أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فواز فرحان - الرأسماليه..وعولمة المجتمعات















المزيد.....

الرأسماليه..وعولمة المجتمعات


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تعكف الشركات الغربيه اليوم على تطوير معظم مفاصل حركة رأس المال وجعلها اكثر ديناميكيه من خلال ابتكار طرق واساليب جديده تجعلها قادره على اختراق اسواق جديده تعزز سيطرتها على الاقتصاد العالمي ودون الحاجه للدخول في مفاوضات كما كان يحدث في السابق وتكون عقيمه في اغلب الاحيان,اما اليوم وبعد اختراع مفهوم جديد يمكن من خلاله تحقيق اختراق مذهل للاسواق حتى تلك التي كانت توصد اسواقها امام هذا النوع من الشركات والاستثمارات فأن نجاح هذه الشركات ربما ساهم به النظام العالمي الجديد الذي نتج عن انتهاء الحرب البارده لتجد الرأسماليه امامها الطريق سالكه لتحقيق اختراقها الذي طالما انتظرته.ومن الجانب الاخر فان معظم الاقتصاديات العالميه كانت بحاجه الى دخول هذه الشركات اسواقها كي تعمل على تطوير الدوره الاقتصاديه في بلادها وجعلها تواكب التطور الاقتصادي الذي تشهده البلدان الغربيه ويتم ذلك في اغلب الاحيان من خلال تطوير مفهوم الحكومات الالكترونيه وربط البورصات المحليه بالبورصات العالميه وتفعيل الحركه التجاريه بالاتجاهين المختلفين وتوفير التسهيلات التي من شأنها التسريع بعمليات التبادل التجاري والتي تصب في الغالب لمصلحة هذه الشركات العملاقه قياسا بالشركات العائده للدول الخارجه للتو من وضع الاقتصاد المخطط والشركات التي يتم انشاءها في البلدان ذات التوجه الاقتصادي الراسمالي بمساعدة تلك الشركات الكبرى .والعمليه هذه اليوم تقوم على تسمية العولمه والتي لاقت اعتراضات شديده حتى من الدول المتقدمه كالمانيا وفرنسا واليابان لانها تهدف بالاساس الى اغراق هذه البلدان بمشاكل من شأنها احداث خلل في العلاقه بين ارباب العمل ونقابات العمال وابتلاع شركات اخرى غير قادره على مواجهة هذا النوع من التحديات الاقتصاديه والذي يؤدي بدوره الى غرق هذه البلدان في دوامه جديده هي عباره عن ظهور عشرات الالاف من العاطلين عن العمل وخلق المزيد من الازمات الاقتصاديه والاجتماعيه لتنبري الرأسماليه من جديد لايجاد حلول أقتصاديه جديده لا تصب الا في مصلحتها في الامد القريب كما حدث في المانيا من خلال اختراعها لبرنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تم تمريره في عهد المستشار السابق غيرهارد شرودر والمسمى بهارتس فير,وكذلك اختراع الحلول التي من شأنها وضع حد للمشاكل بين ارباب العمل ونقابات العمال ومن بينها تحويل رؤساء هذه المنظمات الى عملاء لمصلحة الشركات بدلا من الدفاع عن مصالح العمال كما حدث في الايام القليله الماضيه في احدى كبرى الشركات الالمانيه سيمنز والتي قامت فيها الشرطه باعتقال احد المسؤولين البارزين في نقابات العمال التابعة للشركه بتهمة تلقي رشوه بعشرات الملايين من اليوروات لتمريره مشروع اصلاح قامت به الشركه دون علم النقابه والذي من شأنه الحاق اكبر الضرر بمصالح العمال في هذه الشركه لا سيما وان قضايا من هذا النوع تأخذ شهورا عديده في المحاكم الالمانيه تكون الشركه قد حققت كل اهدافها قبل ان تتم ادانة شخصيه كهذه تلاعبت بحقوق العمال!!والعولمه هي مصطلح يهدف بالدرجه الاساس لخداع الطبقه العامله العالميه كبديل لتسمية الامبرياليه التي اصبحت واضحة الاهداف والمعالم للكثير من شعوب الارض وقد تم تسخير خيرة الادوات العلميه والتكنولوجيه لتحقيق الاختراق في المجتمعات التي تقاوم نظام اقتصادي كهذا في بلدانها بدءا من الاقمار الصناعيه ومرورا بالأشخاص الذين يجندون انفسهم للدفاع على هذا النوع من النظام الاقتصادي تحت تسميات مختلفه منها اللبراليين الجدد او مناصري العولمه وانتهاءا بتشجيع الانظمه السياسيه التي تفتح ابواب دولها للعولمه حبا في السلطه وكراسي الحكم.كيف تسيطر الرأسماليه وشركاتها على دول العالم؟؟لا بد من القول ان الكثير من بلدان العالم خارجه للتو من نظاما اقتصاديا اخرا يختلف تماما عن النظام الراسمالي وهذا النظام اما ان يكون اقتصادا اشتراكيا او الاقتصاد المختلط بأداء ضعيف وهزيل لا يرقى في تسميته الى الاقتصاد كمصطلح عام وتمثل هذه الاقتصاديات الخام الذي يمكن الرأسماليه من تحقيق ديمومه في الارباح والتحكم بباقي اقتصاديات العالم,وساتي على ذكر العراق كمثال في سرد طبيعة الخطوات التي تمكن الرأسماليه من السيطره على المجتمعات فهذه الراسماليه لا ترغب في رؤية مجتمعات انسانيه متماسكه قائمه على العلاقات الاجتماعيه البناءه فوجود اسره مكونه من عشرة افراد في منزل واحد واستخدامهم لجهاز تلفزيون واحد وثلاجه واحده وفاتوره كهرباء واحده لاينفع النظام الراسمالي والارباح التي جاء لحصدها في هذا البلد فتعمد الى نشر الافكار اللبراليه والانانيه التي من شأنها احداث التفسخ الاجتماعي وانقسام افراد الاسره وتشجيع الملكيه الخاصه للافراد واحتفاضهم بارصده خاصه بكل فرد مهما كانت تافهه من خلال تشجيع تأسيس البنوك وايداع الارصده الشخصيه فيها ودفعهم للتفكير بالاستقلال عن النظام القديم للاسره ومحاولة تصويره على انه نظام بال عفى عنه الزمن وكذلك من خلال الاستفاده من التكنولوجيا الحديثه التي عملت على انشاء الالاف من المحطات الفظائيه التلفزيونيه التي حملت اراءا وافكارا مختلفه ومتعدده لم تألفها مجتمعاتنا من قبل دفعت الكثير من الافراد الى التطلع الى امتلاك جهاز تلفزيون خاص به كي يتابع القنوات التي تعكس وجهة نظره وكذلك جهاز هاتف او موبايل خاص به كي يتمكن من الاتصال بتلك القنوات ولاننسى ايضا جهاز الريسيرفر الخاص بألتقاط تلك القنوات وغيرها من البضاعة الراسماليه التي تغطي الاسواق العالميه اليوم,وتدفع هذه العمليه بكل اتجاهاتها المرء للتفكير بالاستقلال والعيش بمفرده لتحقيق ذاته الفرديه ويشمل ذلك ايضا انتشار الشركات المتخصصه بشراء الدور والاراضي في البلاد ونعلم جميعا طبيعة الدور الذي تقوم به الشركات (المتعددة الجنسيات)في عينكاوه والتي جندت المئات من العراقيين لشراء دور واراضي سكنيه في مختلف محافظات العراق كي تبنيها في المستقبل كمجمعات سكنيه تستأجرها للافراد وتتحكم بجانب مهم من جوانب الاقتصاد الوطني وهو الاسكان وقد فعلت في الماضي الشيئ عينه في الدول الاوربيه واليابان ودول اسيا والخليج,وفي نفس الوقت تعمل جاهده لضرب سيطرة الدول على قطاع الطاقة والكهرباء وتحولها تدريجيا لسيطرة الشركات التابعة لها لتتحكم بجانب اخر من جوانب الاقتصاد الوطني للدوله فهي تقوم بصناعة اجهزه كهربائيه تحدد فيها مدة صلاحية استعماله لضمان ديمومة عمل شركاتها والمنتجات التي تعكف على صناعتها وتطويرها سنويا,فمثلا عندما يقوم أحدنا بشراء جهاز كهربائي كالتلفزيون فأن الشركة تحدد مدة صلاحية هذا الجهاز بسنتين واذا ما انتهت المدة فأن المتسعات الكهربائيه والترانسزتورات الداخله في صناعته تقوم باستهلاك كميه مضاعفه من الكهرباء تصل في بعض النوعيات الى ثلثي سعر الجهاز نفسه فيضطر معظم المستهلكين الى رمي هذه الاجهزه وشراء اخر جديد فيكون الانسان محاصرا بين فكي ابتزاز الشركات المنتجه وشركات الكهرباء التي في الحقيقه تمثل امتدادا للشركات المنتجه نفسها وفي الدول الاوربيه يلجأ الناس كل سنة او سنتين لتغيير الاجهزه المنزليه خوفا من الوقوع في فخ شركات الكهرباء التي لا ترحم.وغيرها من الاساليب التي تلجأ اليها الشركات الغربيه لتركيع الافراد وجعلهم يغرقوا في دوامة التفكير والهموم التي تفرضها عليهم بأستمرار كي تجعلهم اسيري المخططات هذه,هذا بالاضافه طبعا لوسائل الاعلام التي تنشرها في البلدان التي تقع تحت قبضتها ففي العراق اليوم يوجد ما لا يقل عن مئة صحيفه ومجلة يوميه وتساهم هذه الصحافة بشكل مباشر في تمزيق وحدة المثقفين والراي العام وتعمل على تشتيت القوة المؤثرة لهم في الساحة السياسيه من خلال دعم تلك الصحف التي تدعم توجهات الاحتلال وتعكس وجهات النظر التي تصب في خدمته وهذا ما تم الكشف عنه في العراق من خلال دعم سلطات الاحتلال لمعظم الصحف والتلفزيونات العراقيه.حتى العمال الذين ينطلقون كل صباح يوحدهم البحث عن لقمة العيش وفرقهم الف سبب اخر بسبب النعرات العرقيه والقوميه والطائفيه الضيقه التي تساهم وسائل الاعلام التابعه للاحتلال في نشرها داخل البلاد.ان مواجهة هذه التحديات من قبل الطبقه العامله يبدو للبعض امرا مستحيلا فيدفعهم الى الاعتقاد بأن افضل الحلول هو السيطره على السلطة بقوة السلاح وفرض النظام الاقتصادي الذي يبعد البلاد عن الوقوع في أسر هذه الشركات وما يقوم به شافيز في فينزويلا ودا سيلفا في البرازيل واورتيغا في غواتيمالا الا الانطلاقه التي تؤسس لاقتصاديات وطنيه مخططه تضع حدا لهذا العبث بمقدرات الشعوب واقتصادياتها.ان احد اهم عوامل التصدي للعولمه في العصر الحالي يكمن في التصويت لبرامج تلك الاحزاب التي تضع في اولوياتها وضع حد لتدخل الشركات المتعددة الجنسيات في اقتصاديات بلدانها وحصرها في زاويه ضيقه كي لا تمعن في استغلالها للمجتمعات البشرية...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الماركسي العراقي..والحوار الغائب
- المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث
- سقوط الدكتاتوريه..والبديل الديمقراطي
- المصالحه الوطنيه..والحلول الواقعيه
- الماركسيه...واليسار العالمي
- البيت الابيض..واليوم الاسود
- بعشيقه والفكر الشيوعي
- جوانب مظلمه في الحرب الامريكيه على الارهاب 2
- حول تعريف حقيقي لليسار
- جوانب مظلمة في الحرب الامريكيه على الارهاب


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فواز فرحان - الرأسماليه..وعولمة المجتمعات