أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم حجازين - إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد














المزيد.....

إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:55
المحور: المجتمع المدني
    


تلك كانت الكلمات الصرخة التي أطلقها وزير التنمية السياسية الأردني في المشهد الأخير في واحد من أهم الأعمال السياسية الملحمية التي تشهدها الساحة الأردنية . والذي دفع بالسيد الوزير للصراخ الاحتجاجي ذاك هو موقف السلطة التشريعية بشقيها مجلس النواب ومجلس الأعيان برفع عدد مؤسسي الحزب في القانون الجديد للأحزاب إلى 500 مؤسس بينما كان الاقتراح الوارد من الحكومة يحدده بـ 250 وذلك في خطوة تعيد الحياة السياسية في الأردن إلى المربع الأول ، ورغم ان الرقمين يتعارضان مع روح الدستور الأردني ، الذي اشترط فقط بالحزب ان يلتزم بالدستور وان تكون وسائله وغاياته مشروعة وعدا ذلك لم يطرح الدستور أية شروط أخرى ، وذلك لتدعيم الحياة الديمقراطية والتعددية الحزبية ، لكن السادة الأعيان والنواب والحكومة إلى جانبهما كان لهم موقف أخر فرفعوا عدد المؤسسين إلى 500 ، وعارضوا بذلك الدستور ووجهوا السهام القاتلة للحياة الديمقراطية ، وكان المجلسين في جلسات سابقة لهم قد أقروا أيضا قانون المطبوعات الجديد واعتبره الصحفيون خطوة إلى الخلف مقارنة حتى مع ذاك الذي ساد خلال فترة الأحكام العرفية .وارتكبوا بالتالي جريمة بحق الأردن بحسب السيد الوزير . ومن هذا المنطلق أطلق صرخته بمرارة شديدة ، وحتى لا يظنن أحد ان الوزير يمثل موقف الحكومة بهذه الصرخة ، نشير أن الحكومة لم تدافع عن مشاريعها أمام مجلس النواب ومجلس الأعيان بل تركته عرضة للتعديل المار ذكره ،كأنها كانت راغبة فيه أو متواطئة معهم .لقد كانت الصرخة تعبيرا فرديا ينم عن فهم سياسي حصيف للواقع الأردني لشخص الوزير .
وهكذا أسدل الستار على الأوهام التي راودت الكثيرين من أن الأردن سيدخل في المرحلة الديمقراطية ويرسخ أسسها بفضل حكمة وفطنة نخبه السياسية في السلطات التنفيذية والتشريعية لأن حرصها على الأردن سيدفعها لتجاوز كل تصوراتها السابقة عن الديمقراطية والحياة الحزبية ، حيث لا يخفى على أحد ان هذه النخب نفسها هي من قادت البلاد طوال فترة الأحكام العرفية وسياسات القمع التي اتبعتها الحكومات المختلفة إبان تلك الحقبة وحتى في المراحل التي لاحقتها طبقا للمقولة أسيادكم في الجاهلية أسيادكم في الإسلام .
كان الظن وبعض الظن إثم في هذه الحالة أن تلك النخب سترتقي لمستوى التهديدات في المنطقة وعلى الأردن خاصة من الشرق والغرب وستسعى لتقوية الجبهة الداخلية ، فالتجربة القريبة زمانا ومكانا تفيد ان الدفاع عن الوطن في المحصلة الأخيرة يستلزم توطيد تلك الجبهة وتوحيدها وزيادة تماسكها عبر الإجراءات الديمقراطية والتي تعني ببساطة مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار فيما يخص حياتهم ، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون وعكس ذلك يجعل البلاد مفسحة منهكة وعرضة للأخطار التي تعج بها منطقتنا التي ابتليت بالأطماع الاستعمارية والوجود الصهيوني على ارض فلسطين .
