أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - لغة الروح














المزيد.....

لغة الروح


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 07:10
المحور: الادب والفن
    


روايتي المترجمة عن لغة الروح, مفتوحة في الصفحة العاشرة, توقفت منذ فترة زمنية ليست بقليلة عن المتابعة في القراءة, فقد جال وسرح فكري دون أن أشعر, فأي سطر في هذه الرواية جعلني أتوقف أو أهذي وأذهب إلى حقبة زمنية لها أثرا كبيرا في حياتي وعلى أوراقي, لكن المحير بالأمر هو اختلاط ثلاثة أشياء في ذهني:
اختلاط الشتاء مع الربيع.
فريد الأطرش يغني أغنية الربيع في أواسط شباط ونادرا ما يأتي فريد وربيعه في شباط أيامي.
وجه آخر فيه سمرة وعيون واسعة, لونها بني تتحرك في أركان الحجرة تهمس في أذني وتدندن أغنية الربيع.
اهو السر؟ اهو المطر ؟ اهو الربيع نفسه اختلط مع شباط؟ أو إنها الرواية المعقدة التي حيرتني منذ زمن فلا اعرف كيف بدأت بها وكيف سأنتهي منها.
المكان هو أجمل الأمكنة في اللامكان
الزمان هو الزمان الآتي في زمن لم يأت.
الهذيان هو الهذيان في زهرة نرجس لم تأت من عام إلى عام.
الايميلات تتناقل بطاقات الفالنتاين وأنا أعاقر الانتظارات في كل الأزمنة .
العيون العسلية تلاحقني في عتمة الغرفة من زاوية لأخرى, إصرارا منها على قراءة الرواية معي.وجمع البطاقات ولملمة تويجات النرجس التي لم تأتي من عام إلى عام.
هراء وسخف مني أن أقول أن روايتي ذكرتني بزهر النرجس, أتساءل في هذه اللحظات ما العلاقة بين النرجس وبين الرواية؟ وما العلاقة بين الرواية وهذياني في زهرة النرجس؟
ما زلت في الصفحة العاشرة وها هي الامور تختلط في ذهني, والعيون البنية ما زالت تجلس معي على نفس الصفحة ونفس السطور تقتحم حروف روايتي, تسكب عليها أنينا وحنينا وجمالا, لتلك العيون قصة طويلة وحديث طويل. هل تعلم تلك العيون إني اكتب لها الآن وابحث عنها ولا أجدها؟
هل تعلم أن اقتحامها لروايتي هو السكن في بقايا روحي؟
هل تشعر بزيت عيوني يقطر في عتمة الأمكنة؟

في أوراقي القديمة وجدت:
النرجس لا ينبت في نيسان
لا يأتيه النحل من بين أمطار الخريف

نعيش أعواما نكتب الشعر
على سطور الندى ونحيي أرواحنا
بكلام ميت ينتظر قدوم النسيم

يلفح وجوهنا نوراً محروقا كليل ضاع به القمر.
ننتظر النرجس من عام إلى عام
ولا ندرك بأننا ننتظر موسم الخريف

يتشاطر الأطفال رغيفا محروقا
وحبة تفاح تمطر لعابا بلون السكر
ونتشاطر نحن القصيدة على تلال الجليل
نغرسها كقمحه لمواسم الجوع وشتاء تهرب منه حبات المطر

النرجس لا ينبت في نيسان
والحرب لا تأتي سوى عل الحي الفقير ومنازل الأطفال
نعيش أعواما نكتب الشعر ونسكب معاناتنا في سطور مثقوبة
ندخل العالم عراة الجسد والذاكرة
نحمل ضمة من الهواء

نبحث عن ثدي امرأة يمطر حبا ويحمل أزاهير الحياة
فنخرج عراة من الروح والذكرى

نبحث عن وطن آخر ونفترق
لأننا كالقصيدة بلا هامش ولا عنوان

النرجس لا ينبت في نيسان ونيسان هو الربيع, وروايتي هي خليط مابين بين ألحان فريد الأطرش والحان الربيع الحزينة, فهكذا اختلطت الفصول والشهور.
فهل نيسان هو الزمان الآتي في زمن لم يأت.العيون البنية ما زالت تدندن الربيع وتكتبني في الأعماق, تخبئني نصا في كتاب الخلود وأنا ما زلت ابحث عن نرجس نيسان على قمم الجليل.

اشعر الآن في داخلي حنين مكبوت لتلك الزهرة الجبلية, عن أسباب ذلك الحنين لا أعرف شيئا أو سببا.أردت إقفال الرواية التي سرقت قلبي وجعلتني أهذي وابكي على حزن مؤلفتها وشفافيتها روقتها. لكني في الحال أيقنت أن هناك امرأة حزينة, في الصفحة العاشرة كتبت عن حنين غامض سري
أقفلت الرواية على هذا الحنين المفقود وتركت العيون البنية التي تميل إلى العسلية تحاول ترجمة ما خربشت أناملي عن لغة الروح,ترقص حولي سرا, وتسرح في أركان الغرفة وتفتش في أوراقي وجوار يري عن أسراري القديمة. وتحتويني في أجمل الأمكنة في اللامكان, والزمان الآتي في زمن لم يأت.





#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء لرجال الثامن من اذار
- هل أنا ميتة فعلا؟؟
- ثلاثة ذكور من ضلع امرأة
- عشرة رسائل قصيرة, وثرثرة نسائية غير محمودة
- تداخلات وانتظارات
- جاك، جوليبير وحمار جحا
- سر -الجمعية لحماية الحمير-
- محاولة في نسيج كرة مجنونة
- طلابي وتجاوز رشاش الدم
- كفوا عن قتل الاطفال..صرخة بعيدة من انسانة قريبة
- كفوا عن قتل الأطفال - صرخة بعيدة من إنسانة قريبة
- أحذية ومقامات
- العودة من ارض النور
- كيف سأعاقب أمي؟
- برؤية مغايرة -Remorse-
- وجوهي التسعة
- رسائل إلى شخص ليس هو , الى برجر سلاين
- تقمص كائن شتوي
- ريتا
- فراشه مجنونة


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - لغة الروح