أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - راني خوري - يا أهل العراق، يا أهل الشقاق يا أهل النفاق!!.















المزيد.....

يا أهل العراق، يا أهل الشقاق يا أهل النفاق!!.


راني خوري

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 13:00
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


هذه الجملة التي أطلقها الحجاج بن يوسف الثقفي في خطبته بعد الصلاة واصفا العراقيين بما وصف، فامتلأت كتب التاريخ الإسلامي وعجت صفحاته بمقولة الحجاج وبقيت تطلق لغاية الآن بين حين وآخر من قبل بعض الناس تذكيرا بالتاريخ الذي قد يجد البعض فيه كتابا للأمثال الشعبية يمكن استخدامه كمرجع لهذا الغرض، أو لإدانة شخص أو شعب بحجة الدليل التاريخي. ولكننا إذا قرأنا كتب التاريخ، فإننا نقرؤها كمرجع لأحداث وفق رؤية حقيقية، لا تعتمد فقط على تأريخ الحاكم في ذلك الزمان أو أصحاب الهوى ممن أرخ وكتب.

الحجاج بن يوسف "الثقفي" سياسي أموي وقائد عسكري، وهو من أشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي والعربي، و هو بلا أدنى شك خطيب بليغ وشاعر. والأهم من ذلك هو أنه لعب دوراً كبيراً في تثبيت أركان الدولة الأموية. ومن هنا أبدأ لأقول بأنه يظهر لنا أن الحجاج بن يوسف ليس عراقيا وإنما كان حاكما مرسلا من قبل محتل عربي إسلامي للعراق. فالدولة الأموية هي دولة الاحتلال العربي الإسلامي لدمشق والشام، والتي أسسها معاوية بن أبي سفيان (صخر) بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، المكي المولد، وبدأ تاريخه مع سوريا إبان بعثة الاحتلال التي أرسلها أبو بكر لغزو الشام، وكان على رأسها معاوية وأخوه يزيد. ثم تولى إمارتها (حكمها العسكري) بعد أن عينه المحتل العادل بن الخطاب عمر واليا عليها سنة 21 هـ، و بعد ذلك أقر نعثل (عثمان بن عفان) ولايته عليها كحاكم عسكري محتل (بريمر العراق)، واستقل بحكم الشام بعد وفاة نعثل عام 35 هـ حيث أنه لم يبايع الإمام علي على الخلافة. إلى أن بايعه الناس (ديمقراطيا وبمراقبة الأمم المتحدة) عام 41 هـ واستمر خليفة إلى العام 60 هـ. أما الحجاج بن يوسف (الحاكم العسكري للعراق آنذاك) فهو من مواليد ثقيف بمدينة الطائف عام 41 هـ ( عام المبايعة الديمقراطية أو عام الجماعة كما يسمى. وقد عينه عبد الملك بن مروان حاكما على العراق بعد أن عزله عن ولاية الحجاز لكثرة الشكايات منه ومن حكمه (حيث أن الحجاز كان ديمقراطيا آنذاك، أما العراق فلا، ويمكن لمن فشل في الحجاز أن ينجح في العراق!!.

لما كان هذا السرد؟ إنما أردت أن أبين أن المنطقة بأسرها كانت قد وقعت أسيرة احتلال منذ زمن بعيد وها هو ذا التاريخ يسجل مقولة محتل ورأيه في أهل بلد قديم وعريق، وأردت أن أبين أن ذاكرتنا التي لا تزال تبجل دولة أموية تارة، وعباسية تارة أخرى وفاطمية و خلافية إنما هي ذاكرة تم غسلها لتنظر إلى هذه الدول المحتلة كدول عربية أصيلة نابعة من قلب ودماء بلداننا مع أن مؤسسيها أتوا ودخلوا هذه البلاد كمحتلين وقاطعي طريق، مؤسسين لدولة البداوة وخلافة الغباوة. والحجاج وإن كان قد أتى في زمن دولة أموية (محتلة لسوريا والعراق وغيرها) فإنه ودولته ليسوا أكثر من شرذمة لصوص ومحتلين وقاطعي طريق باسم الله.

تتكرر القصة طوال القرون الماضية حيث لا يحكم السوري سوريا أو العراقي العراق أو المصري مصر (وغير هذه البلدان الكثير)، وإنما احتلال يليه احتلال ويليه احتلال وأبناء البلدان قابعين صامتين متفرجين لا حول لهم ولا قوة. وتتجلى اليوم هذه الوقائع أكثر فأكثر عندما نرى احتلالا أمريكيا للعراق، يتم بعده تعيين حاكم عسكري للعراق ولكن شتان ما بينه وبين الأول، فالأول مجرم سفاح من الدرجة الأولى لا يتوانى عن التضحية بأهل العراق كلهم لإقرار دعائم الحكم، وله ثقة بأن من أرسله إنما أرسله ليكون "يده وسوطه" حسبما قال الحجاج لعبد الملك بن مروان عندما أرسل له معاتبا في قسوته بالمعاملة، ليس لأهل العراق وإنما لعدد من رجال الشرطة تحت إمرة "روح بن زنباع" قائد الشرطة آنذاك. أما الثاني فهو مراقب من صحافة عالمية ودولية وقبل ذلك، من أمة تعاقب جنودها إذا ما أخلوا بالشرف العسكري، ومن برلمانات أسست نصوصا لها قدسيتها في حماية الفرد لأنه الأساس في بناء المجتمع والذي بمجموع هذه المجتمعات تتكون الدولة والدول.

ولكن التاريخ هنا لا يعيد نفسه (100%) حيث أن المحتل ألزم نفسه بقوانين وبمواثيق شرف واتفاقيات دولية وهو ملزم أن يحترمها (لأنه لا ناسخ ولا منسوخ في شريعته)، بالتالي يستغل هذه النقطة مغول هذا العصر – ولا أقصد الأمريكان هنا – ويدخل العراق ألف ألف "حجاج" آخر ليقتصوا من أهل الشقاق والنفاق مرة، ومن الصفويين مرة أخرى، ومن الكرد مرة ثالثة. أما المسيحيون فإنهم أهل كتاب – محرف - وذمة (واسعة) صليبيون أنجاس (وإن كانوا الوحيدين الذين حافظوا على لغات البلاد الأصلية لأربعة عشر قرنا من زمن الاحتلال البدوي الطاهر) لا مكان لهم على الكرة الأرضية لأن الأرض ومن عليها لله – الرحمن الرحيم. بالتالي كانت النتيجة بالمحصلة أكثر من 600 ألف قتيل وملايين المشردين والمهجرين.

لا شك بأن حرب العراق كانت قرارا أمريكيا بحتا، ومتفردا عن الإجماع الدولي وإن كان بحجة نشر الديمقراطية، ولكننا لا نستطيع هنا أن نرجم الولايات المتحدة – الزانية . لأنه حسبها أن أمة أخرى سبقتها في ذلك. ولكن الهدف كان سابقا نشر الإيمان والعلم في بلدان العالم المتخلفة على أيدي جنود الرحمن، لأن هذه الحضارات لم تؤتى من العلم إلا قليلا. بينما كان قلب الجزيرة النابض يتحف العالم بالاختراعات المبهرة (نكاح، مباضعة، وهب نفس، ملك يمين.. إلخ) فكان لابد من نشر هذه الاختراعات بالحوار والمنطق – البتار- خاصة أن أدبيات أهل المنطقة كانت بعيدة عن هذه العلوم لأنها كانت مشغولة بفلسفة وطب يونانيين، وبحكمة وثقافة آراميتين.

لقد أصبح العديد من أبناء المنطقة بلا عقل وفكر، إلا الفكر التوحيدي، وأصبح مجرمو الماضي مقدسين ومحاطين بهالات أسطورية لم يعد من الممكن بسببها التعايش بين العراقي وجاره وشقيقه العراقي، أو السوري والآخر السوري وقس على ذلك المصري والمغربي والجزائري والسوداني والصومالي واليمني وحتى الخليجي. فما الحل؟؟! الحل هو في زوال المشكلة، نعم الاحتلال الأمريكي من جهة، ولكن الأهم هو إزالة المجرمين الذين ضحوا بالعراق وأهله، أصحاب فكر التطرف والإرهاب التوحيدي، الذين إن استغلوا وضع العراق الحالي لإشباع غرائزهم الدموية، فهم أيضا لن يتوانوا أن يفعلوا ذلك في مصر أو سوريا أو المغرب (الغير عربي).

لإغراق الولايات المتحدة في مستنقع موحل لا مخرج منه بسهولة كان لابد من التضحية بأبناء العراق، وإن بلغ العدد ملايين فهل نضع دماء هؤلاء في رقبة الولايات المتحدة؟! أرى ذلك ضحكا على العقول وإمعانا في الاسترخاص بحياة أبناء العراق الذين يجب أن يتوصلوا للحقيقة لتقديم جميع المجرمين إلى عدالة إن لم تكن ضمن محاكم دولية، فعلى الأقل محاكم تاريخية. وليسجل التاريخ وإن لمرة واحدة في منطقتنا أننا قدمنا المجرم للعدالة، ولينطلق قول جديد يصف أهل العراق الحقيقيين - الذين لا بد لهم من التحرك لحكم بلدهم – بما يستحقون من ألقاب، لا كما خرجت من فم محتل يصفهم بأهل الشقاق والنفاق، بل من حناجرهم هم ليقولوا بأنهم أهل وفاق واتفاق.





#راني_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء سلطان...والحيوانات!!!
- بن لادن...سنة حلوة يا جميل
- بيكاسو ....والزرقاوي!!!
- بيكاسو...والزرقاوي!!!.
- مشكلة عقل وليست مسألة حجاب
- قبر يسوع ، سفينة المال الغارقة الجديدة!!
- عبدالكريم نبيل سليمان...الكتابة في الدين والسياسة خط أحمر!!.
- وفاء سلطان والمتخلفين عقليا!!


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - راني خوري - يا أهل العراق، يا أهل الشقاق يا أهل النفاق!!.