|
نشيد الصباح :-سوريا يا حبيبتي أخذتِ مني كرامتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟-فعل بظ-يبظ-بظاً
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 08:57
المحور:
حقوق الانسان
أكبر مشكلة أخلاقية يتعرض لها مجتمع ما ، هي غياب القانون ، الذي يُحدد ويمنع ويسمح ويحظر ويبيح . والأخطر هو وجود محاولة دائمة من السلطات للقضاء عليه - فيما لو وجد- أو وضعه في خدمتها . وفي الحقيقة ، الأمر هنا لا يتعلق بالقانون وانما بالانسان ، الجزء المتمم لما هو انساني . هو شعور بالحق أو اللا حق . انه شيء فطري وبالقضاء على الانسان فقط يمكن القضاء على القانون . وبكل سهولة ، يمكن القضاء على الانسان وسحق كرامته ، وبالتالي ينتهي القانون .
فعل (بظ) ويٌقال بظت عينه ، أي خرجت عينه من محجرها . على ما جاء في قاموس الفاخر لابن عبدالله الفاجر . ويُقال : بظت المرأة وليدها ، أي أخرجته بعد مخاض طويل ، ثم فرحت بخروجه، وزغردت النساء ورقصت الرجال ، وظلت عيونها تبظ حتى صار مجنداً في الجيش العربي السوري . ويُقال بظ الرجل عيونه ، وهو يتعب ويكد ويكدح وينحت في الصخر ، من أجل اطعام وليده ، ودفع أقساط مدارسه ، وشراء الثياب له ، واعداده لينضم الى جنود الوطن البواسل.
كاتب روسي اختص بكتابة الرويات التي تتناول قصص معسكرات الاعتقال . كتب في روايته ( قصص من كوليما) ----الحصان يفقد القدرة أسرع من الانسان ، ولا يوجد حصان يمكنه أن يحتمل ما يحتمله البشر في معسكرات سيبيريا الستالينية . واستمراراً لهذه الفكرة يعتقد (فارلام شالاموف) . أيضاً بان الانسان من الناحية الفيزيائية أكثر الحيوانات احتمالاً . ويبدو أن علماء الفيزياء في الجيش العربي السوري قد لاحظوا هذه المعادلة ، واختبروها ، وتأكدوا أن المجند السوري يفوق الحيوان بالتحمل والاحتمال ، فالحمار (أعزكم الله ) لا يستطيع أن يحمل قنينتين من الغاز ، ويصعد بهما الى الطابق الثاني أو الثالث في احدى البنايات ، بينما يستطيع المجند السوري أن يصعد بهما ويعود بالفارغتين وهو يضحك ويبتسم . العالم البيولوجي السوفييتي ( ليسنكو) صرح لمجلة ماغازين انترفيو اليوغسلافية : نحن في الاتحاد السوفييتي لا نلد البشر ، وانما ننتج الأجساد ومنها نصنع الأطباء والمهندسين والجيولوجيين و----
العالم البيولوجي السوري (لحسيكو) صرح لمجلة المطبخ الحديث: نحن في الجيش السوري ، وداخل مخابرنا ( مخابزنا) المتطورة أيضاً لا نبظ البشر ، وانما ننتج الأجساد ومنها نصنع الحمالين ، والطباخين ، والسفرجية و-----
كيف ركبتم المجندين وقد بظتهم امهاتهم أحراراً.
في احدى المرات وأثناء نقاش حول الوضع السوري اليوم ، ومدى اختلافه عن الوضع العراقي ، كان لي وجهة نظر محددة ، ضمن سياق متعدد من وجهات النظر الخاصة بهذه الفكرة : الجيش السوري ، جيش متماسك ، قوي ، وطني ، وفي ، ولا يُمكن اختراقه ، كما حدث مع الجيش العراقي ، قبل معركته مع الأمريكان . وبقيت مرتاحاً لهذه الوجهة نظر ، فالبلد في أيدي أمينة ، ولن تُصبح سوريا ، عراق جديد ، فيما لو فكر المجنون الأمريكي باعادة الكرة . ولكن في يوم آخر ، اجتمعت مع أحد أصدقائي ، وكان بصحبته ، شاب يعمل معه كسائق ، وحين كنت أذكر تلك الفكرة ، قاطعني الشاب السائق وقال : أتعلم يا دكتور فيما لو حدثت الحرب ، فإنني سأقتل اثنين من الضباط قبل المعركة . فاجأني جوابه ، فقد أحدث ثغرة في نظريتي . وفكرت كثيراً : مالذي يجعل المجند ، يفكر بمثل هذا التفكير ؟ والجواب سهل للغاية ، هو تصرفات الضابط ، وكيفية تعامله مع المجندين . كنا نظن ، أو أنا على الأقل ، كنت أظن ، أن هذه الظاهرة قد تخلصنا منها ، وأن المجند السوري ، عادت له كرامته وعنفوانه . الى أن صادفتهما بالأمس ، الأحد 25-3-2007 الساعة الثانية الا ربع . تقف سيارة مازدا ، رقمها ------1 . يستقلها شابان في لباس عسكري مموه ، في ريعان الشباب ، يحملن قناني الغاز ، ليس من أجل تفجير موقع عدو ، ولكن من أجل طبخة بامية . أحدهما بقي في السيارة ، والثاني صعد بالقناني ، وعيناه تبظان . ولم أسأل هل كانت القناني ، للسيد الضابط ، أم كانت لإبنته المدللة .
نشيد الصباح : سوريا يا حبيبتي أخذتِ مني كرامتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا لو طلبتني المحكمة الدولية ؟
-
وبشر الذي علق في كذبة عين علق بالفضيحة ورفع الفلق
-
الاعلام العربي -سياسة تنجير الخوازيق
-
فلم لبناني طويل -13-3-2007
-
قراءة واقعية لسوريا سنة 2008
-
رد على رئيس مجلس الشعب السوري السابق
-
--أهمية المراجع --اقتران روح الانسان بروح الشيطان
-
انتخابات مجلس الشعب---ولا أحد يثمثل الشعب تصحيح
-
أين الشفافية يا مواقع وطنية سورية في رفض نشر هذا المقال--تحي
...
-
أخطر ما يواجه سوريا اليوم
-
خصخصة الفساد في سوريا---
-
سيدي صموئيل---حياتنا عبث
-
مرمر زماني يا حكومة مرمر-----
-
العقلانية في الاسلام ---وتمنى في نفسه لو أن أمه الحمارة لم ت
...
-
انور البني----
-
حزب الله ---شهيداً
-
فرق المشاة السورية
-
صنع في قبرص
-
حوار مع رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي في سوريا
-
من مار مارون الى حجي عبد الوهاب
المزيد.....
-
إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف
...
-
بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس
...
-
مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف
...
-
الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول
...
-
انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
-
أبو الغيط يأسف لاستخدام الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب
...
-
إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف
...
-
-الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف
...
-
فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم
...
-
مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|