أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - حصاد الاحتلال المر















المزيد.....

حصاد الاحتلال المر


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1866 - 2007 / 3 / 26 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اربعة سنوات من الاجتثاث ، اربعة سنوات من التفكيك ، اربعة سنوات من الطرق ، اربعة سنوت من الموت ، اربعة سنوات من التخريب ، اربعة سنوات من التعذيب ، اربعة سنوات من السلب والنهب، اربعة سنوات من الاغتصاب ، اربعة اضلاع رسموها لتابوت تشييع العراق ، وها هوالعراق روح لن تروح ، عراق يعارك حتى الانتصار ، اربعة اذرع تتمدد لتكسر سلاسلها ، وتستنزف غول الاحتلال المترنح تحت ضرباتها الموجعة .
صدق العراق وكذبت امريكا ، فلا اسلحة للدمار الشامل ولا قاعدة للقاعدة !
صدق العراق وكذبت امريكا ، فلا الشعب قد رحب باحتلالها ولا الجيش قد استسلم !
صدق العراق وكذبت امريكا ، النفط واسرائيل ، ولا شيء غير ذلك !
لقد اذاق شعب العراق بمقاومته التي لم تنقطع ومنذ اليوم الاول للاحتلال وحتى اليوم والى حلول يوم التحرير والاستقلال الامريكان واتباعهم مرارة لم يجربوها وخذلان يصعب نكرانه ، ليس فقط بعدد قتلاهم وجرحاهم وخسائرهم المادية التي تجاوزت الارقام القياسية ، بل في تعرية حقيقتهم وتصغيرهم امام كل دول العالم وشعوبها وجعلهم يتقزمون وهم دعاة التجبر على العالمين ، فخرا لمقاومة العراق واهلها انها تحمي بتصديها للغطرسة الامريكية ما تبقى من كرامة انسانية على وجه الارض !

امريكا لا تريد العودة بخفي حنين ، فالدمار الذي اشاعته لم يحقق لها ما جاءت من اجله ، وما اعدت له من مشاريع قد تعطل ، لذلك راحت تنتقم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهي تلعب لعبة الارض المحروقة صحيح انها تريد ضمانا لبقاء من تستخلفهم على حكم العراق وضمانا اخر لاستثمارات نفطية ، لكنها مستعدة للتخلي حتى عن هذه الاهداف اذا وجدت ان الثمن هو اكبر بكثير مما قد تحصل عليه !
وعليه فانها قد تهرب للامام بحرب جديدة قد تعوض بها ما افقدها صوابها ، والوقت الضائع الذي يلعب به بوش هو اخطر الاوقات لانه قد لايجد مخرجا الا بتوسيع رقعة الصراع حتى تتم مراوسة حدوده برسم جديد يتولاه دون حرج الوجه الثاني الحزب الديمقراطي .

من يحكم العراق منذ احتلاله وحتى الان :

حسب الرواية الرسمية : فان القوات الامريكية شنت حرب تحريرية لتخليص العراق من اسلحة الدمار الشامل ومن حكمه الذي يزعجها ويزعج حلفاؤها ، ومن اجل بناء حكم ديمقراطي فيه ليشع على كل الشرق الاوسط نور الحرية والتنمية !!
وحسب الرواية الرسمية ايضا : فان كل الجماعات العراقية التي عملت وتفاعلت مع المشروع الامريكي في العراق ومنذ بداية تجليه 1990 او قبيل احتلال العراق باشهر ، كانت تعمل بروح من الوطنية العالية الفهم والمستعصية عليه حيث وجدت نفسها تشترك مع امريكا لتحقيق اهداف مشتركة في الخلاص من النظام العراقي واقامة نظام ديمقراطي لا يصنع اسلحة للدمار الشامل !!
وتتواصل الرواية الرسمية لتقول ان امريكا لم تكن تريد احتلال العراق وانما قرار الامم المتحدة صنف وجودها على انه احتلال ! بدليل ان الامريكان اعادوا سيادة العراق الى السادة اعضاء مجلس الحكم الانتقالي ، ثم انهم سمحوا باجراء انتخابات مليونية واستفتاء مليوني لمجلس برلماني منتخب ولدستور دائم سالم !!
وتردف الرواية الرسمية قائلة : ان الذي يجري في العراق هو عملية سياسية متدرجة تشترك بها كل مكونات الشعب العراقي وهي عملية متموجة بسبب من مقاومة الصداميين والتكفيريين ، وفي رواية رسمية اخرى تسميهم البعثيين والارهابيين !
وحسب الرواية الرسمية ايضا : فان العراق سائر بطريقه التحرري الديمقراطي والتنموي الحقيقي لولا البعثيين والتكفيريين !
الرواية الرسمية تقول ايضا : ان تدخلات قوى اقليمية جارة للعراق هي من يؤجج الصراعات الداخلية ، وهنا تجد الاختلاف في تفسيرات الرواية الرسمية فالطرف المتحاصص بنفوذ ايراني يتهم كل الجوار الا ايران ، والطرف المتحاصص بنفوذ اسرائيلي يتهم كل الجهات الاربعة الا الجهة الاسرائيلية ، والطرف المتحاصص بنفوذ خليجي يتهم الجوار كله الا الخليجي ، والطرف المقاوم يؤكد سعيه لطرد كل اشكال التدخلات في شؤون العراق وعلى رأسها التدخلات الامريكية والايرانية والاسرائيلية وغيرها ، ويكتفي بطلب المساندة المعنوية من الشعوب العربية والاسلامية لبتر اذرع المحتلين ومن يستثمر وجودهم لمصالحه الخاصة من دول الاقليم !
ومن امثلة الروايات الرسمية التي لا مصداقية لها ، ما حصل مؤخرا في مشكلة لاجئو العراق الى سوريا فبعد ان تزايدت اعدادهم الى اكثر من مليون وربع لاجيء عراقي جديد وفد على سوريا منذ احتلال العراق وحتى الان ، ارادت سوريا تنظيم عملية النزوح الكارثي هذا حتى يجنبها عدوى الفوضى المعدية ، ترتفع اصوات المتحاصصين في المنطقة الخضراء مطالبين سوريا بعدم سد حدودها ، ومن جهة اخرى تتهم نفس تلك الاصوات سوريا بعدم التعاون لضبط حدودها بوجه المتسللين ، فاي صلف ووقاحة يتمتع بها هؤلاء المتحاصصون بحيث يطلبون من ذات الدولة التي يتهموها بتخريب العراق ان تفتح حدودها على مصراعيها لاستقبال الملايين الذين ينزحون بسبب الفوضى الخلاقة التي اختلقها المحتلون واعوانهم المتحاصصون ! !
الرواية الرسمية تتهم القاعدة والتكفيريين والصداميين في صنع فوضى الدم العراقي الذي لا يسر غير اعداء شعب العراق ، والمصدر ذاته يستبعد ان تكون ميليشيات الحكومة وفرق موتها وقوات الاحتلال والمخابرات الاقليمية الايرانية والاسرائيلية من يقف وراء مثل هذا السرك الدموي !
سؤال مهم تتلعثم الرواية الرسمية في التعليق عليه وهو من يقاتل الامريكان اذن ؟ ومن الذي قتل منهم الالاف وعوق منهم اكثر من عشرين الف ويسقط لهم طيراتهم وكانها طائرات ورقية من ؟
الرواية الرسمية والمتحاصصة تتونس بحماقات بوش ، وتنزعج ايما انزعاج من تصورات واقعية تطرحها جهات امريكية محايدة كما فعل بيكر وهملتون ، ويرجع مصدر الرواية الرسمية ليؤيد وبحرارة استراتيجيته الجديدة التي تزيد من التواجد الامريكي في العراق ، مع ان اصحاب الرواية ذاتها كانوا يرددون انهم اصحاب سيادة كاملة وهم عازمون على اخراج الامريكان ! وبعد ان بلعوا كذبتهم راحوا يسرعون لاعلان ان الامريكان قد استشاروهم قبل قيامهم بتنفيذ خطتهم الجديدة ! الرواية غير متسقة باعتراف المالكي نفسه عندما قال : انه لا يستطيع تحريك كتيبة واحدة من الجيش العراقي اذا اراد ذلك!
وهو القائد العام للقوات المسلحة فاي الروايات يمكن ان يصدقها العراقيون ؟

قرة عيون من عول على التحرير الامريكي للعراق ! :

بعد ان تبخرت كل الوعود ولم يتحقق اي شيء في العراق الامريكي غير التدمير الشامل للدولة والمجتمع راح الاتباع والمبشرون يتخبطون بتعريف وتشخيص حقيقة ما يجري في العراق وانكشاف الزيف والاباطيل وعمليات التضليل لم تجعلهم يعتزلون خدمة المحتلين والتطبيل لممارساتهم بل راحوا يستشعرون خطر انكشاف ظهورهم في حالة هروب جحافل الاحتلال لذلك ربطوا مصيرهم بمطلقه بعربة الاحتلال وخط سيرها واخذوا يتوسلون صموده بوجه شعب العراق ومقاومته !
وكما تقول اغنية ثورية للشيخ امام :
لا كورة نفعت ولا اونطة ولا الصحافة وجدل بيزنطة
رجعوا التلمذة يا عم حمزة للجد ثاني .
واقع الحال في العراق يقول :
لا انتخابات نفعت ولا مواكب اللطم
ولا الشعارات المنزوعة اللحم والعظم
من تخدير شعب العراق وجعله يقر بالظلم .

المقاومة تربح في كل يوم جديد افقا جديد وعدة جديدة وزخما جديد ، وبالمقابل فان عزلة المنخرطين بما يسمى بالعملية السياسية تزداد اختناقا وانحسارا .
صارت الذكرى السنوية لتاريخ الغزو الامريكي للعراق واحتلال بغداد نقمة على المحتلين واتباعهم لانها تستنهض كل انصار التحرر في العالم للتضامن مع شعب العراق ومقاومته ، مما يسقط الاقنعة التي تحاول الحكومة العميلة التخفي خلفها بفعل الضغط والاسناد لامريكي ، اتذكر انهم حاولوا ان يجعلوا من 9نيسان عيد رسمي لكنهم تراجعوا بعد ان سخر منهم حتى مجانين بغداد كما تراجعوا عن علمهم الذي مرروه في مجلس الحكم وفي اليوم الثاني وجدوه مرسوما على الطرقات لتدوسه الناس فلم يجربوا حضهم ثانية لان النتيجة باتت معروفة !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجع أم آلهة محنطة !
- بوش يسعى لحلف بغداد جديد
- تحجبوا وتنقبوا حتى لا يرى بعضكم بعضا !
- المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !
- كلمات في حجاب الفصل !
- دولة الله ودولة الناس
- استراتيجية بوش نفط ودماء واشياء اخرى !
- الفضح سلاح المقهورين !
- فساد نظرية الحسبة السلالية
- سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
- لايستقيم أمرالاعتدال مع واقع الاحتلال !
- شيزوفرينيا الديمقراطية !
- لجنة في القمة ولجنة في الحضيض !
- عندما يتحول الحزب الثوري الى اقل من جمعية خيرية !
- مابعد الشيوعي الاول ومابعد الشيوعي الاخير
- ايحاءات اللقطات الاخيرة من تصوير اعدام صدام !
- ذباب الفطائس
- العيد النائم
- المنطق الايدلوجي يناقض منطق الحياة !
- احتراق العراق بفعل فاعل !


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - حصاد الاحتلال المر