أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الزهيري - بالتعديلات الدستورية : مصر بين خيارين : الإنتحار أوالإنفجار














المزيد.....

بالتعديلات الدستورية : مصر بين خيارين : الإنتحار أوالإنفجار


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نعم .. إنها مأساة أن تختزل إرادة وطن من أجل إرادة وريث الوطن !!
إنها مصيبة أن يباع وطن , والمشتري هو الوريث !!
إنها كارثة أن يموت وطن , ويحيا وريث !!
فماذا بعد الموت والمصيبة والمأساة ؟
وهل يمكن أن يكون للحياة طعم أو لون أو رائحة ؟!!
من الواضح أن السلطة الحاكمة في مصر قد فقدت عقلها , ولم تصبح أو تمسي قادرة علي أخذ القرار السليم , أو التفكير بعقلية واعية مدركة لحقائق الأمور وعواقبها التي تنتج من جراء تلك القرارات التي تصدر منها , وهذا يتبدي في التعديلات الدستورية التي لم تخرج إلا عن حدود العقل والمنطق السليم مقيدة حريات المواطن المصري , بسلاسل حديدية دستورية لها أقفال مكتوب عليها الصناعة حزب وطني مصري , ولها مفاتيح من نسخة واحدة , تعتبر حرزاً لدي رئيس الحزب الوطني , مبارك الأب , ويمكن له أن ينقل ملكية هذا الحرز إلي مبارك الإبن ليكون بمكنته أن يفك أسر من يريد من السلاسل والأغلال صناعة والده مبارك الأب في التعديلات الدستورية , في مادته 179 التي أممت الديمقراطية والحريات , وأباحت لرجال المباحث بجميع أنواعها من أمن الدولة للمباحث الجنائية , حتي مباحث السكة الحديد , والتليفونات , وشرطة المسطحات المائية , وأتباعهم من المخبرين , والمرشدين للمباحث , في كل فرع من الفروع , الحق في إلقاء القبض والتفتيش , والتنصت , والتصنت , وتصوير المواطنين داخل غرف النوم , مراقبين , مايفعلونه بها , وكان لزاماً علي كل مصري أن ينتبه لذلك , فلاحرية , ولا أمن , ولا أمان في ظل تلك التعديلات الدستورية , التي أباحت لسلطة فاسدة فقدت العقل والوعي والإدراك القومي والوطني , بمصائر المواطنين , معلنة وصاية أقوي من الوصاية الدينية , التي تدخل من تشاء الجنة , وتدخل من تشاء النار , فكانت وصاية مبارك الأب علي الشعب المصري ,وصاية التأديب , والتهذيب , والإصلاح ,و كأن الشعب المصري يحتاج لوجوده داخل إصلاحية , أو يحتاج لسجن كبير بحجم ومساحة الوطن مصر , حتي يتمكن من تأديب الشعب الرافض له ولسياسات حزبه الحاكم بالحديد والنار لشعب مصر , وحتي يتمكن من تهذيب الشعب الحالم بالحرية والأمان والإستقرار , فكان أن عاقبه مبارك الأب بهذه التعديلات الدستورية الخائنة لأمن المواطن , والغادرة بحريته , والقاتله لإستقراره وشعوره بالأمان داخل حدود وطنه , بل تعدي الأمر ليشعر المواطن المصري بخيانات التعديلات الدستورية لحريته وأمنه داخل منزله , أو بالأدق داخل حجرة نومه التي يستشعر أن هناك ضابط شرطة , ومعه الأمناء والمخبرين , والمرشدين , واقفون علي شباك سرير نومه مع زوجته وأولاده , فهل هذا ماكان يسعي إليه مبارك الأب ليوسع من مساحات الحرية المعدومة للمواطن المصري المأزوم بإستمرار بقاء مبارك الأب والإبن في سلطة الحكم في مصر المنهوبة , بقرارات صادرة من سلطة الفساد العام علي شرط البقاء في الحكم والسلطة بمسطرة التوريث , وبيع الوطن , وإعتباره ولاية أمريكية جديدة في منطقة الشرق الأوسط .
إن التعديلات الدستورية ستؤدي لخلق مناخ أشد رفضاً لسلطة الحكم , وستؤدي إلي إحداث ضغوطات إجتماعية هائلة ينتج عنها إنفجار شعبي جماهيري , وقد يكون من خلال تظاهرة في ميدان التحرير , أو حريق قطار , أو إنهيار سد من السدود , أو حتي مجرد مشاجرة عادية نتجت من حادث سير أو تصادم , يتم علي أثرها تعطيل حركة السير والمواصلات , و ينتج عن ذلك الإنفجار الشعبي الجماهيري , لأن سلطة الحكم في مصر قد أممت الديمقراطية والحياة السياسية التي أصبحت هي والعدم سواء بفعل فسادات سلطة الحكم القاهرة لإرادة الشعب المصري الحالم بالحرية والديمقراطية , وحرية تبادل الحكم والسلطة , والإرتقاء بمستوي معيشته , والباحث عن فرصة عمل , ولقمة خبز , وكوب مياه نظيفة من الشوائب والأمراض !!
إن التعديلات الدستورية لن تقتل الشعب المصري , ولن تكون قادرة علي إنهاء دوره أو فعالياته في مقاومة الظلم والفساد والإستعباد , وإنتهاك حرمة الأوطان والمواطنين , ولكنها سوف تؤجل تحرير مصر من عصابات حكم مصر , وذلك إلي حين فقط , وهذا الحين مرهون بنزع فتيل القهر والإستبداد , الذي سيولد إنفجاراً هائلاً , ويكون أول من يصاب من هذا الإنفجار هم أفراد عصابة حكم مصر , وسيكون أو من يهرع إلي مكان يهرب إليه هم من شاركوا في صناعة المهزلة الدستورية المصيبة للشعب المصري , والخاذلة لأرادة الوطن مصر , الممثل من المواطنين المصريين .
وسيقول كفرة الأوطان , نريد أن نجدد الإيمان بالوطن , و لن يجدي ندمهم , لأن نيران الوطن قد بدأت في الإشتعال لتأكل من أجساد من أحرقوا الوطن , وضيعوا كرامته , ورهنوا عزته , وباعوا شرفه , مجده !!
وهذه التعديلات تجعل مصر بين خيارين لاثالث لهما , فإما الإنتحار , وإما الإنفجار , وأعتقد أن إنتحارات المصريين قد فات أوانها , ويتبقي الآن الإنفجار !!
فحذار من الإنفجار الذي ستكون عواقبه سوداء , والذي لن يتم التفرقة أثناء حدوثه بين الخائن والعميل , أو الوطني الشريف !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي علي الديمقراطية : حي علي الحياء ياعرب
- الإستقالة ليست هي الحل : الإعتصام والإضراب عن الطعام تحت قبة ...
- محاكمة مبارك الأب والإبن والنخب الوطنية : ضرورة وطنية وفريضة ...
- عن العدالة في مصر : هذا هو موقف وزير العدل من القضاة ؟
- المواطن العربي : هل هو مواطن , وهل له وطن ؟!!
- عن الشعوب والنخب والطغاة : الحلم الكامن بين المنع والمنح : إ ...
- المادة الثانية من الدستور المصري : بين أزمة الإلغاء ومعضلة ا ...
- في مصر: الحياء لغة لاتعرفها السلطة الحاكمة
- أزمة حوار الحضارات : مابين خرافتي التقريب بين المذاهب الديني ...
- ثم نلعن أمريكا وإسرائيل : من يستحق اللعنة إذاً ؟!!
- جذور الأزمة : الإسلام المختطف في الماضي : الإسلام مع من ؟!!
- ضد المفتي : ليس مع الإخوان : توظيف الدين للتخديم علي السياسة ...
- الوفد : التجمع : الناصري : الإخوان : الأقباط : هل من موقف حا ...
- الإسلاموفوبيا : عبد الكريم نبيل سليمان : أين حرية العقيدة ؟
- بالتعديلات الدستورية المقترحة : خروج مصر من التاريخ بلا حياء
- ثم لتسألن يومئذ عن البذخ : في المملكة العربية السعودية : عن ...
- ويسألونك عن التوريث : قل هو لإبن الرئيس أذيً كبير
- الإخوان المسلمين : الحزب السياسي : بين رفض الوفاق وعدم قبول ...
- في الدستور .. من أنا ؟
- !!وهذا هو رأي المفتي : ولاعجب


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الزهيري - بالتعديلات الدستورية : مصر بين خيارين : الإنتحار أوالإنفجار