أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - بعد منتصف العمر_ثرثرة














المزيد.....

بعد منتصف العمر_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1866 - 2007 / 3 / 26 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجاوزت الجبل وكافّة التضاريس,
أمامك السهل الشاسع, الممتد...
سماء صافية وأرض منبسطة
وأنت الآن هنا_ في الحاضر الدائم.

تشبه الحياة_بعد نتصف العمر_ حالة ما بعد حرب عظمى أو الخروج من امتحان حاسم ونهائي, إلى الرتابة والانتظار. الدهشة, تحفّز الكيان بمجمله, الحماس الانفجاري...تلك محطات نصف المسافة الأول, ويبقى الحنين مع توأمه الندم الشاهد والشاهدة, علامات في الطريق....من يتذكّرها ...من يعود إليها.... لا ليبكي وينوح, ليضع وردة ويمضي.

في انتظارك....أيام حلوة,ربما
في انتظار...طريق..., مضجر, مفاجئ, متعرج...ربما
في انتظارك...مشاريع جديدة وأصحاب....أشياء لا تخطر على بال, ربما
في انتظارك....تكرار وشجن أم حبّ يعيد روح الشباب وجمرته....
في انتظارك...كتاب تحبّه, شوق امرأة, خبرات جوهرية...ربما
القبر بوضوح استثنائي
أنظر إليه...

بعد منتصف العمر يبرز"الدور الشخصي في الحياة" ماذا فعلت, ماذا جنيت, أين تعثّرت....!
تتّسع قابلية التسامح وقبول الآخر والمجهول, هذا منطقيّ.
تضيق المساحة والفضاء الفرديّين, لاشكّ.
تستغرقك التفاصيل وما لم تعره انتباها من قبل,أجل يا أخي.
تخاف من النظر إلى الخلف؟
من منا لا يخاف العودة إلى ماض معذّب مهان!
_ أما زلت تنتظر قوى خارقة تأتيك بما ترغب وتشتهي...يا لبؤسك.
" إذا هبت أمرا فقع فيه"
....كيف أختار وسط هذه الفظاعة!!!
*

أفكّر جديّا بنزع أسناني وتركيب طقم اصطناعي.
أفكّر جديّا بهجر حياة الأسرة والعائلة, وتجربة شعور الشوق والمكابدة والقلق.
أفكّر جديّا بالإقلاع عن عاداتي المتخشّبة, أترك وظيفتي وأغادر اللاذقية.
أفكّر جديّا بالمهمل في حياتي, الأمان, الهدوء, الصحبة.
من أين أبدأ وكيف؟

أكره الكلام, وأنا الثرثار الذي يشار إليه
أكره الصخب, وأنا الماجن الذي أفسد هدوء ودعة الكثيرين
أكره العزلة , وأعود إلى وكري, مسرعا, مذعورا....لا ألوي على شيء

ليس عندي ما أتقاسمه مع حبيبتي_لنفترض وهبت حبيبة_ بعد منتصف العمر,سوى اللعنة.
*

أصدقائي, أو كتلة الأصدقاء الأكبر في جبلة واللاذقية هم في بسنديانا الآن, دعوني إلى مشاركتهم الكأس والاحتفال, ما أزال مترددا.
أركب سرفيس جبلة ومن هناك أطير إلى بسنديانا؟
أم أتابع ثرثرتي و أستمر في العبث مع جراحي وآمالي, الغائرة منها واليابسة والمفتوحة؟
أكثر ما ينقصني في حياتي" القرار", تأخر الوقت على اكتساب هذه المهارة, لا يوجد في حياتي قرار واحد أتذكّره بفخر, أو العكس أشعر بالخزي تجاهه, عبثا...ريشة في المهب.
خيارات كثيرة مفتوحة أمامي هذه اللحظة... اللحاق بالأشرار الخمسة وبقية الأصدقاء أم أتابع قراءة مواد مكدّسة على جهازي أم أخرج إلى البلكون, أضع كأسي وأطير على جناح الخيال أم أتابع التلفزيون مستلقيا مثل كلب عجوز فقد أسنانه بدون معارك أم....ليتني حجر أو طائر أو سلحفاة, أي شيء آخر أفضل من هذه الفوضى.

سأترك القرار والخيار إلى المصادفة...
أول اتصال سأتبعه هذا اليوم وسألغي ما عداه.
بعد منتصف العمر تعيد الطبيعة تشكيلنا, ببطء في البداية, وسريعا بعد منعطف أو إشارة, تكون اللحظ صارت هي الماضي كلّه, ماض تام ومكتمل ولا فرصة جديدة في الأفق.
*
ما أحوجني الآن إلى اليوغا.
تزوّجت معلّمتي, وفقدت رقم تلفونها, لا أعرف إن كانت سعيدة في حياتها الجديدة.
ما أعرفه أن فسحة اليوغا انتهت,كما ستنتهي كل الأشياء والأحداث والبشر والذكريات يوما.
التقّبل والرضا,كنت أتوسّلها عبر اليوغا,غاضب وأشعر بالمرارة,وأسعى جهدي لتبديد تلك المشاعر المسيطرة, ولا أعرف إلى أين وصلت...هل تخفّفت سلبيتي أم زادت!؟

سأتفرّج على البحر الآن, وأستمتع بالتنفس والحواس.
...................................................................................................................
في النصف الأول ينابيع الحياة, الجمال والحب والإنجاز والمعرفة, وفي النصف الثاني السلطة والتحكم وفقر الخيال.
تبقى مشكلة المنتصف, من جهة مشكلة فردية محددة وتصدمنا بشكل شخصي, وبالمقابل هي أسطورة غارقة في القدم, من إشاراتها الكثيرة.... العدالة والتوازن والحياد....تجمع المطلق إلى المحدد بنفس اللحظة والدرجة والاتجاه.


..كان يستمر في سرده الخزفي
حين حلّ الظلام فالنور
وأسدلت ستائر ثم رفعت....
في منتصف المسافة
يعلك صورته كالجمل المسافر بعيدا
هو الغريب الذي خالته الأصابع جسرا فبكى
يده على الحصان الخاسر
والذئبة الرمادية تعوي
في برية الكون.....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال المرأة في سوريا_ثرثرة
- تشيخوف في جبلة واللاذقية_ثرثرة
- مجاذيب جبلة_ثرثرة
- عودة إلى العالم الواقعي_ثرثرة
- على هامش المدن المتعبة_ثرثرة
- يوم ياتي_ثرثرة
- صباح الخير يا بيروت_ ثرثرة
- في العصاب السوري أو الدفاعات السحرية_ثرثرة
- الخلفية والهوامش_ثرثرة
- الموت في عالم الداخل_ثرثرة
- حياة في المجهول_ثرثرة
- أيام مكررة ومليئة بالعدم_ثرثرة
- الحياة في اللامرئي_ثرثرة
- أدونيس أمامكم وأمشي في اتجاه آخر_ثرثرة
- في الحياة الماضية_ثرثرة
- ثرثرة_حديث الرغبات.... والعيش في الواقع
- عاد الربيع يا خديجة_ثرثرة
- موقع في العالم.....ثرثرة
- العربية وقتل الأبناء_ثرثرة
- الأنترنيت والنرجسية وعيد العشاق_ثرثرة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - بعد منتصف العمر_ثرثرة