فهل أيقظت تلك الصرخة التي أطلقها وزير التنمية السياسية نباهة الأردنيين من أن فاقد الشي لا يعطيه فهذه النخب كانت طوال حياتها السياسة ضد الأحزاب والعمل السياسي العام أو تعتبره حكرا عليها وحقا متوارثا لها ، وهم في احسن الأحوال لم يشاركوا في العمل الحزبي ويعتبروه زندقة والعاملين في الأحزاب هراطقة يجرؤن على أسيادهم الوحيدين القادرين على قيادة الوطن والمواطنين . لكن في الحقيقة عملت هذه الفئات دوما وتحت مختلف وشتى الذرائع على منع الأردنيين من انتخاب ممثليهم ومسئوليهم بحجج واهية مثل التصدي للاحتلال وظروف الحرب سنوات طويلة وكان بعضهم طوال الوقت يعيث فسادا في الأرض دون حسيب أو رقيب لأن المؤسسة الوحيدة القادرة على محاسبته إما غير موجودة أو محلوله "مؤقتا" أو منتخبة بطريقة ترضيهم أم مشلولة لا حول ولا قوة لها .
العديد من المسؤولين السابقين يعارضون الديمقراطية والعمل الحزبي منطلقين من خبرتهم السابقة التي يعتقدون بكمالها أو انطلاقا من مصالحهم الخاصة التي تقتضي استمرار نفس الأساليب في اختيار النخب السياسية في البلاد بدلا من الأحزاب وما تفرزه الحياة الحزبية الجادة من نخب جديدة .
وعارضت الديمقراطية لأنها جربت حظها في مواقع المسؤولية واستفادت أو تطمح لذلك في المستقبل مستندة لعلاقاتها والنفوذ العائلي أو الجهوي أو ثرواتها التي تراكمت في غفلة من الزمن أو على أساس الحفاظ على المصالح التي تتحقق عبر غياب الإصلاح السياسي الديمقراطي ، خاصة أولئك السياسيين الذين بدءوا مسيرة تطبيق وصفات صندوق النقد الدولي أو ما يمكن تسميتهم المحافظين القدماء وهم الذين يرون أنفسهم أحق بالسلطة من قوى جديدة قد تنشأ وتشكل خطرا عليهم وتضع حدا لمصالحهم وتفتح ملفات قديمة قد تعرضهم ومصالحهم للخطر .
وهكذا وقعت الديمقراطية وحقوق المواطنين بين سندان الحكومة ومطارق من رفعوا أيديهم في المجلسين التشريعيين لوضع حد للتطلعات المشروعة التي يحملها الأردنيون بحياة وإصلاح ديمقراطي . لذلك فإن كل حريص على مستقبل هذه البلاد ومعارض لقصر النظر الذي يواكب عملية تنظيم الحياة السياسية فيها أن يرفع صوته عاليا احتجاجا على تلك الإجراءات وان يعاقب النواب الذين رفعوا أيديهم لتكميم الأفواه والتضييق على الحياة الحزبية ، أي ارتكبوا تلك الجريمة بحق الأردن ، وذلك بمقاطعتهم وعدم التصويت لهم في أية انتخابات قادمة لأن معيار التصويت في المجتمعات المدنية هو مصلحة الوطن والتقدم والمواطن .



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الأولى
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الثانية
- صفحات من نضال اليسار -5 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -4 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار –3 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -1 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- صفحات من نضال اليسار -2 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الثاني
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- (( الرنين ))
- النيو ليبرالية : سمات وسياسات متوحشة ثلاثة عشر عاما من الحصا ...
- نداء إلى الأخوة في حركتي فتح وحماس
- مدخل جديد لدراسة تاريخ عصبة التحرر الوطني في فلسطين الحلقة ا ...
- مدخل جديد لدراسة تاريخ عصبة التحرر الوطني في فلسطين الحلقة ا ...
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة قبيل انتهاء ولايته
- المشرف التربوي المدرسي المقيم …… ضرورة في المدرسة الحديثة ال ...
- المشرف التربوي المدرسي المقيم …… ضرورة في المدرسة الحديثة ال ...


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم حجازين - إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد