أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سليمان القرعان - دولة أسرائيل الى أين














المزيد.....

دولة أسرائيل الى أين


خالد سليمان القرعان

الحوار المتمدن-العدد: 1871 - 2007 / 3 / 31 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لسنا أمام منعطف تاريخي. لم تعلن إسرائيل بعد عن نيتها إنهاء الاحتلال والاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والاعتراف بمسؤوليتها عن الغبن وما حل بالشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948 لذلك كل حديث عن التفاوض له أهداف أخرى غير التفاوض.

ذهبت زيارة رايس أدراج الرياح، فإلى جانب حديثها عن شبه دولة فلسطينية تحقق الأمن للإسرائيليين ومطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بالتخفيف من معاناة الفلسطينيين وإزالة بعض الحواجز، تماثلت كليا، مع الموقف الإسرائيلي، وعادت إلى بلادها بوعد من أولمرت أنه سيلتقي عباس كل أسبوعين ويتداول معه حول "الأفق السياسي".

وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ألقت الضوء في خطابها يوم أمس في مؤتمر حزب كديما الذي عقد في مدينة نتانيا الساحلية على توافق الموقف الأمريكي الإسرائيلي في زيارة رايس الأخيرة، وأشارت إلى نقطتين في مواقف رايس تعتبران برأيها تعبيرا حقيقيا عن مواقف الحكومة الإسرائيلية: النقطة الأولى، البدء في الحوار السياسي وتركيز الحوار في إطار محدد من المواقف الإسرائيلية، مع حصول إسرائيل على سلسلة من الضمانات. والنقطة الثانية، البدء في تطبيع العلاقات مع الدول العربية.

الاهتمام الإسرائيلي بالمبادرة السعودية لا يعني أن إسرائيل تتجه نحو قبول الحل العربي الذي يعتبر معتدلا إلى حد كبير، وكان بمثابة تنازل عن مواقف تاريخية والتقدم خطوة نحو إسرائيل بغية حل الصراع. وتنظر إسرائيل إلى المبادرة على أنها مجموعة مواقف تصلح لأن تكون أفكارا ابتدائية في المفاوضات بين الطرفين. وحاولت جاهدة إلى حمل العرب على تعديل المبادرة العربية لإسقاط حق العودة، معززة بوثيقة بوش التي سلمها لشارون عشية فك الارتباط عن قطاع غزة والتي تعهد فيها بحل قضية اللاجئين ضمن تسوية شاملة من خلال الدولة الفلسطينية في حدود عام 67. وسعت إسرائيل والولايات المتحدة إلى تليين بعض المواقف في المبادرة العربية ومنح بعض البنود صياغات مرنة. كل هذا ليس لكي تقبلها وتنفذها.. بل لتكون أساسا للتفاوض..

غاب إسرائيليا الحديث عن المبادرة العربية، اللهم إلا على لسان وزير الأمن عمير بيرتس، الذي لا يعول على تصريحاته ولا تؤخذ على محمل الجد، بعد أن بات واضحا لإسرائيل أن القمة العربية لن تقدم مزيدا من التنازلات ولن تجر أي تعديل على المبادرة. وأن الفلسطينيين يعتبرونها الحد الأدنى من مطالبهم ولا ينوون التفاوض حولها. وعادت دائرة صنع القرار في إسرائيل إلى الحديث عن خارطة الطريق واستحقاقاتها، وإلى اعتبار الخطة العربية مواقف عربية تقابلها مواقف إسرائيلية وكلاهما خاضعان للتفاوض. وجاء تعريفها بشكل واضح لا يقبل اللبس على لسان الفهلوي وكبير السبط، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شمعون بيرس، حيث أعرب يوم أمس عن رفضه للمبادرة العربية كخطة سلام متكاملة لأنها بذلك تعتبر "إملاءات" ولكنه على استعداد لأن يقبلها كمواقف ابتدائية مطروحة للتفاوض.

العرب بعد أن اعتبروا طرح المبادرة العربية، موقفا تاريخيا، وشكلوا وفدا لتسويقها لدى الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية، معتبرين أن الطرح بمثابة فرصة تاريخية لإحلال السلام، وأنهم تراجعوا عن المطالبة بكل فلسطين، إلى التصالح على حوالي 22% من فلسطين التاريخية لإقامة الدولة الفلسطينية. اعتقدوا أن العالم سيتلقف هذه المبادرة ويعمل على إخراجها إلى حيز التنفيذ، واعتقدوا أن إسرائيل ستسارع إلى القبول بها وبدء تطبيقها. ولكنها نامت نوم أهل الكهف وطويت في النسيان إلى أن قرر أولمرت إيقاظها ومنحها زخما خاصا واهتماما قلما رافق أي قمة عربية، وذلك على خلفية رؤية التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط وضمن سياسة المحاور، أي تغزلا بأصحاب الخطة وليس في الخطة ذاتها.

وبالعودة إلى الأفق السياسي الذي ستتحاور إسرائيل بشأنه مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، كما وعد أولمرت رايس. وسيسأل كل منا السؤال البديهي ما هو المقصود بالحوار حول الأفق السياسي؟ الجواب يأتينا من وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. فإلى جانب تأكيدها في خطابها على غياب النية الإسرائيلية لأي تقدم سياسي على المسار الفلسطيني بقولها أن " الحل الدائم غير ممكن في هذه الأوضاع"، أوضحت أن إسرائيل ستتحاور مع الفلسطينيين حول "الأفق السياسي" كمقدمة للعودة إلى المرحلة الأولى من خارطة الطريق وستعود إلى مطالبة الفلسطينيين باستحقاقات تلك المرحلة دون أي استحقاق منها.

ونستنتج من حديث ليفني أن "الأفق السياسي" بالمنظور الإسرائيلي هو مماطلة وتسويف، ولقاءات استعراضية تنتهي بتعهد إسرائيلي بإزالة حاجز، وبناء آخر على بعد عدة أمتار. وتبث تلك اللقاءات عبر الفضائيات وتخلق انطباعا لدى المشاهد أن هناك مفاوضات وعلاقات حميمة وندية واحترام. ويظهر الرئيسان وخلفهما أعلام الدولتين، وتجرى مراسم استقبال وبروتوكولات رسمية. ويكرر أولمرت مقولته في اللقاء أن "إسرائيل ستقدم تنازلات مؤلمة". وتدفع تلك المشاهد جانبا كل مشاهد القتل والهدم والدمار لاحتلال غاشم. لقاءات "الأفق السياسي" تخدم الدعاية الإسرائيلية دون أن تقدم شيئا للفلسطينيين، بل تزيد من مطالب إسرائيل منهم. وتختزل قضية شعب تحت الاحتلال وآلاف الأسرى بغلعاد شاليت أو أي مشهد ثانوي ليس ذي صلة..مشهد آخر عبثي تستطيع إسرائيل تسليط الضوء عليه وتكراره بوتيرة تجعله جزء من أجندتنا.

الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة وغير جاهزة وغير قادرة على دفع أي مسار سياسي، لا على مستوى هضبة الجولان المحتلة ولا على مستوى القضية الفلسطينية. وستحاول الحفاظ على الوضع القائم وإرجاء أي حل ... وستعود إلى طرح فكرة الدولة الفلسطينية بحدود مؤقتة تؤجل من خلالها كل القضايا الرئيسية، وترجئ البت في القضايا المختلف عليها. وما "الأفق السياسي" الذي تتحدث عنه سوى سراب.. ووسيلة للمكاسب الإعلامية ولذر الرماد في العيون... حاجز آخر يتم تفكيكه ليبنى من جديد على بعد عدة أمتار..



#خالد_سليمان_القرعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية عربية وفقا لقرارات قمة بيروت العربية العاتية
- لماذا تتمسك أمريكا بالعراق
- مبادرات عربية غير لازمة
- الصراع العربي الامريكي والاتجاه الفكري
- مدخل ودراسة في الحضارة العربية الاسلامية
- جزيرة هيكل وصهينة الاسلام
- بين الاستعمار الغربي والاستعمار الحديث
- الادارة الامريكية وخيارات الانظمة العربية المجاورة للعراق
- - المرتكز العقائدي في منطلقات الاستراتيجية الاسلاميه
- الملكية والعقد الأجتماعي في الفكر السياسي
- الملكية والحرية السياسية في الفكر السياسي
- الملكية والحرية السياسية في الفكر السياسي
- الأنظمة الشرق أوسطية وأزمات العراق الأمنية
- كيف خالفت أمريكا الإسلام حتى واجهت الإرهاب والتطرف
- الصحراء الغربية في العلاقات الأمريكية الجزائرية
- شمعون بيريس ونظريته التطبيقية على أرض الأردن
- مسؤولية الأنظمة العربية ودورها الإقليمي في الأعلام العبري
- إيران في مفهوم الأمن القومي الأمريكي والدولة العبرية
- الأدارة الأمريكية وأعلام الحرب
- الأدارة الأمريكية وخيارها الأيدولوجي في الشرق الأوسط والخليج


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سليمان القرعان - دولة أسرائيل الى أين