أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً














المزيد.....

ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 13:05
المحور: المجتمع المدني
    


تعقيباً على ما كتبت فى هذا المكان عن المادة الثانية من الدستور، تلقيت رسائل كثيرة بعضها يؤيد وبعضها الآخر يرفض بصور متعددة تتراوح بين الاختلاف المتحضر وبين الشتائم والسباب، وبعضها الثالث يقدم إضافات "وتعديلات" مهمة.
ومن هذه النوعية الأخيرة أشير بشكل خاص إلى رسالة رقيقة من الأستاذ كمال غبريال قال فيها أن النص الذى اقترحته ليحل محل النص الحالى للمادة الثانية، والقول بمرجعية مقاصد الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية الأخرى يترك إشكالية عدم الاعتراف بالبهائيين مثلاً لعدم اعتراف الاسلام بديانتهم، بينما يكبل المشرع بتفسيرات قد تكون متشددة حتى لو استخدمنا كلمة مقاصد بدلاً من مبادئ، والأفضل هو فك الارتباط بين هذه المادة وبين التشريع من الأساس .
واقترح الأستاذ كمال غبريال النص التالى:
"مصر دولة مدنية، واللغة العربية لغتها الرسمية، والدين الاسلامى دين غالبية المواطنين، وتقوم الدولة على رعاية المقاصد العليا للأديان، ورعاية القيم الانسانية النبيلة".
وهو اقتراح جدير بالتأمل والدراسة .
بيد أن الكثيرين من القراء يمكن أن يسألوا:
ما هذا الذى تتحدثون فيه وعنه؟
إن المادة الثانية ليست مطروحة أصلا للتعديل، بل إن الحزب الوطنى قد تسابق مع جماعة الاخوان المسلمين ومع كل مفكرى الاسلام السياسى على اختلاف جماعاتهم فى "تحصين" المادة الثانية بصورتها الحالية، وعدم المساس بها باى صورة مباشرة أو غير مباشرة.
ثم أن المواد الأربعة والثلاثين المطروحة للتعديل – والتى لا تتضمن المادة الثانية كما لا تتضمن المادة 77 – جرى "سلق " المناقشات حولها، والاسراع بـ "إجراءات" التعامل معها، بحيث تنتهى قبل الموعد الذى تم إعلانه فى أول الأمر.
وتشبث نواب الحزب الوطنى فى مجلس الشعب بتمرير التعديلات المقترحة حرفيا، ورفض أى اجتهاد من الاجتهادات المطروحة من خارج الحزب الحاكم.
وهو بالضبط ما حدث مع تعديل المادة 76 عام 2005، ورغم ان الأحداث أثبتت أن هذا المنهج "الانفرادى" لا يؤدى إلا إلى "جرائم دستورية" – على حد تعبير أستاذ أساتذة القانون الدستورى الدكتور يحيى الجمل – كما أثبتت أن هذه الصيغة التى اخترعها ترزية القوانين للمادة 76 المعدلة تحتاج إلى تعديل بعد أقل من عامين على تبنيها ..
رغم ذلك فان نواب الحزب الوطنى يتصرفون بنفس العقلية التى أدارت تعديل المادة 76 من قبل، متناسين أننا بصدد الحديث عن مواد "دستورية". والدستور – كما يعرف القاصى والدانى – هو أحد أهم محددات "العقد الاجتماعى" بين الحكم والناس وبين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية. وأن الدستور لا يمكن أن تكون له قيمة فعلية إلا اذا كان محصلة لـ "توافق" مجتمعى، و"تراضى" بين كل القوى الحية فى المجتمع دون إقصاء أو استئصال أو استبعاد أو وصاية.
فاين هذا التوافق المطلوب من سد الآذان وإغماض العيون عن أى اجتهاد أخر قادم من خارج الحزب الوطنى؟
ولماذا تعطلت لغة الحوار بهذه الصورة المروعة، وحلت محلها حالة من الاحتقان والاستقطاب؟
وكيف لا يرى نواب الحزب الوطنى السعداء والمنتشين بنجاحهم فى كسر إراد خصومهم السياسيين، المخاطر المحدقة بتعديلات يتم تمريرها بهذه الصورة التى جعلت منظمة دولية مهمة، كمنظمة العفو الدولية، تحذر من مغبة تبنى تعديلات وصفتها بأنها أسوا انتهاك لحقوق الانسان.
وكيف لا يستخلص نواب الحزب الوطنى العبرة من تعديل التعديل الذى أدخلوه من قبل على المادة 76؟

وكيف لا يرون التأثيرات السلبية لهذه "الصربعة" على العملية السياسية، وعلى مسيرة الاصلاح؟!
هذه التساؤلات ليست مجرد اسئلة استنكارية وإنما هى رءوس أسهم تشير الى ان ملفات قضية الدستور ستظل مفتوحة حتى برغم هذا السلوك غير الديموقراطى للبعض، أو بالاحرى بسبب هذا السلوك.
كما تشير الى أن قضية التعديلات الدستورية أوسع من الأربعة والثلاثين مادة.
وأن المسألة الرئيسية والجوهرية بهذا الصدد هى حسم خيارات المجتمع حول أية دولة نريد: دولة دينية أم دولة مدنية.
وهذا يعيدنا الى المادة الثانية التى سيظل الحوار حولها فريضة وطنية حتى نصل إلى توافق مجتمعى بصورة ديموقراطية، وليس بـ "فرامانات " انفرادية من مجلس يحتاج هو نفسه الى اصلاح.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبرنا يا وزير التضامن الاجتماعى
- بروتوكولات حكماء الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات .. وأزمة الث ...
- المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى
- فتحى عبدالفتاح .. عاشق الحياة والوطن
- جوزف سماحه
- -حبيبة- .. و-إيمان-: تعددت الأسباب والكرب واحد
- المادة الثانية.. ليست مقدسة
- حرية العقيدة.. يا ناس!
- ماجدة شاهين.. الدبلوماسية الأكاديمية
- صدق أولا تصدق: نقد رئيس مصر مباح .. وعتاب أمير عربى ممنوع!
- »الوفاق« الوطني و»النفاق الحزبي«
- ما رأيك يا وزير التنمية الإدارية
- هل يتمتع كلاب الأمراء العرب ب -الحصانة- فى مصر؟
- تقرير الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية يفسر تراجع ترتيب مصر
- اقتصاد يغدق فقراً
- بدلاً من تضييع الوقت والجهد في الرد علي الفتاوي الهزلية: تعا ...
- كأن العمر .. ما كانا!
- حتى فى السودان
- التعليم..غارق فى بحر من الفساد
- الذكرى السنوية الأولى للكارثة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً