريخ لمفهوم الثقافة الوطنية. فقد اصبح هذا التمركز داخل الثقافات الطائفية والثقافات الاثنية والقومية جزءا من نظام السيرورات البسيكو ـ اجتماعية للجماعات والافراد وهي محصلة مرتبطة بتعيينات الحقل الثقافي الى هذه الهويات الثقافية التي تتكون من انماط ثقافية عتيقة وبنى وتقاليد وطقوس واساطير تشكل عائقا ابيستيمولوجيا لتأسيس المؤسسة الحديثة اذ ان السلطة والمرجعيات الثقافية تكون محكومة بشكل خفي ضمن نسق الولاء كمعيار اولي يؤدي الى تفكك البنى الاجتماعي والسياسية ويتناقض مع تشكل ثقافة وطنية عراقية. اذ تعاني النخب السياسية العراقية اختلالات هيكلية او انفصاما سياسيا فهي مندمجة مع خطابات ثقافوية شعوبية تروج بعدم النضج السياسي للمجتمع العراقي لاستيعاب مفهوم الديمقراطية مما يؤدي الى وضع المشروع الثقافي العراقي في مأزق ميتافيزيقي. (3) التساؤل يتمحور حول كيف يتم تأسيس رؤية ستراتيجية لثقافة وطنية عراقية ثقافة تنويرية عقلانية داخل بنى تقليدية؟ بدون آليات الحذف والصهر للثقافات الفرعية التي تمثل المكونات التاريخية للمجتمع العراقي سواء كانت الثقافة الكوردية ام الايزيدية او الصابئة او التركمانية او الاشورية او الكلدانية او الثقافة السنية او الشيعية او العلمانية او الليبرالية الحديثة. كمرحلة اولية يتطلب العمل تحقيق قطيعة معرفية مع الرؤية الاحادية القائمة داخل النظام الثقافي العراقي والانتقال من الثقافة المؤسساتية المركزية الى النظام الثقافي التعددي اللامركزي وقراءة تاريخ المجتمع العراقي كجزء من التاريخ العالمي الكوني وليس كوحدات منفصلة دائما كصيرورة تاريخية وتسمية مراكز الابحاث والدراسات التاريخية والاقتصادية والفلسفية والجغرافية لطبيعة الجماعات والمكونات العراقية واستخدام المناهج المعرفية الجديدة وسلسلة المقولات والمفاهيم الحديثة ونقد الجذور النظرية والمعرفية للكتابات المنتجة داخل تمثيلات النظام الثقافي العراقي هو الدرس العلمي الموضوعي الاولي لانهاء شكل من اشكال الرؤية الاحادية المؤسساتية الثقافية ورفض الذهنية الاستبدادية وآليات القهر والاخضاع واعادة تشكيل وعي جماعي للوجود الموضوعي للجماعات العراقية والسعي نحو العقلانية في تأسيس البنى الثقافية لتجاوز العقلية الدوغمائية والتفرد والتسلط وممارسة نقد جذري للتركيبات السياسية الاقصائية التي هيمنت على الثقافة العراقية ضمن مرحلة تاريخية طويلة وبناء دولة القانون لاضعاف تاثير القادة السياسيين والدينيين التقليديين واحداث تراكمات رأسمالية يمكن ان تؤدي دورا وظائفيا وعاملا سياسيا وفكريا واجتماعيا في قيام عناصر الفصل بمختلف اشكاله في المجتمع التي تمثل حجر الزاوية في بناء ستراتيجية ثقافية فضلا عن المكانة التاريخية للمثقفين في تشكيل المشهد الفكري العراقي بالشراكة مع الفكر التنويري العالمي وممارسة الدور النقدي للمؤسسات الراكدة في النهج السياسي والاجتماعي العراقي وفي انتاج الافكار والتصورات واعادة بناء المجال المجتمعي للرؤية الثقافية التي تتجاوز الانشقاقات السياسية والدينية والقومية للمجتمع العراقي لتسهم المؤسسات الديمقراطية في اعادة تماسك الافراد والجماعات. (4) ان الاسهام في بلورة رؤية ستراتيجية للثقافة الوطنية العراقية مندمجة بالمشروع الديمقراطي للدولة العراقية يتطلب تحديد مفهوم الثقافة بوصفها مركبا عضويا من الثقافات الفرعية وتشمل المعارف والمعتقدات والفن والقانون والاخلاق والتقاليد والقيم والطقوس والحكايات الخرافية وكل القابليات التي يكتسبها الانسان او الجماعة. هذه المجموعة من التوصيفات تتفاعل فيما بينها لخلق رؤية مشتركة مرتبطة بالتراث الثقافي الانساني للمجتمع العراقي وهو امتداد للبناءات الحية التي تمتد جذورها الى التراث الرافديني والسومري والتراث الاسلامي وتشكل الهوية الجماعية للثقافة العراقية الوطنية ان هذا الاسهام مسألة بالغة الاهمية لكونها التاريخ المركب للثقافات الذي يمر عبر التواصل التاريخي لاستعادة الهوية الوطنية العراقية ضمن اطار يصبح فيه التنوع والتعدد والاختلاف قوة في انتاج المعنى ولا يمكن تحقيق هذا المشروع الا ضمن مجتمع تتشكل فيه المؤسسات الديمقراطية يرتبط ببناء عناصر المجتمع المدني وتداول السلطة سلميا وتحديث المؤسسات والنمو الاقتصادي واستقرار البنى والتوازن البشري وفتح حوار تنويري بالتوجه صوب العقلانية السياسية. هذه التحديدات والتعيينات تؤسس ميثاقا ثقافيا او خارطة للطريق تتضمن حسب توصيفات المفكر العراقي كاظم حبيب. 1. الاقرار بوجود تعدد وتنوع ثقافي في العراق من الناحيتين القومية والفكرية واحترام ذلك فتح المجال رحبا لتفاعل وتطور وتلاقح هذه الثقافات. 2. الابتعاد كليا عن ثقافة العنف والاقصاء والشمولية ورفض الرأي الاخر والاعتراف بوجود الاخر واحترامه وفسح المجال له للتعبير عن نفسه وابداعاته. 3. الاقرار بان الحياة الثقافية للفرد والمجتمع تبدأ بالتربية المنزلية والمدرسة والجامعة وبمضامين واساليب الاعلام المرئي والمسموع والمقروء والمنقول شفاها وهي العملية التي يفترض العناية بها وان يتحقق التغيير والتنوير والاصلاح لتسهم في خلق البنية الثقافية العراقية الديمقراطية الجديدة والحديثة والاقتناع بان الثقافة غير مستقرة بل هي في حركة دائبة ومتطورة وقابلة للانتقال والتفاعل والتلاقح مع الثقافات الاخرى في العالم ولهذا فان الانغلاق على الذات يقتل الثقافة ويدمر عناصرها الابداعية. 4. حق جميع الثقافات بتنوعها الداخلي (ادب وفنون وعلوم في التمتع بحرية الابداع والتنافس الديمقراطي في اجواء الحرية والديمقراطية) 5. التراث والاصالة جانب واحد في حين تشكل الحداثة والتلاقح مع الثقافات الاخرى الجانب الثاني من الفصل الثقافي الابداعي ويشكلان معا وحدة عضوية واحدة حيث ان العملية الثقافية تستوجب دراسة التراث بعمق وشمولية والاغتراف العقلاني منه وليس عيش الماضي في الحاضر والاستناد اليه في طرح الجديد والحديث. 6. الحفاظ على الهوية الثقافية، واغناؤها لا ياتي عبر عزلها عن الثقافات الاخرى بل ينفتح عليها والمشاركة في تقدمها وتأكيد قدرتها على الاستمرار والعطاء مع بقية الثقافات).




#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخفاق في صناعة دولة
- خرافة الدولة الوطنية العربية: نحو قراءة موضوعية للظاهرة الأص ...
- الجسد الانطولوجي الشارح الأولي لفوضى السلطة السياسية
- اثريات الطائفية السياسية / مقاربات اولية في العنف والعنف الط ...
- نحو إعادة قراءة حقل التمايزات للفضاء المفاهيمي، الإسلام/ الد ...
- إسهام نقدي حول مقولة - الأسلام مصدر للتشريع
- الحريم السياسي: مقاربات أولية حول الخطاب الجنساني في الثقافة ...
- اعادة انتاج النخب السياسية التقليدية2
- قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن
- نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي
- تحليل الخطاب السياسي حول مفهوم الديمقراطية الشعبوية


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف محسن - جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية عراقية